منصة إيفاد العلمية
تدوينات أ.د رانيا محمد عبد الجواد مصطفى
صورة التدوينة
سرطان الثدى والرياضة (أكتوبر الوردى)
أصبح معلومًا أن للتمارين الرياضية المنتظمة فوائد صحية كبيرة على الجسم، ودوراً كبيراً فى االوقاية من الأمراض ومنها مرض السرطان كما أثبتت نتائج العديد من الدراسات العلمية، فالرياضة تحفز الجسم على محاربة الأورام السرطانية، فممارسة الرياضة لا توقف المرض ولكنها تجعل الجسم في وضع يسمح له بالتعامل معه بشكل أفضل، ومتقبلاً للعلاج بشكل أفضل، حيث تعزز الرياضة من آلية الجسم في مقاومة الأمراض عن طريق تحفيز الجهاز المناعي ولذلك لها تأثير واضح على مكافحة السرطان، كما أنَّ الرياضة تقلّل من نمو أورام سرطان الثدي، وبناءًا عليه تأتي ضرورة ممارسة النشاط الجسدي بالنسبة لجميع السيدات اللواتي يعانين مرض سرطان الثدي حيث تقلل الرياضة من مخاطر مرض سرطان الثدي، وتحد من الشعور بالتعب وتقلل مخاطر عودة المرض مرة ثانية، وقد تمَّ الكشف عن الآليات البيولوجية للحماية التي تنتج عن ممارسة النشاط الجسدي، وذلك بحسب نتائج دراسة نُشرت في مجلة الجمعية الأمريكية لأبحاث السرطان American Association for Cancer Research ، وقد تم الحصول على هذه النتائج بعد تجارب أُجريت على الفئران، حيث أجرى الباحثون في مستشفى جامعة كوبنهاغن في الدنمارك تجارب حيّة لدراسة الآليات البيولوجية، الناتجة عن النشاط الرياضي لدى النساء اللواتي يخضعن للعلاج الكيميائي بعد إجراء جراحة لإزالة سرطان الثدي، وذلك لمعرفة مدى فاعلية ممارسة الرياضة في الحدّ من أو القضاء على المرض، حيث أجرى المشاركون جهدًا جسديًّا لمدة ساعتين من الزمن، تم خلالهما ملاحظة أنَّ البلازما قد تغيرت، إستعاد العلماء بلازما الدم من مرضى السرطان، من المشاركين في النشاط الرياضي وتم حقنها في الفئران، وقد لاحظوا أنّ السائل منع بشكل ملحوظ الخلايا MCF- 7 من أن تشكل الأورام، وأنّ 45 في المئة من الحيوانات التي تخضع للتجارب والتي تلقّت البلازما من مرضى السرطان بعد ممارستهم الرياضة، قد أصيبت بأورام سرطانية مقارنة بنسبة 90 في المئة من القوارض، التي تلقت خلايا سرطانية من مشاركين لا يمارسون الرياضة.
كما تشير الكثير من الدراسات إلى أن ممارسة الرياضة بإعتدال تؤدي إلى إنخفاض معدل الإصابة بمرض السرطان بنسبة 20%، كما لوحظ أنه كلما كانت كمية الهواء التي تدخل الرئتين كبيرة خلال التمارين الرياضية كلما تراجع إحتمال الوفاة بسبب سرطان الرئتين والأمعاء والمعدة والثدي، وذلك بعد الأخذ بالإعتبار بعض العوامل مثل العمر ومؤشر كتلة الجسم والتدخين والكحول والغذاء الصحى.
فالنشاط الرياضي أساس للشفاء من كثير من الأمراض، وهناك أشخاص قهروا السرطان بممارسة الرياضة، وقد أثبتت الدراسات العلمية الحديثة أن النشاط الحركي كأحد أنماط الحياة الصحية له دور رئيسي في علاج هذا المرض، حيث أنه يحسن الكفاءة البدنية والوظيفية للمصاب أثناء فترة العلاج وبعدها، وقد تم التوصل إلى أن خمسة أسابيع من ممارسة النشاط البدني تحدث تغييرات إيجابية في جهاز المناعة للمصاب، وبالتالي تؤدي إلى التخلص من التعب البدني وتعمل على تنشيط الدورة الدموية في الجسم ورفع كفاءة الجسم البدنية والوظيفية، وبالتالي رفع قدرة الجسم على مواجهة المرض، كما تدعم أيضاً العديد من الدراسات البحثية فكرة أن ممارسة الرياضة أثناء علاج السرطان تساعد فى الشعور بالتحسُّن وتشتمل بعض الفوائد المؤكدة ومنها تقليل الإكتئاب والشعور بالقلق، زيادة مستوى الطاقة والقوة، تقليل الشعور بالألم
وقد أثبتت نتائج العديد من الأبحاث التى تم نشرها فى المجلة العلمية التابعة لمعهد السرطان القومي في الولايات المتحدة الأمريكية (journal of the National Cancer Institute)، أن النساء اللواتي كرسن 1,3 ساعة أسبوعية منذ سن العاشرة لممارسة الرياضة نجحن في تقليل خطر الإصابة بسرطان الثدي بنسبة 20% مقارنةً بالنساء اللواتي لم يمارسن الرياضة على الإطلاق، وإتفقت نتائج الأبحاث فى أنه كلما تمت ممارسة الرياضة أكثر، قل خطر الإصابة بسرطان الثدي، إذ يكمن السبب الأساسي لذلك في أن الهرمونات المفرزة أثناء الممارسة الرياضية تشكل عاملًا وقائيًا من الإصابة بأمراض السرطان.
أيتها المرأة.. أنتِ بداخلك زهرة تحتاج العناية والإهتمام ولن يعتني بها إلا أنتِ .. فالقرار لك
لذا سارعي إلى الإنتساب لأحد النوادي الرياضية وإجعلي مناعة جسمكِ قوية تجاه الأمراض المختلفة،
ومن أبرزها سرطان الثدي.

صورة التدوينة
الإعداد النفسي للرياضيين
يعتبر التفوق فى المنافسات إنعكاسا ًحقيقياً لإمكانيات اللاعب (البدنية–المهارية–الخططية–النفسية)، وتعتبر الخصائص النفسية بمثابة المؤشرات التي يمكن من خلالها تقيم مستوى الإعداد النفسي للاعب، ومما لا شك فية أن التفوق الرياضي بشكل عام يعتمد على الإرتقاء بمجموعة من العوامل البدنية والنفسية والحركية، والقدرة على تطوير وإستمرار فاعلية هذة العوامل يتم من خلال التدريب والمنافسة.
ويعتبر الإعداد النفسي من الموضوعات التي أثارت إهتمام العلماء في مجال علم النفس الرياضي حيث نجد أن الإعداد المتكامل للرياضي يتوقف على الخصائص النفسية والقدرات العقلية خاصة مع تقارب المستويات البدنية والمهارية والخططية للمتنافسين، كما أن التفوق الرياضي يتوقف على مدى إستفادة اللاعبين من قدراتهم النفسية على نحو لا يقل عن الإستفادة من قدراتهم البدنية، فالقدرات النفسية تساعد الرياضيين على تعبئة قدراتهم وطاقاتهم البدنية لتحقيق أفضل أداء رياضي ويمكن تطويرها من خلال تدريبات وبرامج خاصة لذلك الغرض وهى برامج تدريب المهارات النفسية، فالتفوق الرياضي يتوقف على مدى إستفادة اللاعبين من قدراتهم النفسيه على نحو لا يقل عن الإستفاده من قدراتهم البدنيه، فالقدرات النفسيه تساعد الأفراد على تعبئه قدراتهم وطاقاتهم البدنيه لتحقيق أقصى وأفضل أداء رياضي.
وتمثل المهارات النفسية بعداً هاماً في إعداد اللاعبين فهي تلعب دوراً أساسياً في تطوير الأداء، وأصبح ينظر إليها كأحد المتغيرات التي يجب العناية بها جنباً إلى جنب مع المتطلبات البدنية والمهارية والخططية فالأبطال الرياضيين ذو المستوى الدولي يتقاربون بدرجه كبيره من حيث المستوى البدني والمهاري والخططي ويحدد العامل النفسي نتيجه اللاعبين أثناء المنافسة حيث يلعب دوراً رئيسياً في تحقيق الفوز.
ويرتبط النشاط الرياضي إرتباطاً وثيقاً بالإنفعالات المتعددة فالخبرات الإنفعالية فى النشاط الرياضي عبارة عن إنفعالات سارة أو غير سارة، تؤثر بصورة إيجابية أو سلبية على العمليات البيولوجية والعقلية والنواحي السلوكية للفرد وأداء اللاعب أثناء ممارسته للنشاط الرياضي، كما إن خبرات ومعلومات اللاعب النابعة من أجهزته الجسمية المختلفة (العمليات العقلية – العصبية) هي أساس إستجاباته وسلوكه حيث يشترك الأداء المهاري ومستوى اللياقة البدنية والعمليات العقلية والإنفعالية في الأداء لأن نشاط اللاعب يصدر عنه بإعتباره وحدة نفس جسمية متكاملة لذلك يجب مراعاة هذه الجوانب في عملية تدريب وإعداد اللاعب.
ويتفق خبراء وعلماء النفس الرياضي على أن العامل النفسي يؤثر في تحديد نتيجه كفاح اللاعبين أثناء المنافسات الرياضية للحصول على الفوز وتسجيل النقاط، والذي يترتب عليه تحقيق الإنتصار والتفوق وأنه إذا أتيحت للاعب الفرصة وأخذ الوقت الكافي للتدريب على المهارات النفسية، وإستخدام إستراتجيات التفكير في المنافسات، وإنتظم في التدريب على المتطلبات النفسية المرتبطة بنوع النشاط الرياضي سوف يكون هناك إستقرار في مستوى الأداء الذي يقترب من أقصى قدرات اللاعب، وقد صرح العديد من اللاعبين بعد إستخدام التدريب على المهارات النفسية عن أنهم تمنوا لو تم إستخدامه من وقت مبكر لكان هناك إحتمال كبير في تحقيق نتائج أفضل مما تم تحقيقه حالياً.
فالإعداد النفسي ليس فقط هو تهيئه الفرد الرياضي فقط لمواجهه المنافسة ولكنه إنتقاء وتخطيط وإعداد وتنظيم وتوجيه ثم تنفيذ، وذلك عن طريق معمل العقل الذي أنعم الله سبحانه وتعالى به على الإنسانيه ليميزها به عن سائر المخلوقات لمواجهة المنافسات بما فيها من مواقف وتحقيق المستويات الرياضية العالية.
صورة التدوينة
السياحة الرياضية
فى الأونة الأخيرة ومع التطور الهائل فى كافة مجالات الحياة تحوّلت الرياضة إلى صناعة، وتجارة، وإقتحمت عالم الإقتصاد من أوسع الأبواب، وأصبحت لغة المال المحرك الأساسي لكل القطاعات، حتى ظهر وتشكّل مفهوم السياحة الرياضية التي تعد ثروة حقيقية في العديد من الدول التى بدأت إستثماراتها الرياضية، وتمكنت بطرق مبتكرة من إستقطاب البطولات والفعاليات الرياضية الترفيهية وجذب الزوار إلى ملاعبها، وبالنظر لهذه الدول نجد أن الدول الأجنبية فى الصدارة، في وقت لم تستطع فيه بعض الدول العربية رغم جاذبية معالمها السياحية وإمكانية ربطها بالرياضة وعناصر التشويق من رفع معدلات السياحة في بلادها، في المقابل فرضت مدن وملاعب أوروبية نفسها وجهات سياحية رياضية تدرّ على خزينة بلادها أموالاً طائلة.
ونظراً لأهمية السياحة الرياضية في دفع عجلة الإستثمار لاسيما وأن الدول العربية من الدول التي تعتبر جاذبة للسائحين حول العالم، لذا يعتبر تفعيل السياحة الرياضية في الدول العربية خطاً فارقاً في زيادة الإستثمارات بها، حيث تعتبر السياحة الرياضية منتج واعد يجب العمل على الترويج له بشكل موسع وحرفى فى معظم الأسواق المصدرة للسياحة، من خلال وضع خطط تسويقية للأنشطة الرياضية ومنتج السياحة الرياضية فى الدول العربية داخل البورصات والمعارض السياحية العالمية التى تشارك فيها وكذلك دعوة الإتحادات الرياضية الدولية لزيارة الدول العربية ومعالمها الرياضية والتعرف على إمكانياتها وتحديد البطولات الرياضية المستهدفة التى يمكن تنفيذها.
لذا يجب إستثمار البطولات والميداليات التى حققتها الدول العربية عالمياً فى التنشيط للسياحة الرياضية من خلال إستضافة البطولات العالمية وإقامتها على أراضٍ عربية، وكذلك عمل شراكات وبروتوكولات تعاون بين وزارات الرياضة والسياحة والطيران وكذلك الإتحادات الرياضية الدولية والمحلية وإتحاد الغرف السياحية وجمعيات المستثمرين السياحيين يتم بمقتضاها وضع خطط ورؤى للسياحة الرياضية لجذب وإقامة وتنظيم البطولات الرياضية.
وبالنظر إلى السياحية الرياضية نجد أنها تتميز بعنصرين مهمين الأول أنها تزيد من نسب السياح بشكل كبير وتجذب مختلف الفئات العمرية، والثانى أنها فى حد ذاتها تعد تسويق وترويج للسياحة بشكل عام من خلال الفرق والجمهور المشارك الذين ينقلون ما يشاهدونه عبر صفحاتهم على السوشيال ميديا وتركيز وسائل الإعلام المحلية والعالمية على البطولات الرياضية التى تقام.
وتعد السياحة الرياضية واحدة من الأنماط الرئيسية للسياحة على مستوى العالم، حيث تقدر منظمة السياحة العالمية نصيب السياحة الرياضية بنحو 6% من النشاط الرئيسي للسياحة كسبب رئيسي للسفر، ونحو 17% من النشاط الفرعي للسياحة كسبب جانبي للسفر، أي ما يعادل 270 مليون سائح دولي سنويًا يبلغ حجم إنفاقهم ما يقارب 310 مليار دولار على مستوى العالم سنويًا، وهناك أربع أشكال رئيسية للسياحة الرياضية وهي، السفر للمشاركة في البطولات الرياضية سواء دولية أو إقليمية "تقدر بنحو 4 ملايين شخص سنويًا"، السفر لمشاهدة الفعاليات الرياضية أو زيارة المواقع الرياضية كالاستادات والمتاحف الرياضية "تقدر بنحو 25 مليون شخص سنويًا"، السفر لممارسة الرياضة سواء كسبب رئيسي أو فرعي "تقدر بنحو 240 مليون شخص سنويًا، وأخيرا استضافة الفرق الرياضية في مراحل الإعداد.
لذا علينا أن نسعى لتحقيق عدد من الأهداف اهمها :
1- دعم خطط وزارات السياحة من خلال الترويج السياحي للأحداث والمناسبات والمهرجانات الرياضية بالتعاون مع الجهات المعنية في المجالين "السياحة، الرياضة".
2- تنفيذ مشروعات رياضية ذات عوائد إقتصادية وبرامج سياحية بهدف زيادة الإشغال السياحي.
3- وضع برامج للأحداث الرياضية الغير رسمية والتي تساهم في تنشيط السياحة الداخلية والخارجية ودعم العلاقة بين الإتحاد العربى للسياحة والجهات المعنية بالسياحة.
4- خلق فرص سياحية حقيقية من خلال إستضافة وتنظيم كبرى الأحداث والفعاليات الرياضية سواء القارية أو العالمية.
5- المشاركة في المعارض الرياضية الخارجية للترويج والإستثمار للأحداث والمهرجانات الرياضية وعرض المنشأت الشبابيه الرياضية التي تمتلكها الدول العربية لإستقبال المعسكرات التدريبيه للفرق والأندية العالمية.
6- تفعيل سياحة الطرق، وهى منتج سياحي جديد سيكون مقصدا لكل عشاق رياضة الدرجات والدرجات البخارية والنارية، نظرا لإمتلاك الدول العربية شبكة طرق عالمية تسمح بممارسة هذا النوع من الرياضات.
7- التركيز على أبطال الرياضة العربية وأصحاب الإنجازات، للمشاركة في دعم السياحة الرياضية عربياً.
8- إستقطاب الأحداث الرياضية الدولية وإستضافتها، بما يسهم في تنشيط السياحية بصفة عامة من خلال الرياضيين الدوليين ومحبّيهم وجماهيرهم التي تتابعهم في أماكن وجودهم.
9- تطوير القطاع الرياضي والنهوض بالبنية التحتية (المنشآت الرياضية).
10- العمل على إستقطاب رجال الاعمال لدعم السياحة الرياضية.