ظهر حقل اللسانيات منذ 1916 للمساعدة على تقديم دراسة علمية للغة البشرية مع فرديناند ديسوسير، وقد توالت الدراسات العلمية للغة ضمن حقول معرفية متعددة مكنت من تأسيس مجموعة من المدارس اللسانية، كما مكن التداخلات المعرفية من انبثاق مجموعة من التخصصات اللسانية بفعل تداخل اللسانيات مع مجموعة من الحقول المعرفية المتعددة المشارب لعل أهمها علوم الحاسوب، وهو تداخل مكن من حوسبة اللغة على مستوى الحاسوب.
يعد التقاطع بين اللسانيات والحوسبة اللغة الطبيعية مجالًا سريع التطور لتأثيره بشكل كبير على التكنولوجيا والمجتمع، فكانت البداية مع المعالجة الآلية للغات الطبيعية والتي اهتمت بمعالجة اللغة الطبيعية حسب مستوى أو مستويين من المستويات اللسانية فساعد في تطوير نظم تعمل على معالجة المستوى الصرفي، وأخرى المستوى التركيبي وثالثة المستوى المعجمي، وبالموازاة مع ذلك كانت هناك بوادر على تسخير الحاسوب لقيام بالمهام الإنسانية، ولعل أبرز نظام تحقق في هذا الشرط هي نظم الترجمة الآلية، ثم توالت الأبحاث وكثرت الابتكارات المتعلقة بالمعالجة الآلية للغات الطبيعية (NLP)، فنتج عن ذلك انتشار حقلين فرعيين كبيرن هما: الفهم الآلي للغة الطبيعية (NLU) والتوليد الآلي للغة الطبيعية (NLG).