ملف المستخدم
صورة الملف الشخصي

حفيظ غياط

إرسال رسالة

التخصص: الدراسات الاسلامية والفكر الإسلامي

الجامعة: أستاذ الثانوي التأهيلي، وأستاذ زائر بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين جهة الرباط، فرع القنيطرة، المغرب

النقاط:

20
معامل الإنتاج البحثي

الخبرات العلمية

  • أستاذ باحث في مجال التربية والفكر الإسلامي، عضو المكتب التنفيذي بمركز الأمانة للأبحاث والدراسات العلمية، القنيطرة-المغرب
  • أستاذ التعليم الثانوي التأهيلي بمديرية القنيطرة/الأكاديمية الجهوية الرباط-سلا-القنيطرة منذ1998
  •  حاصل على الدكتوراه: وحدة الاجتهاد المقاصدي: التاريخ والمنهج من كلية الآداب، جامعة المولى إسماعيل بمكناس، سنة 2012.
  • أستاذ زائر بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين لجهة الرباط سلا القنيطرة-فرع القنيطرة.

الأبحاث المنشورة

"مسؤولية الأسرة المسلمة في الوفاء بأمانة تربية الأبناء وتأهيلهم لمواجهة تحديات الحياة المعاصرة "

المجلة: منشور مجلة البحث العلمي الإسلامي الدولية المحكمة، مركز الإمام البخاري للبحث العلمي والدراسات الإسلامية

سنة النشر: 2024

تاريخ النشر: 2024-02-24

مسؤولية الأسرة المسلمة في الوفاء بأمانة تربية الأبناء وتأهيلهم لمواجهة تحديات الحياة المعاصرة د. حفيظ غياط-المغرب ملخص: تهدف هذه الدراسة إلى التأكيد على المسؤولية الجسيمة التي تتحملها الأسرة المسلمة في تربية الأبناء وبناء شخصياتهم بناء متوازنا وشموليا متيناً، يجعلهم قادرين على خوض معركة الحياة المعاصرة -بتحدياتها الشديدة ومخاطرها المتجددة-بكفاءة وفعالية. لكن لبلوغ هذه الغاية العظيمة في زمن التحدي القيمي والرقمي، والنجاح في امتحان التربية يتطلب الأمر توفر المربين (الوالدان) على مؤهلات القيادة الرشيدة لتنفيذ هذه المهمة بإحكام، والخروج الآمن بنتائج مرضية، والنجاة من الخسران المشقي في الدنيا والآخرة، من هنا ندرك صعوبة المهمة التي طوق بها عنق الوالدين في واحدة من أشق الأمانات وأصعبها لأنها تتعلق بمصير الأجيال الصاعدة ومستقبلها، ومما زاد من تعقيد هذه المهمة قوة التحدي التي تجدها الأسرة من جهات أخرى تنازعها مهمة التربية والتوجيه لكن في الاتجاه المعاكس للقيم والمبادئ التي تدين بها الأسرة المسلمة وتكافح لتنشئة أولادها عليها، سداً لأبواب المفاسد المشرعة التي تتفنن هذه الجهات في استعراض مفاتنها لاستدراج الأجيال الناشئة إلى مستنقعاتها الآسنة، فيقعون في الانحراف عن خط الاستقامة فريسة للانحرافات السلوكية أو الشبهات التي تحدث الاضطراب في عقيدتهم والوهن في شخصياتهم، وتسعى إلى تبديل فطرتهم. فما هو الدور الذي يجب على الأسر القيام به وفاء بمسؤوليتها في التربية؟ وكيف تتمكن من تأهيل الأولاد تأهيلاً كافياً لخوض تجربة الحياة من خلال تنشئتهم على القيم الإسلامية التي تحصنهم فكريا وسلوكيا ضد كل أشكال الانحراف والتيه والضلال؟ وكيف تنجح الأسرة في التنسيق مع باقي المحاضن التربوية الأخرى في تخريج النموذج الرسالي القادر على عمارة الأرض بالخير وفاءً بأمانة الاستخلاف التي ابتلي الإنسان بحملها؟ (يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ قُوٓاْ ‌أَنفُسَكُمۡ ‌وَأَهۡلِيكُمۡ نَارا وَقُودُهَا ٱلنَّاسُ وَٱلۡحِجَارَةُ) [التحريم: 6]

"واقع التقويم التربوي الإشهادي وسؤال القيم"

المجلة: مجلة عطاء للدراسات والأبحاث، مجلة علمية دولية محكمة تصدر عن مركز عطاء، عدد خاص بالندوات والمؤتمرات العلمية

سنة النشر: 2024

تاريخ النشر: 2024-05-16

واقـع التقويم التربوي الإشهادي وسؤال القيم د. حفيظ غياط الملخص تهدف هذه الدراسة إلى التأكيد على الأهمية البالغة لدور القيم التربوية في تحقيق العدل والانصاف بين المتعلمين في مرحلة التقويم الإشهادي باعتباره محطة بارزة ضمن سيرورة العملية التعليمية التعلمية، حيث تهدف العملية التقويمية إلى قياس مدى تحقق الأهداف التربوية المسطرة، ومدى نجاح الخطط والبرامج التعليمية في مهمتها التربوية، وإذا كان من مقاصد التقويم التربوي الوقوف على ثمار ومخرجات العمل التربوي في نهاية الموسم الدراسي بصورة صادقة عاكسة للمجهودات المبذولة، فإن السؤال الذي يفرض نفسه في هذا السياق هو: هل فعلا تعكس نتائج الامتحانات الإشهادية جُهدَ المتعلم وأداءَه الحقيقي المؤسس على الكفاءة والاستحقاق؟ أم أن الواقع الملموس يعيد طرح سؤال القيم بقوة، خاصة مع تفشي ظاهرة الغش. وما هو دور التربية على القيم في رفع هذا التحدي؟ وقد توصل هذا البحث إلى جملة الخلاصات منها: أنه مهما بذلنا من جهود في بناء التعلمات وتجويدها، فإننا لن ننجح في تحقيق الأهداف والغايات التي ننشدها من العملية التربوية، إلا إذا أحسنا تدبير محطة التقويم من خلال تخليق سياق الإنجاز/التقويم. وحرصنا على ضمان تكافؤ الفرص. كما أكد على تبوث مسؤولية جميع المتدخلين -في سياق الممارسة التقويمية-في كل ما يقع من مظاهر الإفساد والتزوير والتدليس، وتسببهم في ضياع الحقوق وشيوع الظلم الذي يقف مانعاً أمام تحقيق مبدأ العدل والإنصاف، فتحقيق الجودة والإحسان في العمل، والتنمية العمرانية والسعادة للبشرية جمعاء، رهين ببناء الإنسان الصالح المصلح، وتزكيته وتربيته على القيم والفضائل الخُلقية.

أثر مناهج التربية الإسلامية في التربية على القيم وتحقيق التنمية الشاملة من خلال قصة يوسف ع. السلام

المجلة: المجلة الدولية للدراسات التربوية والنفسية، المركز الديمقراطي العربي ألمانيا برلين، دورية دولية علمية محكمة، العدد 21

سنة النشر: 2023

تاريخ النشر: 2024-06-22

أثر مناهج التربية الإسلامية في التربية على القيم وتحقيق التنمية الشاملة من خلال قصة يوسف ع. السلام د. حفيظ غياط أستاذ وباحث بأكاديمية الرباط، سلا، القنيطرة، المغرب hafid.rhiat@gmail.com ملخص: تهدف هذه الدراسة إلى التأكيد على الأهمية البالغة التي يحظى بها مدخل "التربية على القيم" ضمن أي مشروع تربوي يروم إعداد الإنسان الإيجابي القادر على تحمل المسؤوليات والوفاء بالأمانات، من هنا سعت هذه الدراسة إلى إبراز الدور الكبير الذي تلعبه مناهج التربية الإسلامية في "التربية على القيم" تأهيلا للمتعلم حتى يكون قادرا على ممارسة دوره في الحياة بكفاءة عالية، وتحقيق التنمية الشاملة لمجتمعه وللبشرية جمعاء. وقد بينا في الفصل النظري مكانة التربية على القيم في منظومة التربية والتكوين المغربية عموما، وفي الوثائق الرسمية لمادة التربية الإسلامية خصوصا، كما خصصنا الفصل التطبيقي لعرض نماذج من القيم التربوية الكثيرة التي حفلت بها قصة يوسف عليه السلام، ضمن مقرر التربية الإسلامية الخاص بمستوى الأولى باكلوريا.

التربية الإيمانية وأثرها في بناء الإنسان المستخلف من خلال قصة يوسف عليه السلام

المجلة: مجلة جيل العلوم الإنسانية والاجتماعية، مجلة علمية دولية محكمة، عدد 91

سنة النشر: 2022

تاريخ النشر: 2022-11-27

التربية الإيمانية وأثرها في بناء الإنسان المستخلف من خلال قصة يوسف عليه السلام Faith education and its impact on building the human being as successor through the story of Prophet Joseph, peace be upon him د. حفيظ غياط/ وزارة التربية الوطنية، أكاديمية الرباط، سلا، القنيطرة، المغرب Pr. Hafid RHIAT/ Ministry of National Education /Kénitra/ Morocco ملخص: تهدف هذه الدراسة إلى بيان مركزية التربية الإيمانية ضمن مشروع بناء الإنسان المستخلف باعتباره أساس كل نهضة وتقدم وتنمية، وإن أي خلل في إتقان هذا الأساس يكون له عواقبه الوخيمة على البناء التربوي برمته، لأجل ذلك اتجهت جهود المهتمين بالتربية الإسلامية -ضمن برامجهم التربوية- قديما وحديثا إلى العناية ببناء هذا الإنسان المستخلف، وفق رؤية قرآنية يطبعها التكامل والشمول، بناءً يرتكز أساسا على إحكام الجانب الإيماني الذي يربط الخالق بالمخلوق ويصله بوحي السماء، حيث يستمد منه أسباب القوة الدافعة لإعمار الأرض بالخير والعمل الصالح. ولمقاربة هذا الموضوع سعت هذه الدراسة إلى التأكيد على أثر التربية الإيمانية في إعداد هذا النموذج الإنساني القادر على الوفاء بأمانة الاستخلاف، وذلك من خلال القيم الإيمانية المستنبطة من قصة يوسف عليه السلام، باعتباره نموذجاً قرآنياً ناجحاً ساقه القرآن الكريم في معرض التربية والتعليم.

"نحو علاقة تربوية راشدة بين أطراف العملية التعليمية: تحديد الأدوار والمسؤوليات"

المجلة: مجلة جيل العلوم الإنسانية والاجتماعية، مجلة علمية دولية محكمة، عدد 83-فبراير2022.

سنة النشر: 2022

تاريخ النشر: 2022-03-03

نحو علاقة تربوية راشدة بين أطراف العملية التعليمية -تحديد الأدوار والمسؤوليات- د/حفيظ غياط، أستاذ التعليم الثانوي التأهيلي، وباحث في الفكر الإسلامي والتربية، القنيطرة، المملكة المغربية. الملخص: تهدف هذه الورقة البحثية إلى التحسيس بخطورة تأزم العلاقات التربوية بين أطراف العملية التربوية، مقتصرة في هذا السياق على طرفي العملية التربوية المباشرين (المدرس والتلميذ)، وما يطبعها من مظاهر التوتر والعنف، الذي بات يشكل تهديداً حقيقيا لمنظومة القيم التربوية في المجتمع. ولمقاربة هذا الموضوع حاول هذا المقال الإشارة إلى بعض مظاهر هذا التدهور في العلاقة بين الطرفين، مذكراً بأهم الأسباب التي أدت إليه، مع التركيز على ضرورة مساهمة الجميع في إيجاد حلول تربوية لهذه المشكلة المجتمعية، من مدخل تحديد دور ومسؤولية كل طرف

"ظاهرة الغش في الامتحانات نحو مقاربة شرعية تربوية"

المجلة: مجلة الذخيرة للبحوث والدراسات الإسلامیة، مجلة علمية دولية محكمة، المجلد الرابع-العدد الثاني، دیسمبر2020

سنة النشر: 2020

تاريخ النشر: 2020-12-30

ظاهرة الغش في الامتحانات نحو مقاربة شرعية تربوية د. حفيظ غياط باحث بمركز الأمانة للأبحاث والدراسات العلمية ملخص يروم هذا المقال تسليط الأضواء على واحدة من أكثر الظواهر التربوية خطرا وتهديدا لسلامة المجتمعات، ألا وهي "ظاهرة الغش في الامتحانات"، هذه الأخيرة وبالنظر إلى نتائجها الوخيمة في الحال والمآل، تشكل تهديدا حقيقيا لمنظومة القيم التربوية في المجتمع. ولمقاربة هذا الموضوع يسعى هذا المقال إلى بيان حقيقة هذه الآفة التربوية، مستعرضا جملة من الأدلة الشرعية المؤكدة لحرمة الغش بكل صوره وأشكاله، ومذكرا بآثاره على الفرد والمجتمع، كما يبسط المقال أهم الأسباب والدوافع الموقعة في الغش، وفي الأخير يعرض جملة من المقترحات للوقاية والعلاج في إطار المسؤولية المشتركة بين الجميع أفرادا ومؤسسات.

"تدريسية التربية الإسلامية في سياق التحول الرقمي، المكاسب والتحديات القيمية"

المجلة: مجلة عطاء للدراسات والأبحاث، مجلة علمية دولية محكمة تصدر عن مركز عطاء، عدد خاص بالندوات والمؤتمرات العلمية

سنة النشر: 2024

تاريخ النشر: 2024-09-29

تهدف هذه الدراسة إلى التأكيد على الأثر الكبير الذي أحدثته الوسائل التكنولوجية الحديثة في واقع البشرية، أثرٌ تظهر ملامحه بقوة في كل مناحي حياتنا المعاصرة بلا استثناء، الأمر الذي يفرض تحديات كبيرة تستنفر الجميع وتدعوهم لإعادة التموقع من جديد، في سياق يتسم بالتدافع والتنافسية والصراع من أجل البقاء والتأثير الفعال، والعلوم المرتبطة بالتربية والتعليم ليست بمعزل عن هذا التطور التكنولوجي ومستجداته المتسارعة، لأن التربية والتعليم عملية حيوية لصيقة بحياة الإنسان، مؤثرة في بنائه وتشكيل شخصيته، غير منفصلة عن الواقع اليومي للمعلم والمتعلم، من هنا تسعى هذه الورقة البحثية إلى التأكيد على الدور الفعال الذي لعبه توظيف إمكانات التكنولوجيات الحديثة في تدريس التربية الإسلامية كمادة تعليمية لها مكانها البارز ضمن برامج منظومة التربية والتعليم بالمملكة المغربية، فهي مادة حاملة للقيم التربوية البانية للإنسان المُراد إعداده للمستقبل، ولما كان من خصائص الإسلام التجديد والانفتاح على كل جديد ومفيد، استطاعت مادة التربية الإسلامية تطويع التكنولوجيات الحديثة لتحقيق مكاسب تربوية كبيرة، ومرضية. وقد توصل هذا البحث إلى جملة الخلاصات منها: أن وسائل التكنولوجيا الرقمية الحديثة مجرد أدوات محايدة، قابلة للتوظيف في الخير أو الشر، فيمكن لكل من المدرس والمتعلم توظيفها في تطوير الممارسة التعليمية التعلمية. كما أن تحقيق الجودة المطلوبة في تدريسية مادة التربية الإسلامية يتطلب الانفتاح على المستمر على مستجدات الثورة الرقمية، لكن دون إغفال ما تحمله في طياتها من مخاطر تهدد منظومة القيم التربوية للمتعلم، الأمر الذي يجعل إدراج "التربية الإعلامية" في البرامج التعليمية أمرا ضروريا حماية للناشئة وتحصينا لها من كل أشكال التحدي التي تتهدد هويتها وأخلاقها. الكلمات مفتاحية: تدريسية التربية الإسلامية -التحول الرقمي-التحديات القيمية-الهوية- الجودة-المسؤولية

"مقصد التزكية في القصص القرآني من خلال الممارسة الاستخلافية"

المجلة: موقع الأمانة للأبحاث والدراسات العلمية، الرابط:https://alamanaweb.ma/%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B5%D8%B5-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86%D9%8A-%D9%85%D9%86-%D9%85%D9%86%D8%B8%D9%88%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B3%D8

سنة النشر: 2023

تاريخ النشر: 2023-07-13

تروم هذه الدراسة التأكيد على مركزية مقصد التزكية وصلته الوطيدة بمقصد الاستخلاف في الأرض باعتباره أمانة عظمى طُلِب من الإنسان الوفاء بها، ولتحقيق النجاح في هذه المسؤولية الجسيمة، وأدائها على الوجه الذي يُرضي الخالق العظيم كان مضطرا لخوض تجربة الاستخلاف المريرة على وجه هذه الأرض -بما تنطوي عليه هذه التجربة من تحديات وابتلاءات-يحتاج معها إلى عزيمة قوية وإرادة ثابتة وقيم دافعة تحثه على العمل المتواصل لبلوغ مقاصده وفق إرادة المستخلِف، من هنا تبرز مكانة التزكية باعتبارها عملية تأهيلية لهذا الإنسان لابد منها لتحقيق فلاحه، والنجاة من الخسران، وهي الوظيفة التي اضطلع بها جميع الأنبياء والمرسلين عليهم السلام، فكانت من أعظم مقاصد بعثتهم إلى أقوامهم، وعلى رأسهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، لقوله تعالى: (رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) [البقرة 129]. وذلك لأن التمكين وتحقيق الاستخلاف الإيماني لا يتم إلا عن طريق التزكية للإنسان المستخلَف، والانتصار على النفس وأهوائها، ووسوسة الشيطان وتحريضه، وتجاوز العقبات المانعة من عمارة الأرض بالخير والصلاح، فالتزكية أساس الاستخلاف الإيماني، وشرط لتحصيل نتائجه المباركة. أما اختيارنا الحديث عن هذا الموضوع من داخل القصص القرآني، فلكونه يمثل تجربة واقعية لتاريخ البشرية عبر مسارها الطويل، بما فيها من رصد دقيق -نابض بالحياة- لقصة النفس البشرية خلال سعيها الاستخلافي على وجه هذه الأرض، سعيٌ في اتجاهين متقابلين: اتجاه الصلاح والإصلاح والتزكية المفضي إلى الفلاح، واتجاه الفساد والإفساد والتدسية الذي يفضي إلى الخسران، حيث يمثل كل اتجاه منهما ممارسة استخلافية لها منطلقاتها التصورية المبررة لتصرفاتها السلوكية، والمعبرة عن إرادتها واختيارها، تصورها لنا حلقات زمنية متعاقبة لقصص أقوام مرت فوق هذه الأرض تاركة بصماتها وآثارها من الخير أو الشر، مسجلة بذلك حضورها الاستخلافي المشرف أو المُخزي، كل ذلك السعي الممارَس من خلال كسب الإنسان وعمله إنها هو مظهر لابتلاء الإرادة وامتحان لها، يعقبه الجزاء من جنس العمل، (فَمَن يَعۡمَلۡ ‌مِثۡقَالَ ‌ذَرَّةٍ خَيۡرا يَرَهُۥ * وَمَن يَعۡمَلۡ مِثۡقَالَ ذَرَّة شَرّا يَرَهُۥ) [الزلزلة: 7-8] فلا يفلح إلا من آمن وعمل صالحا، أما الخاسرون فهم من اختاروا بإرادتهم طريق الانحراف عن منهج الله المستقيم، إذ ( لَّيۡسَ لِلۡإِنسَٰنِ ‌إِلَّا ‌مَا ‌سَعَىٰ * وَأَنَّ سَعۡيَهُۥ سَوۡفَ يُرَىٰ * ثُمَّ يُجۡزَىٰهُ ٱلۡجَزَآءَ ٱلۡأَوۡفَىٰ) [النجم: 39-41]. إن من أعظم مقاصد التزكية النجاح في إصلاح النفس بتقويم اعوجاجها، وتوجيه أهوائها حتى تكون موافقة لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، فلا وفاء بأمانة الاستخلاف إلا بعد النجاح في معركة التزكية، وتحقيق العبودية الخالصة لله تعالى باعتبارها غاية وجوده، لقوله سبحانه: (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) [الذاريات:56] وإن مما يؤكد هذه الطبيعة الابتلائية لأمانة الاستخلاف وأنها امتحان لهذا الانسان في رحلته الدنيوية أن ممارسته الاستخلافية مؤقتة بزمن وجوده مدة الدنيا، كما أن اقتران الاستخلاف بالأرض تأكيد على أنها مسكنه ومستقره ومسرح ممارسته للمسؤولية إلى حين، كما قال سبحانه: (وَلَكُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ ‌مُسۡتَقَرّ وَمَتَٰعٌ إِلَىٰ حِين) [البقرة: 36]. من خلال ما سبق تظهر العلاقة بين التزكية والاستخلاف، فالتزكية أساس الاستخلاف وشرط تحققه، ومن تم لا فوز بوعد الله بالاستخلاف إلا بعد تحقق شروطه من الإيمان بالله والعمل الصالح، وهو ما يشير إليه قوله تعالى: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً) [النور: 55]. ومثله قوله تعالى: (مَنۡ عَمِلَ صَٰلِحا مِّن ذَكَرٍ أَوۡ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤۡمِن ‌فَلَنُحۡيِيَنَّهُۥ حَيَوٰة طَيِّبَة وَلَنَجۡزِيَنَّهُمۡ أَجۡرَهُم بِأَحۡسَنِ مَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ) [النحل: 97]، لأنه من خلال وفائه بهذه الشروط كان موافقاً لإرادة الخالق العظيم ومجسداً لحقيقة العبودية، فالتزكية إذن منهاج عملي مُوَجِه للممارسة الاستخلافية للإنسان على ظهر الأرض، ترسم له الطريق السالكة التي ارتضاها الله لعباده لتحقيق ما وعدهم به من التمكين والفلاح في الدارين. لقد ألهم الله كل نفس القابلية للفجور أو للتقوى، لقوله سبحانه:(وَنَفۡس وَمَا سَوَّىٰهَا * فَأَلۡهَمَهَا ‌فُجُورَهَا وَتَقۡوَىٰهَا) [الشمس: 7-8]. وبعد أن بين معالم الطريق التي ارتضاها لخلقه من خلال شرعه المنزل، ترك لهم بعد ذلك حرية الاختيار للطريق التي أرادوا السير فيها عن علم وبينة، فكان كل إنسان مسؤولاً عن كسبه وسعيه الدنيوي متحملاً لنتيجة مصيره الأخروي، قال تعالى: (قَدۡ أَفۡلَحَ مَن زَكَّىٰهَا * وَقَدۡ خَابَ مَن دَسَّىٰهَا) [الشمس: 7-10]. إن تدبر القصص القرآني من أبرز أساليب التربية والتزكية " إنها قطع من الحياة الماضية استرجعها الوحي الأعلى للتعليم والاعتبار" ، حيث لا تخلو قصة من قصص القرآن من دروس وعبر تتزكى بها النفوس، وتتزود بها لمواجهة تحديات الحياة وابتلاءاتها، وهو ما أرشد إليه قوله تعالى: (‌لَقَدۡ ‌كَانَ ‌فِي ‌قَصَصِهِمۡ عِبۡرَة لِّأُوْلِي ٱلۡأَلۡبَٰبِۗ مَا كَانَ حَدِيثا يُفۡتَرَىٰ وَلَٰكِن تَصۡدِيقَ ٱلَّذِي بَيۡنَ يَدَيۡهِ وَتَفۡصِيلَ كُلِّ شَيۡء وَهُدى وَرَحۡمَة لِّقَوۡم يُؤۡمِنُونَ) [يوسف: 111]. من هنا تسعى هذه الدراسة لبيان مركزية التزكية من خلال الممارسة الاستخلافية كما صورتها لنا قصص الأنبياء مع أقوامهم في القرآن الكريم.