صورة التدوينة

مفهوم الوسائط المتعددة
"هو مصطلح واسع الانتشار في عالم الحاسوب يرمز إلى عدة أجهزة إعلام مختلفة لحمل المعلومات مثل(النص ،الصوت ، الصور المتحركة ،الفيديو، والتطبيقات التفاعلية )(شفيق ،2007)
كما تعرف بأنها مجموعة الوسائل كالنصوص والأصوات والصور والرسوم والفيديو التي يمكن جمعها وتخزينها على قرص مدمج CD-ROM أو على شبكة الحاسوب Computer Network (اغنولا، 2004).
ويعرفها عيادات (2004) بأنها عبارة عن دمج ما بين الحاسوب والوسائط لإنتاج بيئة تشعبية تفاعلية وهذه البيئة التفاعلية تحتوي على النص المكتوب والصورة والرسومات والصوت والفيديو والتي ترتبط بها بشكل تشعبي من خلال الرسومات .
ترى موراي (2014,Murray ) أهمية الوسائط المتعددة بأنها تتمثل في تسهيل العملية التعليمية وعملية عرض المادة المطلوبة، ويمكن استخدامها في إنتاج المواد التعليمية بنمـاذج مختلفة لعرض المادة التعليمية، وتحفيز الطلبة على التفاعل بشكل أكبر مع المادة التعليمية وتحفيز العمل الجماعي، وتسهل عمل المشاريع التي يصعب عملها يدوياً، وذلك باستخدام طرق المحاكاة في الحاسوب، ويمكن عرض القصص والأفلام الأمر الذي يزيد من استيعاب الطلبة للمواضيع المطروحة. وتتميز الوسائط المتعددة في توظيف النصوص والرسوم والجداول والصور الثابتة و المتحركة والفيديو لعرض رسالة تُمكّن المتلقي من التفاعل معها، مستعيناً بالحاسب، ويكون التوظيف بصورة مدمجة ومتكاملة من خلال وسيط ، وذلك لتقديم رسالة تواصلية فعالة قـادرة على تلبية حاجات المتلقي ومدى تكيفه مع قدراته الإدراكية (2013,Anderson)
أهمية الوسائط المتعددة
ذكر (كنسارة وعطار، 2009م) أن اهمية الوسائط المتعددة ترجع إلى كونها:
1-تسهل العملية التعليمية وعملية عرض المادة المطلوبة.
2- تحفيز المتعلمين على التفاعل بشكل أكبر مع المقرر التعليمي .
3- يمكن من خلالها عرض القصص والأفلام الأمر الذي يؤدي إلى زيادة استيعاب المواضيع المطروحة من قبل المتعلمين.
4- الإثارة والتشويق : وذلك لما فيها من صور وحركة وهذا يخرج المتعلم من الروتين الدراسي.
5- توفير الوقت والجهد بالنسبة للمعلم والمتعلم.
6- إشراك أكثر من حاسة في عملية التعلُّم عن طريق الوسائط المتعددة يساعد على تثبيت التعلُّم والاحتفاظ به.
7- تساعد على تحقيق التعلم الذاتي، حيث يعتمد المتعلم فيها على نفسه في التعامل مع البرامج بدلاً من الاعتماد على المعلم.
8- تساعد المعلم على التفرغ لأداء الدور الحقيقي في العملية التعليمية من توجيه وإرشاد للمتعلمين بدلاً من الشرح والتلقين.
خصائص الوسائط المتعددة:
تتمثل خصائص الوسائط المتعددة في(كنسارة وعطار، 2009):-
1- التفاعلية: والمقصود بها الفعل ورد الفعل بين المتعلم وما يُعرض عليه من مواقف تعليمية . حيث يتم إحراز نوع من الاتصال الثنائي بين المتعلم والموقف التعليمي في ضوء توجيه المعلم إن وجد.
2- التكاملية: والمقصود بها التكامل بين جميع عناصر الوسائط المتعددة .
3- التنوع: حيث أنه يوفر مجموعة من العناصر التي تساعد على توضيح الموقف التعليمي أمام المتعلمين لتحقيق الأهداف المنشودة ، وذلك ليجد المتعلِّم كل ما يناسبه ويتوافق مع قدراته.
4- العالمية: حيث أن الوسائط المتعددة تستطيع بما تمتاز به من قدرة على الاتصال بمراكز وشبكات المعلومات المنتشرة في جميع أنحاء العالم والتي من خلالها يمكن الحصول على كثير من المعلومات.
5- الفردية: حيث أنها تتيح للمتعلمين ميزة الاستخدام الفردي وذلك نظرا للفروق الفردية بين المتعلمين.
6- التزامنية: وهو التناسب أي توقيتات تداخل العناصر المختلفة والتي تتناسب مع سرعة العرض وقدرات المتعلم.
7- التبادلية : حيث أنها تتيح للمتعلمين اختيار المسار الذي يناسبهم ويرغبون في مشاهدته، وذلك لكي يعطي المتعلم الحق في التحكم في المعلومات التي تظهر على الشاشة وزمن ظهورها.
6- الإلكترونية : تعتمد الوسائط المتعددة في إنتاجها وتنفيذها على عديد من الأجهزة الالكترونية وكذلك على أنظمة شبكات المعلومات بهدف توفير الجهد والوقت والتكلفة من خلال استخدام أحدث الأجهزة.
فوائد الوسائط المتعددة:
تتمثل فوائد الوسائط المتعددة في الآتي:
- إمكانية التنقل بين الموضوعات المعروضة بسهولة مما يعطي فرصة جيدة للأسئلة والنقاش وذلك من خلال الوصلات التشعبية.
- يساعد عرض الصور والرسوم المختلفة على توضيح الأفكار وايصال المعلومات.
- يساعد إضافة المؤثرات الصوتية في وضوح الفكرة إلى جانب جذب الانتباه وإعطاء طابع المتعة والتطور والتغيير عن النمطية التقليدية.
- يساعد استخدام العروض المختلفة مثل مقاطع الفيديو مع الخرائط أو غيرها، في تقريب المعلومة للواقع.
- توفير إمكانيات متكاملة ضمن الحاسوب تعطي المستخدم قوة في العمل والابتكار مما جعل اقتناء الحاسوب أمراً مغرياً.
- تعمل على توصيل وادارة عمليات التعليم والتعلُّم وتساعد على تقديم المادة المراد تعلمها بصورة شيقة وأكثر عمقاً وبالتالي تحقيق تعلُّم أفضل للطالب.
- تساعد المتعلمين من كل الأعمار على التحول من النظام التقليدي المعتاد إلى بيئة التعلُّم الكاملة حيث تعمل على تركيز الزمن والمادة العلمية وتدعيم المهارت وإدارة عملية تقديم التغذية الراجعة وعمليات التقويم.
- تجعل العملية التعليمية أكثر تشويقا وبالتالي تحقيق الأهداف التعليمية المرجوة.
- تقدم بيئة تعلم تفاعلية تركز حول المتعلم، وتتكون من روابط فعالة تربط المعلومات ببعضها في شكل برمجية غير خطية مما يتيح التفاعل بين المتعلم والمادة العلمية.
- تساعد المتعلم على تكوين صورة أكثر حسية عن استعمال المفردات المجردة فقط في الموقف التعليمي والأفكار.
- تساعد على وضوح المفاهيم والأفكار المقدمة باستخدام صوت - صورة - نص -فيديو.(مبارز و إسماعيل، 2010 و الموسى، 2002).
معوقات استخدام الوسائط المتعددة:
بالرغم من وضوح أهمية الوسائط المتعددة في عملية التعليم والتعلم الا أنه يوجد بعض المعوقات التي تحد من استخدام هذه الوسائط في التعليم ومنها (مرعي،2009):
- قلة جاهزية مدارس التعليم العام بالمعدات والأدوات والأجهزة اللازمة لإنتاج مما سبق من الوسائط المتعددة.
- قلة إعداد الكوادر من المعلمين والفنيين إعداداً جيداً لاستخدام الوسائط المتعددة في التعليم.
- عدم توافر الصيانة الدورية اللازمة لصيانة أجهزة الكمبيوتر والمعدات، مما يقلل من كفاءة استخدام هذه الأجهزة والمعدات في التعليم.
- اعتبار الأجهزة (عهدة) يجب الحفاظ عليها مما يؤدي إلى صعوبة تداول الأجهزة والمعدات الأُخرى والتخوف الشديد من استخدامها.
- النظرة إلى الأجهزة الإلكترونية من وجهة المتعلمين باعتبارها تسلية ولهو، وليست وسيلة لزيادة فاعلية العملية التعليمية وجذب انتباه المتعلمين من قبل المعلمين.
- نظرة المعلمين للوسائط المتعددة على أنها وسائل تكميلية يمكن الاستغناء عنها باعتبارها تأخذ جزء من الإعداد والتحضير للدرس.
- قلة البرامج التي تستخدم في عملية التعليم التي تخدم محتوى المناهج الدراسية المقررة لأنها بحاجة إلى إعداد مسبق.
عناصر الوسائط المتعددة:
ويعددها الموسى( 2002) في الآتي:
- الرسوم: وتشمل إمكانية عرض المخططات البيانية والخرائط، كذلك التعامل مع الصور المتحركة والصور الفوتوغرافية.
- الأصوات المختلفة: حيث يتم تحويل الأصوات إلي إشارات رقمية يمكن إضافتها الي الحاسوب ويمكن إضافة المؤثرات الصوتية للصور كذلك يمكن التحكم وتغيير الأصوات من شكل إلى آخر وهناك البرامج التي تتعرف على الصوت فيمكن إدخال المعلومات أو البيانات بالكلام بدلاً عن الطباعة.
- النصوص: ويمكن تخزين كمية هائلة من النصوص باستخدام الأقراص المدمجة وتتم الاستفادة من هذه التقنية بتخزين الموسوعات الضخمة.
- الفيديو: وهو تقنية متعارف عليها منذ فترة من الزمن .
وأن عناصر الوسائط المتعددة تساهم في حفظ المتعلم لأكبر قدر ممكن لأن استخدام حواسه جميعاً تجعله يمارس ما تعلمه بمفرده ومع الآخرين لفترة طويلة الأمد بحيث تشمل الصور المتحركة والرسوم والرسومات الخطية والألوان والأصوات المختلفة والنصوص التي يمكن تخزينها بالاقراص الليزرية وبمدة زمنية يمكن اعتمادها في تحقيق الأهداف المرجوة .
دوافع استخدام الوسائط المتعددة في التعليم
توجد العديد من الأسباب التي استدعت استخدام الوسائط المتعددة في التعليم، وذلك من أجل تحقيق الأهداف التي يسعى المعلم والمدرسة إلى تحقيقها، ومن هذه الأسباب الآتي:
أولاً: الانفجار المعرفي:
توجد العديد من الاختراعات والاكتشافات والأبحاث في كافة المجالات المعرفية، ونتيجة لتزايد المعرفة وتشعبها أصبح من الصعوبة بمكان أن تقدم للطلبة في الكتب المدرسية بشكل دوري وحديث لما في ذلك من صعوبة على الطالب والمعلم والمدرسة والمؤسسات التعليمية. وبذلك فإن دخول التكنولوجيا في هذا المجال ييسر على الجميع من الوصول ومعرفة مستجدات كل موضوع، وآخر العلوم التي يتم البحث فيها وأين وصلت هذه البحوث.
ثانياً: الانفجار السكاني:
لعل المشكلة السكانية من أهم تحديات العصر الراهن، حيث تواجه التربية في كل مكان مشكلة زيادة عدد طالبي العلم، مما دفع بالنظم التربوية إلى فتح مدارس جديدة، وتسخير الإمكانات الطبيعية والمادية لكل مدرسة، وكذلك الإمكانات البشرية والعلمية، مما أدى إلى ضرورة استخدام الوسائل التكنولوجية في التعليم لأجل تآمين فرص التعليم وإتاحته لأكبر عدد ممكن من الطلبة النظاميين وغير النظاميين.
ثالثاً: انخفاض الكفاءة التربوية:
يعد تركيز المدرسين في تعليمهم على هدف تحصيل المعلومات وحفظها من أجل الامتحان فقط أدى إلى تراجع مستوى الطلبة، كما أن إهمال النظم التعليمية للمهارات العقلية والحركية والخلقية وتكوين القيم والمثل والتدريب على التفكير السليم فشل في تقدم الأمم، ولكي تراجع التربية أهدافها وتطور أساليبها لزيادة كفاءتها وعائدها وجب عليها استخدام تكنولوجيا الاتصالات في العملية التربوية لربط التربية بالحياة، وإثارة دافعية التعلُّم لدى المتعلِّم، وتكوين المهارات السليمة والتدريب على التفكير.
رابعاً: الفروق الفردية بين المتعلمين:
تستطيع النظم التربوية تجاوز إشكالية الفروق الفردية من خلال اللجوء إلى استخدام الوسائط المتعددة؛ لما توفره هذه الوسائل من مثيرات متعددة النوعية وعرضها لهذه المثيرات بطرق وأساليب مختلفة تتيح للمتعلم فرصة الاختيار المناسب منها الذي يتفق مع قابليته ورغباته وميوله.
خامساً: تطوير نوعية المعلمين :
إن إعداد المعلم عملية معقدة وطويلة، ولا يمكن أن يكتفي المعلم بهذا الإعداد قبل الخدمة، بل أصبح يُدرب ويعاد تدريبه أثناء الخدمة، ليساير هذه التطورات، ويتمكن من مواجهة تحديات العصر. وإذا نظرنا إلى المعلم بهذه المواصفات التربوية المعاصرة، ستظهر مشكلة هامة تتمثل بقلة عدد المعلمين المتصفين بهذه الصفات علمياً وتربوياً، ومن أجل معالجة هذه الإشكالية كان لابد من اللجوء إلى استخدام الوسائط المتعددة.
سادساً: تشويق المتعلم في التعلم:
يتيح التعليم التكنولوجي للمتعلم أنماطاً عديدة من طرق العرض، بإخراج جيد وتناسق لوني جميل ومشوق، وتنمي الحس الفني الجمالي لديه، ويتيح له حرية الاختيار للخبرات التعليمية ولأسلوب تعلمه بما يتفق وميوله وقدراته، فيزيد هذا من سرعة التعلُّم لديه. كما أن طبيعة الوسائل التكنولوجية سواء كانت مواد تعليمية متنوعة أو أجهزة تعليمية أو أساليب عرض طبيعية تتصف بالإثارة؛ لأنها تقدم المادة التعليمية بأسلوب جديد، سهل وبسيط يختلف عن الطريقة اللفظية التقليدية، وهذا ما يحبب إلى نفس المتعلم ما يتعلمه، ويثير لديه الرغبة فيه ويقوي لديه الاستقلالية في التعلُّم والاعتماد على النفس .
سابعاً: جودة طرق التعليم:
يُسهم توظيف الوسائط المتعددة في الغرفة الصفية بشكل عام والغرفة الصفية بشكل خاص إلى تكوين المفاهيم العلمية بشكل واضح، وتكوين الاتجاهات والقيم، من خلال إتباع أسلوب التفكير العلمي، للوصول إلى حل المشكلات، وترتيب واستمرار الأفكار التي يكونها المتعلم(غسان، 2015) .
في ضوء ذلك يمكن توضيح دور الوسائط المتعددة في تحسين العملية التعليمية في النقاط التالية:
1 -إثراء التعليم : توسيع خبرات وتيسير بناء المفاهيم وتخطي الحدود الطبيعية والجغرافية حيث إن الحدود تتضاعف؛ بسبب التطورات التقنية التي جعلت البيئة المحيطة بالمعلم تشكل تحدي لأساليب التعليم والتعلم ؛ لما تزخر به هذه البيئة من وسائل اتصال تعرض المادة بأساليب مفيدة وجذابة.
2 -اقتصادية التعليم : توفر الوسائط المتعددة في الوقت والجهد والمصادر .
3 -استثارة اهتمام المتعلم وإشباع حاجته للتعلم.
4 -تساعد على زيادة خبرة المتعلم فتجعله أكثر استعداد للتعلُّم .
5 -تساعد على إشراك جميع حواس المتعلم ؛ مما يؤدي إلى ترسيخ وتعميق التعلم .
6 -تساعد على تحاشي الوقوع في اللفظية: والمقصود باللفظية استعمال المعلم ألفاظًا ليست لها عند المتعلم الدلالة التي لها عند المعلم ولا يحاول توضيح تلك الألفاظ الواردة بوسائل مادية محسوسة تساعد على تكوين صور مرئية لها في ذهن المتعلم، ولكن إذا تنوعت هذه الوسائط فإن اللفظ يكتسب أبعاد من المعنى تقترب من الحقيقة، الأمر الذي يساعد على زيادة التقارب بين معاني الألفاظ في ذهن كل من المعلم والمتعلم.
7 -تساعد في زيادة مشاركة المتعلم الإيجابية في اكتساب الخبرة حيث إنها تنمي عند المتعلم القدرة على التأمل ودقة الملاحظة وإتباع التفكير العلمي؛ للوصول إلى حل المشكلات .
8 -يؤدي تنوع استخدام الوسائط المتعددة إلى تكوين مفاهيم سليمة .
9 -تنويع أساليب التعزيز .
10 -تنويع أساليب التعلُّم؛ لمواجهة الفروق الفردية بين المتعلمين .
11 -تؤدي إلى ترتيب الأفكار .
12 -تؤدي إلى تعديل السلوك وتكوين اتجاهات جديدة . (عيادات، 2009).