أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي سلاح ذو حدين، لما لها من الكثير من الإيجابيات إذا تم استخدامها وتوظيفها بطريقة صحيحة للتواصل مع الاصدقاء، وكذلك التعبير عن ما يشعر به الفرد من سعادة أو استياء من موقف ما بعيداً عن الانسياق وراء الشائعات والافكار الهدامة، ولكن في الفترة الأخيرة ومع الاستخدام الخاطئ لوسائل التواصل الاجتماعي وغياب الرقابة الأسرية والمجتمعية، وأصبح الكثير منا يقضون معظم وقتهم أمام مواقع التواصل الاجتماعي، ويتفاعلون مع بعض "التريندات" المنتشرة عليها، خاصة غير الهادفة، بغرض الترفيه، ووصل الأمر في بعض التريندات إلى أنها أصبحت وسيلة لترويج لسلع وأفكار دون النظر إلى ماهيتها، بما أننا نعيش في عالم مفعم بـالقضايا اليومية العالمية والمحلية الفكرية أو الاجتماعية أو السياسية أو الاقتصادية فأصبح من البديهي أن يجد الناس أنفسهُم أمام كم من المعلومات المعروضة عليهم والتي تحتاج مزيد من التفكر والتحليل بشكل منطقي، وبالتالي أصبح الأغلبية فاقدين للقدرة على ذلك التحليل والتفكير المنطقي للتعامل مع هذه القضايا.
لقد منحت وسائل التواصل الاجتماعي أصحاب الأيديولوجيات المتطرفة فرصة ذهبية للتحكم في عقول الكثير من هؤلاء الافراد من خلال التلاعب بـ"الترنــدات" من خلال توظيفها كوســيلة استباقية للوصول إلى الجمهور، فأنتشار التريندات في مجتمعنا المصري يرجع إلى طبيعته في التعبير عن رأيه على أي موقف، إذا أعجب بالمشهد أو الحوار أو الاغنية يبدأ في نشره بإضافة تعليقه ، ومن شخص لآخر يبدأ في مشاركة المنشورات بإضافة تعليقاتهم وبذلك ينتشر المحتوي على مستوى واسع حتى يصبح تريند وبعد ساعات من انتشار التريند على فيسبوك، ينتقل المشهد إلى "تويتر" وموقع "إنستجرام". ليلاقي تفاعلاً كبيراً .
ولما كان القرن الحادي والعشرين يعتبر عصر الشبكات التي أصبحت هي النظام العصبي في مجتمعاتنا الحديثة، والتي باتت تؤثر على الجميع العامة والخاصة وتعد عصب الفترة الحالية التي تعيشها الإنسانية لذلك أصحبت الحاجة ملحة في عصر «التريند والهاشتاج والبوست » إلى اعلام اجتماعي مثل الاعلام التربوي والاعلام الرياضي والاعلام السياسي ووغير ذلك من مجالات الاعلام الأخرى . .. الخ.
ويهتم هذا الاعلام بتناول القضايا والمشكلات الاجتماعية برؤية المتخصصين اجتماعياً في تلك القضايا ويتهم هذا الإعلام بالجوانب والمتغيرات الاجتماعية الحديثة والمستحدثة في مجتمعنا المصري مثل الاعلام الاجتماعي لقضايا الأسرة والنزاعات والخلاقات الاسرية والاعلام الاجتماعي لقضايا الطفولة والتنشئة الاجتماعية السوية والعوامل والمتغيرات المؤثرة فيها والاعلام الاجتماعي لقضايا الشباب ومشكلاتهم خاصة المشكلات النفسية ومشكلات الانحراف والادمان والتعاطي والميول والافكار الانتحارية والاعلام الاجتماعي لقضايا ومؤسسات الرعاية والحماية الاجتماعية والاعلام الاجتماعي لبرامج ومشروعات التنمية المستدامة والاعلام الاجتماعي لقضايا المسننين وكبار السن ومشكلاتهم وبرامج رعايتهم إلى غير ذلك من قضايا ومشكلات المجتمعية من أجل تحقيق الرعاية والحماية الآمنة لمجتمعنا ومصرنا الحبيبة. عبداللاه صابر عبدالحميد استاذ خدمة الفرد
ووكيل شؤن خدمة المجتمع وتنمية البيئة
كلية الخدمة الاجتماعية جامعة أسوان
التعليقات
لا توجد تعليقات حتى الآن.
يجب أن تسجل الدخول لإضافة تعليق.