صورة التدوينة

وهي مدينة تقع في أقاصي بلاد الترك الشرقية ، معنى أسمها باللغة التركية (الرمل الأسود) لأن" قرا " تعني في لغتهم اللون الأسود ، و" قوم " تعني الرمل ، كانت هذهِ المدينة عاصمة المغول وهي خالصة التتر ، وفي جهاتها بلاد المغول ، ومنها خاناتهم ، وفيها غالب عساكر الخان الكبير، وفيها يُصنع القماش الفاخر والصنائع الفائقة وأهلها أهل صنائع فائقة ،لها اهمية تاريخية وادارية فمن حيث الاهمية التاريخية فقد اختارت معظم الامبراطوريات التركية والمغولية السابقة حواضرها في منطقة اعالي نهر اورخون ،فقد اختار جنكيز خان منطقة قراقورم او مكان قريب منها ليكون مقراً لحاضرته من الناحية الاسمية،اما اهميتها من الناحية الادارية فأن للعاصمة قراقورم ما يصح الافادة منه في ادارة منغوليا بفعل وقوعها وسط هذا الاقليم مما ساعد على توثيق الروابط بين الموطن الاصلي لاسرة جنكيز خان عند منابع نهري اونون وكيرولين وبين المناطق التي كانت خاضعة لاوكاي خان على نهري اريتش وايميل،وفي عهد اوكتاي خان امر المهندسين الصينيين الذين جلبهم من بلاد الخطا ان يبنوا له مدينة جديدة في منطقة قراقورم في منغوليا فأختاروا مكاناً يقع على اطلال مدينة اويغورية على ضفاف نهر اورخون وبنوا له ما يُسمى " اوردو باليغ" اي " مدينة البلاط " ،لكن بفعل قربها من جبال قراقورم سُميت بأسمه،وقد اهتم اوكتاي خان بتوسيعها ،وزينها بالمباني والصروح الفخمة ،وبنى فيها قصر كبير ،وزخرفه وزينه بمختلف فنون النقش والتصوير وأطلق عليه اسم قرشي وهي كلمة مغولية تعني القصر واتخذه مقراً لحكمه،وعمل على استحداث زراعة الخضروات والفواكه في ضواحيها،وفي عهد منكوخان اصبحت المركز الذي التقت به كل حضارات اسيا وتفاعلت مع بعضها البعض ولاول مرة في التاريخ ارتبطت بلدان شرقي اسيا مع بلدان غربي اوربا بطرق تكتظ بحركة السير المستمرة التي لا ينقطع سيلها وبذلك تعرف الغرب على الصين التي بقيت غامضة ومحجوبة عن انظار اوربا لمدة طويلة ،ونُقلت اليها خيرات الصين،واصبحت قراقورم المدينة القائمة وسط الصحراء كجزيرة من اللبن وسط بحر من الرمال ،وقد سُقفت دورها بقصبات الغاب واستبدل اهلها قباب اللبد بقباب من الحرير الموشى ،وأُستدلت على ابواب القباب ستائر المخرمات الدقيقة الصنعة البديعة المزخرفة،وقد اتسعت قراقورم بمرور الزمن فقد أُنشأت فيها احياء للشعراء والتجار والزوار،ومساجد للمسلمين تجاور معابد البوذيين وكنائس المسيحيين النسطوريين