تمهيد
إذا نظـرنا إلى تكنولوجـيا التعليم في إطـار النظـام التعليمي العام، نجد أنها نظـام فرعـي أو منظـومـة فرعـية ذات أهداف تعليمية تتفق مع أهداف النظـام التعليمي العام، وتحقق أهداف هذه المنظـومـة مجموعة متآلفة ومتفاعلة من العناصر المادية والبشـرية المكونة للنظـام، وتتفاعل منظومة تكنولوجـيا التعليم الفرعية مع عناصر النظام العام وكذلك مع النظم الفرعية الأخرى فـيه (المنظـومات الفرعية) لتحقيق الأهداف المنشـودة.
ويمكن النظـر إلى تكنولوجـيا التعليم بوصـفها نظـاماً أو منظـومة تضـم عناصر متعددة ومتكاملـة لتحقيق أهداف النظـام أو المنظـومـة تتمثل في: العناصر البشـرية، والعناصر المادية، والأهداف ، والمحتوى ، والآلات والمواد التعليمية، والاستراتيجـيات التعليمية، والتقويم.
مراحل تطـور مفهوم تكنولوجـيا التعليم
(المشيقح،2007م)
لا زال هناك خلط بين أحد جوانب تكنولوجـيا التعليم المتمثل في استخدام الآلات والأجهزة التعليمية وبين تكنولوجـيا التعليم ذاتها، فما زلنا نرى استخدام مصطـلح الوسـائل التعليمية والوسـائل السمـعية والبصـرية عند الإشـارة إلى تكنولوجـيا التعليم والعكـس أيضـاً، وهنا نجد أن تكنولوجـيا التعليم تنحصـر في حدود ضـيقة لا تتعدى كونها وسـائل تعليمية.
ولذلك فإنه من الضروري إلقـاء الضـوء على مراحـل تطور مفهوم تكنولوجـيا التعليم عبر السنوات الماضـية لنرى هل بدأت ملامح هذا المفهوم تتحدد وتتضح؟ أم مازال هناك تداخـل بيـنه وبين مفهوم الوسـائل التعليمية ؟
وبداية ليس هناك اتفـاق تام حول بداية تكنولوجـيا التعليم (Instructional Technology) فالبعض يرى أنها تعود إلى عصـر علماء اليونان، والبعض الآخر يرى أنها تعود إلى بدايات القرن العشـرين، وإذا أخذنا بالرأي الثاني نجد أن هذا المفهوم قد مر بالمراحـل التالية:
1. حركـة التعليم البصـري: (Visual Instruction)
أشـار فن عام 1967م إلى أن بدايـة التعليم البصـري كانت في العشـرينيات من القرن العشـرين، وهذه حركـة تعتبر بدايـة تكنولوجـيا التعليم وكـان مفهوم التعليم البصـري أو التعليم القائم على حاسـة البصـر يعتمد على استخدام المواد البصـرية في التعليم بهدف تحويـل المفـاهيم المجـردة إلى أشـياء ملموسـة. وأكدت هذه الحركـة على أهمـية جعل الوسـائل البصـرية عنصراً من عناصر المنهج، ولكن تم استخدام هذه الوسـائل كمعينات تدريـس / معينات بصـرية تعين المعلم على أداء مهمته.
2. حركة التعليم السمـعي البصري: (Audio – Visual Instruction)
ومع تطـور العلوم تم الإهتمام بحـاسـة السمع ونتج عن ذلك إضـافة عنصـر الصـوت إلى الأجهـزة والمواد التعليمية فظـهرت الأفلام المتحـركة الناطـقة وشـرائط الفيديو، ومن هنا ظـهر مفهوم التعليم السـمعي البصـري أو الوسـائل السمـعية البصـرية، وظـل الإهتمام بفكـرة المحسـوسات أي التعلُّم باللمـس والحـس، ومن أوضـح الأمـثلة على ذلك مخروط الخبرة الذي قدمـه Edgar Dale في الخمسـينيات 1954م.
3. مفهوم الاتصـال : (communication concept)ئ
شـهدت هذه المرحـلة تطـوراً كـبيراً في مفـاهيم الاتصـال وتم إدخـالها في مجال التعليم؛ مما كان له الأثـر الكـبير في إيضـاح الأسـس النظـرية لتكنولوجيا التعليم حيث يعتبر الاتصـال من أبرز الأسس النظـرية لمجـال تكنولوجـيا التعليم.
ولقد استفـادت تكنولوجـيا التعليم من مجال الاتصـال حيث أُدخـلت بعض المفـاهيم مثل : مفهوم العملية، ومفهوم النمـاذج. والاتصـال عملية لها مكوناتها الأسـاسـية التي لا يمكـن الإستغنـاء عن أي منها (مرسـل، مسـتقبل، قـناة اتصال، رسـالة)؛ فالرسالة على سـبيل المثـال في عملية الاتصال ليسـت من الكمـاليات بل من أسـاسيات هذه العملية ولا يمكـن حذفها.
وتمشـياً مع هذا الاتجـاه ظـهر مسـمى جديد وهو وسـائل الاتصـال وتم اعتبـار عناصر عملية الاتصـال مكونات في مجال تكنولوجيا التعليم.
4. بداية ظهور مفهوم النظم: (System Concept)
خلال الإهتمام بعملية الاتصال، بدأت ظهور المفاهيم المبكرة للنظم في مجال تكنولوجيا التعليم والتي أكدت على أن الوسائل السمعية البصرية ليست الوحيدة الأساسية في تكنولوجيا التعليم، بل من الضروري وجود نظم تعليمية، إلا أن هذا الاتجاه قد ركز على المنتجات وليس العملية.
5-حركة العلوم السلوكية: (Behavioral Sciences)
كان للعلوم السلوكية تأثير على تكنولوجيا التعليم وبدا ذلك واضحاً بنظرية سكينر Skinner للتعزيز الفوري وتطبيقاتها في التعليم المبرمج في بداية الستينات، فلقد أدت إلى نمو الإطار النظري لتكنولوجيا التعليم والذي يتضح في:
أ- التحول من التركيز على المثير المتمثل في الرسالة إلى التركيز على سلوك المتعلم.
ب- التحول من استخدام الآلة أثناء التدريس إلى استخدامها في تعزيز سلوك المتعلم المرغوب فيه.
جـ- تقويم المتعلم بناءاً على ما يحققه من أهداف سلوكية.
6- تصميم التعليم: (Instructional Design)
مع استخدام الأجهزة السمعية البصرية في العملية التعليمية مثل أجهزة الفيديو، كانت هناك الحاجة إلى إعداد برامج تعليمية لاستخدامها مع هذه الأجهزة، فظهر ما يسمى بالمواد التعليمية التي تحمل وتخزن المحتوى التعليمي كشرائط الفيديو والأفلام.
ومع تطور مبادئ التعليم المبرمج كنتيجة لظهور الفكر السلوكي، ونظريات السيبرناتيقا، سميت عملية إعداد البرامج والمواد التعليمية باسم تصميم التعليم (Instructional Design)، وهنا بدأ يتضح أن مجال تكنولوجيا التعليم أكثر شمولا واتساعاً من ميدان الوسائل التعليمية، حيث إن تكنولوجيا التعليم تتناول ميدان التصميم التعليمي بأوسع معانيه، ويعتبر التصميم التعليمي محوراً رئيساً لمجال تكنولوجيا التعليم حيث بدأ التصميم التعليمي بالإهتمام بتحديد السلوك المدخلي للمتعلم، وتحديد خصائص المتعلمين، وتحديد الأهداف التعليمية، وتحليل المحتوى... الخ، وبدأ في تبنى مفاهيم جديدة مثل إعداد برامج ومواد تعليمية لا تعتمد على استخدام أجهزة لعرضها.
7-مدخل النظم: (System Approach)
في بداية السبعينات، بدأ الاتجاه الحديث لتعريف تكنولوجيا التعليم على أنها أسلوب منظم مما دعم مفهوم مدخل النظم، فأصبح يُنظر إلى تكنولوجيا التعليم كأسلوب نظم في تصميم النظام التعليمي وتنفيذه وتقويمه وتطويره بغرض تحسينه. فأصبح الإهتمام بكامل عناصر هذا النظام، وبدأت النظرة إلى مدخل النظم من مفهوم العملية (Process) بدلا من مفهوم المنتجات (products) فتم التأكيد على أن تكنولوجيا التعليم عبارة عن عملية وليست أدوات ووسائل، وعلى أهمية استخدام نظم تعليمية كاملة بينها علاقات تبادلية وتكاملية وتأثير وتأثر.
وبالتالي أصبحت النظرة إلى العملية التعليمية بأنها منظومة (منظومة العملية التعليمية) وكذلك إلى تكنولوجيا التعليم (منظومة تكنولوجيا التعليم) وعرفت بأنها طريقة نظامية لتصميم وتنفيذ وتقويم العملية التعليمية في ضوء أهداف محددة، وعلى أساس نتائج البحوث في علوم الاتصال والتعلم الإنساني، وذلك باستخدام مجموعة متآلفة من المصادر البشرية وغير البشرية للوصول إلى تعليم أكثر فاعلية.
8-التطوير التعليمي: (Instructional Development)
وفي بداية السبعينات أيضا، ظهر مفهوم التطوير التعليمي الذي يؤكد على أهمية مفهوم مدخل النظم فيما يتعلق بعمليات تصميم وتنفيذ وتقويم وتطوير عملية التعليم.
وختاما يتضح مما سبق أن تكنولوجيا التعليم استمدت أصولها وأسسها النظرية من مجموعة من الحركات والنظريات والميادين التي أدت إلى تشكيل الأُطر النظرية لمنظومة تكنولوجيا التعليم.
مفهوم تكنولوجيا التعليم
تداخلت المفاهيم المختلفة لتكنولوجيا التعليم (Instructional Technology) من حيث الشمول، الأمر الذي أوجد تعريفات متعددة لها ولعل هذا إن دلّ إنما يدلُّ على مدى اتساع مجال تكنولوجيا التعليم ومدى اختلاف ترجمة المصطلح ونقله إلى اللغة العربية بين الباحثين بسبب الغموض وعدم الإتفاق في مفهوم التكنولوجيا نفسه، فكلمة تكنولوجيا كلمة يونانية الأصل تتألف من الناحية اللغوية من مقطعين (Techno) بمعنى حرفة أو فن و (Logy) بمعنى علم وتصبح الدلالة اللغوية للمصطلح (علم الحرفة أو الصنعة).
تعريف جمعية الاتصالات التربوية لتكنولوجيا التعليم (AECT) للعام 1994م:
"هي النظرية والتطبيق في تصميم العمليات والمصادر وتطويرها واستخدامها وإدارتها وتقويمها من أجل التعلم. (سيلز وريتشي، 1998م).
مما سبق نستنتج أن تعريف 1994م يؤكد على الأتي:
أ- أن تكنوليجا التعليم هي بناء نظري من المبادئ والأفكار.
ب- أن تكنولوجيا التعليم هي عملية تصميم وتطوير شاملة تُستخدم في حل المشكلات التعليمية التعلمية.
ج- أن مجال تكنولوجيا التعليم ذي توجه نظامي يمكن من خلاله تطبيق هذه المبادئ والافكار.
د- أن مجال تكنولوجيا التعليم مهنة يؤديها مجموعة من الممارسين يقومون من خلالها بتنفيز أدوار ومهام معينة في سبيل تحقيق أهداف العملية التعليمية.
ه- إنسجام هذا التعريف مع النظرية والتطبيق على أساس أن العلاقة بين المكونات الخمسة (التصميم، التطوير، الاستخدام، الإدارة، التقويم) ليست علاقة خطية بل هي علاقة متكاملة تتصف بالتفاعل والتأثير والتأثر على مستوى النظرية والتطبيق.
شكل يوضح مكونات مجال تكنولوجيا التعليم
تعريف جمعية الاتصالات التربوية لتكنولوجيا التعليم للعام 2007م:
"تكنولوجيا التعليم هي الدراسة والممارسات الأخلاقية الخاصة بتسهيل التعلُّم وتحسين الأداء، من خلال ابتكار العمليات والمصادر التكنولوجية المناسبة واستخدامها وإدارتها"
وقد جاء تركيز هذا التعريف على عمليات تسهيل التعلُّم والإدارة المهنية والأخلاقية، وهو إمتداد وتطوير للتعريف السابق، يستند إلى نفس الأسس والمبادئ.
ملاحظات حول التعريف:
- تشكل المصادر والعمليات مكون رئيس للمجال ليس على مستوى التصميم وإنما ابتكارها كذلك، مع وصلهما بالتكنولوجيا الملائمة.
- تشكل الدراسة (العلم) والممارسات قاعدة رئيسية للمجال، مع التركيز على الممارسات الأـخلاقية في ظل شيوع المصادر الإلكترونية.
- تم تصنيف العمليات إلى :
(1) عمليات الابتكار تتضمن جميع الخطوات المتضمنة في إنتاج التداخلات والتفاعلات التعليمية وتعني عمليات التصميم، التطوير والتقويم.
(2) عمليات الاستخدام وتتضمن توظيف الاستخدام : الاختيار والنشر
(3) عمليات الإدارة والتي تتضمن تجسيد المشروع وإدارة نظم العرض وإدارة نظم شؤون الموظفين، وإدارة المعلومات.
- تشير كلمة (أخلاقية) في هذا التعريف، إلي أن أصحاب المهن المختلفة يجب أن يحافظوا على مستوى عالٍ من السلوك المهني.
- يقصد بالعمليات التكنولوجية : التطبيق النظامي للمعرفة العلمية أو المنظمة من أجل تحقيق مهمات عملية. أما المصادر التكنولوجية: فيقصد بها المكونات المادية والبرمجيات كالصور والفيديو وبرامج الحاسب ومشغلات الأقراص المدمجة.
- إن الهدف من تكنولوجيا التعليم هو تيسير عملية التعلُّم وتحسين وتجويد الأداء، وبذلك استوعب التعريف عمليات الدعم والتسهيل لحدوث التعلُّم ومن ثمَ ظهور المعلم الميسر في إطار منظومة التعلُّم الإلكتروني.
علاقة تكنولوجيا التعليم ببعض المفاهيم الأخرى
عرضنا فيما سبق لمفهوم تكنولوجيا التعليم؛ إلّا أن هناك خلط بينه وبين مفاهيم أخرى ذات الصلة، ولذلك يجدر بنا إلقاء مزيد من الضوء على أهم الفروق والعلاقات بينها، ومن أهم المفاهيم المتداخلة مع مفهوم تكنولوجيا التعليم:
- تكنولوجيا التربية.
- الوسائل التعليمة.
- التكنولوجيا في التربية.
- تكنولوجيا المعلومات.
1-تكنولوجيا التربية: (Educational Technology)
يكثر الخلط بين مفهوم تكنولوجيا التربية (ET) ومفهوم تكنولوجيا التعليم (IT) ويمكن توضيح الفرق بينهما في ضوء الفرق بين التربية (Education) والتعليم (Instruction):
إن مصطلح التربية أعم وأشمل من مصطلح التعليم؛ فكل عملية تربية تؤدي إلى تعليم وتعلم، لكن ليست كل عملية تعليم تؤدي بالضرورة إلى عملية تربية، فعملية التعليم تدخل في إطار عملية التربية.
وبالقياس يتضح أن تكنولوجيا التربية أعم وأشمل من تكنولوجيا التعليم، فبينما تهتم تكنولوجيا التربية بميدان العمل التربوي فإن تكنولوجيا التعليم تهتم بالعملية التعليمية، ووفقاً لذلك يمكن تعريف تكنولوجيا التربية بأنها طريقة منهجية لتحديد وتحليل المشكلات المتعلقة بجميع نواحي التعلم الإنساني وتصميم وتنفيذ وتقويم الحلول لهذه المشكلات وإدارتها للوصول إلى أهداف تربوية محددة.
أما تكنولوجيا التعليم فهي طريقة منهجية لتصميم عملية التعليم والتعلم (العملية التعليمية) وتنفيذها وتقويمها لتحقيق أهداف تعليمية محددة.
ومما سبق يظهر التداخل بين مفهومي تكنولوجيا التربية وتكنولوجيا التعليم إلا أن تكنولوجيا التعليم مفهوم يندرج تحت (Sub-System) أو في إطار مفهوم تكنولوجيا التربية، ويعتمد هذا الوضع في أساسه على أن مفهوم التعليم (Instruction) يندرج بدوره أيضاً تحت مفهوم التربية (Education)، والشكل التالي يبين مدى التداخل بينهما(2)
مناطق اهتمامات تكنولوجيا التربية وتكنولوجيا التعليم
2-التكنولوجيا في التربية/ التكنولوجيا في التعليم
Technology in Education / Technology in Instruction
يختلط أحياناً مفهوم التكنولوجيا في التربية وتكنولوجيا التربية وكذلك مفهوم التكنولوجيا في التعليم وتكنولوجيا التعليم.
يشير مفهوم التكنولوجيا في التربية إلى التطبيقات التكنولوجية في نواحي الحياة الإنسانية (كاستخدام التلفزيون في المنازل والحاسوب في الشركات والآلة في المصانع).
وكذلك يشير مفهوم التكنولوجيا في التعليم إلى التطبيقات التكنولوجية في عملية التعليم والتعلم كاستخدام الكمبيوتر في تعليم أو تدريس منهج الرياضيات أو منهج اللغة الإنجليزية، وبالتالي يتضح أن التكنولوجيا في التربية/ التعليم تعبر عن استخدام الأجهزة والمستحدثات التكنولوجية في ميدان التربية أو التعليم وهي تطبق هنا كنواتج في الشئون الإدارية أو شئون الطلاب، ومن ذلك يتضح أن هناك فرقاً واضحاً بين تكنولوجيا التربية والتكنولوجيا في التربية، وبين تكنولوجيا التعليم والتكنولوجيا في التعليم.
3-الوسائل التعليمية: Instructional Media
من أكثر المفاهيم تداخلا مع مفهوم تكنولوجيا التعليم، مفهوم الوسائل التعليمية، في كثير من الأحيان نستخدم مفهوم تكنولوجيا التعليم كمفهوم جديد للوسائل التعليمية ولا نضع حدوداً فاصلة بينهما، بل نستخدمهما كمترادفين، ومن هذا المنطلق نشير إلى بعض الملاحظات الهامة:
فالوسيلة التعليمية هي كل ما يستخدمه المعلم أو المتعلم أو كلاهما لتحقيق غاية كتحسين التدريس، وبالتالي فإن الوسائل ليست غايات في حد ذاتها، بل هي أدوات لتحقيق تلك الغايات، والوسائل التعليمية هي المواد والأجهزة والمواقف التي تحمل الرسالة التعليمية وتنقلها إلى المتعلمين لتحقيق أهداف تعليمية محددة.
ولقد تعددت المسميات التي أطلقت على مفهوم الوسائل التعليمية ومنها: الوسائل البصرية، الوسائل السمعية، الوسائل السمعية البصرية، الوسائل المعينة، معينات التدريس، وسائل الإيضاح، وسائل الاتصال، المعينات الإدراكية.
ولقد لقي مسمى الوسائل التعليمية قبولاً لدى رجال التربية عن بقية المسميات الأخرى؛ فهو أكثر شمولاً لمفهوم الوسائل من بقية المسميات التي تعد قاصرة عن التعبير عن الدور الذي يمكن أن تقوم به الوسيلة التعليمية. والوسيلة التعليمية لا تقتصر على الأجهزة والأدوات التعليمية فقط كجهاز عرض الشرائح الشفافة، أو جهاز الحاسوب بل تشمل أيضاً المواد التعليمية التي تحمل المحتوى العلمي لعرضه على الأجهزة كالشرائح الشفافة أو البرمجيات التعليمية.
ومع التقدم العلمي والتكنولوجي الهائل الذي نشهده في العقود الأخيرة في مجال الاتصالات وظهور الأجهزة الإلكترونية وأثرها على الوسائل التعليمية وظهور الحاسوب التعليمي، حدث تداخل بين مفهوم الوسائل التعليمية ومفهوم تكنولوجيا التعليم، واستخدم الكثيرون مفهوم تكنولوجيا التعليم مسمى جديداً لمفهوم الوسائل التعليمية وذلك نتيجة لعدم الفهم الواضح لمفهوم وخصائص ومكونات مجال تكنولوجيا التعليم، وبسبب النظرة القاصرة إلى تكنولوجيا التعليم على أنها الأجهزة الإلكترونية أو المستحدثات التكنولوجية التي تستخدم في ميدان التعليم.
تكنولوجيا التعليم والوسائل التعليمية: الحدود والتداخلات
1- تكنولوجيا التعليم ليست اسماً جديدا لمفهوم الوسائل التعليمية، فالمصطلحان غير مترادفين، ولا يمكن أن يحل أحدهما محل الآخر.
2- جذور كل من المفهومين مختلفة، فجذور مفهوم الوسائل التعليمية ترجع إلى القرن الخامس عشر، في حين أن جذور مفهوم تكنولوجيا التعليم ترجع إلى بدايات القرن العشرين.
3- تكنولوجيا التعليم عملية فكرية عقلية تهتم بالتطبيق المنهجي لنظريات التعليم والتعلم والاتصال ونتائج البحوث المرتبطة لتطوير العملية التعليمية، في حين أن الوسائل باعتبارها أجهزة ومواد وأدوات فهي من الأشياء المادية، وتأتي فاعليتها في إطار علاقتها بباقي مكونات مجال تكنولوجيا التعليم.
4- تكنولوجيا التعليم ميدان أكثر اتساعاً وشمولاً من ميدان الوسائل التعليمية، ويتسع مجال تكنولوجيا التعليم ليشمل مجال الوسائل التعليمية. فالوسائل التعليمية (المجال الأصغر) منظومة فرعية Sub-System تنتمي إلى منظومة تكنولوجيا التعليم الكلية (المجال الأكبر)، ولا يشير ذلك إلى أن المفهومين غير مترابطين بل هما مترابطان في إطار منظومي كامل، وهذا ما يوضحه الشكل التالي:
شكل يوضح الوسائل التعليمية كمنظومة فرعية داخل منظومة تكنولوجيا التعليم.
4-تكنولوجيا المعلومات: Information Technology
أ) تكنولوجيا المعلومات:
ترجع تكنولوجيا المعلومات في الأساس إلى الثورة الصناعية الثانية التي اعتمدت على التكنولوجيا الكهرومغناطيسية Electromagnetic المرتبطة بالتصوير، والترانزيستور، والدوائر المتكاملة Integrated Circuits، والرقائق الدقيقة Micro-chips التي تدخل في صناعة الحاسبات، والألياف الضوئية Fiber-Optics، والأقمار الصناعية Satellites وقد شكلت هذه التكنولوجيات مجتمعة ما يطق عليه تكنولوجيا المعلومات، التي تتمثل في عدة صناعات متقدمة منها:
- صناعة الحاسبات: أجهزة ، وبرمجيات.
- صناعة الاتصال: كابلات، وأقمار صناعية، وأجهزة وبروتوكولات، وبرامج انبثق منها البث الإذاعي والتليفزيون... الخ.
- صناعة الطباعة والنشر الخاصة بالمطبوعات، والجرائد، والدوريات، والأقراص الضوئية المدمجة CD-ROMs وارتبطت وتشابكت تكنولوجيا الحاسبات والاتصالات، مسهلة عملية نقل كميات ضخمة من كل أنواع المعلومات، التي صارت متاحة لكل من المعلم والمتعلم في أي مكان وفي أي وقت؛ مما بزغ عنه بيئة التعلم المرن Flexible Learning.
وقدمت تكنولوجيا المعلومات الكثير إلى البشرية، فلم يعد يوجد مكان بعيد أو منعزل على سطح الكرة الأرضية عن شبكات المعلومات والاتصالات، فأصبح العالم أجمع قرية صغيرة أو كما يقال قرية إلكترونية. وأصبح العصر الذي نعيشه يطلق عليه مسميات كثيرة: عصر المعلومات، عصر الانفجار المعلوماتي، عصر المعلوماتية.... الخ.
وتوجد عدة أشكال لتكنولوجيا المعلومات تتمثل في: الاتصال بالأقمار الصناعية، والإرسال الإذاعي والتلفزيوني الأرضي والفضائي، وشبكات التليفون الرقمية، وأجهزة الكمبيوتر متعددة الوسائط، ومؤتمرات الفيديو التفاعلية، والأقراص المدمجة، وشبكات الحاسب المحلية والعالمية، والواقع الافتراضي، والمؤتمرات الحاسوبية... الخ.
وتعرف منظمة اليونسكو (1992) تكنولوجيا المعلومات بأنها: (تطبيق التكنولوجيا الإلكترونية مثل الحواسيب والأقمار الصناعية... الخ للمساعدة في إنتاج وتخزين واستعادة المعلومات الرقمية والتناظرية وتوزيعها).
وتكنولوجيا المعلومات تعنى الحصول على المعلومات بصورها المختلفة: النصية، والمصورة، والرقمية، ومعالجتها وتخزينها واستعادتها وتوظيفها عند اتخاذ القرارات، وتوزيعها بواسطة أجهزة تعمل إلكترونيا.
وشهد القرن الحادي والعشرين مرحلة جديدة من التغيرات في كثير من ميادين الحياة، ومن أبرزها تكنولوجيا المعلومات والاتصالات التي تولد عنها ما يطلق عليه الموجه الثالثة والتي أدت إلى تغييرات جذرية في المعلومات والحاسبات والذكاء الاصطناعي.
ونتيجة للانتشار الواسع للأجهزة والآلات، توالت النداءات التي تدعو إلى التعلُّم الذي لا يحده مكان أو زمان، ودعوة البعض إلى إلغاء المدارس، ونتيجة الاجتياح السافر لتكنولوجيا المعلومات، فلقد تولد نموذج التعلُّم التكنولوجي المعاصر الذي يقوم على مجموعة الافتراضات الآتية:
1- المعرفة ليست الحقيقة، ولكنها تكمن في مدى ملائمتها للطالب وحاجاته، بحيث يستطيع الطالب أن ينظم المعلومات بطريقته الخاصة، مستخدما ما لديه من خبرات ومهارات.
2- الطالب هو محور العملية التعليمية، وحاجاته هي الأساس في التعليم وجمع المعلومات.
3- حرية اختيار المهارات وتطبيقها من قبل الطالب ضرورة أساسية، تساعده على مواجهة المشكلات؛ لأن الطلاب هم جماعة فاعلة وباحثة، وليس حفظة وكتبة.
4- يتعلم الطلاب حقيقة توافر المعلومات على أشكال مختلفة منها الكتب والدوريات والأفلام والشرائح وبرامج الحاسوب وغيرها.
5- يتوصل المتعلم للمعرفة بجهوده الخاصة، وهناك تركيز على الآلية أو كيفية التوصل للمعرفة.
6- يكون تقويم الطلاب من خلال ما توصلوا إليه من معارف، ومن خلال مقارنة أدائهم بذواتهم، لا بغيرهم من الطلاب.
والمتعلم في عصر المعلومات والإنترنت، يصبح هو المسئول عن تعلمه، وأن يتعلم كيف يتعلم، وأن يعمل على اكتساب بعض المهارات التالية:
أ- تحديد متى تكون هناك حاجة للمعلومات.
ب- القدرة على تحديد المعلومات المطلوبة في موضوعات معينة.
جـ- البحث والوصول إلى المعلومات المطلوبة.
د - تقييم المعلومات واختيار المناسب منها.
هـ- ترتيب المعلومات وتنظيمها.
و- استخدام المعلومات بصورة فعالة ومحققة للأهداف المرجوة.
ولا تعنى تكنولوجيا المعلومات التقليل من شأن وأهمية المعلم أو الاستغناء عنه، فالدور الذي يمكن أن يقوم به المعلم في ظل مدرسة المستقبل هو تطبيق تكنولوجيا المعلومات وأن يكون ناصحاً، ومرشداً، وموجهاً، ومديراً، وقائداً ومستشاراً، وناقداً، ومسهلاً، ومصمماً للمواقف التعليمية، ومساعداً في توفير بيئة التعلُّم المرن والتعلُّم الذاتي والمستمر من خلال تطويره وتصميمه لبرمجيات تعليمية من منظور متطور وبتطبيق معايير تتناسب والعصر الحالي من جهة، وعقيدتنا الإسلامية من جهة أخرى.
وكذلك سيختلف الدور الذي سيقوم به المتعلم من مجرد الاستقبال والإنصات الكامل إلى البحث والاستقصاء بالتعامل مع تكنولوجيا المعلومات المتطورة حتى تنمو لديه القدرة على التجديد، والإبداع، والاعتماد على النفس، والتعاون، والتفكير الناقد، والتفكير الابتكاري.
إن الوضع التقليدي للعملية التعليمية والذي يقوم على التلقين والإلقاء من قبل المعلم والحفظ والاستظهار من قبل المتعلم ما زال مستمراً وملازماً للتطورات العلمية والتكنولوجية في القرن الحادي والعشرين، ومع أن شكل الحياة بدأ يأخذ طابعاً مغايراً عن الماضي، مازالت العملية التعليمية تسير في ثوبها القديم، دون التكيف التام مع التكنولوجيا الجديدة: تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وتكنولوجيا التعليم...
ونحن بحاجة إلى ثورة في التعليم حتى يأخذ التعليم شكل المنظومة التعليمية، ونستبدل بذلك الثوب القديم ثوباً جديداً ليس في درجة جاذبيته الشكلية فقط ولكن فيما يكمن وراءه، أي في جوهر المنظومة التعليمية بمكوناتها المختلفة حتى نساير عصر ثورة المعلومات؛ ولذلك أصبح من الضروري استخدام التكنولوجيا الحديثة القائمة على تكنولوجيا المعلومات وما يرتبط بها من حاسبات وشبكات نقل المعلومات المحلية والدولية لننتقل من حالة التعليم الجامد إلى التعلم المرن Flexible Learning ليبحث المتعلم عن المعلومات بنفسه بهدف اكتساب مهارات التعلُّم الذاتي والتفكير بأشكاله المختلفة والقدرة على حل المشكلات واستخدام أدوات التكنولوجيا التي ستقابله في حياته اليومية.
دور تكنولوجيا التعليم في مواجهة المشكلات التربوية المعاصرة
قبل أن ندخل إلى اسهامات تكنولوجيا التعليم في مواجهة المشكلات التربوية المعاصرة لا بد من إلقاء الضوء على هذه المشكلات التي نجمت بالأساس عن سلسلة تغيرات طالت جميع نواحي الحياة.
وسنعرض بعض هذه المتغيرات واسهام التكنولوجيا التربوية ومن ضمنها التعليم، في حل ما نجم عنها من تحديات وهذه المتغيرات هي
1. الانفجار السكاني:
اذداد تعداد سكان العالم بسرعة هائلة رغم اختلاف نسبة الزيادة من بلد إلى آخر تبعاً للتنشئة الاجتماعية والحالة الصحية والوضع الاقتصادي لذلك البلد، هذه الزيادة انعكست بدورها على التعليم حيث ازدادت الفصول الدراسية ازدحاماً، وقد أدت ظاهرة الازدحام إلى:
أ- الاستعانة بالوسائل الحديثة في التعليم كالإذاعة والتلفزيون وغيرها.
ب- ابتداع الأنظمة الجديدة التي تحقق أكبر قدر من التفاعل والتعلُّم باستخدام الأجهزة.
ج- تغير دور المدرس من ملقن للمادة إلى تهيئة مجالات الخبرة للطالب وتوجيه عمليات التعلُّم وإعداد الوسائل المؤدية لذلك.
د- إعادة تصميم المباني المدرسية وحجرات الدراسية حتى تحقق الهدف من استخدام الوسائل والطرق الحديثة لمواجهة هذه التغيرات.
2. الانفجار المعرفي:
حيث تزايدت العلوم في جميع نواحيها راسياً وأفقياً نتيجة للتقدم العلمي وهذا أدى بدوره إلى ازدياد موضوعات الدراسة في المادة الواحدة كما تفرعت الموضوعات وتشعبت مجالاتها، وظهرت علوم جديدة، هذا الكم والنوع الهائل من المعارف أصبح مشكلة تربوية في حد ذاته. لأن الطفل في هذا العصر عليه أن يلم بمنجزات عصره العلمية، ولكن ماذا يتسع المنهاج المدرسي؟ وهل اليوم الدراسي كافٍ لتعليم هذه المعلومات؟
من هنا يبرز دور التكنولوجيا التربوية في حل هذه المشكلة، حيث يمكن لكثير من الوسائل التعليمية أن تفقد هذه المعلومات في وقت أقصر وبصورة أعم وأشمل، وبطريقة مشوقة تساعد على التعلُّم وفهم المادة والإحاطة بترابط الموضوعات المختلفة مما يؤدي إلى وحدة المعرفة، ومن هذه الوسائل: التلفزيون التعليمي، الحاسب الآلي، التعلم المبرمج وغيرها.
3. التطور التكنولوجي ووسائل الإعلام:
شهد عصرنا تطوراً سريعاً في وسائل الإعلام والاتصال فاق كل تصور وانعكس ذلك على جميع نواحي الحياة الفكرية والثقافية والاجتماعية وظهر ذلك واضحاً في أنماطنا السلوكية.
التعليم وهو واحد من مرافق حياتنا تأثر بهذا التطور الهائل، بحيث أصبح هذا التطور يشكل تحدياً للمدرسة ورجال الفكر التربوي، حيث أن وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة وغيرها أخذت تمد الطفل المتعلم بكميات هائلة من المعارف، وتمده بحصيلة لغوية هائلة وبطريقة مشوقة، ذلك أن هذه الوسائل الإعلامية قد حشدت كادراً مؤهلاً ضخماً يفوق كل ما تقدمه المدرسة ومخططو المناهج المدرسية، وبذلك نرى أن وسائل الإعلام المتطورة قد خلقت تحديات كبيرة للمدرسة والتربية بشكل عام يمكن تجاوزها ولكن كيف؟
أ- أن تاخذ المدرسة بوسائل الإعلام المتطورة في عملية التدريس كاستخدام الأسلوب التربوي وأشرطة الفيديو والأشرطة السينمائية والحاسب الآلي.
ب- التعاون بين المدرسة ووسائل الإعلام المختلفة بحيث تقدم هذه الوسائل الإعلامية ما يخدم تحقيق أهداف التعليم، مثل: تقديم الموضوعات الجديدة التي تساعد في إثراء المنهاج، أو تقديم الجوانب التطبيقية للجوانب النظرية التي تقدمه المدرسة.
ج- أن تساهم المعاهد التربوية في إجراء البحوث العلمية حول وسائل الإعلام وأثارها التعليمية والنفسية بهدف تحسين وتطوير طرق الاستفادة منها.
د- تهيئة التلاميذ في مراحل التعليم المختلفة بالخبرات التي تمكنهم من التمييز بين ما تقدمه هذه المؤسسات واختيار أفضلها.
4. تطور فلسفة التعليم وتغير دور المدرس:
هذا يقودنا للحديث عن هدف التعليم ودور المدرس في النموذج التقليدي ثم في النموذج التكنولوجي الحديث، فهدف التعليم في النموذج التقليدي كان التلقين وحشو ذهن المتعلم بالمعلومات والذي يقوم بهذه المهمة هو المدرس محور العملية التعليمية، بينما في ظل تكنولوجيا التعليم أصبح الهدف الأساسي للتعليم إكساب المتعلم خبرات تؤهله لمواجهة مشكلات الحياة وأصبح بالتالي المتعلم هو محمور العملية التعليمية وتغيير دور المعلم من ملقن إلى موجه ومصمم للتعليم، لذلك كان من الضروري توفير الوسائل التعليمية المناسبة التي تسمح بتنويع مجالات الخبرة، واستغلال جميع وسائل الاتصال التعليمي لتحقيق هذا الهدف.
5. مشكلة الأمية:
ولعل هذه القضية خاصة بالدول العربية ودول العالم الثالث. فهي تقف عائقاً أمام التنمية في جميع مجالاتها الصناعية والزراعية والاجتماعية.
وقد ثبت بالدليل القاطع أن الاقتصار على الطرق التقليدية في مكافحة الأمية لن يجدي، ولذا فإن استخدام جميع وسائل الاتصال التعليمي لهذا الغرض هو أنجح الطرق مع الاستعانة بالأساليب التقنية الحديثة كالأقمار الصناعية حتى يصل التعليم إلى أعماق بعيدة.
6. انخفاض الكفاءة في العملية التربوية:
وذلك نتيجة لازدحام الصفوف والأخذ بنظام الفترتين أو الفترات الثلاث في اليوم الدراسي الواحد.
لذلك أصبحت محاولة رفع مستوى التعليم وتحسين أداء التلميذ مع هذا الازدحام وتعدد المناهج التي ينبغي أن يدرسها التلميذ صعبة للغاية.
لذا أصبحت الضرورة تقضي بالأخذ بوسائل التعليم والتكنولوجيا الحديثة على أوسع نطاق لتقديم الحلول المختلفة.
7. نقص أعضاء هيئة التدريس:
ونقصد ذوي الكفاءات الخاصة في جميع المجالات الذي يتعذر توفيرهم بالأعداد اللازمة لسد احتياجات المعاهد والجامعات ومعاهد البحوث التي يتزايد عددها كل يوم في العالم العربي، وفي الوقت نفسه والذي تعمل المؤسسات العربية على استقطاب الخبرات العربية من خارج العالم العربي، فإن الحاجة تدعو إلى زيادة الاستفادة من هذه الطاقات على أوسع نطاق عن طريق التلفزيون التربوي، أو المسجلات الصوتية وأشرطة الفيديو وبالمثل استخدام الأقمار الصناعية لربط الكثير من الجامعات والمعاهد وإنشاء بنوك المعلومات التربوية التي يمكن عن طريقها تبادل المعرفة ومجالات الخبرة.
التعليقات
لا توجد تعليقات حتى الآن.
يجب أن تسجل الدخول لإضافة تعليق.