صورة التدوينة

أورد ريبيل (Ribble, 2015,9) تصنيفاً مفيداً في توضيح أدوار المتعلم خلال كسب مبادئ ومهارات المواطنة الرقمية أطلق عليه Respect,Educate and protect) REPS) احترم، تثقف، احمي، وكل محور يتضمن ثلاثاً من فئات المواطنة الرقمية التسع على النحو التالي:
- احترم نفسك والآخرين : (Respect Yourself and Others):
(قواعد السلوك الرقمي، الوصول الرقمي، القانون الرقمي)
- ثقف (علم) نفسك والآخرين: (Educate Yourself and Others):
(التواصل الرقمي، التنور الرقمي، التجارة الرقمية)
- احمِ نفسك والآخرين: (Protecte yourself and others):
(الحقوق والمسؤوليات الرقمية، الأمن الرقمي، الصحة والرعاية الرقمية)
وتحتاج المناهج التعليمية بالمدارس الحالية للتركيز على أبعاد ومهارات المواطنة الرقمية لعدة اعتبارات أهمها (couros & Hilde brandt, 2015, 6):
- إن المتعلمين صغاراً وكباراً يستخدمون التكنولوجيا دون تفكير ناقد، وكثيرون منهم يفتقدون لمهارات الاستخدام الآمن والمسؤول لها، وهذا يُعرضهم لمخاطر جمة على الإنترنت.
- إن المتعلمين يبدءون في استخدام الإنترنت في سن مبكرة بشكل منتظم، ولو انتظرت المدارس حتي المرحلة الثانوية للبدء في تناول قضايا المواطنة الرقمية، فإنها تُعرضهم لخطر جسيم.
- إن طبيعة العصر الرقمي تفرض على المدرسة ضرورة ممارسة المتعلم للتعلم مدى الحياة وهذا يفرض عللا المدرسة دمج ممهارات العالم الحقيقي والعالم الرقممي في مناهجها لسد الفجوة بين المنزل والمدرسة.
- إن المدرسة تحتاج لإعداد طلابها للنجاح في العالم الرقمي، وتُسهم ممارسة قيم ومهارات المواطنة الرقمية داخل المدرسة في تطوير الكفاءات اللازمة ليكونوا مواطنين مسؤولين وآمنين في مجتمع يموج بسلوكيات تتعارض مع مبادئ المواطنة الرقمية.
ورغم أن المناهج التعليمية تعد الأداة التي تحقق من خلالها المدرسة التربية الرقمية لأبنائها، ألا إن واقع هذة المناهج يدل على وجود قصور يحول دون تحقيق مبادئ المواطنة الرقمية ومهاراتها، فقد أوضحت نتائج دراسة السيد (2015، 82-15) أن معيار التنور الحاسوبي والمعلوماتي الأكثر افتقاداً في كتب الحاسوب وتكنولوجيا المعلومات في أربعاً من الدول العربية تناولتها الدراسة (مصر والسعودية والكويت والبحرين) هو معيار "الجوانب الاجتماعية والأخلاقية والإنسانية المتعلقة باستخدام الكمبيوتر وتكنولوجيا المعلومات" وهو المعيار الذي تركز مؤشرات تحققه على تقدير المتعلم لخطورة نتائج الاستخدام غير المسئول لمصادر تكنولوجيا المعلومات، والدفاع عن مفهوم الملكية الفكرية واحترام القانون عند استخدام المعلومات والأجهزة والشبكات، والحفاظ على الأجهزة التكنولوجية من المخاطر التي يمكن أن تتعرض لها، وتقييم التأثير الإيجابي والسلبي لاستخدام تكنولوجيا المعلومات على الجانب الأخلاقي والثقافي المتعلق بالفرد والمجتمع، ووصف الانتهاكات التي تحدث عبر الحاسوب.
كما أشارت نتائج دراسة عبد العزيز (2016) إلى عدم تضمين أيا من موضعات السلامة على الإنترنت والمواطنة الرقمية في مقررات مراحل التعليم قبل الجامعي بمصر، اللهم إلا بعض القضايا المتناثرة عن الإنترنت وتقنيات الإبحار فيها وأساليب استخدامها في التواصل والبحث عن المعلومات، وإنشاء صفحات الويب، دون تدريب حقيق على الاستخدام الآمن والمقبول لها وحماية النفس والآخرين خلال الإبحار بين مواقعها، وأن موضوعات مقررات الكمبيوتر وتكنولوجيا المعلومات تُدرس في مستويات نظرية دون ممارسة تطبيقية واقعية تنمي لدى المتعلمين مهارات المواطنة الرقمية، وأوصت بأهمية تدريب معلمي الحاسوب وتكنولوجيا المعلومات على مهارات حماية النفس والغير والسلامة الرقمية والاستخدام الأمثل للتكنولوجيا.
وأوضحت يونج (Young, 2016, 1) في دراستها حول تدريس المواطنة الرقمية في القرن الــ 21 أن الطلبة قد يجيدون الإبحار الرقمي واستخدام أحدث الأجهزة التكنولوجية وبرمجياتها، لكنهم لا يستوعبون عواقب تصرفاتهم عبر الإنترنت، وهم ليسوا حبراء بأخلاقيات التواصل مع الآخرين، ولا يدركون ماهية البصمة الرقمية (Digital footprint)، ولا يعون خطورة نشر معلوماتهم وصورهم الشخصية ومنح الغرباء فرص الوصول إليها، وأكدت يونج أن الحركة في الاتجاه الصحيح لن تحدث دون إحداث دمج حقيقي لمبادئ وأخلاقيات المواطنة الرقمية في المناهج الدراسية، وإعداد المعلم لممارسة مهاراتها خلال تواصله مع أطفال الصفوف الدنيا للمرحلة الأساسية، وجهوده لإتاحه الفرص لهم لكسب مفاهيمها وتمثل أخلاقياتها.