تمهيد
يتناول هذا الجزء مفهوم التعلم المدمج وعناصره، ويتناول أيضاً أدوات ونماذج التعلم المدمج، مميزات التعلم المدمج، عوامل نجاح التعلم المدمج، بدائل تطبيق التعلم المدمج، العقبات التي تواجه تطبيق التعلم المدمج وكيفية تجاوزها وأبعاد التعلم المدمج.
مفهوم التعلم المدمج
تباينت وجهات النظر حول تحديد إسم هذا النوع من التعلم؛ فبجانب التعلم المدمج (Blended learning) أُطلِقت عليه التسميات الآتية:
التعلم (النموذج) المزيج أو المتمازج أو المخلوط (Mixed model)
التعلم (النموذج) المؤلف أو الهجين (Hyprid model)
التعلم (النموذج) الثنائي (Dual model)
التعلم (النموذج) المتكامل (Integrated model)
ومن هذا المنطلق إختلف الباحثون في تعريفهم للمفهوم وبرز الاختلاف في وجهة نظر كل باحث بميوله نحو الطريقة التي يتبناها في عملية الدمج ولذلك يستحسن عرض عدد من التعريفات حتى يبدو المفهوم بشكل أوضح.
يشير بيرسن وزملاؤه (Bersin and Associates, 2005) إلى أن التعلم المدمج يعد آخر ما تم التوصل إليه في مجال التعليم والتدريس وأنه لا يعدو عن كونه خلـط التعلم الإلكتروني (E-learning) مع الأنواع الأخرى من أساليب التعليم.
ويعرفه كل من جراهام وبونك (Graham and Bonk, 2006) بأنه تقارب يجمع بين التعلم والتعليم بحيث يدمج ما بين إستراتيجيات وطرق الدراسة التقليدية القائمة على التعليم وجهاً لوجه بين المعلم والمتعلم (Face to face) مع إسترايتجيات التعليم الإفتراضية. في حين يكتفي كل من (Mason and Rennie,2006 ) بتعريفهم للتعلم المدمج بأنه محاولة لدمج التعليم وجهاً لوجه مع التعليم عبر الإنترنت.
وتتحدث بعض الدراسات عن أن هذا النوع من التعلم يعتبر النمط الثالث للتعلم الإلكتروني باعتبار أن النمط الأول هو المتزامن والنمط الثاني غير المتزامن والتعلم المدمج هو خليط من هذين النمطين. ويرى الباحث أن هذا التعريف يبدو بعيداً عن مفهوم التعلم المدمج إذ أن كلا النمطين المتزامن وغير المتزامن يعتبران جزءاً من التعلم الإلكتروني.
ويعرفه رتشارد موس (Richard Moos) المذكور في دراسة (الغيث،2008) بأن التعلم المدمج هو ضم ومزج الوسائل المباشرة والوسائل الإلكترونية، ويستطرد ليقول متفقاً مع بيتس أن التعلم المدمج أيضاً يؤدي إلى خفض وتقليل مدة الجلوس في المقعد الدراسي داخل الصف.
ويري (زيتون ،2005) أن التصور الشائع للتعلم المدمج هو دمج وتكامل التعلم الإلكتروني مع التعليم الصفي التقليدي في إطار واحد.
كما عُرف بأنه : أسلوب قائم على توظيف أسلوب التعلم الإلكترونى ومابه من فوائد ومميزات مع نظام التعليم التقليدى وما يوفره من تفاعلات مباشرة وتدريب على أداء المهارات لتحقيق أكبر فائدة على العملية التعليمية.(الصديق،2012 :3-4).
عناصر التعلم المدمج
(مازن،2010 :5)
يحتوي التعلم المدمج على العديد من العناصر التي من الممكن دمجها لنحصل على هذا النوع من التعليم، حيث يمكن دمج أي عدد منها والعناصر هي:
(1) فصول تقليدية.
(2) فصول إفتراضية.
(3) توجيه وإرشاد تقليدي (معلم حقيقي)
(4) فيديو متفاعل أو أقمار اصطناعية.
(5) بريد إلكتروني.
(6) رسائل إلكترونية مستمرة.
(7) المحادثات على الشبكة (Chat).
نماذج التعلم المدمج
(إسماعيل،2009 :100-102)
أ. نموذج Vekro للتعلم المدمج:
يشير هذا النموذج إلى الدمج بين بعض إستراتيجيات التدريس التي بين قاعات الدراسة التقليدية وبين أساليب التعلم الإلكتروني، وهو يتناول الدمج على أنه مجرد لصق إستراتيجيات التدريس التقليدية وأساليب التعلم الإلكتروني معاً وليس التكامل بينهما، ومن هنا فإن هذا النموذج لا يعد نموذجاً للتعلم المدمج وإنما هو مجرد تطبيق لنموذج دمج للإستراتيجيات التعليمية، بينما التعلم المدمج يتم من خلال التكامل لإحداث الدمج بين مكونات المواقف التعليمية المتنوعة، وعلى إعتبار أن التكامل يعد جزء رئيسي لإكتساب أي خبرة من خبرات التعلم المدمج.
ب. النموذج المطابق Duplicated Model :
ويهتم بتزويد الطلاب بمصادر وقنوات متنوعة لتوصيل وعرض المعلومات بعيداً عن التكاليف المادية، إلا أنه يؤخذ عليه عدم مراعاة مدي مناسبة تلك المصادر والقنوات للدمج فيما بينها ومع أسلوب التعليم التقليدي مما قد يؤدي إلى إرباك الطلاب والتداخل بين المعلومات وتشويشهم خبراتهم.
ج. النموذج المجمع Complex Model :
في النموذج المطابق يكون الإهتمام منصباً على تنوع مصادر وقنوات توصيل وعرض المعلومات برؤية أنه كلما تنوعت مصادر وقنوات توصيل وعرض المعلومات كلما كان ناتج التعلم المدمج أفضل، بينما في النموذج المجمع فإن الإهتمام يكون بالتجميع والتركيز لاختيار أفضل المصادر والطرق والقنوات لتوصيل المعلومات بدلاً من التركيز على كم وعدد تلك المصادر والطرق والقنوات.
أدوات التعلم المدمج
(اسماعيل،2009 :102-109)
يتضمن التعلم المدمج نوعين من مكونات الخدمات والأدوات التي تستخدم لتنفيذه وهما:
أ. التعلم المدمج بالإتصال غير المباشر Off-line .
ب. التعلم المدمج بالإتصال المباشر On-line .
مكونات التعلم المدمج ذات الإتصال غير المباشر Of-line Component
1.قاعات الدراسة.
2.أماكن تطبيق مهارات التعلم.
3.التدريس وجهاً لوجه والتوجيه أو الإرشاد.
4.المواد التعليمية الورقية المنشورة
5.المواد التعليمية الإلكترونية المنشورة.
6.المواد التعليمية الإذاعية.
وفيما يلي وصفاً موجزاً لهذه العناصر:
1.قاعة الدراسة Classroom :
وتتم فيها عمليات التعلم بتوظيف العديد من الأنشطة ومن بينها:
المحاضرات والعروض التقديمية، التدريس الخصوصي، ورش العمل، حلقات المناقشة، لعب الأدوار، المحاكاة والمؤتمرات.
وعلى عضو هيئة التدريس في بيئة التعلم المدمج أن يحدد أنسب الطرق والإستراتيجيات الخاصة بقاعة الدراسة والتي تلبي إحتياجات الطلاب، مع تحديد المصادر والطرق الأنسب للتكامل مع المكونات الأخرى للتعلم المدمج وتحدد أدوار عضو هيئة التدريس داخل قاعات الدراسة في بيئة التعلم المدمج بالتوجيه والإرشاد أكثر من استخدامه للحوار والشرح التقليدي.
2.أماكن تطبيق مهارات التعلم Workplace learning :
تحدد أماكن العمل بكونها الأماكن التي يتم فيها تطبيق وممارسة مهارات التعلم، ومن ثمّ فإنها تعد البيئة الطبيعية لتطبيق مهارات التعلم، لذا لا يمكن تجاهلها أثناء تصميم وتطبيق التعلم المدمج لأنه يتم في ضوئها تحديد مصادر وقنوات توصيل مواد التعلم المدمجة والتقليدية بما يدعم ويشجع الطالب وينقله إلى الجو الطبيعي للعمل التطبيقي وممارسة المهام الوظيفية. وتحدد أساليب توظيف هذا المكون فيما يلي:
صياغة أنشطة التعلم في صورة مهام يتم توظيفها أثناء ممارسة التعلم بأماكن العمل بالبيئة المحيطة بالمؤسسة التعليمية.
يحدد دور عضو هيئة التدريس في كونه المدير والمطور التعليمي .
تطبيق أُسلوب المشروعات التعليمية.
تنفيذ الزيارات الميدانية لمواقع سوق العمل لمتابعة تنفيذ المهارات.
3.التدريس وجهاً لوجه والتوجيه والتدريب والإرشاد: ويتم تنفيذ هذا المكون من خلال ما يلي:
التدريس
التدريب
التوجيه والإرشاد
التغذية الراجعة الدورية
ويعمل عضو هيئة التدريس في التدريس برؤية الخبير التعليمي الذي يتولي نقل المادة العلمية وخبراتها للطلاب من خلال إمدادهم بها بصورة مباشرة، بينما يعمل المدرب على تقديم الدعم للطلاب وتزويدهم بالمهارات التطبيقية والمهام الأكثر تخصصية لتطبيق المعلومات، ويعمل الموجه والمرشد على تقديم الإرشادات والتحفيز والدعم لتطوير الأداء وفي المجال المهني والعمل.
4.المواد التعليمية الورقية المنشورة Distributable print media :
وتتضمن مصادر التعلم الورقية ومن بينها : الكتب والدوريات والمجلات العلمية، وكتب العمل التي يسهل الحصول عليها وتداولها بين الطلاب أو إتاحتها في المكتبات، أو الحصول عليها بتحميلها من الإنترنت وطباعتها كملفات Word أو PDF مما يوفر إمكانية قراءتها في أي وقت وأي مكان مع سهولة نقلها.
5.المواد التعليمية الإلكترونية المنشورة Distributable electronic media :
تتمثل في الآتي:
شرائط الكاسيت.
شرائط الفيديو.
الأُسطوانات المدمجة المسموعة Audio CD
أقراص الفيديو المدمجة CD Room .
أُسطوانات الفيديو الرقمية DVD .
6.المواد التعليمية ذات البث الفضائي Broadcast media : وتتضمن مايلي:
• الراديو Radio .
• التلفزيون
ب. مكونات التعلم المدمج ذات الإتصال المباشر On-line Component تتضمن مايلي:
1. المحتوي التعليمي بالإتصال المباشر On-line Learning content :
2. التدريس الإلكتروني والتدريب والتوجيه الإلكتروني.
3.التعلم التعاوني بالإتصال المباشر.
4.إدارة المعلومات بالإتصال المباشر.
5.خدمات الويب التعليمية.
6.التعلم بالموبايل (الهاتف النقال).
وسيتم العرض لكل من المكونات الست السابق ذكرها فيما يلي:
1.المحتوي التعليمي بالإتصال المباشر On-line Learning Content
يتنوع المحتوي التعليمي الإلكتروني في التعلم المدمج بداية من مصادر التعلم البسيطة المنخفضة التفاعلية والتي تتضمن الوثائق الإلكترونية والعروض التقديمية وصولاً إلى المحتوي التفاعلي الذي يتطلب توافر درجة أعلى من إتقان الطلاب لمهارات تكنولوجيا التعلم الإلكتروني وتشمل مايلي:
• مصادر التعلم البسيطة.
• المحتوي التفاعلي.
• دعم الأداء.
• المحاكاة.
2.التدريس الإلكتروني والتدريب والتوجيه الإلكتروني: تتنوع أدوار عضو هيئة التدريس في بيئة التعلم المدمج لتشمل ما يلي:
• مصدر التوجيه والإرشاد فيما يتعلق بدراسة المواد التعليمية.
• توجيه الطلاب نحو تحقيق أهداف التعلم بالحد الأدني المحدد.
• استشاري ومقيم لدرجة تعلم الطلاب.
3.التعلم التعاوني بالإتصال المباشر On-line collaborative learning : تتنوع أساليب التعلم التعاوني بالإتصال المباشر مابين التعاون المتزامن الذي يتم التفاعل فيه بين الطالب والمادة التعليمية وعضو هيئة التدريس في نفس الوقت وغير المتزامن الذي يتم التفاعل فيه في أوقات مختلفة.
ويمكن توضيح خدمات كلا النوعين فيما يلي:
1.التعاون المتزامن ويتم تنفيذه باستخدام الأدوات التالية:
المحادثات المكتوبة
المؤتمرات السمعية
المؤتمرات السمعية المزودة بالصور والرسوم
مؤتمرات الفيديو
المؤتمرات متعددة العروض
مجموعات النقاش
الفصول التخيلية
التعاون غير المتزامن ويتم تنفيذه باستخدام الأدوات التالية:
• البريد الإلكتروني email
• نقل الملفات FT
• قوائم الخدمة
• صفحات الويب الساكنة SWP
• لوحات النشرات
4.إدارة المعلومات بالإتصال المباشر On-line Knowledge management :
وتتضمن الأدوات والخدمات التالية: قواعد البحث عن المعلومات، الإحتفاظ بالبيانات، إعادة استدعاء الوثائق والملفات، سؤال الخبير والتفاعل معه.
5.خدمات الويب التعليمية: وتتضمن الخدمات التالية:
محركات البحث ومواقع الويب التعليمية
6.التعلم النقال ويتضمن ما يلي:
الحاسوب المحمول Laptops،أدوات الجيب التعليمية PDAS والهاتف المحمول Mobile phone .
مميزات التعلم المدمج
(محمود،2008 :116)
من أهم مميزات التعلم المدمج:
1. خفض نفقات التعلم بالمقارنة بالتعلم الإلكتروني وحده.
2. عدم حرمان المتعلم من متعة التعامل مع معلميهم وزملائهم وجهاً لوجه.
3. تعزيز الجوانب الإنسانية والعلاقات الإجتماعية بين المتعلمين فيما بينهم وبين المعلمين أيضاً.
4. المرونة الكافية لمقابلة كافة الإحتياجات الفردية وأنماط التعلم لدى المتعلمين باختلاف مستوياتهم وأعمارهم وأوقاتهم.
5. الإستفادة من التقدم التكنولوجي في التصميم والتنفيذ والاستخدام.
6. إثراء المعرفة الإنسانية ورفع جودة العملية التعليمية ومن ثم جودة المنتج التعليمي وكفاءة المعلمين.
7. التواصل الحضاري بين مختلف الثقافات للإستفادة والإفادة من كل ما هو جديد في العلوم.
8. المدى ويقصد به إلتحاق أفراد وجماعات من مختلف دول العالم في نفس الوقت على مدى واسع، ويمكن أن يلتقوا في مكان ما في وقت ما بكيفية ما.
9. كثير من الموضوعات العلمية يصعب تدريسها إلكترونياً بالكامل وبصفة خاصة المهارات العالية واستخدام التعلم المدمج يمثل أحد الحلول المقترحة لحل مثل تلك المشكلات.
عوامل نجاح التعلم المدمج
(مازن،2010 :6-7)
1. التواصل والإرشاد:
من أهم عوامل نجاح التعلم المدمج التواصل بين المتعلم والمعلم وذلك لأن المتعلم في هذا النمط الجديد لا يعرف متى يحتاج المساعدة أو نوع الأجهزة والمعدات والأدوات والبرمجيات أو متى يمكن أن يختبر مهاراته لذا فإن التعلم المدمج الجيد لابد أن يتضمن إرشادات وتعليمات كافية لعينات من السلوك و الأعمال والتوقعات، كذلك طرق التشخيص وبعض المهام التي يوصي بها للمتعلم، وأدوار كل منهم بطريقة واضحة ومحددة ومكتوبة.
2. العمل الفريقي:
عندما يتم الإشتراك في تعلم مدمج لابد أن يقتنع كل فرد (طالب ، معلم) بأن العمل في هذا النوع من التعلم يحتاج إلى تفاعل كافة المشاركين، ولابد من العمل في شكل فريق محدد يؤدي فيه كل فرد الدور أو الأدوار التي يجب أن يقوم بها.
3. تشجيع العمل المبهر الخلاق:
لابد في التعلم المدمج أن يُشَجع الطلاب على التعلم الذاتي والتعلم وسط المجموعات لأن الوسائط التكنولوجية المتاحة فيه تسمح بذلك (فالفرد يمكن أن يدرس بنفسه من خلال قراءة مطبوعة، بينما في ذات الوقت يشارك مع زملائه في بلد أخر من خلال الشبكة، أو من خلال مؤتمرات الفيديو في مشاهدة فيديو عن المعلومة)، إن تعدد الوسائط والتفاعلات الصفية تشجع الإبداع وتجود العمل.
4. الاختيارات المرنة:
التعلم المدمج يمكن الطلاب من الحصول على المعلومات والاجابة عن التساؤلات بغض النظر عن المكان والزمان أو التعلم السابق لدى المتعلم وعلى ذلك لابد من أن يتضمن التعلم المدمج إختيارات كثيرة ومرنه في ذات الوقت تمكن كافة المستفيدين من أن يجدوا ضالتهم.
5. إشراك الطلاب في إختيار الدمج المناسب:
يجب أن يساعد المعلم طلابه في إختيار الدمج المناسب (التعلم على الدمج، العمل الفردي، الإستماع لمعلم تقليدي، القراءة من مطبوعة، البريد الإلكتروني كما يقوم المعلم بدور المحفز للمتعلمين حيث يساعد في توظيف إختيارات الطلاب بحيث يتأكد من أن الطالب المناسب اختار الوسيط المناسب له للوصول إلى أقصى كفاءة.
6. الإتصال المدمج المتاح:
لابد أن يكون هناك وضوح بين الاختيارات المتاحة عبر الخط للموضوع الواحد وأن تكون هناك طريقة إتصال سريعة ومتاحة طول الوقت بين المتعلمين والمعلمين للإرشاد والتوجيه في كل الظروف ولابد من أن يشجع الإتصال الشبكي بين الطلاب بعضهم البعض لتبادل الخبرات وحل المشكلات والمشاركة في البرمجيات.
7. التكرار:
التكرار من أهم صفات التعلم المدمج وأحد أهم عوامل نجاحه لأنه يسمح للمشاركين بتلقي الرسالة الواحدة من مصادر مختلفة في صور متعددة على مدى زمني بعيد، فمثلاً يمكن أن يقدم درس تقليدي ، ويمكن تقديم نفس المادة العلمية بطريقة أخرى على الشبكة.
بدائل لتطبيق التعلم المدمج
أشارت بعض الأدبيات التربوية إلى عـدة بدائل لتطبيـق نموذج التعلم المدمج وفيما يلي وصفاً مؤجزاً لهذه البدائل(الصديق،2012 :6-9):
البديل الأول:
ويتم فيه تعلم درس معين من خلال أساليب التعليم الصفي المعتادة ودرس آخر بأدوات التعلم الإلكتروني. ومن ثمَّ يتم تقويم الطلاب من خلال وسائل التقويم التقليدية أو من خلال أساليب التقويم الإلكتروني. ويستند هذا البديل إلى الفرض الذي يشير إلى أن التعلم الإلكتروني لا يناسب تعليم بعض الموضوعات، وبالتالي فإن الأفضل تعلم هذه الموضوعات بأساليب التعليم الصفي التقليدية.
البديل الثاني:
وفيه يتشارك كل من التعليم الصفي مع التعلم الإلكتروني تبادلياً في تعلم الدرس الواحد إلا أن البداية تكون للتعليم الصفي يليه التعلم الإلكتروني، ثم يقوّم الطلبة ختامياً بأساليب التقويم التقليدية أو أساليب التقويم الإلكترونية.
البديل الثالث:
وهو شبيه بالبديل الثاني إلاَّ أن البداية تكون للتعلم الإلكتروني ويليه التعليم الصفي ثم يأتي التقييم الختامي بالطريقة التقليدية أو الإلكترونية .
البديل الرابع:
وهو يشبه كل من البديلين الثاني والثالث إلا أن التناوب بين التعليم الصفي والتعلم الإلكتروني يحدث أكثر من مرة داخل أحداث الدرس الواحد وليس مرة واحدة والتقويم الختامي يكون بإحدي الطريقتين التقليدية أو الإلكترونية.
العقبات التي تواجه تطبيق التعلم المدمج وكيفية تجازوها
(الصديق،2012 :9-10)
علي الرغم من التقدم الكبير في استخدام التعلم المدمج في التعليم والتدريب في أمريكا والدول الغربية إلاّ أن التطبيق في الدول النامية ما زال في مرحلة التجريب إن لم يكن هذا نفسه لم يبدأ في كثير منها ولا شك أن هناك الكثير من العقبات والمشكلات التي تواجه تطبيق التعلم المدمج فيها. وهذه العقبات تتعلق في جانب منها بالتمويل والبنية التحتية وآخر يتعلق بقضايا فنية وثالث يتعلق بنواحي إجتماعية. وفيما يلي حصر لأهم هذه العقبات:-
1. التحدي الفني المتمثل في الحاجة لتعلم كيفية التعامل مع هذه التقنيات الحديثة وصعوبة مواكبة التطور السريع لتقنيات الحاسوب.
2. ضعف البنية التحتية للإتصالات في بعض الدول مما يؤثر سلباً على الإتصال بشبكة الإنترنت.
3. حاجز اللغة حيث أن اللغة المستخدمة بنسبة كبيرة في المنتجات التقنية والمعلوماتية هي اللغة الإنجليزية.
4. العامل الإقتصادي بمستوياته المختلفة سواء المتعلقة بتمويل المشروعات أو على المستوى القومي والفردي من حيث القدرة الشرائية.
5. وجود الممانعة وعدم التقبل للتقنيات الحديثة لدي بعض المعلمين ورجال التعليم.
6. طبيعة النظم التعليمية إذ أن التعليم مرتبط بطرق وأنظمة يجب الإلتزام بها من قبل المعلمين والمؤسسات التعليمية وعدم وجود الرابط بين المناهج وتقنية المعلومات لحداثة الأخيرة.
7. يحتاج التعلم المدمج إلى الحماس والطاقة والإلتزام من جانب الطالب وهذا يتطلب خلق نوع من الدافعية لدى الطلاب.
ولضمان نجاح هذا النمط من التعليم يجب الأخذ في الإعتبار ومراعاة الجوانب الآتية:
1. التعبئة الإجتماعية لدى أفراد المجتمع للتفاعل مع هذا النوع عن طريق وسائل الإعلام المرئية والمسموعة وغيرها وبتثقيف المجتمع بأدبيات التعلم المدمج.
2. ضرورة توفير البنية التحتية لهذا النوع من التعليم والتي تتمثل في إعداد الكوادر البشرية وكذلك توفير خطوط الإتصالات المطلوبة التي تساعد في نقل هذا التعليم من مكان لآخر.
3. وضع برامج لتدريب المعلمين والإداريين والطلاب للإستفادة القصوي من التقنية.
4. السعي لإنتاج البرامج اللازمة وتوفيرها بالنسبة للمؤسسات العلمية والتدريبية.
5. رفع مستوي تعليم اللغات وخاصة اللغة الإنجليزية.
6. تشجيع وتكثيف الدراسات والبحوث حول تقنيات التعلم المدمج وذلك لإيجاد البدائل المناسبة والتي تتناسب مع البيئات المختلفة وكذلك في مجال المواد التعليمية والتدريبية.
أبعاد التعلم المدمج
صنَّف (خلف الله،2010) نظام التعلم المدمج بمجموعة من الأبعاد وفقاً لما يلي:
أ. الدمج بين التعليم الشبكي عبر الإنترنت والتعليم التقليدي:
يجمع التعلم المدمج بين أنماط التعليم الشبكي وبين التعليم بحجرات الدراسة التقليدية، فيتم تقديم برنامج تعليمي يقدم مواد الدراسة ومصادر البحث عبر الإنترنت، مع تخصيص جلسات تعليمية داخل حجرات الدراسة بقيادة المعلم.
ب.التعاون الإلكتروني التقليدي:
التعلم المدمج يوفر بيئات تعليمية تعاونية فيستطيع المعلم والمتعلمين التعاون إلكترونياً من خلال مؤتمرات الإنترنت أو بشكل حي مع المعلم بالمؤسسات التعليمية، ممايدعم عامل التواصل والديناميكية أثناء التعلم ويحقق المشاركة المعرفية.
ج. مواد دعم الأداء:
يوفر التعلم المدمج العديد من مواد دعم الأداء والتي تزيد في العائد التعليمي مثل (المواد الإلكترونية بالإنترنت- والمواد المطبوعة- وبرامج تدريبية إلكترونية- وبرامج تدريبية حية مباشرة).
د.الأحداث الحية وجهاً لوجه:
وهي الأحداث التعليمية التي يقودها المعلم بالمؤسسة ويشارك فيها المتعلمون، وهذه الأحداث الحية لا يمكن الإستغناء عنها لثبوت تأثيرها الكبير على المتعلمين ومنها: (جذب إنتباه المتعلمين- جعل الموضوع وثيق الصلة بحياة المتعلمين الواقعية- ترسيخ الثقة لدي المتعلم؛ ثقته في قدراته ومهاراته من أجل الإحتفاظ بالدافع).
ه. تنوع أشكال وإستراتيجيات التعلم:
من خلال التعلم المدمج يتم توظيف أشكال وإستراتيجيات تعليمية متنوعة قد تشمل تعليم إفتراضي تعاوني وفصول تعليمية غير مباشرة للتعلم الذاتي، وكذلك أساليب التعليم القائمة على التعلم الإلكتروني من بعد والتعليم بقاعات الدروس التقليدية وجهاً لوجه والتعليم النشط والتعليم الجمعي والتعليم في مجموعات صغيرة.
و. دمج التعليم النظامي بالتعليم غير النظامي:
من خلال هذا النظام يتم الدمج بين التعليم بالإنترنت والتعليم التقليدي المباشر وجهاً لوجه، والتعليم غير النظامي من خلال الدخول على مواقع تعليمية أخري عبر الإنترنت مدعمة للموضوعات الدراسية وكذلك من خلال التفاعل الحي الفعلي مع المعلم ومع الزملاء.
ز. دمج الكتاب التعليمي التقليدي بالصفحات الإلكترونية:
من خلال هذا النظام يتم الدمج بين الكتاب الجامعي وبين الكتاب الإلكتروني أو صفحات الإنترنت الإلكترونية فيستطيع المتعلم دراسة الكتاب الورقي ومعاودة القراءة والإطلاع وكذلك متابعة صفحات الإنترنت المدعمة بالصوت والصورة والحركة والأشكال والألوان من أجل تدعيم التعليم وصقله من جميع جوانبه.
التعليقات
جميل بارك الله جهودكم
يجب أن تسجل الدخول لإضافة تعليق.