عُرِّفت الفصول الافتراضية بأنها فصول تعتمد على التقاء المعلم والمتعلم عن طريق الإنترنت، وفي أوقات مختلفة للعمل على قراءة الدرس، وأداء الواجبات وإنجاز المهمات عبر مجموعة من الأدوات التعليمية التي تمكن من تقديم تعلُّم مباشر وتفاعلي وبأساليب مشابهة تماماً لما يتم في التعليم التقليدي (القحطاني، 2018: 358).
وعرفها شاذا (Chadha, 2018: 8) بأنها فصل دراسي محاكى عبر الإنترنت يوفر بيئة اتصال ملائمة للمتعلمين عن بعد مثل الفصل الدراسي التقليدي، ويطمح الفصل الدراسي الافتراضي إلى توفير تجربة تعليمية مشابهة لفصول دراسية حقيقية.
وعرفها البهنساوي (2018: 97) بأنها: فصول رقمية تحاكي الفصول التقليدية، حيث يتواجد كل من المعلم والمتعلمين على شبكة الإنترنت دون التقيد بحدود المكان، ويتيح الفصل للمعلم استخدام أدوات وتقنيات وتطبيقات متنوعة في الشرح، ويمكنه من إدارة المناقشات الصفية من خلال التفاعل مع المتعلمين أثناء أداء المهام والأنشطة والتكليفات، بهدف إكسابهم المعلومات والمفاهيم والاتجاهات وتدريبهم على المهارات التدريسية. وباستقراء التعريفات السابقة يتضح أنها جميعاً تشترك في بعض الصفات وهي: أنها تعتبر وسيلة فريدة للاتصال التعليمي المباشر، وأنها تشبه بشكل كبير الفصول التقليدية في جميع الأحداث التي تقام بها من ممارسات وأنشطة.
أنواع الفصول الافتراضية
أولا- الفصول المتزامنة: Synchronous
وهى فصول تشبه الفصول الدراسية يقوم كل من المعلم والمتعلم باستخدام برمجيات وأدوات فى نفس الوقت عبر الإنترنت دون تقيد بالمكان مثل (مؤتمرات الصوت Audio Conferencing أو مؤتمرات الفيديو Video Conferencing , pal talk وtalk room وhp virtual classroom وcentra.). وتقوم البرامج بتقديم خدمات متعددة مثل البث المباشر بالفيديو والصوت والسبورة البيضاء وغرف الدردشة وغيرها.
ثانياً: الفصول الافتراضية غير المتزامنة Asynchronous
فهى فصول إلكترونية يتم فيها التقاء كل من المعلمين والمتعلمين عبر شبكة الإنترنت في أوقات متباينة، فالمتعلمين يشتركون مع بعضهم البعض فى نفس المحتوى عبر الإنترنت، دون التقيد بزمان محدد أو مكان معين وتستخدم برمجيات وأدوات غير تزامنية كالبريد الإلكتروني، ومنتديات الحوار ومن أمثلة البرامج غير المتزامنة (Black Board , Moodle , Caroline , school Gen , WebCT)
كما أنها تعطى المتعلم فرصة كبيرة لمراجعة المادة التعليمية والتفاعل مع محتواها التعليمى عبر الإنترنت عن طريق بيئة التعلم الذاتى.
سمات الفصول الافتراضية:
من أهم سمات الفصول الافتراضية:
1. التفاعلية Interactivity:
تجتمع عناصر التعليم الأساسية (المعلم والمتعلم والمقررات التعليمية) فى المنظومة التعليمية ولكى تحقق تلك المنظومة النجاح وتأتى ثمارها لابد من التفاعل بين المعلم والمتعلم والمتعلمين بعضهم مع بعض من خلال المصادر المتاحة عبر الإنترنت ولا بد أن يكون هذا التفاعل جزء من تصميم البرامج التعليمية، بحيث يستطيع كل من المعلمين والمتعلمين توفير التغذية العكسية والإرشاد والتوجيه أثناء التفاعل المباشر وهذا هو فحوى التفاعلية.
2. التزامنية : Synchronous
تلعب تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات دوراً رئيسياً فى تقنية الفصول الافتراضية فهى تصل بين المستخدمين فى نفس الوقت معاً فكل مشارك يقوم بتسجيل الدخول وله كلمة مرور إلى البرنامج المحدد لتبادل الرسائل والمراسلات الإلكترونية فيما بينهم.
3. المقارنة بين الفصول التقليدية والفصول الافتراضية.
4. إمكانية تغطية أعداد كبيرة جداً من المتعلمين في مناطق مختلفة ومتباعدة جغرافياً وفي أوقات متباينة ومن أعمار متنوعة.
5. تقليل تكلفة التجهيزات المتعلقة بالتعليم مقارنة بالتعليم التقليدى، فهي لا تحتاج إلى ساحات مدرسية أو مواصلات أو أدوات مدرسية، وتخفيف الأعباء الإدارية داخل المنظومة التعليمية.
6. إعفاء المعلم من الأعباء الثقيلة المتعلقة بالتصحيح والمراجعة والتنظيم.
7. تحسين أداء المعلم والارتقاء بمستواه وسهولة التعامل مع التقنيات التكنولوجية الحديثة والنهل من شتى أنواع المعارف واكتساب عديد من المهارات والخبرات.
8. توفير الكم الكبير من المكتبات والموسوعات والمراكز البحثية والثقافية بالفصول الافتراضية على شبكة الإنترنت.
9. إعطاء الفرصة لفتح عديد من محاور النقاش بالمنتديات في حجرة الدراسة الافتراضية.
10. فتح الآفاق الواسعة لعملية التعليم حيث لم تعد مقيدة بعنصري الوقت والمكان.
11. القيام بعمل المتابعة المستمرة والتغذية العكسية مع إمكانية تحليلها وإجادة استخدام الوسائل التكنولوجية الحديثة.
مميزات الفصول الافتراضية
تقدم الفصول الافتراضية مجموعة من المميزات للمعلمين والمتعلمين في العملية التعليمية ححدها كل من (العضايلة، 2019؛ الدسيماني والسيف، 2018؛ سيد، 2017؛ العمري، 2017) كالآتي:
بالنسبة للمعلمين:
1. بناء المحتوى التعليمي وسهولة إدارته: يمكن تزويدهم بالعديد من الأدوات المتاحة لإنشاء محتوى تعليمي وتوضيح المشاركين في بناءه من خلال طريقة سهلة بدون أي معرفة بلغة البرمجة عند إنشائها، بالإضافة إلى تزويد المتعلمين بمعلومات حول محتوى التعلُّم والأنشطة التعليمية والواجبات المنزلية والتمارين المختلفة، وكذلك إجراء المناقشات والتحاور بين المعلمين والمتعلمين أو بين بعضهم البعض، ويمكن أيضاً الاعتماد عليها في عمليات التقييم الشهرية وتقديم النتائج بشكل فوري.
2. التحديث والتطوير وتوفير المصادر التعليمية: يمكن أن تساعد المعلمين على تطوير وتحديث المحتوى التعليمي المقدم للمتعلمين بصفة دورية بما يتوافق مع أي تغييرات في مجالاتهم المهنية والتخصصية، عن طريق تجميع المحتوى وتنظيمه لبناء منهج تعليمي متكامل وشامل، وعرضها وتطويرها، مما يساعد المعلمون في استخدامها كموارد تعلُّم إلكترونية داخل الفصول الافتراضية، كذلك توفير وإنشاء المصادر التعليمية والوسائط التفاعلية للمتعلمين لاستخدامها في أي زمان ومكان.
3. التقويم والتقييم: إمكانية الاعتماد عليها في اقتراح واستحداث طرق تقويم وتقييم جديدة، وعلى سبيل المثال يمكن من خلالها طرح أسئلة متعددة الخيارات، وأسئلة الصاح والخطأ، أو التواصل.
4. عرض تقديم التقارير: تساعد المعلمين على عرض وتقديم تقارير مؤجزة وإحصائية عن المتعلمين بالتغذية الراجعة والتقييم الفوري.
5. توظيف مصادر التعلُّم: يمكن من خلالها توظيف جميع مصادر التعلُّم الرقمية بأسلوب سلس، مثل ملفات البوربوينت والأشكال والرسوم التوضيحية، والفيديوهات والرسوم المتحركة.
6. القدرات والاستعدادات الرقمية: الاستفادة بشكل كامل من القدرات والاستعدادات والتجهيزات الرقمية للمتعلمين، والتي قد لا تستطيع الفصول الدراسية التقليدية توفيرها.
بالنسبة للمتعلمين
تكمن مميزات الفصول الافتراضية لهم كما حددها (عبدالرحيم، 2019؛ الديسماني والسيف، 2018، آل المبارك، 2018) كالآتي:
1. مهارة الاتصال: ساعد على تحسين مهارات الاتصال لدى المتعلمين، وجعلهم اجتماعين بكشل واضح، وكسر عزلتهم الانطوائية من خلال التفاعل مع الزملاء الآخرين، والكشف عن أفكارهم، لتمكنهم من تطوير مهارات الاتصال العميق وتعميق فهمهم لاستخدام التقنية في التعليم.
2. التواصل والمشاركة الإيجابية النشطة للمتعلمين في العملية التعليمية: وذلك من خلال فهم دور كل متعلم والمهام التي يقوم بها، ومشاركة الجميع في الإجابات من خلال ما يسمى لوحات المناقشة وأدوات الاستفتاء، ويمكن كذلك تبادل الملفات والتطبيقات ومشاركة المواقع والدردشة الصوتية، كما تساعد الكاميرا أيضاً على التواصل البصري وفهم ما يحدث داخلها.
3. صقل القدرة الدراسية والتقنية للمتعلم وزيادة التركيز مع المعلم: لأنه إذا لم يكن راغباً بالتواصل فلن يشعر بوجود متعلمين آخرين. أن تزويدهم بالمهارات الدراسية والتقنية بطريقة منسقة ومريحة للحصول على الموارد والمهام، والتفاعل مع المعلمين والزملاء، يشعرهم بالارتياح مما يجعلهم نشطين دائماً، وأكثر قدرة على استخدام التقنية بشكل أفضل.
4. المرونة: يمكن للمعلم اختيار الوقت والمكان المناسب على حسب ظروفه الخاصة، والموضوع التعليمي الذي يريد دراسته، مما يشعره بالارتياح عند التعلُّم، واستيعاب المزيد من المادة التعليمية، والقدرة على أرشفة الحصص الدراسية وإرسالها وتبادلها أو حفظها.
5. التكامل التقليدي: إمكانية الاعتماد عليها كوسيط مساعد للتعليم التقليدي والتكامل بينهما.
يتضح مما سبق تفرد الفصول الافتراضية بمنح المتعلمين الفرصة للمشاركة في الحلقات النقاشية، والمحاضرات الدراسية في الوقت الملائم للظروف الخاصة بهم، ويمكن تسجيل المحاضرات في أشكال صوتية أو فيديو واسترجاعها وقت الحاجة، والعودة إليها أكثر من مرة لاكتساب أقصى قدر من الفهم، وتقديم التغذية الراجعة والتعزيز الفوري لهم أثناء عملية المشاركة، ويمكن أيضاً أن يسهل على المعلمين استخدام وتوظيف الموار الإلكترونية التفاعلية من خلال الفصل الدراسي في عملية التعليم والتدريس، وتقسيم المتعلمين إلى مجموعات، وإنشاء فصول دراسية، وإجراء التعلُّم التشاركي أو الفردي.
مقارنة الفصول الإفتراضية بالفصول التقليدية
تتعدد الكثير من المفارقات والاختلافات بين الفصول الافتراضية والفصول التقليدية، أو التدريس وجهاً لوجه وقد أوضح كل من (الدسيماني والسيف، 2018؛ الغامدي، 2018؛ Aljadili, 2014) عدداً من الاختلافات تمثلت في الآتي:
1. المقررات والمناهج: سواء كانت تقليدية أو افتراضية حيث تختلف طبيعة المناهج والمقررات التعليمية التي تستخدم في الفصل الافتراضي كونها تحتوي على العديد من الوظائف، مثل إجراء الأنشطة التفاعلية والأنشطة المعرفية، ودراسة المعارف، وتسمح للمعلمين بتلبية الاحتياجات التعليمية المختلفة للمتعلمين والتي تختلف عن الفصول والمقررات والمناهج التقليدية.
2. بيئة التعلُّم: في الفصل الدراسي الافتراضي يعقد المعلمون اجتماعات عبر الإنترنت بصورة تزامنية، ويتم تشجيع المتعلمين على التعامل مع التحديات التي يواجهونها، بينما لا يتم ذلك في المدارس والبيئات التقليدية.
3. التقييم: في الفصول التقليدية يقوم المعلمون بتقييم المتعلمين بصورة فردية بناءً على أوراق الاختبارات الخاصة بهم، بينما في الفصول الافتراضية يتم إجراء التقييم بواسطة الكمبيوتر نفسه، أي التقييم الإلكتروني.
4. المهارات الفنية: لا يتعين على المعلمين في الفصول التقليدية التعامل مع المعرفة والوسائل التقنية عالية المستوى، بينما في الفصول الافتراضية، يجب عليهم المشاركة في بعض الدورات الإلكترونية لإتقان المهارات والمعرفة، لتمكينهم من التعامل مع التحديات المحتملة التي تواجههم.
التحديات التي تواجه التعلُّم بالفصول الافتراضية
تواجه الفصول الافتراضية واستخدامها في العملية التعليمية الكثير من الصعوبات والتحديات والتي أوضحها كل من(البهنساوي، 2019؛ الديسماني والسيف، 2018، العمودي، 2015) كالآتي:
1. المهارات التقنية: يتطلب أن يكون لدى المعلم الكثير من المعرفة والكفاءة في التعامل مع برمجيات الفصول الافتراضية، والتعامل مع المتعلمين من خلال هذه البرامج وتوفير المحتوى الدراسي أيضاً، ويحتاج المعلم أيضاً إلى المهارات التقنية لتمكنه من استخدامها والتعامل معها.
2. التدريب العملي: في بعض الحالات قد لا يكون التدريب مناسباً لأن بعض التمارين تتطلب من المتعلمين التفاعل الجسدي مع أدوات وعناصر ومواقف تعليمية معينة، وهي غير مناسبة للمحاضرات التي تتجاوز مدتها الساعتين؛ لذلك يتم تقسيم محتوى التدريب والتعليم إلى إجزاء صغيرة، لأن هذا هو الحل الأمثل.
3. التحفيز وجزب الانتباه: صعوبة التأكد من أن الجميع يستمع إلى الشرح عكس الفصول التقليدية، كما أنّ هناك صعوبة في آليات الحوافز المؤثرة لجزب انتباه المتعلمين، ويجب الإشارة إلى أن هناك آليات تحفيز أُخرى، والعديد من الطرق للحفاظ على انتباههم والتأكد من مشاركتهم، لكنها أصعب بكثير من الفصول الدراسية التقليدية.
4. محدودية الوقت: الحضور من خلالها يكون مقتصراً على وقت زمني محدد، نظراً إلى كون الأنشطة فيها تزامنية، حيث أن جميع المتعلمين بحاجة إلى أن يجتمعوا في نفس القت.
5. المحتوى: يجب توفير محتوى دراسي مناسب للنشر على الموقع بلغة يمكن للمعلمين فهمها.
6. الكوادر المادية والبشرية: عدم توافر الكوادر البشرية المؤهلة من المبرمجين ومصممي التعليم والمعلمين اللازمين لإدارة تشغيل الفصول الافتراضية، وعدم وجود نظام إدارة ومتابعة النظام، كذلك الحاجة إلى أجهزة متطورة وتحديثها بشكل مستمر تبعاً للتحديثات المتتالية في البرامج.
7. التفاعل الإنساني: بالمقارنة مع التفاعل في الفصول التقليدية، يوجد ضعف في التفاعل الإنساني مع المعلم وبين المتعلمين في الفصول الافتراضية، مما زاد عدد المتسربين، وقد يكون هذا بسبب نقص المعلمين الذين يتفاعلون معهم بشكل مباشر، ويشجعونهم مما يسهل عملية الانسجام.
8. مبدأ التغير: يقاوم المعلمون فكرة استخدامها، لأنه يصعب عليهم قبول وغرس فكرة التخلي عن التعلُّم بالتلقين والحفظ، ويصعب عليهم الايمان بفكرة المشاركة الفعالة في التعلُّم.
في ضوء التطور التقني في العصر الحالي إضافة إلى التوسع المستمر في البنية التحتية التقنية في جميع دول/ ومناطق العالم، فإن البرمجيات العربية توفرت بالفعل بشكل واسع وضخم، لذلك سيتم التغلب على العديد من التحديات والمشاكل، خاصة بعد وباء كورونا وارتفاع مستويات انتشار الثقافة الرقمية.
التعليقات
لا توجد تعليقات حتى الآن.
يجب أن تسجل الدخول لإضافة تعليق.