صورة التدوينة

كانت بيوتات مدينة فاس في العصر المريني تتكون من جدار الى جهة الشارع ولم يكن في الجدار من المنافذ سوى بضع كوى تمكن الناظر من الداخل ان يرى ما يحدث في الشارع دون ان تعرضه لخطر الرؤية من الخارج وباب خشبي متين تغطيه زخارف من رؤوس المسامير الحديدية ومقرعة يعلن الزائر بضربها عن وجوده فاذا انفتح الباب دخل المرء الى ممر ضيق منخفض السقف بحيث يستحي ان يرى وهو على العتبة ما يدور في العرصة وبذلك يتاح للنساء الوقت الكافي للاختفاء لمجرد ان يجتاز الباب غريب وينتهي الممر بعرصة مربعة في غالب الحالات ارضها من الرخام ويكون في وسطها بركة او نافورة ويغلب على البيت ان يتألف من طابق ارضي وطابق اخر يعلوه وقد يكون فيه طابق ثالث، اما اغلب البيوت البسيطة فكانت تتألف من طابق ارضي فقط وكانت الممرات ترتكز على اعمدة يغلب عليها ان تكون مربعة مزخرفة بالزليج الملون وكانت رؤوس الاعمدة هذه تحمل وصيداً(اسكفة) من الخشب المحفور يدور على الجدران الثلاثة، وان البيت الذي يتكون من طابقين يحتوي على ست غرف ثلاث منها في كل من الطابقين والمطبخ والدرج كانت تقوم في زاوية وهي اماكن مغلقة يصل اليها نور ضئيل وكان طول الغرفة بين سبعة امتار وثمانية امتار وعرضها لا يتجاوز ثلاثة امتار ويتكون الاثاث من الفرش المكسوة بالقماش المطرز والوسائد التي كانت تدور بالجدران وارض الغرف بالسجاد ويتكون السطح من رفراف مبنى فوق غرف الطابق الاعلى ومحاط بجدران مرتفعة وكان يستعمل الرفراف لنشر الغسيل وتجفيف الفواكه والخضار ويتحدثن النساء مع نساء البيوت المجاورة، اما المنازل الفخمة فهي كان بها حديقة داخلية تنمو فيها الزهور والاشجار المثمرة وشجر النخيل وتكون فيها عدد من الخدم يتزايد بحسب اهمية المسكن.