التحول الرقمي في التعليم:
إن عملية التحول الرقمي في التعليم بشكل عام يمكن تعريفها على أنها عملية التخلص من الطرق التقليدية لعملية التدريس واستخدام أحدث الصور والوسائل التي ظهرت مع تطور التكنولوجيا والتي تساعد الطالب على تفتيح آفاق تفكيره وخضوعه للتعلم والتجربة بعد أن كان يتلقى دروسه من المعلم ويعتمد عليه اعتمادا كليا وكانت طريقة التدريس حينها تعتمد على التلقين أما في عملية التحول الرقمي فإنها تعتمد على الفهم والبحث والتجربة والابتكار ويكون هذا وفق استراتيجية محددة تضعها المؤسسة التعليمية لتسهيل عملية التعليم وفي نفس الوقت الوصول بها إلى مستوى متقدم وحديث مختلف تماما عن الطرق التقليدية القديمة في التعليم.
وقد بدا جليا ان التحول الرقمي قد غزا جميع مناحي الحياة خصوصا بعد الثورة الصناعية والانفجار التكنولوجي ، ويعد قطاع التعليم من اهم القطاعات التي بدأت تتحول نحو التعلم الرقمي حيث بدا من السهل انشاء بيئة تعليمية افتراضية تجمع بين المعلم والمتعلم سواء بالتزامن او بدون تزامن عبر شبكات الانترنت وباستخدام العديد من التطبيقات التي تسهل هذا التواصل.
ويمكن توظيف الأنترنت كما ذكر )الحناوي،2010 (، عن طريق استخدامه كأداة للتواصل
بين المعلمين والادارة، وبين الطلبة والمعلمين، وبين الطلبة والادارة، وبين الادارة والمجتمع ،
وبين الطالب وزملائه، وايضا توظيفها واستخدامها كوسيلة واداة تعليمية وايضا كأداة تجمع بين
جميع العناصر التعليمية، وكأداة تقييم.
وقد ذكرت (البحيري ،2019) ان التعليم الإلكتروني يقوم بتزويد المتعلمين بالمقررات العلمية الكترونيا لمنحهم التعلم في أي وقت ومن أي مكان، كما أنه يوفر فرصة للتفاعل معهم بطريقة فعالة ومتميزة. وقد أصبح التعليم الإلكتروني واحدا من أهم المتطلبات للنهوض بالعملية التعليمية المنشودة ليس فقط لمواكبة التطورات التكنولوجية الحديثة بل أيضا لما له من أهمية بالغة في نمو العملية التعليمية وتطوير مخرجاتها. كما أنه أسلوب فعال ومؤثر في توفير الفرص الجادة للتعلم خاصة للعاملين الذين لم تمنحهم الفرصة للحصول على التعليم النظامي ولا يملكون فرصة التفرغ للتعليم وترك عملهم.(البحيري، شيرين:2019- ص4).
توضح دراسة (الغديان،2012 )أن التعليم الجامعي في العصر الرقمي يعطى للفرد الفرصة لتحديد متى وأين يتعلم، وخاصة الافراد في المجتمع الذين لديهم ظروف خاصة تمنعهم من الالتحاق بالتعليم التقليدي، كما أن الطالب في العصر الرقمي لديه القدرة على أن يطور من مهاراته وقدراته واكتساب معارف جديدة في أي مكان في العالم دون أن يتطلب حضوره، فضالاً عن زيادة المرونة في العملية التعليمية، فأصبح المعلم موجها للطلاب ويدفعهم للمشاركة بإيجابية في الحصول على المعلومات ، وتنمية تفكيرهم الإبداعي والناقد وتشجيعهم على تطوير مهاراتهم.
وتشير دراسة ( 2014(Matas , أن التكنولوجيا الرقمية أصبحت ذات تأثير كبير على كافة جوانب العمل بالمنظومة التعليمية بالجامعة، فهي تؤثر على الطريقة التي توزع بها المعلومات والمعارف وإتاحتها بصفة مستمرة ومجانية للجميع دون قيود تذكر، فقد غير الإنترنت بشكل جذري مفاهيم المعرفة والخبرة والوصول إلى المعلومات، حيث توفر شبكات الإنترنت طرق عديدة للعبور من مراكز المعرفة إلى نقاط التعلم بشكل أكثر سهولة ويسر من ذي قبل.
فقد اشارت ( محمود،2018) الى ان توظيف تكنولوجيا المعلومات والاتصال في الواقع التربوي فرض ضرورة توفير مقومات جديدة في النظام التعليمي الجامعي من حيث مرجعتيه بطريقة لا يمكن تجاهلها، حيث تؤدى تقنية المعلومات الجديدة إلى أنماط جديدة من فنون الأداء التدريسي للمعلم، من حيث طرق واستراتيجيات التفاعل والتواصل والمشاركة في البيئة التعليمية الجديدة و تحصيل المعارف وتنمية القدرة على التعلم الذاتي وتسهيل التواصل والتفاعل مع الآخرين من خلال مجموعة متنوعة من وسائل التفاعل ( محمود، 2018- ص 8) .
وقد قامت كلية الدراسات المتوسطة – جامعة غزة باستخدام تطبيق الكلاس روم وهو عبارة عن بيئة افتراضية من خلالها يتم استخدام الصفوف الافتراضية للتواصل المتزامن او غير المتزامن بين المحاضر و الطالب عبر الانترنت.
التعليقات
لا توجد تعليقات حتى الآن.
يجب أن تسجل الدخول لإضافة تعليق.