من بين وسائل الاتصال، الحديثة التي عرفها الإنسان من خلال انتشارها الواسع في المجتمع، في القرن الحادي و العشرون، فإن الهاتف النقال أو الهاتف المحمول أو الخلوي، الذي يعتبر من إحدى نتائج ثورة الاتصالات اللاسلكية، و الذي اختلفت أنواعه و أشكاله، وأحجامه و ألوانه، و لكن هذا لا يمنع من وجود خاصية مشتركة تتمثل في إمكانية حمله في كل مكان يتنقل إليه الفرد بفعل التغطية التي تنتشر في كل مكان و تمكن الفرد من الاستفادة من خدمات الهاتف المتواصلة، و إذا أردنا تحديد ماهية هذه الوسيلة، نجد عدة تعريفات لكن سوف نحاول عرض بعضها، و تحديد ماهية الوسيلة المتعارف عليها برغم اختلافها، ويمكن تعريف الهاتف النقال بأنه: عبارة عن جهاز إرسال، يستخدم موجات الراديو، و يسمح بوصول الإشارة إلى المتلقي في منطقة جغرافية تسمى الخلية CELL ثم يتم نقل هذه الإشارة المستقبلة إلى شبكة التليفونات المركزية( حسن، 2003: 222.).
يتكون الهاتف النقال من : شاشة ذات طاقة استيعابية تتراوح ما بين ثلاثة وخمس أسطر، لوحة المفاتيح : متعددة الوظائف ( اتصالية و وقائية )، ذاكرة: متعددة الوظائف أيضاً ( التسجيل، التخزين، الفهرسة)، البطارية: القابلة للشحن و التغيير وو تتراوح قدرة شحنها مابين 33 ساعة و 450 ساعة ووقت اتصالي فعلي متواصل أقصاه ثماني ساعات. (دليو، 2003: 171)
التعليم باستخدام الهاتف الجوال(النقال أو المحمول )
يقصد به ذلك النوع من التعليم والتعلم النقال الذي يتم باستخدام الهواتف المحمولة من خلال ما توفره تلك الهواتف من خدمات مثل:
أ. خدمات الرسائل القصيرة :(SMS) Short Message Service
وهي اختصار لعبارة Short message service، هي رسالة نصية مكتوبة تكتب عن طريق لوحة أزرار الهاتف النقال وترسل عبر شبكات الهاتف الجوال. تعدّ الرسائل القصيرة حلاً عملياً قليل التكلفة مقارنة بالمكالمات الصوتية، وفي هذا العصر لا تقتصر تقنية إرسال الرسائل عبر أجهزة الجوال فقط، اصبحت شركات الاتصالات تقدم خدمات إرسال الرسائل النصية عبر الإنترنت إلى أجهزة الهاتف الجوال بتكاليف زهيدة، حيث يتميز الإرسال عبر الإنترنت بسهولة الكتابة وإمكانية إرسال رسالة واحدة لرقم جوال محدد أو إرسال رسالة إلى آلاف بل ومئآت الألوف من الجوالات دفعة واحدة ( الموسوعة الحرة، 2019)
ب.خدمات الوسائط المتعددة :(MMS)
يمكن تعريف الوسائط المتعددة أو ما يُعرف (بالإنجليزية:Multimedia) بأنّها عبارة عن مزيج من الملفات المختلفة كالنصوص والصوت مثلاً أو حتى الصوت والفيديو، وتجدر الإشارة إلى أنّ الوسائط المتعددة هو مفهوم مختلف عن الأفلام أو الصور المتحركة فالوسائط المتعددة هي أقل حجماً وتكلفة. (سالم ، 2006 : 2)
أنواع الوسائط
يوجد العديد من الوسائط التي تعمل معاً لتُشكل معاً ما يُعرف بالوسائط المتعددة، ومن أنواع هذه الوسائط ما يلي:( Rouse, 2018:14)
النص: وهو أحد أبسط أنواع الوسائط وعادة ما يُستخدم لإيصال أغلب المعلومات للشخص المُتلقي، وتعتبر المستندات المكتوبة والكلمات التي توجد في العروض التقديمية أمثلة على النص، الصوّت: حيث يُستخدم الصوّت في العروض التقديمية لزيادة تأثيرها على المُستمع، الصور الثابتة: وهي من الأجزاء المهمة للوسائط المتعددة، ويمكن التقاط الصور الثابتة من خلال وسائل التصوير المتعددة سواء الرقمية منها أو حتى التناظرية، الرسوم المتحركة: وهي تلك الرسومات التي تكون مصحوبة بتأثيرات صوّتية، الفيديو: حيث يُستخدم الفيديو في العديد من الأمور المختلفة كالمقابلات أو الأفلام أو غيرها من الأمور.
أفضل مشغلات الوسائط
يوجد العديد من المُشغلات التي يمكن للمستخدم أن يستخدمها على جهاز الكمبيوتر الخاص به، وسنتعرف فيما يلي إلى بعض منها، وكما يلي: مُشغل VLC: وهو عبارة عن برنامج مجاني وخيار مثالي لتشغيل كافة الأنواع المختلفة لصيغ الفيديوهات حيث أنّه يندر وجود صيغة وتنسيق معين لا يمكن لهذا البرنامج تشغيله، مُشغل PotPlayer: حيث يمكن من خلال هذا المُشغل القيام بالتعديل على خصائص الفيديو كالسطوع وتدرُج الألوان، والجدير بالذكر أنّ هذا البرنامج يعمل فقط على أجهزة الكمبيوتر التي تعمل بنظام تشغيل ويندوز. مُشغل Vegas Pro: ويمكن للشخص الذي يستخدم هذا البرنامج القيام بالتعديل على الفيديوهات المختلفة من خلال القص واللصق أو حتى تعديل صوتها، وهو برنامج مدفوع الثمن(Rouse,2018:14)
ج. خدمات الويب : (WAP) Wireless Application Protocol
يعتبر تيم برنارزلي من مبتكري الويب قام بذلك نتيجة لوجود معلومات مختلفة على أجهزة الحاسب الآلي ، حبث كان يعمل بالمركز الأروبي لأبحاث الذرة، فكان مطالباً في الوقت الدخول على جهاز ليأخذ ما يحتاجه من المعلومات بالإضافة إلى اختلاف نظام التشغيل من جهاز لآخر مثل( يونيكس و ماك) كانت هذه العملية بالغة الصعوبة تستغرق العديد من الوقت فأراد عمل برنامج يأخذ المعلومات من نظام ما ويحولها ليتم إدراجها بنظام ويب آخر، و بالفعل تمكن برنارزلي من القيام بذلك، وبدأت فكرة الويب بتساؤل من برنارزلي و هو ألا يمكن تحويل كل أنظمة المعلومات لتبدو كنظام معلوماتي واحد ليتمكن كل فرد من قراءته و هذا هو الويب.( الجريسي وآخرون، 2015: 44)
و في بداية الستينات من القرن الماضي جاء بفكرة الويب بما يسمى mark up texte و معنى هذه الكلمة هي النصوص التي تحتوى على تعليمات لكيفية كتابتها (عبد الحافظ، 2002: 140)
ومن المعروف أنه منذ اختراع الويب قائمة ثابتة مصممة بلغة HYML كلها تحت مسمى الويب(1) ثم أتت برامج أدارة المحتوى التي غيرت المفهوم من حيث ربط ملفات PHP لقواعد البيانات و إمكانية التعديد والتغيير من خلال لوحات تحكم البرامج و المجلات فظهر من خلالها مصطلح جديد و هو الويب(1.0) ، و لكن تطور الويب كثيراً وأصبح هناك الكثير من المواقع و الخدمات و التطبيقات التي تتوفر فيها مجموعة من الخصائص أهلت الويب لأن يطلق عليها لقب جديد ألا و هو الويب(2.0) (الطيب و جعفر ،2011: 282)
د.خدمة الرسائل بالحزم العامة للراديو: GPRS) )
هي الحروف اللاتينية الأولى من عبارة General Packet Radio Service (خدمة راديو الحزمة العامة) وهي بمثابة خطوة وسيطة بين شبكات GSM وشبكات الجيل الثالث الخليوية. ويوفر نظام GPRS نقلاً أسرع للبيانات عبر شبكة GSM (ما بين 9.6 كيلوبت وحتى 115 كيلوبت). ويتيح ذلك للمستخدمين إجراء المكالمات الهاتفية ونقل البيانات في آن واحد. وعلى سبيل المثال، إذا كان لديك هاتف نقال مزود بخدمة GPRS، فسوف تتمكن من إجراء المكالمات واستقبال رسائل البريد الإلكتروني في نفس الوقت. وتتمثل الفوائد الأساسية لخدمة GPRS في أنها لا تحتفظ بالموارد اللاسلكية إلا عند وجود بيانات لإرسالها، كما أنها تقلل الاعتماد على عناصر شبكات المقاسم التقليدية( محمد ،2016: 25)
ه.خدمة البلوتوث :Bluetooth Wireless Technology
البلووتوث هو معيار تم تطويره من قبل مجموعة من الشركات الإلكترونية للسماح لأى جهازين إلكترونين حواسيب وتلفونات خلوية ولوحات المفاتيح بالقيام بعملية اتصال لوحدها بدون أسلاك او كابلات أو أي تدخل من قبل المستخدم وتعود تسمية البلوتوث BLUETOOTH الى ملك الدنمارك هارولد HARALD BLATAND، واختير هذا الاسم للدلالة على مدى أهمية الشركات فى الدنمارك والنرويج والسويد وفنلندا إلى صناعة الاتصالات وكلمة BLATAND تعنى BLUETOOTH بالرغم من أن التسمية لا علاقة لها بمضمون التكنلوجيا. (جيبر، 2005م: 7)
ظهرت تقنية البلوتوث لأول مرة في العام 2000 م إذ بُنيت التقنية أساساً على مدى قصير لا يتعدى 20 متر في أحسن الأحوال،
والهدف من إنشاء البلوتوث هو التخلص من المشاكل التى تصاحب الأشعة تحت الحمراء وعملية تزامن الكابل . فقد قامت بعض الشركات العملاقة بالمساهمة في هذا المشروع أمثال سمينز simens وانتل وتوشيبا وموتوريلا وإيركسون وقامت بصنع جهاز دائرى صغير يوضع في أجهزة الكمبيوتر والتلفون .
فكرة البلوتث فكرة قديمة لدى مهندسى شركة EriKsson للصناعات الإلكترونية قبل أن تقوم الشركات IBM و Toshiba و Intel و NOKia بتثبيتها ووضعها قيد الاستعمال وبلوتث هو اسم تقنية مفتوحة المصادر للاتصال اللاسلكى القريب من الأجهزة الإلكترونية وهى تقنية عالمية واحدة موحدة لربط كافة أنواع الأجهزة مع بعضها البعض مثل الكمبيوتر والهاتف النقال والكمبيوتر الجيبى والأجهزة السمعية والكاميرات الرقمية بحيث تتمكن هذه الأجهزة من تبادل البيانات ونقل الملفات بينها وبين شبكة الإنترنت لاسلكياً (عودة ، 2009م )
التحديات أو الصعوبات التي تواجه استخدام الهواتف المحمولة في التعليم:
رغم التقدم الهائل والسريع في صناعة الهواتف المحمولة ، وتوافر العديد من الخدمات بها، واكتشاف آفاق جديدة تتيح الاستفادة من تلك الهواتف في التعليم، وتأكيد عدد كبير من الدراسات والتجارب على ما حققه استخدام هذه الأجهزة في العملية التعليمية من نجاح وفاعلية، إلاّ أنّه توجد معوقات أو تحديات تواجه توظيف تكنولوجيا الهواتف المحمولة في العملية التعليمية، سواء ما يتعلق منها ببعض جوانب القصور فى تلك الأجهزة - التي نتوقع أن يتم التغلب عليها في القريب العاجل نظراً للبحوث والتطبيقات المتقدمة للأجهزة اللاسلكية - أم تعلق ببعض التحديات أو الصعوبات أثناء عملية التطبيق في الواقع الميداني في العملية التعليمية، نحاول أن نستعرض أبرز تلك التحديات وما يجب أن نفعله للتغلب عليها والتي تتمثل فيما يلي(حمامي، 2006 ((سالم، 2006) :
1- الحاجة إلى تأسيس بنية تحتية، تتضمن شبكات لاسلكية، أجهزة حديثة وإنتاج برمجيات تعليمية، وتصميم مناهج إلكترونية تنشر عبر الإنترنت، ومناهج إلكترونية غير معتمدة على الإنترنت وتصميم وإعداد المناهج الدراسية المناسبة، توفير بيئة تفاعلية بين المعلمين والمساعدين من جهة وبين المتعلمين من جهة أُخرى، وكذلك بين المتعلمين فيما بينهم، وهو ما يحتاج إلى تكلفة عالية وخاصة فى بداية تطبيقه وذلك لتجهيز ذلك.
2- صغر حجم شاشات العرض Small Screens الخاصة بالأجهزة المحمولة والهواتف الخلوية تعيق من عمليات إظهار المعلومات ويقلل من كمية المعلومات التي يتم عرضها، وإن كان من الممكن التغلب على ذلك من خلال استخدام تقانة الإسقاط الضوئي التي بدأت تنتشر مع معظم الأجهزة المحمولة لعرض هذه المعلومات في الهواء، استخدام التقنيات اللاسلكية لنقل ملفات الوسائط المتعددة إلى الحاسب أو أجهزة التلفزة.
3- سعة التخزين محدودة وخاصة في الهواتف النقالة والأجهزة الرقمية الشخصية بسبب صغر سعة الذواكر الداخلية، ويمكن التغلب على ذلك من خلال الاستعانة ببطاقات الذاكرة التي تصل سعاتها إلى 4GHz مما يوفر إمكانية تخزين الملفات المختلفة بصورة مريحة.
4- كثرة الموديلات واختلافها يؤدى إلى عدم الإلفة السريعة مع الأجهزة وخاصة مع اختلاف أحجام الشاشات وأشكالها ، وتغير سوق بيع هذه الأجهزة المتنقلة بسرعة مذهلة، مما يجعل الأجهزة قديمة بشكل سريع، فسوق الأجهزة التكنولوجية المتنقلة كثير التحديث والتغيير وخاصة الهواتف المحمولة، ولذلك عدم مجاراة هذا التقدم يجعل الأجهزة منتهية الصلاحية Out-of date .
5- ما زالت أسعار الأجهزة مرتفعة - خاصة الحديثة منها - بحيث لا يمكن لكل شرائح المجتمع من شرائها، و الواقع أن حل هذه المشكلة قادم بشكل طبيعي مع الازدياد التدريجي في عدد مستخدمي الأجهزة النقالة، الأمر الذي يدفع بظهور شركات جديدة وحصول منافسة بينها لحساب المواطن.
6- ضرورة شحن الأجهزة بشكل دوري ، حيث يستغرق عمل البطاريات مدة قصيرة، ولذلك فهي تتطلب الشحن بصفة مستمرة، ويمكن فقد البيانات إذا حدث خلل عند شحن البطارية، ويمكن التغلب على تلك المشكلة من خلال استعمال تقنيات حديثة في التغذية مثل methanol fuel cell من Toshiba والتي تسمح لعمل يعادل 60 ضعف من مدة عمل بطاريات lithium ion المعروفة. وهي غير قابلة للشحن وإنما يمكن استبدالها بسهولة.
8- صعوبة إدخال المعلومات إلى تلك الهواتف خاصة مع صغر حجم لوحات المفاتيح إضافة إلى صعوبة استخدام الرسوم المتحركة Moving Graphics خاصة مع الهاتف النقال، وإن كان من الممكن التغلب على ذلك من خلال استعمال تقنيات لوحة المفاتيح الإفتراضية Virtual Keyboard، كما تستطيع بعض أجهزة الأجيال الحديثة من تلك الهواتف مثل الجيل الثالث والرابع سوف تسهل ذلك فى المستقبل.
9- ما زالت أسعار الأجهزة مرتفعة - خاصة الحديثة منها - بحيث لا يمكن لكل شرائح المجتمع شرائها ، إلّا أن الواقع يشير إلى أن حل هذه المشكلة قادم بشكل طبيعي مع الإزدياد التدريجي في عدد مستخدمي الأجهزة النقالة الأمر الذي يدفع بظهور شركات جديدة وحصول منافسة بينها لحساب المواطن.
10- قلة وعى بعض أطراف العملية التعليمية بالدور الذي يمكن أن تقوم هذه الأجهزة فى خدمة عمليتي التعليم والتعلم، واعتقادهم أن الدعوة إلى ذلك هي نوع من الهوس بالتكنولوجيا، أو أنها طريقة جديدة مبتكرة تهدف إلى ترويج التكنولوجيا.
11- وأخيرا صعوبات تقنية وأمنية والتي من بينها، ضعف كفاءة الإرسال مع كثرة أعداد المستخدمين للشبكات اللاسلكية، صعوبة في نقل ملفات الفيديو عبر الشبكات الخلوية، وصعوبة استثمار برمجيات الحواسيب الشخصية نفسها على الأجهزة المحمولة، وضعف قوة ومتانة تلك الأجهزة، وسهولة فقدها أو سرقتها مقارنة بأجهزة الحاسبات المكتبية، إضافة إلى أن هناك قضايا أو أمور أمنية قد يتعرض لها المستخدم عند اختراق الشبكات اللاسلكية باستخدام الأجهزة النقالة Mobile Devices ، ويمكن التغلب على تلك الصعوبات من خلال الأجيال الحديثة من تلك الأجهزة، اعتماد نظام تشغيل حديث لها مثل Motion eXperience من شركة Interface (MXI )
التعليقات
لا توجد تعليقات حتى الآن.
يجب أن تسجل الدخول لإضافة تعليق.