مفهوم التعلُّم المعكوس
بالرغم من أن التعلُّم المعكوس هو مفهوم حديث ما زال يتشكل إلا أن فكرته وبساطته تتعلق بأن ما يتم عمله في البيت ضمن التعليم التقليدي يتم عمله خلال الحصة/ المحاضرة الصفية وأن ما يتم عمله خلال الحصة/ المحاضرة الصفية في التعليم التقليدي يتم عمله في البيت، فيكون تعرض الطالب للمادة الدراسية خارج الحصة الصفية سواء من خلال فيديو تعليمي يقوم المعلم بتسجيله لشرح درس معين أو قراءات تتعلق بموضوع الدرس.(Bram, 2013).
يتم تحويل الحصة أو المحاضرة التقليدية ضمن التعلُّم المعكوس من خلال التكنولوجيا المتوفرة والمناسبة إلى دروس مسجلة يتم وضعها على الإنترنت أو دروس مقروءة بحيث يستطيع الطلاب الوصول إليها خارج الحصة الصفية لإفساح المجال للقيام بنشاطات أُخرى داخل الحصة مثل حل المشكلات والنقاشات وحل الواجبات، فهو تعلُّم تحل فيه التكنولوجيا مكان التدريس المباشر في الغرفة الصفية. وقد تأخذ التكنولوجيا في هذا السياق أشكالاً متعددة بما في ذلك الفيديو والعروض التقديمية والكتب الإلكترونية المطورة والمحاضرات الصوتية والتفاعل مع الطلاب الآخرين من خلال المنتديات الإلكترونية وغيرها.( Johnson& Freeman, 2014).
اتفق كل من سوندرز (Sunders, 2014) ولاج (Lage) وهنوفر (Hanover, 2013) على أن التعلُّم المعكوس هو استراتيجية تدريسية غير تقليدية يتم فيها تزويد الطلبة بأشرطة فيديو أو تسجيلات صوتية أو بصرية، ليتعرفوا إلى المفاهيم المطلوبة في البيت أو المكتبة، ويتوقع منهم بعد ذلك التعاون فيما بينهم من خلال النقاشات البيتية المباشرة أو عبر شبكات التواصل الاجتماعي حول ماسمعوه أو تعلموه، ثم اللقاء مع معلمهم في الصف ومناقشته حول المواد المسجله مسبقاً أو قيامهم بمشاريع جماعية فما هو متاح في الصف في التعليم المعتاد أصبح متاحاً في البيت في التعلُّم المعكوس والعكس صحيح.
خطوات تنفيز التعلُّم المعكوس
ليس هناك تصميم محدد لتنفيز التعلُّم المعكوس، إلا أنه توجد خطوات متفق عليها من قبل الجميع أوردها(الشرمان، 2015):
-إطلاع الطالب على المادة الدراسية خارج الحصة الصفية سواء من خلال فيديو تعليمي يقوم المعلِّم بتسجيله لشرح درس معين، أو قراءات تتعلق بموضوع الدرس، حيث يتم توجيه الطلاب إلى التركيز عليها.
- يقوم الطالب بتدوين الملاحظات والأسئلة ليتم مناقشتها مع المعلم أثناء الحصة المباشرة.
- في بداية الحصة يتم إعطاء الوقت الكافي لأسئلة الطلاب حول ما اطّلعوا عليه ( وقت الأسئلة والإجابة).
- يخصص الوقت بعد ذلك لإجراء نشاط معين (واحد أو أكثر) يتعلق بموضوع الدرس مثل مهمة بحثية أو تجربة مخبرية أو مهمة استقصائية حسب ما خطط له المعلِّم (تعلُّم نشط).
- يقوِّم المعلِّم ما تعلمه الطلبة.
- يتم تزويد الطلبة بفيديو جديد أو نص قرائي آخر لمفهوم آخر جديد كواجب بيتي لمتابعته في البيت وهكذا.
أما (Baker) فاختصر مستويات (أنماط) الصف المعكوس بطريقة متتابعة: التوضيح، التوسيع، التطبيق، الممارسة حيث يتم المستويان الأول والثاني في المنزل بينما يتم المستوى الثالث والرابع في الغرفة الصفية. في حين قسم بيشوب وفيلجر (Bishop & Verleger) التعلُّم المعكوس إلى قسمين(Bishop& verleger, 2013):
القسم الأول: التعلُّم الذاتي المبني على استخدام التكنولوجيا خارج الغرفة الصفية ( يتم استخدام وسائل التعلُّم الإلكتروني المتنوعة).
القسم الثاني: التفاعل البشري المتمثل بالأنشطة الصفية التي صممها المعلِّم وخصص الوقت المناسب في بداية الحصة لأسئلة الطلبة التي يتم من خلالها تأكد المعلِّم من أن الطلبة اطلعوا على المادة الدراسية المطلوبة، ونفذوا الأنشطة قبل الصفية ودونوا ملاحظاتهم أو استفساراتهم عنها.
مميزات التعلُّم المعكوس في العملية التعلمية
تطرق الباحثون إلى مميزات التعلُّم المعكوس في العملية التعليمية التعلمية ومن هؤلاء (الزين، 2015) التي ذكرت المزايا الآتية:
- ضمان الاستغلال الجيد لوقت المحاضرة.
- بناء علاقة جيدة واتصال أفضل بين المتعلمين أنفسهم وبين المتعلمين والمعلم سواء كان من خلال شبكات التواصل الاجتماعي المنوعة، أم من خلال قاعة المحاضرة.
- منح فرصة للمتعلمين للاطلاع على المحتوى قبل وقت المحاضرة.
- تشجيع المتعلمين على الاستخدام الأمثل للتقنية وأدوات التكنولوجيا بما يلائم صفات وخصائص الجيل الرقمي.
- تشجيع العمل التعاوني من خلال مجموعات النقاش التي تُجرى في القاعة الدراسية من خلال لقاءاتهم عبر شبكات التواصل الاجتماعي.
- إتاحة وقت القاعة الدراسية للتفاعل النشط والتركيز على مهارات التفكير العليا للمتعلمين.
- مراعاة الفروق الفردية للمتعلمين من حيث اختيار الوقت والزمان والسرعة المناسبة لهم لوقت تعلمهم.
أما اوفماير(Overmayer, 2012) فقد أضاف المزايا الآتية للتعلُّم المعكوس:
- يعزز التفكير الناقد والتعلُّم الذاتي وبناء الخبرات ومهارات التواصل والتعاون بين المتعلمين.
- يخلق هذا النوع من التعلُّم المتعة في العمل الجماعي داخل قاعة الدرس.
- يعد من أفضل أنواع التعليم القائم على التساؤل.
- مراعاة الفروق الفردية بين المتعلمين.
- يساعد المعلم على أداء دوره كمحفز ومساعد وموجه للمتعلمين.
- القدرة على الاحتفاظ بالمادة المرسلة عبر الأدوات التكنولوجية المختلفة وإعادة الاطلاع عليها ولأكثر من مرة لمن يرغب.
في حين لخص ميلارد (Millard, 2012) مزايا التعلُّم المعكوس في الآتي:
- منح المعلم الحرية والتكيف في موضوع الدرس.
- يستطيع المعلم إنشاء اتصال مباشر (في قاعة الدرس) أو غير مباشر (من خلال شبكات التواصل الاجتماعي) مع المتعلمين لتعميق فهم الموضوع الدراسي المطلوب.
- يخلق جواً يتكاتف فيه المتعلمون بروح الفريق.
- التركيز على أسلوب النقاش والحوار في قاعة الدرس.
- إنشاء رابطة تعاون قوية بين المتعلمين في قاعة الدرس الواحدة.
بعض الصعوبات التي قد تنشأ جراء تطبيق التعلُّم المعكوس
على الرغم من المميزات العديدة للتعلُّم المعكوس إلا أن البعض يرى أن هناك بعض الصعوبات التي قد تواجه عند تطبيقه في هذا المجال أشار ( الزين، 2015) إلى بعض المشكلات التي قد تنشأ نتيجة تطبيق التعلم المعكوس ومنها:
1- عدم تأهيل المعلمين تقنياً لإعداد مقاطع الفيديو أو تسجيل المحاضرات.
2- عدم امتلاك بعض الطلبة الوقت الكافئ لتحضير الدرس تحضيراً جيداً قبل وقت الحصة الصفية.
3- وقد يكون إعداد الفيديوهات المناسبة يتطلب وقتاً طويلاً وكفايات تكنولوجية عالية وقد يكون الحل لمثل هذه المشكلة الاستعانة بفيديوهات معدة مسبقاً قد تتواجد عبر المواقع الإلكترونية (Overmayer,2012)
التعليقات
لا توجد تعليقات حتى الآن.
يجب أن تسجل الدخول لإضافة تعليق.