منصة إيفاد العلمية
تدوينات مريم ابراهيم فواز
صورة التدوينة
تطبيقات مفيدة لمرضى اضطراب الشخصية الحدية
هناك عدة تطبيقات يمكن أن تكون مفيدة لمرضى اضطراب الشخصية الحدية (BPD) للمساعدة في إدارة الأعراض وتحسين الصحة العقلية. إليك بعض التطبيقات التي قد تكون مفيدة:

Calm Harm:

هذا التطبيق مصمم خصيصًا لمساعدة الأشخاص الذين يعانون من أفكار إيذاء النفس. يقدم أنشطة مختلفة بناءً على أساليب العلاج السلوكي الجدلي (DBT) لمساعدة المستخدمين في التحكم في تلك الأفكار.
DBT Diary Card and Skills Coach:

هذا التطبيق يساعد المستخدمين في تتبع تقدمهم باستخدام تقنيات DBT. يمكن للمستخدمين تسجيل مشاعرهم ومتابعة استخدامهم لمهارات DBT المختلفة.
MindShift CBT:

يقدم هذا التطبيق استراتيجيات وتقنيات قائمة على العلاج السلوكي المعرفي (CBT) للتعامل مع القلق والتوتر، وهو مناسب للأشخاص الذين يعانون من BPD والذين يعانون من القلق الشديد.
7 Cups:

يوفر هذا التطبيق الدعم العاطفي من خلال محادثات مع مستشارين مدربين وأفراد من المجتمع. يمكن أن يكون مفيدًا للأشخاص الذين يشعرون بالعزلة أو بحاجة إلى الدعم.

DBT Coach:

يساعد هذا التطبيق المستخدمين على تعلم واستخدام مهارات DBT بشكل يومي، بما في ذلك التأمل والوعي الذاتي وتنظيم العواطف.

هذه التطبيقات يمكن أن تكون جزءًا من استراتيجية شاملة لدعم مرضى اضطراب الشخصية الحدية، ولكن يجب أن تستخدم كجزء من خطة علاجية متكاملة تشمل العلاج النفسي المهني والدعم من المتخصصين في الصحة العقلية.
صورة التدوينة
زهرة الرافليسيا : رمز الصمود والتفرد في عالم النفس

في أعماق الغابات الاستوائية بجنوب شرق آسيا، تنمو زهرة الرافليسيا، إحدى أعظم عجائب الطبيعة، وهي أكبر زهرة في العالم. قد يصل قطر هذه الزهرة إلى متر واحد، ويصل وزنها إلى 12 كيلوغراماً. لكن الرافليسيا ليست مجرد زهرة عملاقة؛ فهي تجسد رحلة مثيرة ومعقدة تتلاقى مع جوانب عديدة من علم النفس البشري.

تمر الرافليسيا بدورة حياة فريدة تتسم بالندرة والتفرد. تستغرق هذه الزهرة تسعة أشهر لتنمو وتستعد للتفتح، وفي نهاية هذه الفترة الطويلة، تتفتح زهرتها الرائعة فقط لخمس أيام. هذه اللحظة من التفتح، رغم قصرها، تشهد على جمال ونقاء لا يمكن تعويضه. وبعد تلك الأيام القصيرة، تموت الزهرة، تاركة وراءها سحرها الذي لا يُنسى.

تُذكّرنا رحلة الرافليسيا بالحياة الإنسانية والتجارب الفريدة التي يمر بها الأفراد. مثلما تستغرق الرافليسيا وقتًا طويلاً لتكتمل وتتفتح، يحتاج الأفراد إلى وقت طويل للنمو والتطور. قد يمر البعض بمراحل صعبة ومؤلمة، ولكن في النهاية، تأتي اللحظات القصيرة المليئة بالإنجازات والتجارب العميقة التي تصنع فارقاً كبيراً.

يمكن أن نستفيد من قصة الرافليسيا لفهم مفهوم الصمود والمرونة في علم النفس. الزهرة، على الرغم من الظروف البيئية القاسية، تستمر في النمو وتتفتح في الوقت المناسب. يمكننا تشبيه هذا بالصمود النفسي الذي يظهره الأفراد في مواجهة التحديات. حتى في أصعب الظروف، يمكن للتجارب الشخصية أن تنمو وتثمر، مما يعكس قوة الروح البشرية وقدرتها على التغلب على الصعاب.

كما تعكس فترة التفتح القصيرة للرافليسيا فكرة أن الإنجازات الحقيقية قد تكون مؤقتة ولكنها عظيمة. نحن نعيش لحظات نادرة في حياتنا، وقد تكون قصيرة لكنها تترك تأثيراً عميقاً. إن إدراكنا لجمال وقيمة هذه اللحظات القصيرة يمكن أن يعزز من تقديرنا للأوقات التي نمر بها، ويساعدنا في مواجهة التحديات بثقة وأمل.

أخيراً، تُذكّرنا زهرة الرافليسيا بضرورة الاهتمام بالحفاظ على هذا الجمال النادر، تماماً كما يجب علينا أن نعتني بتجاربنا وتجارب الآخرين، وأن ندرك قيمة كل لحظة من حياتنا. إن النظر إلى هذه الزهرة كرمز للتفرد والصمود يمكن أن يلهمنا لتحقيق المزيد من النمو الشخصي والنجاح في حياتنا اليومية.
صورة التدوينة
مراحل الصدمة النفسية
مراحل الصدمة النفسية التي قد تحدث للفرد عندما يمر بفقد عزيز أو انفصال أو اي حدث صادم او مهدد:

1- الانكار:
"أنا بخير"، "لا يمكن أن يحدث هذا، ليس لي.": الإنكار عادة ما يكون مجرد دفاع مؤقت للفرد.

2- الغضب:
"لم أنا؟ هذا ليس عدلاً"، "كيف يحدث هذا لي؟"، "من المُلام على ذلك ؟": ما أن يدخل الفرد المرحلة الثانية حتى يدرك أن الإنكار لا يمكن أن يستمر، بسبب الغضب الذي ينتاب الفرد يصبح من الصعب جداً رعايته لما يكنه من مشاعر ثورة وحسد.

3- المساومة:
"فقط دعني أعيش لرؤية أطفالي يكبرون."، "سأفعل أي شيء من أجل أن تعود لي": المرحلة الثالثة تحتوي على الأمل بأن الفرد يمكنه فعل أي شيء لتأجيل الموت أو الفقد.

4- الاكتئاب:
سأموت على أي حال، ما الفائدة من اي شيء سأفعله ؟
لقد رحلت\رحل ، لماذا أستمر بعده\بعدها ؟
يبدأ الفرد في المرحلة الرابعة في فهم حتمية الموت\الفقد ولهذا يصبح المرء أكثر صمتاً ويرفض مقابلة الزوار ويمضي الكثير من الوقت في البكاء. تسمح هذا المرحلة للفرد بقطع نفسه عن الأشياء\ الأشخاص المحبوبة له.

5- التقبل:
"ما حدث حدث ويجب أن أكمل الطريق"، "لا فائدة من المقاومة، من الأفضل أن استعد لما سيأتي": تمد المرحلة الأخيرة الفرد بشعور من السلام والتفهم للفقد الذي حدث القادم.
صورة التدوينة
الواقع الافتراضي والعلاج النفسي : حدود جديدة لعلاج الأمراض النفسية.
يشهد العلاج النفسي تطورات مذهلة بفضل التقدم التكنولوجي، ومن أبرز التطورات استخدام تقنية الواقع الافتراضي(VR) في العلاج النفسي.
هذه التقنية التي كانت حكرا على ألعاب فيديو وأفلام الخيال العلمي، أصبحت الآن أداة قوية في أيدي المعالجين النفسيين، بحيث تفتح آفاقاً جديدة لعلاج مجموعة واسعة من الاضطرابات النفسية ولا سيما لمواجهة اضطراب ما بعد الصدمة ، القلق ، والرهاب.....
تعمل هذه التقنية على مساعدة المرضى في مواجهة مخاوفهم وذكرياتهم القاسية المرتبطة بمنشأ معاناتهم، لتثبت لهم أنهم يستطيعون البقاء على قيد الحياة زيارة تجاربهم القديمة بمحاكاة افتراضية.
حيث أوردت صحيفة "نيويورك تايمز" تجربة الجندي في مشاة البحرية الأميركية، كريس ميركل، الذي أصيب بعد خدمته الطويلة في كل من العراق وأفغانستان، بأعراض شديدة لاضطراب ما بعد الصدمة، فكان يشعر بالتوتر دائما، ويغضب بسهولة، ويتجنب التفكير أو الحديث عن الوقت الذي قضاه في الخدمة.

وبعد شهور، وعندما تفاقمت الأعراض وشعر ميركل باليأس من الحصول على حل لمشاكله النفسية، قرر تجربة العلاج بمحاكاة ذكرياته المؤلمة من خلال تقنية الواقع الافتراضي، في مستشفى المحاربين القدامى في لونغ بيتش، بكاليفورنيا.

وقال ميركل إن التفاصيل خلال تجارب المحاكاة كانت دقيقة للغاية، من حيث الشاحنة العسكرية، ووزن البندقية في يديه، ومنظر الرمال خلال الليل، وإطلاق النار عليه.

وخلال التجربة، وعندما أصبح بمواجهة ذكريات كان يتجنبها لأكثر من 10 أعوام، كانت عضلاته متوترة، وتسارع نبض قلبه، وشعر بالرعب، وقال إن "جسدي كان يتفاعل، لأن عقلي كان يقول: إن هذا يحدث لنا."

وبعد الانتهاء من جلسة العلاج الأولى بتقنية الواقع الافتراضي، شعر أن مواجهة الماضي أثبتت له أنه يستطيع مواصلة حياته، وأن الجلسة "كانت أكبر قفزة" في رحلته العلاجية المستمرة منذ سنوات.

وبعد حوالي سبع جولات من المحاكاة بتقنية الواقع الافتراضي، بدأ ميركل يستعيد أجزاء من ذاكرته، التي تجنبها دماغه كاستجابة شائعة لاضطراب ما الصدمة.
إلى جانب ذلك ، هناك دراسات كثيرة التي تنهال صوب إثبات أو دحض الواقع الافتراضي في علاج المشاكل والاضطرابات النفسية تتوالى يومًا بعد يوم، وهذا بالطبع يتطلّب وقتًا وجهدًا ومزيدًا من البحث قبل أن تصبح المعرفة المؤكدّة بمدى نجاح هذه التقنية ، ليُمكن بعدها قبول الواقع الافتراضي كأداة علاج رئيسية ومعتمدَة للمرضى النفسيين، أو رفضها، خصوصًا في ظلّ التزايد المستمر في أعداد مرضى الاضطرابات النفسية، إذ وبحسب منظمة الصحة العالمية يُتوقَع أن تتصدّر المشاكل النفسية قائمة الأمراض التي تؤثر في سكان الدول بحلول عام 2030.
أ. مريم ابراهيم فواز
ماجستير في علم النفس