صورة التدوينة

يتضمن التعليم الإلكتروني العديد من الأنماط وفقاً لاستخدام الأدوات والوسائل المتاحة من تكنولوجيا المعلومات والاتصال في عملية التعليم والتعلُّم مثل الحاسوب، والإنترنت والإنترانت والأقمار الصناعية...ألخ من وسائل الاتصال والمعلوماتية، وقد يتم التعلُّم عن بعد أو في غرفة الدراسة، متزامناً أو غير متزامن، وقد يكون التعليم خالصاً بأدوات التعليم الإلكتروني أو التعلُّم المكمل أو التعلُّم الممزوج. وبمراجعة العديد من الأدبيات التي تصنف التعليم الإلكتروني وجد أن هناك تصنيفات عديدة فيصنف كل من ( الغراب، 2003: 26-27 و الموسى والمبارك، 2005: 113-114وإستيتية وسرحان، 2007: 279-337 و عزمي، 2008: 453-455) التعليم الإلكتروني إلى التعليم الإلكتروني المعتمد على الإنترنت وغير المعتمد على الإنترنت، ويُصنّف التعليم الإلكتروني المعتمد على الإنترنت إلى التعليم الإلكتروني المتزامن والتعليم الإلكتروني غير المتزامن.

1. التعليم الإلكتروني المتزامن Synchronous E-learning
وفيه يجتمع المعلِّم (المنفذ) مع المتعلمين في آن واحد ليتم بينهم اتصال متزامن ويوضح (عزمي،2008) أن هذا المفهوم مرتبط بمصطلح نفس الوقت (Real-Time) وهو يعني نقل الاتصالات في نفس اللحظة لمواقع متعددة، وهو الشرط الذي يصبح فيه الاتصال متزامناً، كما يُطلق عليه التعليم الإلكتروني المباشر. وأدوات التعليم الإلكتروني المستخدمة في الاتصالات المتزامنة (المباشرة) كُثر منها:
- المحادثة أو الدردشة: وتكون بالنص أو الصوت أو الفديو عبر وسائل الاتصال، يتم بين شخصين أو أكثر، ويمكن استخدامها في التعليم بطرق متعددة وتفيد في تقديم التغذية الراجعة للمعلِّم أو المتعلِّم وتُستخدم مستقلة أو مع تقنيات أُخرى كالفصول الإفتراضية.
- المؤتمرات الصوتية: فيتم استخدام الرسائل التلفزيونية بواسطة الأجهزة لربط مجموعة من المشاركين في نفس اللحظة يتم بواسطة خطوط هاتف معتادة أو عبر الإنترنت وقد يستخدم مكبرات الصوت عند وجود أكثر من شخص في نفس المكان يجتمعون مع أشخاص في أماكن أُخرى.


- المؤتمرات الفيديوية:
ويتم فيها استخدام أدوات تكنولوجيا الاتصالات التفاعلية التي تسمح لموقعين أو أكثر في أماكن جغرافية متباعدة أن تتواصل مع بعضها فيديوياً في الاتجاهين وبث الصوت في وقت واحد وتستخدم في التعليم والتعلُّم لمناقشة الأفكار والخبرات وعناصر المعلومات في جو تفاعلي تعاوني وتفاهم مشترك.
- الفصول الإفتراضية: وهي عبارة عن تقنية عبر الإنترنت تُعقد بها جلسات بين المعلِّم والمتعلِّمين تفصل بينهم حواجز مكانية(جغرافية) يتفاعلون معها في نفس الوقت عن طريق الحوار عبر الإنترنت، وتتيح الفصول الإفتراضية عبر الإنترنت مجالات متنوعة للتواصل منها: التخاطب الكتابي والسبورة الذكية والمشاركة المباشرة للأنظمة والبرامج والتطبيقات (بين المعلِّم والمتعلِّم أو بين المتعلِّمين أنفسهم) وإرسال الملفات وتبادلها مباشرة بين المعلِّم والمتعلِّمين ومتابعة المعلِّم وتواصله لكل متعلِّم على حدة أو لمجموع المتعلِّمين في آن واحد، وخاصة استخدام برامج العرض الإلكتروني وخاصية استخدام برامج عرض الأفلام التعليمية، وخاصية توجيه الأسئلة المكتوبة، وخاصية توجيه أوامر المتابعة لما يعرضه المعلِّم للمتعلِّمين، وخاصية إرسال توصيله لأي متصف لمتعلِّم أو أكثر، وخاصية السماح لدخول أي طالب أو إخراجه من الفصل، وخاصية السماح أو عدمه للكلام، وخاصية السماح للطباعة، وخاصية تسجيل المحاضرة (الصوتية والكتابية)، وخاصية نقل سطح المكتب المستخدم من قبل المعلِّم مدير الجلسة إلى جميع أجهزة المتعلِّمين كما لو أنَّ المعلِّم يقدم المعلومة من أجهزتهم، كما تتيح خاصية منح أحد المتعلِّمين إدارة الجلسة.
2.التعليم الإلكتروني غير التزامني(غير المباشر) Asynchronous
وفيه يكون الاتصال بين المعلِّم والمتعلِّمين متحرراً من الزمن، فيمكن للمعلِّم أن يضع مصادره مع خطة تعليمية وتقويمية على الموقع التعليمي، ثم يدخل الطالب إلى الموقع في أي وقت ويتبع إرشادات المعلِّم في إتمام التعلُّم دون أن يكون هناك اتصال متزامن (مباشر) مع المعلِّم، ومن أبرز أدوات التعليم الإلكتروني غير المتزامن:
- الصفحات الإلكترونية(www) World Wide Web
الساكنة أو التفاعلية، حيث تُوضع المحاضرة في موقع محدد ويقوم المتعلِّم باستعراضها أو الإستماع إليها أو مشاهدتها في نفس الموقع أو تنزيلها للتعلُّم منها في وقت آخر، وهي تعتمد على استخدام النصوص فائقة التداخل أو كملفات Microsoft Word أو pdf أو صوتيه كملفات mp3 أو wave مثلاً أو ملفات فيديوية كالاستعانة بتقنية اليوتيوب.
- البريد الإلكترونيEmail: بما في ذلك القوائم البريدية والمجموعات البريدية ويتم من خلاله نقل الرسائل النصية أو الصوتية أو المرئية عبر شبكات الاتصال وتوزيعها للمتعلمين أو المعلمين إلكترونياً ويمتاز بسهولة الاستخدام وسرعة النقل وانخفاض التكلفة ويعد أداة مشتركة، يمكن استخدامها من خلال عديد من التقنيات عبر الشبكة، وتمكن من إرسال مرفقات كإرسال واستقبال المحاضرات والتكاليف والواجبات أو الاستفسارات.
- مجموعات النقاش أو لوحات النقاش (الإعلانات): وهي عبارة عن لوحات إلكترونية تُوضع عليها ملاحظات وتعليقات وأسئلة وإجابات من جانب المعلم والمتعلمين المشاركين في موضوع ما أو مجموعة تعلُّم لمقرر معين وفيها يمكن ترك رسائل لبعضهم البعض ويتلقاها البعض في الوقت المناسب لهم.
- المدونات الإلكترونية: وهي أحد أساليب النشر والاتصال الحديثة على الإنترنت، وتمثل مذكرات يومية أو مقالات علمية أو تعليمية يتم نشرها على المواقع الإلكترونية للمجتمعات الإلكترونية وتتسم بالتفاعلية والوصول المباشر بين محرريها والمستفيدين منها وتتضمن إرشيفاً يشمل الموضوعات والأفكار المتاحة بها مرتبة ترتيباً زمنياً تصاعدياً ويمكن لمديريها التحكم في عرضها والمستفيدين منها وإتاحة الفرصة للغير للمشاركة والتعليق على الأفكار المنشورة عليها، فضلاً عن سهولة إنشائها ونشرها وسهولة تحديثها.
- الأقراص المدمجةCD: تستخدم في التعليم الإلكتروني لتنفيذ الدروس التفاعلية دون اتصال أو استخدام الإنترنت، حيث يمكن تخزين برمجيات المناهج الدراسية والبيانات بأشكالها المتنوعة من نصوص ورسوم وصور وصوت، ونقلها على جهاز الطالب والرجوع إليها عند الحاجة، وتمتاز باستعمالها على نطاق واسع لسهولة الحصول عليها ونقلها لانخفاض تكلفتها.
3. التعليم الإلكتروني المساعد أو المكمل Adjunct
وهو عبارة عن تعليم إلكتروني مكمل للتعليم التقليدي أو الصفي حيث تخدم الشبكة هذا التعلُّم بما يحتاج إليه من برامج وعروض مساعدة، وفيه توظف بعض أدوات التعليم الإلكتروني جزئياً في دعم التعليم الصفي وتسهيله ورفع كفاءته، ومن أمثلة النموذج المكمل ما يأتي: قيام المعلِّم قبل تدريس موضوع معين بتوجيه الطلاب للإطلاع على درس معين على شبكة الإنترنت، أو توجيه الطلاب بالبحث عن معلومات معينة في شبكة الإنترنت، أو توجيه الطلاب بعد الدروس للدخول على موقع على الإنترنت وحل الأسئلة المطروحة على هذا الموقع ذات الصلة بالبحث.
4. التعليم الإلكتروني المنفرد (النموذج الخالص)Totally online
وفيه يوظف التعليم الإلكتروني وحده في إنجاز عملية التعليم والتعلُّم، حيث تعمل الشبكة المحلية أو الإنترنت كوسيط أساس لتقديم كامل عملية التعليم (وهو صورة للتعلُّم عن بعد المعتمد على التعليم الإلكتروني) ومن أمثلة تطبيقات النموذج الخالص: دراسة الطالب لمقرر إلكتروني إنفرادياً، ويتم هذا التعلُّم عن طريق البرمجيات المحملة على الأقراص المدمجة أو على الشبكة العنكبوتية (الويب) أو الشبكة المحلية أو أن يتم تعلُّم الطالب تشاركياً من خلال مشاركته لمجموعة معينة في تعلُّم درس أو إنجاز مشروع بالاستعانة بأدوات التعليم الإلكتروني التشاركية مثل: غرف المحادثة الإلكترونية والمؤتمرات الفيديوية.
5)التعليم الإلكتروني المدمج (الممزوج) Blended learning
وفيه يُطبق التعليم الإلكتروني مدمجاً مع التعليم الصفي في عمليتي التعليم والتعلُّم، بحيث يتم استخدام بعض أدوات التعليم الإلكتروني لجزء من التعليم داخل القاعات الصفية وجها لوجه، وأدوات أُخرى تستخدم للتعليم عبر شبكة الإنترنت، ويتحمس كثير من المتخصصين لهذا النوع ويرون مناسبته عند تطبيق التعليم الإلكتروني، باعتبار أنه يجمع مابين مزايا التعليم الإلكتروني ومزايا التعليم الصفي ويؤكد ذلك (خان، 2005) بقوله أنه: يجب على المنظمات والمؤسسات التعليمية أن تستخدم طرق التعليم الإلكتروني المدمج (الممزوج) وسائط تقديم متعددة، ومصممة ليكمل بعضها بعضاً، وتعزز التعليم الإلكتروني وتطبيقه.
ومن تطبيقات التعليم الإلكتروني المدمج (الممزوج) مثلاً: أن يتم تعليم درس معين أو أكثر من دروس المقرر داخل الصف الدراسي دون استخدام أدوات التعليم الإلكتروني، وتعليم درس آخر أو بعض دروس المقرر باستخدام أدوات التعليم الإلكتروني، وأن يتم تعليم درس معين تبادلياً بين التعليم الصفي والتعليم الإلكتروني، كأن تبدأ بتعليم الدرس داخل الصف، ثم تستخدم التعليم الإلكتروني، ومثال ذلك أن يشرح المعلم درساً معيناً مثل درس في "الدوال المثلثية" ثم ينتقل المتعلم إلى أحد المواقع ليرى بعض الأمثلة على الدوال المثلثية ثم يعود إلى الكتاب ويكمل الدرس وهكذا.