من القبيلة إلى المجتمع المدني: جدلية التحول

المجلة: مجلة رهانات

سنة النشر: 2023

تاريخ النشر: 2023-08-31

ملخص: تمثل "الظاهرة القبلية" إحدى أهم الظواهر التقليدية التي هجرها البحث الاجتماعي في المرحلة الراهنة، نتيجة ضغوط مواضيع التحديث والديمقراطية والتنمية والبناء الوطني، تحاول هذه المقالة أن تجيب عن إشكالية: هل المجتمع الصحراوي قادر على التحول من الأدوار التقليدية للقبيلة إلى مجتمع مدني؟ من خلال الوقوف على خصوصيات "المجتمع الصحراوي" المعروف تاريخياً بتكوينه التقليدي القبلي ومسار تحوله إلى "مجتمع مدني"، ومحاولة الجمع بين التنظير المؤطر الذي يمثل أداة للرؤية والتحليل، وبين التطبيق والبحث الميداني. إن عملية التحول للدولة العصرية والحديثة تحتاج شرطاً مسبقا، يتمثل في تفكيك البنى القبلية؛ وكلما حاولت السياسة السير في هذا التوجه، كلما كانت هناك قُوى شد عكسي تراهن على القبيلة لتصدر المشهد السياسي والمجتمعي. فالدولة التي تصرح بكونها مع الأساس الترابي، هي ذاتها التي تعيد إنتاج القبلية، وتؤسس استمراريتها، وهو ما نلحظه جليا من خلال التقسيم الانتخابي ونمط الاقتراع الذي ينبني في الغالب على اعتبارات عشائرية وقبلية في كثير من البلدان العربية. فالقبيلة ستتوارى كمؤسسة تنظيمية، من دون أن تغيب كبنية موجهة ومحددة للتصورات والممارسات والقيم. يبدو إن المجتمع الصحراوي يعيش نمطا تقليديا تغذيه القبيلة بتصورات واتجاهات تجعل سلوك الأفراد مقيدة، ومن هنا تتضح لنا الهوة بين الفعل المدني الحداثي والفعل التقليدي الماضي في سلوك الإنسان الصحراوي. ومنه فقد ارتبطت دوافع تأسيس المجتمع المدني الصحراوي بالخصاص الذي عانت منه المدن الصحراوية في مجالات وميادين مختلفة، سواء ما يتعلق منها بالعمل الاجتماعي والإنساني والحقوقي والتنموي، وكذا الضوابط الجديدة لتنظيم المجال والمجتمع، ما دفع الفئات الاجتماعية بقناعة شخصية وتحفيز ذاتي إلى خلق وحدة اجتماعية في إطار جمعيات، بغية سد الخصاص التطوعي والانخراط أو الاندماج في العمل الجمعوي وتقريب المسافة بينه وبين نخب القرار السياسي. الكلمات المفتاحية: القبيلة، القبلية، المجتمع المدني، المجتمع الصحراوي، التحول.