صورة التدوينة

حظت دراسات بلاد الهند باهتمام الباحثين والمؤرخين في مختلف مراحل تاريخها لما شكلته جغرافيتها من اهمية تاريخية وسياسية واقتصادية واجتماعية اثرت وتأثرت بالبلاد المجاورة لها، ولما اضفته من اثارة في احداثها التي سطرها المؤرخون ممن زارها ورحل البها
الغرض تدوين مشاهداته حولها.
وعلى الرغم من ذلك ما زالت المكتبات العربية تفتقر الى دراسات اخرى متنوعة عن
تاريخ الهند وحضارتها لما تشكله من هاجس علمي من قبل الباحثين والمهتمين
بتاريخها ، وربما يعود السبب في ذلك الى قلة المصادر العربية التي تناولت تاريخها ، فالكثير
من المصادر ما زالت باللغات الاجنبية غير المترجمة سيما الأردية منها والفارسية والانكليزية.
ولهذا حرصنا في كتابنا هذا على دراسة جوانب مختلفة من تاريخ الهند لتغني اهتمامات الباحثين وتكون حافزا لهم لدراسات اخرى تتناول جوانب متنوعة من تاريخها
ففي الفصل الأول المعنون المعتقدات الدينية في الهند في كتاب الفهرست لابن
النديم (ت 385هـ / 995م)) اشرنا الى اهم الكتب التي تناولت المعتقدات الدينية في الهند
وتعددها وهو كتاب الفهرست لابن النديم، اذ نجح فعلاً في ايصال الحقائق المهمة
للباحثين كافة وعلى مختلف العصور التاريخية من خلال ما اتبعه من منهج علمي
ناجح ومن الموضوعات المهمة التي تطرق اليها ابن النديم في كتابه الفهرست هو ما ذكره
من معلومات مهمة عن المعتقدات الدينية في الهند، اذ انفرد بذكر عدد كبير ومهم من
الفرق الدينية والهياكل والمعابد المقدسة التي بنيت فيها وأهم الاصنام التي عبدها سكان
هذه البلاد؛ لكونها كانت من أخصب بقاع الأرض لنشوء مثل هذه المعتقدات والمذاهب
الدينية، ونظراً لاستيعاب اهلها للمبادئ التي جاءت بها هذه الاديان والمعتقدات ولحاجتهم لدين يضمن لهم الاستقرار وينظم حياتهم الاجتماعية والاقتصادية والدينية.