صورة التدوينة


آلحياه رحلة قصيرة جداً لا نعلم متى تنتهي ونغادرها ونذهب إلى مكان المستقر الذي نلاقي به ربنا ويسألنا عن شبابنا في ما أفنيناه وعن مالنا في ما أنفقنا وعن ديننا الذي أضعناه وعن الدنيا التي اغرتنا فلا يدري المرء انه على موعد رحيل من هذه الدنيا تارك خلفه اهله وماله وكل ما فعل في هذه الدنيا ليلاقي ربه مجرد من كل شي من مراتبه العليا ومن منصبة يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم الدنيا فانيه لامأسوف عليه الفائز في هذه الدنيا من عمل الى ما بعد الموت من حافظ على صلاته وزكاته وحفظ نفسه من الشبهات ومغريات الحياة ومن فتن الدنيا ومصائبها الفائز الذي لم تغره الحياة المؤقتة وهمته الحياة السرمدية في الجنة وبصحبة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم فالموت قادم لا محالة ولا مفر منه و يقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه : (ارتحلت الدنيا مدبرة وارتحلت الآخرة مقبلة ولكل واحدة منهما بنون فكونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا فإن اليوم عمل ولا حساب وغدا حساب ولا عمل).
فلا تحزن على امور الدنيا ولا تسمح لها أن تعرقل سيرك وطاعتك إلى الله تعالى، واعلم أن الخير كله فيما اختاره الله لك فهو اللطيف الرحيم بعباده سبحانه،فيجب ان نكف عن تفكير بهذه الدنيا ولنتدبّر قول الله جلّ جلاله : (اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ) (الحديد : 20).
هكذا هي الحياة : رحلة وستنتهي، فلماذا لا نعلّق قلوبنا بالآخرة التي هي الحياة الأبدية؟؟
اللهم إنا نسألك حسن الخاتمة اللهم لا تقبضنا من الدنيا إلا وأنت راضٍ عنا .. اللهم حُسن البقاء وحُسن الرحيل وحسن الاثر يـارب