صورة التدوينة



شهدت بلاد المغرب الاقصى الاسلامي في عهد المرابطين ازدهاراً اقتصادياً ورخاءً في جوانب الحياة من حيث النهوض بالزراعة والصناعة والتجارة واهتمت الدولة المرابطية بالنظام المالي وادارته فقد اتخذ يوسف بن تاشفين حصناً صغيراً لحفظ الاموال والسلاح ثم دونّ لذلك الدواوين حين اتسعت اعمال دولته فجعل للمالية دواوين هي الغنائم ونفقات الجند والضرائب والجباية ومراقبة الدخل وكان الكّتاب يقومون بتدوين النواحي المالية المختلفة والعمال يقومون بجبايتها، وكان المشتغلون بمالية الدولة تحت المراقبة الشديدة والعقاب في حالة التقصير وكانت الزكاة في مقدمة مصادر الدخل المالي للمرابطين ومن ثم تليها الجزية المفروضة على اهل الذمة وكذلك الغنيمة وقد ساهمت المصادر المالية هذه في اقامة المنشآت والاصلاح والتعمير وتجهيز الحملات العسكرية، كذلك الزراعة فقد شيد علي بن يوسف قنطرة على نهر تانسيفت لتوزيع المياه للازمة للزراعة، وايضاً الصناعة ازدهرت نتيجة استقرار الاوضاع وتوفر المواد الخام ووجود الخبرة الصناعية وظهرت عدة صناعات في فترة ظهور الدولة المرابطية منها صناعة السفن والزجاج واستخراج الزيت من الزيتون وصناعة دبغ الجلود، وشاركت التجارة في ازدهار اقتصاد الدولة المرابطية وذلك من خلال تشجيع التجار على الاقامة من خلال انشاء الفنادق مثلما فعل يوسف بن تاشفين حين دخل مدينة فاس سنة(٤٦٢ه‍/١٠٦٩م) وكانت هنالك عدة طرق للتجارة في عصر المرابطين منها الطريق الذي يربط البلاد بمنطقة السنغال والنيجر اذا كان يمر بسجلماسة ودرعة ومدن المغرب الاقصى متجهاً الى اودغشت ثم الى النيجر، وهذا يدل على ان الدولة المرابطية شهدت تجارة داخلية وتجارة خارجية اسهمت في زيادة مردوداتها المالية.