صورة التدوينة

فى الأونة الأخيرة ومع التطور الهائل فى كافة مجالات الحياة تحوّلت الرياضة إلى صناعة، وتجارة، وإقتحمت عالم الإقتصاد من أوسع الأبواب، وأصبحت لغة المال المحرك الأساسي لكل القطاعات، حتى ظهر وتشكّل مفهوم السياحة الرياضية التي تعد ثروة حقيقية في العديد من الدول التى بدأت إستثماراتها الرياضية، وتمكنت بطرق مبتكرة من إستقطاب البطولات والفعاليات الرياضية الترفيهية وجذب الزوار إلى ملاعبها، وبالنظر لهذه الدول نجد أن الدول الأجنبية فى الصدارة، في وقت لم تستطع فيه بعض الدول العربية رغم جاذبية معالمها السياحية وإمكانية ربطها بالرياضة وعناصر التشويق من رفع معدلات السياحة في بلادها، في المقابل فرضت مدن وملاعب أوروبية نفسها وجهات سياحية رياضية تدرّ على خزينة بلادها أموالاً طائلة.
ونظراً لأهمية السياحة الرياضية في دفع عجلة الإستثمار لاسيما وأن الدول العربية من الدول التي تعتبر جاذبة للسائحين حول العالم، لذا يعتبر تفعيل السياحة الرياضية في الدول العربية خطاً فارقاً في زيادة الإستثمارات بها، حيث تعتبر السياحة الرياضية منتج واعد يجب العمل على الترويج له بشكل موسع وحرفى فى معظم الأسواق المصدرة للسياحة، من خلال وضع خطط تسويقية للأنشطة الرياضية ومنتج السياحة الرياضية فى الدول العربية داخل البورصات والمعارض السياحية العالمية التى تشارك فيها وكذلك دعوة الإتحادات الرياضية الدولية لزيارة الدول العربية ومعالمها الرياضية والتعرف على إمكانياتها وتحديد البطولات الرياضية المستهدفة التى يمكن تنفيذها.
لذا يجب إستثمار البطولات والميداليات التى حققتها الدول العربية عالمياً فى التنشيط للسياحة الرياضية من خلال إستضافة البطولات العالمية وإقامتها على أراضٍ عربية، وكذلك عمل شراكات وبروتوكولات تعاون بين وزارات الرياضة والسياحة والطيران وكذلك الإتحادات الرياضية الدولية والمحلية وإتحاد الغرف السياحية وجمعيات المستثمرين السياحيين يتم بمقتضاها وضع خطط ورؤى للسياحة الرياضية لجذب وإقامة وتنظيم البطولات الرياضية.
وبالنظر إلى السياحية الرياضية نجد أنها تتميز بعنصرين مهمين الأول أنها تزيد من نسب السياح بشكل كبير وتجذب مختلف الفئات العمرية، والثانى أنها فى حد ذاتها تعد تسويق وترويج للسياحة بشكل عام من خلال الفرق والجمهور المشارك الذين ينقلون ما يشاهدونه عبر صفحاتهم على السوشيال ميديا وتركيز وسائل الإعلام المحلية والعالمية على البطولات الرياضية التى تقام.
وتعد السياحة الرياضية واحدة من الأنماط الرئيسية للسياحة على مستوى العالم، حيث تقدر منظمة السياحة العالمية نصيب السياحة الرياضية بنحو 6% من النشاط الرئيسي للسياحة كسبب رئيسي للسفر، ونحو 17% من النشاط الفرعي للسياحة كسبب جانبي للسفر، أي ما يعادل 270 مليون سائح دولي سنويًا يبلغ حجم إنفاقهم ما يقارب 310 مليار دولار على مستوى العالم سنويًا، وهناك أربع أشكال رئيسية للسياحة الرياضية وهي، السفر للمشاركة في البطولات الرياضية سواء دولية أو إقليمية "تقدر بنحو 4 ملايين شخص سنويًا"، السفر لمشاهدة الفعاليات الرياضية أو زيارة المواقع الرياضية كالاستادات والمتاحف الرياضية "تقدر بنحو 25 مليون شخص سنويًا"، السفر لممارسة الرياضة سواء كسبب رئيسي أو فرعي "تقدر بنحو 240 مليون شخص سنويًا، وأخيرا استضافة الفرق الرياضية في مراحل الإعداد.
لذا علينا أن نسعى لتحقيق عدد من الأهداف اهمها :
1- دعم خطط وزارات السياحة من خلال الترويج السياحي للأحداث والمناسبات والمهرجانات الرياضية بالتعاون مع الجهات المعنية في المجالين "السياحة، الرياضة".
2- تنفيذ مشروعات رياضية ذات عوائد إقتصادية وبرامج سياحية بهدف زيادة الإشغال السياحي.
3- وضع برامج للأحداث الرياضية الغير رسمية والتي تساهم في تنشيط السياحة الداخلية والخارجية ودعم العلاقة بين الإتحاد العربى للسياحة والجهات المعنية بالسياحة.
4- خلق فرص سياحية حقيقية من خلال إستضافة وتنظيم كبرى الأحداث والفعاليات الرياضية سواء القارية أو العالمية.
5- المشاركة في المعارض الرياضية الخارجية للترويج والإستثمار للأحداث والمهرجانات الرياضية وعرض المنشأت الشبابيه الرياضية التي تمتلكها الدول العربية لإستقبال المعسكرات التدريبيه للفرق والأندية العالمية.
6- تفعيل سياحة الطرق، وهى منتج سياحي جديد سيكون مقصدا لكل عشاق رياضة الدرجات والدرجات البخارية والنارية، نظرا لإمتلاك الدول العربية شبكة طرق عالمية تسمح بممارسة هذا النوع من الرياضات.
7- التركيز على أبطال الرياضة العربية وأصحاب الإنجازات، للمشاركة في دعم السياحة الرياضية عربياً.
8- إستقطاب الأحداث الرياضية الدولية وإستضافتها، بما يسهم في تنشيط السياحية بصفة عامة من خلال الرياضيين الدوليين ومحبّيهم وجماهيرهم التي تتابعهم في أماكن وجودهم.
9- تطوير القطاع الرياضي والنهوض بالبنية التحتية (المنشآت الرياضية).
10- العمل على إستقطاب رجال الاعمال لدعم السياحة الرياضية.