منصة إيفاد العلمية
تدوينات أ. بشير حسن حسين السمو
صورة التدوينة
الرئيس الأمريكى أبراهام لينكولن يحرر الزنوج من العبودية.. ماذا كان هدفه الرئيسى؟ الكاتب عبد الرحمن حبيب

في 1 يناير 1863 وقع أبراهام لنكولن إعلان تحرير العبيد في محاولة لتجميع أمة غارقة في حرب أهلية دموية، اتخذ أبراهام لنكولن قرارًا أخيرًا، ولكن محسوبًا بعناية، فيما يتعلق بمؤسسة العبودية في أمريكا.

بحلول نهاية عام 1862، لم تكن الأمور جيدة فقد قد تغلب الجيش الكونفدرالي على قوات الاتحاد في معارك مهمة، وكان من المقرر أن تعترف بريطانيا وفرنسا رسميًا بالكونفدرالية كدولة منفصلة، في رسالة بعث بها في أغسطس 1862 إلى محرر نيويورك تريبيون هوراس جريلي اعترف لينكولن وفقا لموقع هيستورى بأن "هدفي الأساسي في هذا الكفاح هو إنقاذ الاتحاد (الفئة التى يحارب ضمنها) وليس إنقاذ العبودية أو تدميرها"، وهو ما يعنى أن خكوة تحرير العبيد كانت خطوة على طريق نصر لينكولن ورفاقه في الحرب الأمريكية.

كان لينكولن يأمل في أن يؤدي إعلان سياسة وطنية للتحرر إلى اندفاع العبيد الجنوبيين إلى صفوف جيش الاتحاد وبالتالي استنزاف قوى الطرف الآخر "الكونفدرالية" والتي اعتمدت عليها الولايات الجنوبية لشن حرب ضد الشمال.

انتظر لنكولن الكشف عن الإعلان حتى النجاح العسكري للاتحاد وفي 22 سبتمبر 1862 ، بعد معركة أنتيتام ، أصدر إعلان تحرير العبيد الأولي وأعلن أن جميع المستعبدين أحرارًا في الولايات المتمردة اعتبارًا من 1 يناير 1863.

ابتهج الجمهوريون المؤيدون لإلغاء عقوبة الإعدام في الشمال لأن لينكولن قد ألقى أخيرًا بثقله وراء القضية التي انتخبوه من أجلها. على الرغم من أن المستعبدين في الجنوب فشلوا في التمرد بشكل جماعي بتوقيع الإعلان، إلا أنهم بدأوا ببطء في تحرير أنفسهم عندما سار جيوش الاتحاد إلى الأراضي الكونفدرالية. قرب نهاية الحرب، ترك العبيد أسيادهم السابقين بأعداد كبيرة. قاتلوا وزرعوا المحاصيل لصالح جيش الاتحاد، وأدوا وظائف عسكرية أخرى وعملوا في مطاحن الشمال.

على الرغم من أن الإعلان لم يكن موضع ترحيب من قبل جميع الشماليين، ولا سيما العمال البيض الشماليين والقوات التي تخشى التنافس على الوظائف من تدفق الأشخاص المستعبدين سابقًا، إلا أنه كان له فائدة واضحة تتمثل في إقناع بريطانيا وفرنسا بالابتعاد عن العلاقات الدبلوماسية الرسمية مع الكونفدرالية.
صورة التدوينة
كتاب (الشرق والغرب) للفيلسوف الفرنسي رينيه جينو (عبدالواحد يحيى) (١٨٨٦ - ١٩٥١)

أُلف الكتاب عام ١٩٢٤م وترجمه ترجمة جيدة الدكتور أسامة شفيع السيد عام ٢٠١٨، وكتب مقدمة جاوزت ٨٠ صفحة في فكر هذا الفيلسوف الفرنسي المسلم المهضوم الحق من قبل الأدباء والعلماء والفلاسفة رغم أنه عاش في القاهرة لمدة ١٠ سنوات لكنه كان زاهداً متبتلاً بعيداً عن الأضواء، وقرأت سيرة المترجم الدكتور أسامة بعد تلك المقدمة الرائعة التي كتبها، واكتشفت أنه فقيه فيلسوف عبقري حقاً وصدقاً، نال درجة الدكتوراه من جامعة السوربون في الفقه الاسلامي، وهو صاحب تكوين علمي شرعي فلسفي قوي، توفي رحمه الله وهو في الاربعين من عمره أيام جائحة كرونا، ونعاه شيخ الأزهر..
وللامام الدكتور عبدالحليم محمود كتاب عن هذا الفيلسوف الفرنسي الذي اهتدى للاسلام وغير اسمه لعبدالواحد يحيى..

والكتاب ينطلق من مفارقة كيبلنج (الشرق شرق والغرب غرب، وهيهات أن يلتقيا) ويبحث في كيفية نشأة هذه المركزية الغربية التي جعلت هناك هوّة تفصل الشرق عن الغرب ولاسيما الغرب الحديث..
وفكرة الكاتب الرئيسية هي أن الغرب انغمس في المادة متنكراً لأي شيء فوق مستوى المادة بينما سائر الحضارات الشرقية إنما هي ذات أصل رباني! فيها علم فوقي رباني (لدني) سمّاه المؤلف أيضاً (ميتافيزيقي) أي خارج حدود المادة (الكتاب موجه للغربيين ويخاطبهم) لأجل ذلك فإن انعدام المباديء العليا الحقيقية التي ترجع إلى وحي إلهي هي آفة الغرب الكبرى في العصر الحديث! فالغرب (مسخٌ) متوحش بهذه المادة التي طبعت كل شيء حتى المسحة الأخلاقية التي يتعلل بها بعض الغربيين إنما مسحة مكذوبة ليست مسيحية وإنما هي عدوة للمسيحية لأنها عدوة للدين وهي لم تعادِ الدين إلا لأنها عدو للعلم اللدني الإلهي!
ويحذر من المؤلف من (الحداثية الإسلامية) التي للأسف تغفل أصول الفكر الحداثي الغربي ومركزيته الأوروبية المادية لتتماهى مع بعض ظواهره وتذهب لتقيم الدليل على التوافق بين الدين الإسلامي والعلم الحديث ومعظم "القيم" الأخرى في "الحضارة" الغربية أو الشغف بالتدليل على أن الإسلام هو الدافعة للتقدم العلمي..ومن هنا كذلك يأتي منزلق من يبالغون في موضوع الإعجاز العلمي في القرآن الكريم..
عموماً مقدمة الكتاب رائعة. وفكر الكاتب عميق وقوي ومتمكن في تحليل وتفكيك الغرب وبناءه الفكري المادي..
وكثيرة هي القضايا والمواضيع التي يطرحها كنقد مفهوم التقدم وتحليل مصطلح الحضارة الذي أطلق عام ١٨٣٥م وبيان خرافة مفهوم العلم وخرافة مفهوم الحياة حسب المقاييس الغربية وصعوبة التقارب لأنه لا تقارب إلا بأن يتخلى الغرب عن ماديته التي تهوي به ولا تزال إلى ظلمات سحيقة!