يعتبر اليوم العالمي للبيئة أحد أكبر المنصات العالمية للتوعية البيئية لتعزيز الوعي العالمي والعمل من أجل البيئة ويحتفل العالم بهذا اليوم سنويًا في 5 يونيو منذ عام 1973م ويتزامن اليوم العالمي للبيئة 2023 مع الذكرى الـ50 للاحتفال بهذا اليوم، وأصبح ذلك اليوم منصة حيوية لتعزيز التقدم في الأبعاد البيئية لأهداف التنمية المستدامة، ويشارك الملايين من الأشخاص جنباً إلى جنب مع الحكومات والمنظمات المجتمعية في الاحتفال باليوم العالمي للبيئة وهذا الاحتفال يعد أكبر منصة عالمية للتوعية البيئية العامة، حيث يحتفل به ملايين الأشخاص في جميع أنحاء العالم وتتبنى الشركات الكبرى والمنظمات غير الحكومية والمجتمعات والحكومات والمشاهير من جميع أنحاء العالم العلامة التجارية لليوم العالمي للبيئة لدعم القضايا البيئية.
ويسعى الإنسان من قديم الأزل إلي التكيف والتواؤم مع البيئة الطبيعية والبيئة الاجتماعية وما بها من عناصر مختلفة وذلك من خلال استحداث أساليب تكيف يسمي بالبيئة الحضارية، وتشتمل البيئة الحضارية علي قسمين وهما الكم المادي: وهو كل ما صنعه الإنسان مثل المسكن والملبس ووسائل النقل وغيرها من المفردات التي أضيفت علي البيئة الطبيعية؛ والكم اللامادي، وتتباين درجات التكيف من جماعة بشرية إلي أخري وداخل نفس الجماعة من فرد إلي أخر، فيمكن للجماعة الإنسانية أن تستبدل البيئة الطبيعية الخام جزئيا أو إلي حد كبير ببيئة مستأنسة هذه البيئة تبقي وتستمر وتأخذ صيغاً مألوفة من خلال حواكم لها قوانينها.
فالإنسان في صراع دائم مع البيئة وتجعله يعيش في بيئة غير آمنة، ومن أهم المخاطر التي تهدد حياة الإنسان، تلك المخاطر الناتجة عن محاولاته لتحقيق طموحاته المتزايدة خلال تفاعلاته اليومية وتزايدت تلك المخاطر في الآونة الأخيرة نتيجة للتقدم الهائل الذي أحدثته الثورة الصناعية وتصرفات الإنسان الخاطئة ونقص الوعي لديه بما يحدثه من مخاطر بيئية تهدد المجتمع ككل، وتشير النتائج العلمية إلى أن التغيرات المناخية لها تأثير كبير في زيادة تركيزات ثاني أكسيد الكربون والميثان وثاني أكسيد النيتروجين في الغلاف الجوي، والتي بلغت مستويات غير مسبوقة حيث ارتفع تركيز ثاني أكسيد الكربون الناتج عن الأنشطة البشرية.
وتعتبر المخاطر البيئية هي التهديدات الكامنة للإنسان وتأثيراتها على المجتمع والبيئة، إما موتاَ أو إصابة، كنوع من الخسارة الاقتصادية ويشير ذلك إلى إمكانية أو احتمالية حدوث ادراك المخاطر البيئية هو إدراك الفرد أو الجماعة أو المجتمع القائم على المعرفة والتنور البيئي والثقافة والإحساس بالخطر البيئي وقدرته على تشغيل عقله في كشف مصدر هذا الخطر وسببه وتجنب القيام به في حياته اليومية.
وتصنف المخاطر البيئية إلى نوعين؛ منها مخاطر طبيعية وهى مخاطر ليس للبشر معرفة مسبقة بحدوثها أو كيفية حدوثها كالزلازل، والبراكين، والأعاصير، والفيضانات.....إلخ. والثانية من صنع الإنسان, كخروج الانبعاثات والأبخرة الملوثة من المصانع.
ويهدف اليوم العالمي للبيئة هذا العام لزيادة الضغط العام والسياسي لتوسيع وتسريع إجراءات التخلص من التلوث البلاستيكي من خلال دعوة البلدان والشركات والأفراد لصياغة رؤية حول كيفية مواجهة تحدي الحفاظ على البيئة وتعزيزها، وقد أشارت هيئة الأمم المتحدة إلى أن حجم الإنتاج العالمي من اللدائن البلاستيكية يصل إلى أكثر من 400 مليون طن سنويًا، نصفها تقريبا مصمم للاستخدام مرة واحدة فقط، ولا يعاد تدوير سوى أقل من 10% منها، وقد أيد رؤساء الدول ووزراء البيئة وممثلون آخرون من 175 بلداً قرارًا تاريخيًا في الدورة الخامسة لجمعية الأمم المتحدة للبيئة في نيروبي لإنهاء التلوث البلاستيكي وإبرام اتفاق دولي ملزم قانونًا بحلول عام 2024، ويُعرض القرار دورة الحياة الكاملة للمنتجات البلاستيكية، بما في ذلك إنتاجها وتصميمها والتخلص منها.
ا د/ عبداللاه صابر عبدالحميد
استاذ خدمة الفرد
ووكيل شؤن خدمة المجتمع وتنمية البيئة
كلية الخدمة الاجتماعية جامعة أسوان
التعليقات
لا توجد تعليقات حتى الآن.
يجب أن تسجل الدخول لإضافة تعليق.