كانت طرق التدريس الاولى في بلاد المغرب الاسلامي تقتصر على التلقين او الحفظ والتي يقوم فيها المعلم بتعليم التلاميذ القران الكريم والنحو والعربية ويتم ذلك اما بالقراءة في المصحف او الالواح او التلقين عن ظهر قلب، وكانت الحلقة التي يكون فيها التلاميذ حو معلمهم هي السائدة في جميع مراحل التعليم حيث يتم البدء بالبسملة والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ثم يقرر المعلم الدرس ومتى فرغ من ذلك ختمه بقراءة الفاتحة وعين لطلابه موضوع الدرس القادم، وكان المعلمون في الكتاتيب يحرصون على ان يردد التلاميذ من حولهم القطع المعينة للحفظ بصوت مرتفع ويجودون فيها، وكان لكل تلميذ لوح صغير من الخشب وقلم من ريشة الاوز ودواة حبر وكان يكتب على اللوح الدرس اليومي فاذا ما تعلمه التلميذ وحفظه حفظاً مفروضاً ان يظل معه مدى الحياة، وغسل اللوح ليكتب الدرس الجديد، وكان على التلاميذ متابعة التمرن على الكتابة حتى في ايام عطلاتهم الاسبوعية وكان المعلمون قد اعتادوا على استخدام الامثال ومقاطع الشعر كنماذج لتجويد الخط، واما التعليم في المرحلة الاعلى فكان يتبع فيها طرق السماع والسؤال والمناقشة وكان يتطلب في هذه المرحلة قراءة احد كتب المتون المعتمدة وعلى الطالب ان يقرأ وعلى المدرس ان يوقفه بين الحين والاخر ليشرح للطلاب فقرة او جملة او حتى كلمة واحدة عندما يشعر بالحاجة الى ذلك، وكانت الرواية هي النظام الاساسي الذي يقوم عليه التعليم خلال تلك الفترة وهذا يرجع الى طبيعة العقل وقدرته الفائقة على الحفظ وكان الاسناد من اساسيات الرواية حيث هو نسبة الاقوال الى اصحابها بأمانة ودقة، اما طريقة السؤال والمناقشة خلال تلك الفترة فلم تعطي حقهما وقد انتقد ابن خلدون (ت٨٠٨ه/١٤٠٥م) اهمال التعليم في المغرب لطريقة المناقشة خلال تلك الفترة، اما طريقة المناظرة خلال تلك الفترة فقد كانت خاصة في مجالس الامراء العلمية وكذلك بين العلماء فيما بينهم.
التعليقات
لا توجد تعليقات حتى الآن.
يجب أن تسجل الدخول لإضافة تعليق.