ترجع نشأته فى البداية الى الكتابات المبكرة عن المنظومات خاصة نظام التعليم حيث تمت المطالبة بعملية تحليل العملية التعليمية وتطويرها حسب المنهج العلمي والنظر لها كنظام.
- ثم جاءت طريقة التفكير القائمة على حل المشكلات وتمت المطالبة بتحديد الأهداف المسبقة للعملية التعليمية للمتعلم .
- وجاء تبلور بعض أفكار التصميم التعليمي خلال العقد الثاني من القرن العشرين والتي تمثلت فى حركة الأهداف التعليمية والتعلم الفردي وإتقان التعلُّم .
- ثم حقبة المجال المعرفي والأهداف السلوكية والتقويم البنائي .
- ثم حقبة الوسائل التعليمية والبحث والتطوير والتى كان لها دور كبير فى انتشار التصميم التعليمي بشكل كبير حيث كان فى البداية خاص بالدورات التابعة للجيش الأمريكي وذلك نظر للحاجة إلى تدريب أعداد كبيرة من ذوي شهادات وخبرات متعددة لتأهيلهم في فترة وجيزة في مهام تتطلب منهم كفايات جديدة .
لكن هذا العلم قد انبثق كعلم عن العلوم النفسية السلوكية والعلوم الإدراكية المعرفية ، حيث أن العلوم السلوكية هي مجموعة النظريات التي ترتكز على دراسة العلاقة بين المثير الخارجي والاستجابة الملاحظة في البيئة التعليمية، وقد ساعدت هذه العلوم التصميم التعليمي على التعرف إلى كيفية هندسة مثيرات البيئة التعليمية وتنظيمها بطريقة تساعد المتعلم على إظهار الاستجابات المرغوب فيها التي تعبِّر في مجموعها عن عملية التعلُّم. أما العلوم الإداركيه المعرفية : فهي مجموعة النظريات التي تركز على دراسة العمليات الإدراكية الداخلية في دماغ المتعلم عند تفسيرها لعملية التعلّم .
وقد ساعدت هذه العلوم التصميم التعليمي فى كيفية هندسة محتوى المادة التعليمية وتنظيمها بطريقة توافق الخصائص الإدراكية المعرفية للمتعلم، وبشكل يساعده على خزن المعلومات في دماغه بطريقة منظمة، ثم مساعدته على تبصرة الموقف وإدراك علاقاته وحل مشكلاته .
ونتيجة للنمو المتزايد فى الميدان التربوي بشكل ملحوظ وتنوع الأفكار والنظريات التي حوت بداخلها العديد من الأفكار والتي كان من الصعب على الممارسين للعملية التعليمة أن يطبقوها على أرض الواقع. من أجل ذلك رأى العلماء ضرورة وجود علم رابط يربط بين النظريات التربوية من جهة وبين تطبيقاتها في الواقع من جهة أخرى، من هنا ظهرت فكرة تصميم التعليم، و سمي هذا العلم حينذاك بعلم حلقة الوصل أو العلم الرابط.
وفى السبعينيات من القرن الماضي التقي علم " تصميم التعليم " مع " مجال تكنولوجيا التعليم " ، وحينها تبلورت الأفكار التربوية المختلفة كما دعت الحاجة إلى ضرورة دمج التقنية بالتعليم.
ومن هنا نجد أن عملية التصميم التعليمي تساعدنا على أن نقوم بالعملية التعليمية بطريقة تجعل كل منها يستند على بعضه البعض، بحيث تكون مخرجات كل عملية مدخلات للعملية التي تليها، أي نحدد أهدافنا بناء على المشكلات التي تواجهنا ثم نقيس مدى تحقق هذه الأهداف من أجل عمليات التحسين والتعديل الكاملة، كما نعمد الى اختيار الاستراتيجية والتقنية الملائمة لهذه الأهداف ومن ثم نقوم بتجميع ذلك وضمه في قالب واحد حتى نحصل على المنتج النهائي .
ولقد تعددت نظريات التعليم والتعلم فمنها: ( النظرية السلوكية – النظرية المعرفية المجالية – النظرية المعرفية البنائية – النظرية المعرفية الاجتماعية – النظرية التقدمية الشاملة ) وهذا التنوع له اثر وفائدة كبيرة وسبب هذا التعدد والتغاير يرجع الى طبيعة عملية التعليم والتعلُّم والتى كان لها دور فعال فى خدمة العملية التعليمية ، والتى إن فهمت من قبل المصمم التعليمي كان لها دوراً فعالاً فى التصميم بصور عامة .
مفهوم التصميم التعليمي .
يمكن تشبيه عملية التصميم التعليمي كما يرى ( الموسى والمبارك ، 2005 م ) بأنه يشبه المخطط ( الكروكي ) لما يجب أن تكون عليه عملية التدريس بجميع مكوناتها. وقد تعددت التعريفات التي تناولت تصميم التعليم، فهناك من يراه بأنه: مدخل منظومي لتخطيط وإنتاج مواد تعليمية فعّالة، وآخرون يرونه مدخلاً منظومياً لتخطيط وتطوير وتقويم وإدارة العملية التعليمية بفاعلية.
وآخرون يشيرون إليه على أنه: مجموعة الخطوات والإجراءات المنهجية المنظمة التي يتم من خلالها تطبيق المعرفة العلمية في مجال التعلُّم الإنساني لتحديد الشروط والمواصفات التعليمية الكاملة للمنظومة التعليمية بما يتضمنه من مصادر ومواقف وبرامج ودروس ومقررات.
وتُعرفه جمعية الاتصالات التربوية والتكنولوجية (AECT) بأنه: ذلك الجزء من عملية تطوير التعليم التي تشبه وظيفة التصميم في ميدان التكنولوجيا التربوية، ومثال ذلك وضع مواصفات لمصادر التعلُّم ومكونات المنظومة التعليمية.
كما يعرفه خميس (2003: 9) بأنه: عملية تحديد المواصفات التعليمية الكاملة لإحداث التعلُّم ومصادره كنظم كاملة للتعليم عن طريق تطبيق مدخل منهجي منظم قائم على حل المشكلات في ضوء نظريات التعليم والتعلُّم بهدف تحقيق تعليم كفء وفعّال، وتشمل مخرجات عملية التصميم تحليل وتحديد الحاجات والمهارات والأهداف التعليمية، وخصائص المتعلمين، والمحتوى التعليمي واستراتيجيات تنظيمية والاختبارات وإستراتيجية التعلُّم ومواصفات مصادر التعلُّم.
أما سرايا فقد عرفه بأنه : عملية منظومة تستهدف وضع معايير ومواصفات لأنسب الطرائق والبيئات والمصادر التعليمية التي تحقق النتاجات التعليمية المرغوب فيها وفق شروط معينة لدي عينة من الطلاب بما يتفق وخصائصهم الإدراكية ( المعرفية ) مع ترجمة هذه الطرق في صورة مخططات وأدلة يسترشد بها لتنفيذ عملية التعليم لإحداث التعلم المنشود .
وقد عرف الصالح ( 1422هـ) التصميم التعليمي بأنه " إجراء منظم لتطوير مواد وبرامج تعليمية يتضمن خطوات التحليل، والتصميم، والتطوير، والتنفيذ، والتقويم "بينما عرفه دروزه ( 1992مـ) بأنه "حقل من المعرفة يهتم بطرق تخطيط التعليم وتنظيمه عن طريق وصف أفضل المخططات، والنماذج التنظيمية وتصويرها في أشكال خرائط بشكل يحقق النتائج التعليمية المنشودة في أقصر وقت ممكن، وبأقل جهد وتكلفة "ويعرفه الحيلة بأنه "علم وتقنية يبحث في وصف أفضل الطرق التعليمية التي تحقق النتاجات التعليمية المرغوب فيها، وتطويرها وفق شروط معينة".
التعليقات
لا توجد تعليقات حتى الآن.
يجب أن تسجل الدخول لإضافة تعليق.