صورة التدوينة

أول هذه الأدوات هي ما نطلق عليه أدوات التعليم المتزامن، وتتمثل في التعليم المباشر ما بين عناصر العملية التعليمية (الطالب والمتعلم) بحيث تكون المناقشة في الوقت نفسه، أو ما يسمى in real time.
ومن أدوات التعليم المتزامن: (Callas, K.L,2009)
المؤتمرات الرقمية video conference:
كإقامة مؤتمر بين جامعتين مختلفتين (في مكانين مختلفين) في الوقت نفسه، ويمكن أن يفيد هذا النوع من أنواع التعلم عن طريق تبادل الآراء حول التقنيات، وتبادل المعلومات والتجارب بخصوص آخر مستجدات العملية التعليمية.
المؤتمرات الصوتية (Audio Conferences):
وهي تقنية إلكترونية حديثة تعتمد على الانترنت، و تستخدم هاتفاً عادياً وآلية للمحادثة على هيئة خطوط هاتفية توصل المتحدث (المحاضر) بعدد من المستقبلين (الطلاب) في أماكن متفرقة.
مؤتمرات الفيديو (Video Conference)
وهي المؤتمرات التي يتم التواصل من خلالها بين أفراد تفصل بينهم مسافة من خلال شبكة تلفزيونية عالية القدرة عن طريق الانترنت ويستطيع كل فرد موجود بطرفية محددة أن يرى المتحدث، كما يمكنه أن يتوجه بأسئلة استفسارية وإجراء حوارات مع المتحدث (أي توفير عملية التفاعل) وتمكن هذه التقنية من نقل المؤتمرات المرئية المسموعة(صورة وصوت) في تحقيق أهداف التعليم عن بعد وتسهل عمليات الاتصال بين مؤسسات التعليم.
اللوح الأبيض (White Board)
عبارة عن سبورة شبيهة بالسبورة التقليدية وتعدُّ من الأدوات الرئيسية اللازم توافرها في الفصول الافتراضية، ويمكن من خلالها تنفيذ الشرح والرسوم التي تُنْقل إلى شخص آخر. وتنفع هذه الطريقة في العملية التعليمية القائمة على المنهج التعليمي أو المدرسي pedagogical method.
برامج القمر الصناعي(Satellite Programs)
وهي توظيف برامج الأقمار الصناعية المقترنة بنظم الحاسب الآلي والمتصلة بخط مباشر مع شبكة اتصالات، مما يسهل إمكانية الإفادة من القنوات السمعية والبصرية في عمليات التدريس والتعليم، وهذا يجعلها أكثر تفاعلاً وحيوية، وفي هذه التقنية يتوحد محتوى التعليم وطريقته في جميع أنحاء البلاد أو المنطقة المعنية بالتعليم لأن مصدرها واحد، شرط أن تزود جميع مراكز الاستقبال بأجهزة استقبال وبث خاصة متوافقة مع النظام المستخدم.
برامج المحادثة chat:
وهي إمكانية التحدث عبر الانترنت مع المستخدمين الآخرين في وقت واحد، عن طريق برنامج يشكل محطة افتراضية تجمع المستخدمين من جميع أنحاء العالم على الانترنت للتحدث كتابة وصوتاً وصورة.
وهي برامج ذات صبغة عالمية يتواصل بها الناس فيما بينهم في شتى مواضيع الحياة، ويسمونها برامج الشات (الحكي)، إذ يمكن أن يكون التواصل بوساطتها مفيداً في اللغة العربية، وبعضها يمكن أن يستعمل الصوت والصورة والكتابة أيضاً، ومن هذه البرامج skype و yahoo messenger و Hotmail وغيرها، كما يمكن أن يكون من ضمنها أيضاً برامج (iPhone) و (iPad).
ولمّا كان التعليم المتزامن عبارة عن قدرة الطالب أو المدرِّس على التواصل المباشر من حيث استقبال الأسئلة والإجابة عنها، فإنه يمكن أن يكون من الفائدة بمكان توجيه الجهود نحو طرق التعليم عن طريق هذه البرامج في موضوع اللغة العربية، إذ ما إن يباشر المشترك الدخول إليها حتى يعرف المشاركون الآخرون أنّ شخصاً مهتماً على الخط، فيبادرون إلى المشاركة والأسئلة، وينفع هذا الأمر في موضوعات القواعد خاصة، ويمكن أن يتواصل فيها الباحثون على اختلاف خبراتهم وعلمهم، فيتبادلون الحديث عن التجارب في تدريس موضوع من الموضوعات التي يهتمون بها، إذ يمكن أن يحدث هذا بين شخصين أو أكثر، إذ إنَّ غرف الشات يمكن أن تتعدَّد حتى تتسع لعدد من المشتركين في الحديث، وهذا يغني الدرس الذي يعملون على مناقشته، ولحسن الحظ، فإنَّ الذين يتعاملون مع هذه البرامج كثر، ولكنهم من المتطوعين الذين يبحثون عن ضالتهم في موضوعات معينة، وأسوأ ما ينتظر منهم أنهم سيتفرقون بعد انتهاء حاجتهم إلى هذه البرامج، ويحلُّ محلَّهم آخرون من المهتمين والهواة والمتعلمين، وأما المستوى الرسمي، فإنه لا يفيد من هذه التقنيات والبرامج على الرغم من أنّها تتيح للمتعلمين مسألة توجيه الأسئلة وتلقي الإجابات.
وأما أكثر سيئات هذه الطريقة (إذا استخدمت الاستخدام العلمي) فيتمثَّلُ في معيار الخوف، ونعني به الخوف من التعامل مع الأجهزة أو الإجابات، ولكنها يمكن أن تخلق جواً حميماً من التفاعل بين طرفي العملية التعليمية، وقد تابعت بنفسي عدداً من المواقع التي تتبع التعليم المتزامن عن طريق برامج المحادثة، فكلمني عدد من الطلبة من الدول العربية المختلفة حول رسائلهم أو أنَّ بعضهم كان يسأل عن قيمة كتاب من الكتب، وأما التواصل بين الأساتذة عبرها فإنّه غالباً غير منتظر لعوامل خارجة عن نطاق بحثنا هذا.
وأما إذا توافر معيار الرغبة في مثل هذا النوع من التعلم وفحص تأثيره في اللغة، فإنَّ المؤسسات هي التي يمكن أن تعمل على تهيئته وليس الأفراد؛ لأنَّ المؤسسات الجامعية خاصة هي القادرة على توظيف البرامج في الطريق الصحيح، بحيث لا تنحرف عن مسارها العلمي لتصبح برامج للتواصل الشخصي أو الاجتماعي.