بعد نفاذ الطبعة الاولى من هذا الكتاب الذي صدرت سنة 2006 وجدت من الضروري اصدار طبعة ثانية وذلك لأهمية الموضوع وحداثته،فضلا عن الطلب المتزايد عليه في داخل العراق وخارجه، اذ طلب مني في القاهرة والجزائر والاردن وسوريا ولبنان .
وعلى الرغم من تأليفي لكتب عدة خلال السنوات المنصرمة بقي موضوع هذا الكتاب محتفظا بأهميته ،بل كان بابا للخوض في دراسات عدة لعدد كبير من الباحثين والدارسين.
وكان موضوع هذا الكتاب مفتاحا لي للغوص في مصادر فارسية وتركية وانكليزية للبحث عن امم واقوام اخرى تستحق الدراسة ،والاطلاع على مأثرهم واخبارهم .
قليلة هي الدراسات التي تناولت الأصول التاريخية لعدد من القبائل التركية التي يصعب البحث عن مصادرها لندرتها .
وتعد قبيلة القراخانيين أحدى هذه القبائل التركية التي لم تخط بدراسات تاريخية شاملة ، نظراً لندرة المصادر التي تحدثت عنها ، وهي أن وجدت فهي معلومات متناثرة بين طياتها وهذا ماجعل عدد من الباحثين يعزفون عن البحث في مثل هذه الدراسات .
وكان للأستاذ الدكتور الفاضل المرحوم حسين الداقوقي فضل كبير في تشجيعي على البحث في مثل هذهِ الدراسات وفي أعداد هذا الكتاب قبل وفاته (رحمه الله).
يُعد الخوض في مثل هذهِ الدراسات خطوة مهمة لتكون عوناً لعدد من الباحثين والمؤرخين للخوض والبحث في دراسات مشابهة لتغني المكتبات العربية وغير العربية بدراساتٍ تاريخية افتقدتها لسنواتٍ طوال .
تناولت في دراستي هذهِ الأصول التاريخية للقراخانيين ومناطق استقرارهم واهم المدن التي استقروا فيها .
واشرت الى لغتهم والقاب امرائهم ومدلولاتها السياسية،وتناولت بشكل مفصل اهم الديانات التي اعتنقوها وكان اخرها الدين الاسلامي ،واشرت الى دورهم في نشره بين القبائل التركية وكفاحهم الطويل في محاربة الكفار من القبائل التركية.
وتناولت ايضا اهتمام الامراء القراخانيين بالبناء والعمران،وعلاقتهم مع الخلافة العباسية وتطورها اذا تميزت باستقرارها مع تبادل الرسل والوفود ومنحهم الالقاب الفخمة .
وعرجت على اهم ما حققه الامراء القراخانيين من إنجازات سياسية وعسكرية عبر المراحل التاريخية لأمارتهم من خلال الاشارة الى علاقاتهم السياسية مع الأمارات الإسلامية المجاورة والمعاصرة لها في تلك المرحلة التاريخية ، وأهم ما تمخض عن هذه العلاقات من نتائج سياسية وعسكرية،مع الاشارة الى اهم السفارات المتبادلة بينهم.
وتناولت أيضاً أهم الملامح الرئيسة لتطور الحياة العلمية في عهدهم ولاسيما في بلاد ما وراء النهر ، التي تضمنت تطور علوم مختلفة الإنسانية منها والعقلية مثل علوم اللغة العربية وعلوم القرآن الكريم وتفسيره وعلوم الحديث النبوي الشريف والتاريخ والرياضيات والفلك والهندسة والطب وعلوم السياسة والاخلاق وغيرها ، وقد توضح هذا التطور العلمي من خلال أهتمام عدد من أمراء الأمارة القراخانية بالعلم والعلماء .
اذ اهتم عدد كبير من امرائهم بالنواحي العلمية والعمل على تنمية المؤسسات العلمية ،واستقبال العلماء الوافدين الى المناطق الخاضعة لسلطتهم،والتشجيع على الرحلة من اجل طلب العلم.
وقد تنوعت المصادر التاريخية التي اعتمدتها في اعداد هذا الكتاب بين كتب التاريخ العام وكتب الفرق والكتب الجغرافية لاسيما الأطالس التاريخية الإسلامية ، فضلاً عن المراجع الثانوية التي كان لها أثر كبير في اغناء موضوعات عدة من هذا الكتاب .
فضلا عن استخدامي لعدد من المصادر الفارسية غير المعربة والتي افدت منها في اغناء فصول الكتاب بمعلومات مهمة.
التعليقات
لا توجد تعليقات حتى الآن.
يجب أن تسجل الدخول لإضافة تعليق.