منصة إيفاد العلمية
تدوينات د.عليش عبدالرحيم البشير حويري
صورة التدوينة
تنشئة المتعلمين على المواطنة الرقمية
أورد ريبيل (Ribble, 2015,9) تصنيفاً مفيداً في توضيح أدوار المتعلم خلال كسب مبادئ ومهارات المواطنة الرقمية أطلق عليه Respect,Educate and protect) REPS) احترم، تثقف، احمي، وكل محور يتضمن ثلاثاً من فئات المواطنة الرقمية التسع على النحو التالي:
- احترم نفسك والآخرين : (Respect Yourself and Others):
(قواعد السلوك الرقمي، الوصول الرقمي، القانون الرقمي)
- ثقف (علم) نفسك والآخرين: (Educate Yourself and Others):
(التواصل الرقمي، التنور الرقمي، التجارة الرقمية)
- احمِ نفسك والآخرين: (Protecte yourself and others):
(الحقوق والمسؤوليات الرقمية، الأمن الرقمي، الصحة والرعاية الرقمية)
وتحتاج المناهج التعليمية بالمدارس الحالية للتركيز على أبعاد ومهارات المواطنة الرقمية لعدة اعتبارات أهمها (couros & Hilde brandt, 2015, 6):
- إن المتعلمين صغاراً وكباراً يستخدمون التكنولوجيا دون تفكير ناقد، وكثيرون منهم يفتقدون لمهارات الاستخدام الآمن والمسؤول لها، وهذا يُعرضهم لمخاطر جمة على الإنترنت.
- إن المتعلمين يبدءون في استخدام الإنترنت في سن مبكرة بشكل منتظم، ولو انتظرت المدارس حتي المرحلة الثانوية للبدء في تناول قضايا المواطنة الرقمية، فإنها تُعرضهم لخطر جسيم.
- إن طبيعة العصر الرقمي تفرض على المدرسة ضرورة ممارسة المتعلم للتعلم مدى الحياة وهذا يفرض عللا المدرسة دمج ممهارات العالم الحقيقي والعالم الرقممي في مناهجها لسد الفجوة بين المنزل والمدرسة.
- إن المدرسة تحتاج لإعداد طلابها للنجاح في العالم الرقمي، وتُسهم ممارسة قيم ومهارات المواطنة الرقمية داخل المدرسة في تطوير الكفاءات اللازمة ليكونوا مواطنين مسؤولين وآمنين في مجتمع يموج بسلوكيات تتعارض مع مبادئ المواطنة الرقمية.
ورغم أن المناهج التعليمية تعد الأداة التي تحقق من خلالها المدرسة التربية الرقمية لأبنائها، ألا إن واقع هذة المناهج يدل على وجود قصور يحول دون تحقيق مبادئ المواطنة الرقمية ومهاراتها، فقد أوضحت نتائج دراسة السيد (2015، 82-15) أن معيار التنور الحاسوبي والمعلوماتي الأكثر افتقاداً في كتب الحاسوب وتكنولوجيا المعلومات في أربعاً من الدول العربية تناولتها الدراسة (مصر والسعودية والكويت والبحرين) هو معيار "الجوانب الاجتماعية والأخلاقية والإنسانية المتعلقة باستخدام الكمبيوتر وتكنولوجيا المعلومات" وهو المعيار الذي تركز مؤشرات تحققه على تقدير المتعلم لخطورة نتائج الاستخدام غير المسئول لمصادر تكنولوجيا المعلومات، والدفاع عن مفهوم الملكية الفكرية واحترام القانون عند استخدام المعلومات والأجهزة والشبكات، والحفاظ على الأجهزة التكنولوجية من المخاطر التي يمكن أن تتعرض لها، وتقييم التأثير الإيجابي والسلبي لاستخدام تكنولوجيا المعلومات على الجانب الأخلاقي والثقافي المتعلق بالفرد والمجتمع، ووصف الانتهاكات التي تحدث عبر الحاسوب.
كما أشارت نتائج دراسة عبد العزيز (2016) إلى عدم تضمين أيا من موضعات السلامة على الإنترنت والمواطنة الرقمية في مقررات مراحل التعليم قبل الجامعي بمصر، اللهم إلا بعض القضايا المتناثرة عن الإنترنت وتقنيات الإبحار فيها وأساليب استخدامها في التواصل والبحث عن المعلومات، وإنشاء صفحات الويب، دون تدريب حقيق على الاستخدام الآمن والمقبول لها وحماية النفس والآخرين خلال الإبحار بين مواقعها، وأن موضوعات مقررات الكمبيوتر وتكنولوجيا المعلومات تُدرس في مستويات نظرية دون ممارسة تطبيقية واقعية تنمي لدى المتعلمين مهارات المواطنة الرقمية، وأوصت بأهمية تدريب معلمي الحاسوب وتكنولوجيا المعلومات على مهارات حماية النفس والغير والسلامة الرقمية والاستخدام الأمثل للتكنولوجيا.
وأوضحت يونج (Young, 2016, 1) في دراستها حول تدريس المواطنة الرقمية في القرن الــ 21 أن الطلبة قد يجيدون الإبحار الرقمي واستخدام أحدث الأجهزة التكنولوجية وبرمجياتها، لكنهم لا يستوعبون عواقب تصرفاتهم عبر الإنترنت، وهم ليسوا حبراء بأخلاقيات التواصل مع الآخرين، ولا يدركون ماهية البصمة الرقمية (Digital footprint)، ولا يعون خطورة نشر معلوماتهم وصورهم الشخصية ومنح الغرباء فرص الوصول إليها، وأكدت يونج أن الحركة في الاتجاه الصحيح لن تحدث دون إحداث دمج حقيقي لمبادئ وأخلاقيات المواطنة الرقمية في المناهج الدراسية، وإعداد المعلم لممارسة مهاراتها خلال تواصله مع أطفال الصفوف الدنيا للمرحلة الأساسية، وجهوده لإتاحه الفرص لهم لكسب مفاهيمها وتمثل أخلاقياتها.
صورة التدوينة
مفهوم المواطنة الرقمية
وتعرف المواطنة الرقمية: بأنها تفاعل الفرد مع غيره بإستخدام الأدوات والمصادر الرقمية مثل الحاسوب بصورة المختلفة وشبكة المعلومات كوسيط للإتصال مع الاخرين، بإستخدام العديد من الوسائل أو الصور، مثل: البريد الإلكترونى، والمدونات، والمواقع، ومخـــــــتلف شبــكات التواصــــل الاجتــــــماعى (edmonton catholic schools , 2012).
وكذلك تعرف المواطنة الرقمية بأنها: إعداد الطلاب لإستخدام تكنولوجيا الحاسوب، بطريقة فعالة ومناسبة، من خلال تنمية معارف الطلاب ببرامج معالجة النصوص، والجداول الالكترونية، وبرامج العروض التقديمية، وبرمجيات الاتصال المختلفة وتغرس فيهم مفهوم المواطنة الرقمية الصحيح وكيفية إستخدام هذه التقنيات بطريقة مناسبة (lndian department of education, 2013).
بينما يُعرفها فريق المواطنة الرقمية (2016) بأنها: عبارة عن طريقة جديدة للتفكير في التقنيات الرقمية، وبدلاً من التركيز على ما يمكن أن تفعله التكنولوجيا، فإن الهدف هو التفكير في كيفية وجوب استخدام التكنولوجيا بشكل ملائم ومسؤول.
وعرفها تامر الملاح (2017، 26) بأنها: هى مجموعة من المعايير والمهارات وقواعد السلوك التى يحتاجها الفرد عند التعامل مع الوسائل التكنولوجية لكى يحترم نفسه ويحترم الآخرين، ويتعلم ويتواصل مع الآخرين، ويحمى نفسه ويحمى الآخرين.
ويساعد مفهوم المواطنة الرقمية المعلمين في فهم ما يجب أن يعرفه الطلبة لاستخدام التكنولوجيا بشكل مناسب، وهي أكثر من مجرد أداة تعليمية، فهي طريقة لإعداد الطلبة لفهم حقوقهم وواجباتهم الرقمية، وإدراك فؤائد ومخاطر الإنترنت، والتفاعل الذكي والأخلاقي في المجتمع الرقمي، والوعي بالآثار الأخلاقية خلال استخدامهم للإنترنت، خاصة أننا نشهد اليوم الصغار والكبار يسيئون استعمال وتوظيف التكنولوجيا بكثرة.
وتتفق تعريفات معظم الخبراء والباحثين على اعتبار أن المواطنة الرقمية تعني:
- استخدام التكنولوجيا بشكل ملائم ومسؤول، وهي ليست مجموعة من القواعد التي يجب اتباعها، لكنها طريق لوجود أساس في المواطنة الرقمية لأولياء الأمور والمعلمين والمتعلمين لتمييز الاستخدام الملائم وغير الملائم للتكنولوجيا (ريبيل، 2013، 21).
- إعداد الطلاب لمجتمع ملئ بالتكنولوجيا، وذلك بتدريبهم على الالتزام بمعايير السلوك المقبول عند استخدام التكنولوجيا بالمدرسة أو المنزل أو أي مكان آخر (المسلماني، 2014، 23).
- إعداد الطلبة والمعلمين والآباء ليصبحوا مواطنين وقميين يستخدمون التكنولوجيا بكفاءة، وقدرة على تقييم مصداقية محتواها، والتفكير الناقد حول التحديات الأخلاقية في العالم الرقمي، والتواصل والسلوكيات المسؤولة عبر الإنترنت (Dillinger,2015,3).
وقد وضع شرف والدمرداش (2014 ،131) ثلاث خصائص لمفهوم المواطنة الرقمية هي:
- الوعي بالعالم الرقمي ومكوناته.
- امتلاك مهارات الممارسة الفعالة والمناسبة في استخدامات العالم الرقمي بآلياته المختلفة.
- إتباع القواعد الخلقية التي تجعل السلوك التكنولوجي للشخص يتسم بالقبول الاجتماعي.
بينما وضع جمال الدهشان (2016، 12) ثلاث خصائص لمفهوم المواطنة الرقمية هي:
- المواطنة الرقمية تتضمن مجموعة من الحقوق والواجبات والإلتزامات فيما يتعلق بالتقنيات الرقمية.
- أن نشر ثقافة المواطنة الرقمية في مجتمعاتنا من خلال التربية المنزلية والمناهج التعليمية في المدرسة والجامعة أصبح من أساسيات الحياة، وضرورة ملحة يجب أن تتحول الى مشاريع وبرامج تربوية بالتعاون مع مبادرات المجتمع المدنى والمؤسسات الإعلامية حتى نتمكن من حماية مجتمعاتنا من الآثار السلبية المتزايدة للتكنولوجيا وتحفيز الإستفادة المثلى منها للمساهمة في تنمية مجتمع المعرفة وبناء الإقتصاد الرقمي الوطني.
- أن المواطنة الرقمية تحاول الإجابة عن عدة تساؤلات، كيف سنحمي أنفسنا وأبناءنا من التخريب الرقمي والحروب الرقمية والجريمة الرقمية، ومن الأضرار الصحية والإجتماعية والإقتصادية والتى يمكن أن تنجم عن الإستخدام غير الرشيد للتقنية الرقمية؟، وإلى أي مدى يمكن أن نترك للتكنولوجيا الرقمية التدخل بشكل سافر في تحديد العديد من القرا رات المتعلقة بشؤون حياتنا المختلفة؟، وكيف نتصور نوعية عمل الشبكة ونوعية خدماتها؟، كيف نحافظ على أسرارنا ومعطياتنا مستقبلاً؟، ومن يكون المسئول عن توفير هذه الحماية؟، وكيف نتعامل بلياقة وفاعلية مع تلك التكنولوجيا وتقنياتها؟.
وتؤكد التعاريف السابقة للمواطنة الرقمية إيجابيات ممارسة سلوكياتها الأخلاقية وتوظيف التكنولوجيا الرقمية في الارتقاء بحياة الأفراد والمجتمعات، ودورها في التفاعل الذكي والانتفاح على العالم، كما إنها لا تهمل أهمية الوعي بمخاطر سلوكيات الاستخدام غير المؤل واللا أخلاقي لها ومنها: عرض وتجارة المواد الإباحية عبر شبكة الإنترنت، وسرقة المعلومات والبحوث، وإدمان الألعاب الإلكترونية، واختراق أجهزة الحاسوب للمؤسسات والأفراد، وانتهاك الخصوصية، وقرصنة البرمجيات بصور غير شرعية، والنصب والتهديد والبلطجة الرقمية (Ribble& Bailey,2007).
صورة التدوينة
الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي
في زمن ازدحمت فيه التكنولوجيا بكل شؤون حياتنا، يبرز الذكاء الاصطناعي كعنصر محوري في مسيرة هذا التطور الهائل. يطلق مصطلح الذكاء الاصطناعي على تلك الآليات التي تمتلك القدرة على تحليل البيانات واتخاذ القرارات التي كان يُفترض أن يقوم بها الإنسان بسبب تعقيدها أو تطلبها لسرعة استجابة. لقد أصبح هذا العلم جزءً لا يتجزأ من حاضرنا الذي يشهد تحولاً رقميًا مستمرًا، حيث يتم استخدام أدواته في الأعمال اليومية بدءً من الردود الآلية في خدمات العملاء وصولاً إلى التحليلات المعقدة في مجال الرعاية الصحية.

يتميز الذكاء الاصطناعي بقدرته على الاستجابة للمستجدات بفعالية عالية وسرعة فائقة، ما يجعل منه عنصراً حاسماً في تسريع وتيرة التحول الرقمي الذي يُعد ضروريًا للتطور والنمو في مختلف القطاعات. سنناقش في هذا المقال الأدوار المتعددة التي يلعبها الذكاء الاصطناعي في تحقيق التحول الرقمي، مستعرضين أبرز التطبيقات العملية في مختلف المجالات، ونستشرف العقبات التي تواجه هذه العملية، لنختتم بتوقعات مستقبلية حول تأثير هذه التكنولوجيا على ملامح الاقتصاد الرقمي.
تعريف الذكاء الاصطناعي وأهميته في عصرنا الحالي

يعتبر الذكاء الاصطناعي (Artificial Intelligence - AI) من أبرز المفاهيم التقنية في العصر الحديث، وهو يتضمن مجموعة متنوعة من التقنيات التي تمكن الآلات من تقليد القدرات البشرية مثل التعلم، الاستنتاج، الإدراك، واتخاذ القرارات. يعبر مصطلح الذكاء الاصطناعي عن النظم القادرة على أداء مهام تتطلب ذكاءً عندما تنفذ من قبل البشر، مثل التعرف على النطق، الترجمة بين اللغات، والتعرف على الصور والأصوات.

أهمية الذكاء الاصطناعي في عصرنا الحالي تأتي من قدرته على معالجة كميات هائلة من البيانات بسرعة وكفاءة عالية، مما يمكن الشركات والمؤسسات من اتخاذ قرارات أسرع وأكثر دقة بناءً على تحليلات معقدة وتوقعات مستقبلية. كما يسهم الذكاء الاصطناعي في تحسين تجارب المستخدمين من خلال تخصيص الخدمات والمحتوى، وإدارة العلاقات مع العملاء بشكل فعال وشخصي.

لا شك أن تأثير الذكاء الاصطناعي لا يقتصر على الصناعات التكنولوجية فحسب، بل يتعداه ليشمل جميع جوانب الحياة الاقتصادية والاجتماعية. فمن خلال تعلم الآلة والشبكات العصبية العميقة، أصبح بإمكان الذكاء الاصطناعي القيام بمهام أكثر تعقيدًا مثل التشخيص الطبي، إدارة أنظمة المرور، وتحليل الاتجاهات السوقية. وتجدر الإشارة إلى أن تطور الذكاء الاصطناعي لا يتوقف عند حد معين، حيث نشهد باستمرار ظهور تقنيات جديدة تعمل على تعزيز قدراته وتوسيع نطاقات استخدامه.

وبالتالي، يمكن القول إن الذكاء الاصطناعي لا يمثل فقط جسرًا نحو المستقبل، بل يعد أيضًا دافعًا رئيسيًا للابتكار والكفاءة في عالمنا المعاصر. وفي ظل تنامي البيانات الضخمة والحاجة المستمرة لتجاوز التحديات المعقدة، يبرز دور الذكاء الاصطناعي كأداة لا غنى عنها في عصر التحول الرقمي الذي نعيشه اليوم.
كيفية إسهام الذكاء الاصطناعي في تسريع عمليات التحول الرقمي

يلعب الذكاء الاصطناعي دورًا بارزًا في تعزيز وتسريع التحول الرقمي في العديد من الصناعات. إحدى الطرق التي يسهم بها هو من خلال أتمتة العمليات التجارية التقليدية. يتمكن الذكاء الاصطناعي من تحليل البيانات الضخمة بسرعة فائقة – وهي مهمة قد تستغرق وقتًا طويلًا وموارد بشرية كبيرة إذا أُجريت يدويًا. هذا يؤدي إلى تحسين كفاءة العمليات وتقليل الأخطاء، مما يعزز الإنتاجية ويخلق مزايا تنافسية.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن للذكاء الاصطناعي تعزيز التحليلات التنبؤية وإدارة القرارات من خلال تقديم نماذج وتوصيات تستند إلى البيانات الحقيقية. يمكن لهذه الأنظمة أن تتعلم بمرور الوقت وتتطور لتقديم تنبؤات أكثر دقة، مما يساعد الشركات على التخطيط للمستقبل والاستجابة بسرعة للتغيرات في السوق.

في سياق خدمة العملاء، يتيح الذكاء الاصطناعي من خلال تقنيات مثل الدردشة الآلية (Chatbots) القدرة على الاستجابة بشكل فوري وعلى مدار الساعة لاستفسارات العملاء، مما يؤدي إلى تحسين تجربتهم وزيادة رضاهم. كما يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لتخصيص تجربة العملاء على نحو أكثر فاعلية من خلال تحليل بيانات سلوكهم.

علاوة على ذلك، يساعد الذكاء الاصطناعي في تحسين الأمن السيبراني، إذ يستطيع التعرف على الأنماط غير الطبيعية والتهديدات المحتملة، مما يعزز من قدرات الشركات على حماية بياناتها وبالتالي يمنحها الثقة للتوسع في المجال الرقمي بأمان.

وأخيرًا، يعد الذكاء الاصطناعي أداة هامة لفتح أبواب الابتكار، حيث يمكن أن يلهم التطبيقات والمنتجات الجديدة ويدفع حدود الإبداع، مما يعين الشركات على تطوير خدمات ومنتجات جديدة وتحسين القائمة منها بطرق كانت تبدو مستحيلة في عالم ما قبل الذكاء الاصطناعي.
نماذج تطبيقية: استخدامات الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات

لقد أضحت الاستخدامات العملية للذكاء الاصطناعي عنصراً لا غنى عنه في العديد من القطاعات، فلكل قطاع طريقته الخاصة في استخدام هذه التكنولوجيا المتقدمة لخدمة أهدافه والارتقاء بجودة الخدمات المقدمة. في القطاع الطبي، يلعب الذكاء الاصطناعي دوراً بارزاً في تحسين التشخيصات الطبية من خلال تحليل البيانات الكبيرة والتعرف على أنماط قد لا يستطيع الأطباء اكتشافها بسهولة، كما في حالة اكتشاف الأمراض السرطانية في مراحل مبكرة. وعلى صعيد التجارة الإلكترونية، يمكن للذكاء الاصطناعي تخصيص تجربة التسوق لكل مستخدم من خلال التوصيات الشخصية التي تعتمد على بيانات التصفح والشراء السابقة، مما يعزز المبيعات ويرفع مستوى رضا العملاء.

في حقل الصناعة، يستخدم الذكاء الاصطناعي في تحسين أتمتة العمليات الصناعية والمراقبة الدقيقة للجودة، حيث يمكن للأنظمة الذكية التعرف على العيوب المحتملة في المنتجات بكفاءة أعلى وبسرعات تفوق القدرات البشرية. وفي القطاع المالي، يؤدي الذكاء الاصطناعي دوراً هاماً في مكافحة الاحتيال وإدارة الاستثمارات، حيث يمكنه تحليل كميات هائلة من المعاملات المالية للكشف عن أنماط مشبوهة واتخاذ قرارات استثمارية مبنية على تحليلات معقدة.

وفي مجال النقل والمواصلات، يساعد الذكاء الاصطناعي في تحسين إدارة الحركة المرورية وتطوير أنظمة القيادة الذاتية، مما يقلل من احتمالات الحوادث ويحسن من كفاءة النقل. من ناحية أخرى، في القطاع التعليمي يؤدي الذكاء الاصطناعي دوراً حيوياً في تخصيص الموارد التعليمية لتناسب الاحتياجات الفردية لكل طالب، مما يمكنهم من تحقيق نتائج أفضل من خلال اكتشاف نقاط ضعفهم وتعزيز نقاط قوتهم التعليمية بفعالية.
التحديات والعقبات التي تواجه دمج الذكاء الاصطناعي في التحول الرقمي

على الرغم من الفوائد العديدة التي يقدمها الذكاء الاصطناعي في تسريع وتسهيل التحول الرقمي، توجد العديد من التحديات والعقبات التي تحتاج إلى التعامل معها بحكمة واهتمام. أولى هذه التحديات هي مسائل الخصوصية وأمن البيانات، حيث أن استخدام الذكاء الاصطناعي يتطلب جمع وتحليل كميات هائلة من البيانات، مما يثير القلق حول إمكانية حدوث تسريبات أو استغلال للمعلومات الشخصية. يضاف إلى ذلك، صعوبة فهم وتفسير كيفية اتخاذ الذكاء الاصطناعي لقراراته، وهو ما يعرف بـ "الصندوق الأسود"، مما يجعل من الصعب تحديد الخطأ أو القصور في حال وقوعه.

تشكل التكلفة العالية لتطوير ودمج تقنيات الذكاء الاصطناعي تحدياً آخر، خصوصاً للشركات الصغيرة والمتوسطة التي قد لا تمتلك الموارد اللازمة للاستثمار في هذا المجال. إضافة إلى ذلك، يتطلب الانتقال إلى استخدام الذكاء الاصطناعي إعادة هيكلة لأساليب العمل والتدريب المتواصل للقوى العاملة، الأمر الذي يعد تحدياً كبيراً في بيئات العمل التقليدية والتي تقاوم التغيير.

في سياق متصل، يعتبر القلق من فقدان الوظائف وسط الموظفين بسبب الأتمتة واستخدام الروبوتات مشكلة كبيرة تواجه القطاعات المختلفة، حيث أن زيادة الاعتماد على الذكاء الاصطناعي قد يؤدي إلى تقليص الحاجة لبعض المهن. وتبرز أيضاً قضايا التحيز وعدم المساواة، إذ يمكن للنماذج التي يتم تدريبها بواسطة الذكاء الاصطناعي أن تنقل وتعمق التحيزات الموجودة في البيانات التي تم تدريبها عليها، ما يولد نتائج متحيزة قد تؤثر على فئات معينة بشكل غير عادل.

من الضروري أن يعمل الخبراء وصناع القرار على وضع استراتيجيات فعالة للتغلب على هذه العقبات، مع التركيز على إنشاء إطار عمل قانوني وأخلاقي يضمن استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل مسؤول وشفاف، بالإضافة إلى تعزيز التعليم والتدريب المستمر لتمكين القوى العاملة من التكيف مع الثورة الصناعية الرابعة.
المستقبل المتوقع: توقعات تطور الذكاء الاصطناعي وتأثيره على الاقتصاد الرقمي

مع تطوير الذكاء الاصطناعي بوتيرة سريعة، تتنامى التوقعات حول تأثيره المستقبلي على الاقتصاد الرقمي. يُنذر التطور المتسارع للتكنولوجيات الذكية بأن المستقبل سوف يشهد تحولات جوهرية في البنى التحتية الرقمية للأعمال التجارية والخدمات. ترقب العديد من الخبراء إلى أن الذكاء الاصطناعي سوف يكون القوة الدافعة للابتكار والإنتاجية، فضلاً عن كونه يُعزز مستويات التخصيص والفعالية في مختلف القطاعات.

يتوقع المحللون استمرار نمو أدوات التعلم الآلي والتعلم العميق، مما سيوفر حلولاً متقدمة للتنبؤ وصناعة القرار. ومن المحتمل أن تشهد أنظمة الذكاء الاصطناعي تحسينات في القدرة على فهم اللغة الطبيعية ومعالجتها، مما يسمح بتحسين تجارب المستخدمين وتوفير خدمات أكثر ذكاءً وقابلية للتخصيص. بالإضافة إلى ذلك، فإن تحليل البيانات الكبيرة باستخدام الذكاء الاصطناعي قد يُحدث ثورة في كيفية تعامل الشركات مع البيانات، بما في ذلك إيجاد أنماط وتوجهات لم تكن معروفة من قبل.

في سياق الاقتصاد الرقمي، من المتوقع أن يُسهم الذكاء الاصطناعي في إنشاء وظائف جديدة وتحفيز النمو الاقتصادي، مع تحول جزء من العمالة إلى مهن تتطلب مهارات عالية التقنية. كما يمكن أن يُعزز إنتاجية الأفراد والشركات عبر تبسيط العمليات وتقليل الأخطاء البشرية.

مع ذلك، يركز الباحثون على أهمية تطوير أنظمة ذكاء اصطناعي أخلاقية ومسؤولة، تراعي الخصوصية وتضمن الأمان الرقمي. السعي نحو تحقيق التوازن بين الفوائد الاقتصادية والاعتبارات الأخلاقية يعتبر جانباً مهماً لضمان استدامة تأثير الذكاء الاصطناعي في المستقبل الرقمي. ومع زيادة التواصل بين الأجهزة والتقنيات الحديثة من خلال إنترنت الأشياء، تتسع رقعة الفرص لإنشاء اقتصاد رقمي أكثر ترابطاً وكفاءة.
الخاتمة

في ختام مقالنا عن دور الذكاء الاصطناعي في التحول الرقمي، نستشرف مستقبلاً مشرقاً حيث يتيح الذكاء الاصطناعي فرصاً واسعة لتعزيز الابتكار وتحسين الكفاءة في مختلف القطاعات. غير أن التحديات والعقبات التي تواجهنا تتطلب تعاوناً متزايداً بين مؤسسات البحث، الشركات التقنية، وصناع القرار لتطوير سياسات وأنظمة تؤمن الاستخدام الأخلاقي والفعال للتقنيات الجديدة. يجب أن نعمل على تقليل الفجوة المعرفية والتقنية بين مختلف شرائح المجتمع لضمان انتقال عادل ومتكامل إلى الاقتصاد الرقمي الذي يعتمد بشكل كبير على الذكاء الاصطناعي.

إن إدراكنا لأهمية الذكاء الاصطناعي ودوره في تحقيق التحول الرقمي يجب أن يقودنا نحو تبني هذه التقنيات بشكل نافع وبناء. سيكون للذكاء الاصطناعي تأثير وقع عميق على شكل مجتمعاتنا واقتصاداتنا في المستقبل القريب، ومن المؤكد أن التكيف الناجح مع هذه التغييرات سيحدد مكانة الأمم في النظام العالمي الجديد.

لذا، من الواجب على كافة الفاعلين في المجتمع أن يتعاونوا للاستفادة القصوى من إمكانيات الذكاء الاصطناعي، والعمل على حل التحديات التي قد تعيق تقدمنا نحو مستقبل يغمره التقدم التقني، النمو الاقتصادي والشمولية الرقمية.
صورة التدوينة
التحول الرقمي في التعليم:
التحول الرقمي في التعليم:
إن عملية التحول الرقمي في التعليم بشكل عام يمكن تعريفها على أنها عملية التخلص من الطرق التقليدية لعملية التدريس واستخدام أحدث الصور والوسائل التي ظهرت مع تطور التكنولوجيا والتي تساعد الطالب على تفتيح آفاق تفكيره وخضوعه للتعلم والتجربة بعد أن كان يتلقى دروسه من المعلم ويعتمد عليه اعتمادا كليا وكانت طريقة التدريس حينها تعتمد على التلقين أما في عملية التحول الرقمي فإنها تعتمد على الفهم والبحث والتجربة والابتكار ويكون هذا وفق استراتيجية محددة تضعها المؤسسة التعليمية لتسهيل عملية التعليم وفي نفس الوقت الوصول بها إلى مستوى متقدم وحديث مختلف تماما عن الطرق التقليدية القديمة في التعليم.
وقد بدا جليا ان التحول الرقمي قد غزا جميع مناحي الحياة خصوصا بعد الثورة الصناعية والانفجار التكنولوجي ، ويعد قطاع التعليم من اهم القطاعات التي بدأت تتحول نحو التعلم الرقمي حيث بدا من السهل انشاء بيئة تعليمية افتراضية تجمع بين المعلم والمتعلم سواء بالتزامن او بدون تزامن عبر شبكات الانترنت وباستخدام العديد من التطبيقات التي تسهل هذا التواصل.
ويمكن توظيف الأنترنت كما ذكر )الحناوي،2010 (، عن طريق استخدامه كأداة للتواصل
بين المعلمين والادارة، وبين الطلبة والمعلمين، وبين الطلبة والادارة، وبين الادارة والمجتمع ،
وبين الطالب وزملائه، وايضا توظيفها واستخدامها كوسيلة واداة تعليمية وايضا كأداة تجمع بين
جميع العناصر التعليمية، وكأداة تقييم.
وقد ذكرت (البحيري ،2019) ان التعليم الإلكتروني يقوم بتزويد المتعلمين بالمقررات العلمية الكترونيا لمنحهم التعلم في أي وقت ومن أي مكان، كما أنه يوفر فرصة للتفاعل معهم بطريقة فعالة ومتميزة. وقد أصبح التعليم الإلكتروني واحدا من أهم المتطلبات للنهوض بالعملية التعليمية المنشودة ليس فقط لمواكبة التطورات التكنولوجية الحديثة بل أيضا لما له من أهمية بالغة في نمو العملية التعليمية وتطوير مخرجاتها. كما أنه أسلوب فعال ومؤثر في توفير الفرص الجادة للتعلم خاصة للعاملين الذين لم تمنحهم الفرصة للحصول على التعليم النظامي ولا يملكون فرصة التفرغ للتعليم وترك عملهم.(البحيري، شيرين:2019- ص4).
توضح دراسة (الغديان،2012 )أن التعليم الجامعي في العصر الرقمي يعطى للفرد الفرصة لتحديد متى وأين يتعلم، وخاصة الافراد في المجتمع الذين لديهم ظروف خاصة تمنعهم من الالتحاق بالتعليم التقليدي، كما أن الطالب في العصر الرقمي لديه القدرة على أن يطور من مهاراته وقدراته واكتساب معارف جديدة في أي مكان في العالم دون أن يتطلب حضوره، فضالاً عن زيادة المرونة في العملية التعليمية، فأصبح المعلم موجها للطلاب ويدفعهم للمشاركة بإيجابية في الحصول على المعلومات ، وتنمية تفكيرهم الإبداعي والناقد وتشجيعهم على تطوير مهاراتهم.
وتشير دراسة ( 2014(Matas , أن التكنولوجيا الرقمية أصبحت ذات تأثير كبير على كافة جوانب العمل بالمنظومة التعليمية بالجامعة، فهي تؤثر على الطريقة التي توزع بها المعلومات والمعارف وإتاحتها بصفة مستمرة ومجانية للجميع دون قيود تذكر، فقد غير الإنترنت بشكل جذري مفاهيم المعرفة والخبرة والوصول إلى المعلومات، حيث توفر شبكات الإنترنت طرق عديدة للعبور من مراكز المعرفة إلى نقاط التعلم بشكل أكثر سهولة ويسر من ذي قبل.
فقد اشارت ( محمود،2018) الى ان توظيف تكنولوجيا المعلومات والاتصال في الواقع التربوي فرض ضرورة توفير مقومات جديدة في النظام التعليمي الجامعي من حيث مرجعتيه بطريقة لا يمكن تجاهلها، حيث تؤدى تقنية المعلومات الجديدة إلى أنماط جديدة من فنون الأداء التدريسي للمعلم، من حيث طرق واستراتيجيات التفاعل والتواصل والمشاركة في البيئة التعليمية الجديدة و تحصيل المعارف وتنمية القدرة على التعلم الذاتي وتسهيل التواصل والتفاعل مع الآخرين من خلال مجموعة متنوعة من وسائل التفاعل ( محمود، 2018- ص 8) .
وقد قامت كلية الدراسات المتوسطة – جامعة غزة باستخدام تطبيق الكلاس روم وهو عبارة عن بيئة افتراضية من خلالها يتم استخدام الصفوف الافتراضية للتواصل المتزامن او غير المتزامن بين المحاضر و الطالب عبر الانترنت.
صورة التدوينة
أنواع التعليم الإلكتروني
يتضمن التعليم الإلكتروني العديد من الأنماط وفقاً لاستخدام الأدوات والوسائل المتاحة من تكنولوجيا المعلومات والاتصال في عملية التعليم والتعلُّم مثل الحاسوب، والإنترنت والإنترانت والأقمار الصناعية...ألخ من وسائل الاتصال والمعلوماتية، وقد يتم التعلُّم عن بعد أو في غرفة الدراسة، متزامناً أو غير متزامن، وقد يكون التعليم خالصاً بأدوات التعليم الإلكتروني أو التعلُّم المكمل أو التعلُّم الممزوج. وبمراجعة العديد من الأدبيات التي تصنف التعليم الإلكتروني وجد أن هناك تصنيفات عديدة فيصنف كل من ( الغراب، 2003: 26-27 و الموسى والمبارك، 2005: 113-114وإستيتية وسرحان، 2007: 279-337 و عزمي، 2008: 453-455) التعليم الإلكتروني إلى التعليم الإلكتروني المعتمد على الإنترنت وغير المعتمد على الإنترنت، ويُصنّف التعليم الإلكتروني المعتمد على الإنترنت إلى التعليم الإلكتروني المتزامن والتعليم الإلكتروني غير المتزامن.

1. التعليم الإلكتروني المتزامن Synchronous E-learning
وفيه يجتمع المعلِّم (المنفذ) مع المتعلمين في آن واحد ليتم بينهم اتصال متزامن ويوضح (عزمي،2008) أن هذا المفهوم مرتبط بمصطلح نفس الوقت (Real-Time) وهو يعني نقل الاتصالات في نفس اللحظة لمواقع متعددة، وهو الشرط الذي يصبح فيه الاتصال متزامناً، كما يُطلق عليه التعليم الإلكتروني المباشر. وأدوات التعليم الإلكتروني المستخدمة في الاتصالات المتزامنة (المباشرة) كُثر منها:
- المحادثة أو الدردشة: وتكون بالنص أو الصوت أو الفديو عبر وسائل الاتصال، يتم بين شخصين أو أكثر، ويمكن استخدامها في التعليم بطرق متعددة وتفيد في تقديم التغذية الراجعة للمعلِّم أو المتعلِّم وتُستخدم مستقلة أو مع تقنيات أُخرى كالفصول الإفتراضية.
- المؤتمرات الصوتية: فيتم استخدام الرسائل التلفزيونية بواسطة الأجهزة لربط مجموعة من المشاركين في نفس اللحظة يتم بواسطة خطوط هاتف معتادة أو عبر الإنترنت وقد يستخدم مكبرات الصوت عند وجود أكثر من شخص في نفس المكان يجتمعون مع أشخاص في أماكن أُخرى.


- المؤتمرات الفيديوية:
ويتم فيها استخدام أدوات تكنولوجيا الاتصالات التفاعلية التي تسمح لموقعين أو أكثر في أماكن جغرافية متباعدة أن تتواصل مع بعضها فيديوياً في الاتجاهين وبث الصوت في وقت واحد وتستخدم في التعليم والتعلُّم لمناقشة الأفكار والخبرات وعناصر المعلومات في جو تفاعلي تعاوني وتفاهم مشترك.
- الفصول الإفتراضية: وهي عبارة عن تقنية عبر الإنترنت تُعقد بها جلسات بين المعلِّم والمتعلِّمين تفصل بينهم حواجز مكانية(جغرافية) يتفاعلون معها في نفس الوقت عن طريق الحوار عبر الإنترنت، وتتيح الفصول الإفتراضية عبر الإنترنت مجالات متنوعة للتواصل منها: التخاطب الكتابي والسبورة الذكية والمشاركة المباشرة للأنظمة والبرامج والتطبيقات (بين المعلِّم والمتعلِّم أو بين المتعلِّمين أنفسهم) وإرسال الملفات وتبادلها مباشرة بين المعلِّم والمتعلِّمين ومتابعة المعلِّم وتواصله لكل متعلِّم على حدة أو لمجموع المتعلِّمين في آن واحد، وخاصة استخدام برامج العرض الإلكتروني وخاصية استخدام برامج عرض الأفلام التعليمية، وخاصية توجيه الأسئلة المكتوبة، وخاصية توجيه أوامر المتابعة لما يعرضه المعلِّم للمتعلِّمين، وخاصية إرسال توصيله لأي متصف لمتعلِّم أو أكثر، وخاصية السماح لدخول أي طالب أو إخراجه من الفصل، وخاصية السماح أو عدمه للكلام، وخاصية السماح للطباعة، وخاصية تسجيل المحاضرة (الصوتية والكتابية)، وخاصية نقل سطح المكتب المستخدم من قبل المعلِّم مدير الجلسة إلى جميع أجهزة المتعلِّمين كما لو أنَّ المعلِّم يقدم المعلومة من أجهزتهم، كما تتيح خاصية منح أحد المتعلِّمين إدارة الجلسة.
2.التعليم الإلكتروني غير التزامني(غير المباشر) Asynchronous
وفيه يكون الاتصال بين المعلِّم والمتعلِّمين متحرراً من الزمن، فيمكن للمعلِّم أن يضع مصادره مع خطة تعليمية وتقويمية على الموقع التعليمي، ثم يدخل الطالب إلى الموقع في أي وقت ويتبع إرشادات المعلِّم في إتمام التعلُّم دون أن يكون هناك اتصال متزامن (مباشر) مع المعلِّم، ومن أبرز أدوات التعليم الإلكتروني غير المتزامن:
- الصفحات الإلكترونية(www) World Wide Web
الساكنة أو التفاعلية، حيث تُوضع المحاضرة في موقع محدد ويقوم المتعلِّم باستعراضها أو الإستماع إليها أو مشاهدتها في نفس الموقع أو تنزيلها للتعلُّم منها في وقت آخر، وهي تعتمد على استخدام النصوص فائقة التداخل أو كملفات Microsoft Word أو pdf أو صوتيه كملفات mp3 أو wave مثلاً أو ملفات فيديوية كالاستعانة بتقنية اليوتيوب.
- البريد الإلكترونيEmail: بما في ذلك القوائم البريدية والمجموعات البريدية ويتم من خلاله نقل الرسائل النصية أو الصوتية أو المرئية عبر شبكات الاتصال وتوزيعها للمتعلمين أو المعلمين إلكترونياً ويمتاز بسهولة الاستخدام وسرعة النقل وانخفاض التكلفة ويعد أداة مشتركة، يمكن استخدامها من خلال عديد من التقنيات عبر الشبكة، وتمكن من إرسال مرفقات كإرسال واستقبال المحاضرات والتكاليف والواجبات أو الاستفسارات.
- مجموعات النقاش أو لوحات النقاش (الإعلانات): وهي عبارة عن لوحات إلكترونية تُوضع عليها ملاحظات وتعليقات وأسئلة وإجابات من جانب المعلم والمتعلمين المشاركين في موضوع ما أو مجموعة تعلُّم لمقرر معين وفيها يمكن ترك رسائل لبعضهم البعض ويتلقاها البعض في الوقت المناسب لهم.
- المدونات الإلكترونية: وهي أحد أساليب النشر والاتصال الحديثة على الإنترنت، وتمثل مذكرات يومية أو مقالات علمية أو تعليمية يتم نشرها على المواقع الإلكترونية للمجتمعات الإلكترونية وتتسم بالتفاعلية والوصول المباشر بين محرريها والمستفيدين منها وتتضمن إرشيفاً يشمل الموضوعات والأفكار المتاحة بها مرتبة ترتيباً زمنياً تصاعدياً ويمكن لمديريها التحكم في عرضها والمستفيدين منها وإتاحة الفرصة للغير للمشاركة والتعليق على الأفكار المنشورة عليها، فضلاً عن سهولة إنشائها ونشرها وسهولة تحديثها.
- الأقراص المدمجةCD: تستخدم في التعليم الإلكتروني لتنفيذ الدروس التفاعلية دون اتصال أو استخدام الإنترنت، حيث يمكن تخزين برمجيات المناهج الدراسية والبيانات بأشكالها المتنوعة من نصوص ورسوم وصور وصوت، ونقلها على جهاز الطالب والرجوع إليها عند الحاجة، وتمتاز باستعمالها على نطاق واسع لسهولة الحصول عليها ونقلها لانخفاض تكلفتها.
3. التعليم الإلكتروني المساعد أو المكمل Adjunct
وهو عبارة عن تعليم إلكتروني مكمل للتعليم التقليدي أو الصفي حيث تخدم الشبكة هذا التعلُّم بما يحتاج إليه من برامج وعروض مساعدة، وفيه توظف بعض أدوات التعليم الإلكتروني جزئياً في دعم التعليم الصفي وتسهيله ورفع كفاءته، ومن أمثلة النموذج المكمل ما يأتي: قيام المعلِّم قبل تدريس موضوع معين بتوجيه الطلاب للإطلاع على درس معين على شبكة الإنترنت، أو توجيه الطلاب بالبحث عن معلومات معينة في شبكة الإنترنت، أو توجيه الطلاب بعد الدروس للدخول على موقع على الإنترنت وحل الأسئلة المطروحة على هذا الموقع ذات الصلة بالبحث.
4. التعليم الإلكتروني المنفرد (النموذج الخالص)Totally online
وفيه يوظف التعليم الإلكتروني وحده في إنجاز عملية التعليم والتعلُّم، حيث تعمل الشبكة المحلية أو الإنترنت كوسيط أساس لتقديم كامل عملية التعليم (وهو صورة للتعلُّم عن بعد المعتمد على التعليم الإلكتروني) ومن أمثلة تطبيقات النموذج الخالص: دراسة الطالب لمقرر إلكتروني إنفرادياً، ويتم هذا التعلُّم عن طريق البرمجيات المحملة على الأقراص المدمجة أو على الشبكة العنكبوتية (الويب) أو الشبكة المحلية أو أن يتم تعلُّم الطالب تشاركياً من خلال مشاركته لمجموعة معينة في تعلُّم درس أو إنجاز مشروع بالاستعانة بأدوات التعليم الإلكتروني التشاركية مثل: غرف المحادثة الإلكترونية والمؤتمرات الفيديوية.
5)التعليم الإلكتروني المدمج (الممزوج) Blended learning
وفيه يُطبق التعليم الإلكتروني مدمجاً مع التعليم الصفي في عمليتي التعليم والتعلُّم، بحيث يتم استخدام بعض أدوات التعليم الإلكتروني لجزء من التعليم داخل القاعات الصفية وجها لوجه، وأدوات أُخرى تستخدم للتعليم عبر شبكة الإنترنت، ويتحمس كثير من المتخصصين لهذا النوع ويرون مناسبته عند تطبيق التعليم الإلكتروني، باعتبار أنه يجمع مابين مزايا التعليم الإلكتروني ومزايا التعليم الصفي ويؤكد ذلك (خان، 2005) بقوله أنه: يجب على المنظمات والمؤسسات التعليمية أن تستخدم طرق التعليم الإلكتروني المدمج (الممزوج) وسائط تقديم متعددة، ومصممة ليكمل بعضها بعضاً، وتعزز التعليم الإلكتروني وتطبيقه.
ومن تطبيقات التعليم الإلكتروني المدمج (الممزوج) مثلاً: أن يتم تعليم درس معين أو أكثر من دروس المقرر داخل الصف الدراسي دون استخدام أدوات التعليم الإلكتروني، وتعليم درس آخر أو بعض دروس المقرر باستخدام أدوات التعليم الإلكتروني، وأن يتم تعليم درس معين تبادلياً بين التعليم الصفي والتعليم الإلكتروني، كأن تبدأ بتعليم الدرس داخل الصف، ثم تستخدم التعليم الإلكتروني، ومثال ذلك أن يشرح المعلم درساً معيناً مثل درس في "الدوال المثلثية" ثم ينتقل المتعلم إلى أحد المواقع ليرى بعض الأمثلة على الدوال المثلثية ثم يعود إلى الكتاب ويكمل الدرس وهكذا.

صورة التدوينة
التعلُّم عن بعد
تمهيد
على الرغم من أن التعلُّم عن بعد بدأ كتعليم بالمراسلة في عام 1840م إلا أن انتشاره قد بدأ بعد ابتكار الإذاعة في العقود الأُولى من القرن العشرين الميلادي، ونظراً لتزايد الحاجة إليه في ظل معطيات العصر الحالي، فقد تطور استخدامه بإدخال الوسائط المتعددة (Multimedia) في بداية السبعينات من القرن العشرين، ثم تطورت أنظمة التعلُّم عن بعد بواسطة الاتصال الإلكترني (On-line) منذ العام 1985م عن طريق البريد الإلكترني (E-mail) والمؤتمرات الحاسوبية.
مفهوم التعلُّم عن بعد
يعرف شلوسر وسيمونسن Schlosser @ Simonson هذا المصطلح بأنه يعني "التباعد المكاني بين المعلم والطلاب" وهناك مفاهيم مثل ( التعليم عن بعد، التعلُّم عن بعد، التعلُّم الموزع) ترتبط جميعها بتطبيقات تكنولوجيا المعلومات (والبنية التحتية لها) في مجال الأنشطة التعليمية والتي تربط بين الطلاب بعضهم البعض، وبين الطلاب مع المعلمين بالرغم من تواجدهم في مواقع مختلفة، كما يتم هذا النمط من التعليم بانفصال الطالب عن المعلم بأية مسافة بحيث تكون كل الاتصالات بينهم عن طريق الوسائط التكنولوجية في نفس الوقت أو فيما بعد؛ وذلك بغض النظر عن أماكن تواجدهم، كما يعرفانه أيضاً بأنه إطار عمل مؤسسي لعملية تقديم التعليم عن بعد، ويعتبر التعليم "عن بعد" عندما يكون المعلم بعيداً مكانياً عن الطلاب، مع استخدام التقنيات المختلفة مثل (الصوت، والفيديو، والمطبوعات ..إلخ) في ملئ الفجوة المكانية بين المشاركين.
كما يعرف التعلُّم عن بعد بأنه: يقوم من حيث المبدأ على عدم اشتراط الوجود المتزامن للمتعلم مع المعلم في المكان نفسه، وبهذا لن يكون على كل من المعلم والمتعُّلم أن يتعامل مباشرة مع الطرف الأخر، ومن ثم تنشأ الضرورة لأن يقوم بين المعلم والمتعلُّم وسيط وهذه الوساطة لها جوانب تقنية وبشرية وتنظيمية.
ويعرف بأنه: ذلك التعليم الذي لا يكون فيه المعلم والطالب في نفس قاعة الدراسة، ولكنهما ينفصلان مكانياً بعامل المسافة، وبالتالي فهذا النوع من التعليم يعطي للمتعلم حرية اختيار المكان والزمان الذي يريده للتعلم.
ويشابه مفهوم التعلُّم عن بعد مفهوماً آخر هو التعلُّم الموزع (Distributed learning) والذي يعني تطبيق نموذج تعليمي يسمح لكل من المعلم والطلاب والمحتوى بالتواجد في أماكن متعددة، وليس في مكان واحد؛ وعلى الرغم من ذلك يحدث التعلُّم بغض النظر عن الزمان والمكان، ويمكن أن يستخدم هذا النموذج بالتكامل مع المقررات التقليدية للفصل الدراسي، ومع المقررات المصممة للتعلم عن البعد، أو قد يستخدم هذا النموذج لخلق بيئة فصول دراسية.


تطور مراحل التعلُّم عن البعد
لقد مر التعلُّم عن بعد بتاريخ كبير من التطور تحت مسميات مختلفة مثل: (التعليم بالمراسلة، والتعليم المفتوح)، وقد تطورت تقنيات الاتصال المستخدمة في التعلُّم عن بعد، واستخدم الجيل الأول المطبوعات ونظم البريد (التعليم بالمراسلة)، أما الجيل الثاني فقد استخدم البرامج الإذاعية ثم التلفزيونية لنقل الصوت والصوة، أما الجيل الثالث فقد اعتمد على الحاسبات لتقديم المواد التعليمية في صيغة رقمية، ومن هنا يمكن اعتبار التعلُّم القائم على شبكات اتصال الحاسب الآلى امتداداً للجيل الثاث من التكنولوجيا المستخدمة في التعلُّم عن بعد.
وقد كانت أُولى المحاولات للخروج خارج الفصل الدراسي، أو للتعلُّم عن بعد هي التعلُّم بالمراسلة ففي العام 1940 قدم إيزاك بيتمان "Issac Pitman" دروساً في الاختزال في انجلترا عن طريق المراسلة، وهذا الشكل للتعلُّم عن بعد كان مجرد البداية لما نعرفه الآن حق المعرفة وهو مفهوم التعلُّم عن بعد والذي ننظر إليه الآن على أنه خبرة تربوية تعليمية مقدمة للطلاب في مكان يبعد عن المعلم.
وقد أخذ التعلُّم عن بعد أهميته من خلال التلفزيون التعليمي، وبحلول الثمانينات من القرن العشرين توصلت نتائج الأبحاث إلى ما يلي:
- لا يوجد دليل يدعم فكرة أن التعليم وجهاً لوجه في الفصول الدراسية التقليدية هو أفضل أساليب التعلُّم.
- التعلُّم عن طريق المؤتمرات عن بعد يمكن أن يماثل التعليم التقليدي أو يتفوق عليه.
- غياب الاتصال المباشر وجهاً لوجه لا يضر بعملية التعلُّم.
كما أنه قد أمكن محاكاة الفصل التقليدي من خلال الوسائط التقنية المتاحة، ويبرز هنا التوقع المتمثل في أن استقلالية المتعلم تتحقق ويتم التأكد منها عن طريق الاستكمال الناجح للمقررات وإتقان المادة التعليمية المقدمة.
وقد تمثلت أُولى المحاولات لدمج خبرات الحاسب الآلي داخل الفصل التقليدي في تقديم خبرات إثرائية إضافة للمحاضرة التقليدية، ثم ظهر الإنترنت وانتشر بصورة كبيرة وتأسست المواقع التعليمية التي تعزز خبرات التعلُّم خارج نطاق ما قد أعده المعلم بحيث يمكن أن يظهر أثرها في الفصل الدراسي أو أن يتم تخصيصها كأنشطة إضافية أو إثرائية.
ولذلك فإن انتشار أجهزة الحاسب الآلي والبرمجيات والإنترنت، قد وضع أسلوباً جديداً لاستخدام هذه المواد. وكلما زاد استخدام الطلاب لأجهزة الحاسب الآلي، وأصبح المعلمون أكثر ارتياحاً وتعوداً على التعامل مع هذه التكنولوجيا، فإن الخطوة التالية المنطقية هي وضع المقررات الدراسية على شبكة الإنترنت، وهذا سوف يمكن الطلاب من التعامل في أي وقت مع هذه المقررات، بالإضافة إلى تقديم آليات للمشاركة مع طلاب لديهم الرغبة في دراسة نفس المقر، كما يمكن أن يرتبط هذا المقرر ببعض المواقع التي تقدم معلومات إضافية والتي تعتبر كمصادر أخرى لتقديم التدريبات.
ولقد أصبح التعلُّم عن بعد من أهم المكونات الخاصة بالحصول على مؤهلات جامعية أو بالتدريب المهني، ويعرف التعلُّم عن بعد حالياً بأنه: مقررات يتم تقديمها خارج الحرم الجامعي وذلك باستخدام البث التلفزيوني المباشر أو المسجل، أو عن طريق أفلام الفيديو، أو البث الإذاعي، أو الأقراص المدمجة، أو النظم القائمة على الحاسب الآلي كالإنترنت، وقد درس ما يقارب 2.7 مليون طالب في المؤسسات الجامعية الأمريكية في العام الدراسي 1999-2000م، وكانت نسبة 10% من الدرجات العلمية التي حصل عليها هولاء الخريجون عن طرق نظم التعلُّم عن بعد، وذكرت نسبة 38% من هولاء أنهم حصلوا على درجاتهم العلمية عن طريق برنامج تم تقديمه بالكامل عن طريق إحدى نظم التعلُّم عن بعد، وكانت أكبر نسبة من هولاء الخريجين من أولئك الذين درسوا عن طريق الإنترنت، ثم عن طريق البث المباشر تلفزيونياً أو إذاعياً، ثم عن طريق التسجيلات الإذاعية أو التلفزيوينة، وقد صرح 51% منهم بأنهم كانوا راضين بشكل متوسط عن أسلوب تعلمهم، بينما كانت نسبة 22% منهم راضية جداً عن أسلوب تعلمها، وكانت نسبة 27% منهم غير راضية عن أسلوب التعلُّم عن بعد.
وتجاهد الجامعات في الوقت الحالي في محاولة منها لتقديم مقررات عن بعد عبر الشبكات لتبقى في حلبة المنافسة في ظل فرص تعليمية لم تعد معدودة بالحواجز الجغرافية بين الجامعات، وقد تعدت عملية البحث عن الطلاب واجتذابهم حدود الدول، بل ووضعت الجامعات المفتوحة نصب أعينها محاولة الوصول إلى أقرب مما نتخيل من الحدود لجذب الطلاب الذين نعتقد أنهم تابعون جغرافياً لجامعاتنا الإقليمية، أو المحلية أو القريبة منا، فيمكن لأي طالب في الوت الحالي أن يدرس مقرراً في جامعة تقع في أي مكان في العالم بدون أن يترك منزله، وفي الحقبة الراهنة؛ نرى معظم الجامعات تزيد من عدد مقرراتها الإلكترونية المقدمة عن بعد، أو تؤسس كيانات مستقلة لتقديم مقررات للتعلُّم عن بعد، وفي العام 1997-1998م كان هناك ما يقرب من خمسون ألف مقرر جامعي تم تقديمه في الولايات المتحدة عن طريق التعلُّم عن بعد، وقد تضاعف عدد المدارس التي تقدم تعليماً عن بعد في المرحلة ما قبل الجامعية إلى الضعف منذ عام 1995م.
وأحد الخصائص المميزة والتي يمكن ملاحظتها بسهولة في المقررات الجامعية المقدمة عن بعد حالياً هو تعديل المقررات التقليدية الحالية كي يتم تقديمها عبر الإنترنت، وتتمركز معظم هذه المقررات حول الكتاب الدراسي المقرر والذي يشكل الأساس لمعظم هذه المقررات، وغالباً ما تدور المحاضرات، والتدريبات، والقراءات حول الكتب الدراسية المقررة.



خصائص التعلُّم عن بعد
تتمثل خصائص التعلُّم عن بعد الآتي:
1- أنه يعتمد أساساً على فكرة التعليم المبرمج التي يستطيع بها أن يعلم الشخص نفسه بنفسه.
2- لا تتم عملية التعليم فيه وجهاً لوجه بين المدرس والطالب.
3- الاتصال بين طرفي العملية التعليمية باستخدام وسائل متعددة كالمراسلة والراديو والتلفزيون والفديو والحاسب اللآلي والإنترنت.
4- تدريب الدارسين فيه على حسن الإستماع.
5- تسجيل البرامج المذاعة على أشرطة للإستماع إليها وفقاً لظروف الدارسين.
6- تليبة الاحتياجات الفردية والاجتماعية التي فرضتها طبيعة التحولات والتغيرات العلمية والتكنولوجية التي تمر بها المجتمعات المعاصرة.
7- يتيح الفرصة التعليمية لأي فرد في المجتمع في أي وقت وفي أي مكان وفي كل مراحل العمر ولتحقيق ذلك يستخدم عدة وسائل منها (البريد – التلفاز – الإذاعة – شرائط التسجيل ).
8- يشتمل على أنماط مختلفة من الدراسة على كل المستويات التعليمية التي لا تخضع لإشراف متصل من المدرسين على طلابهم، أو تفاعل مباشر بين الطلاب ومدرسيهم وبين الطلاب بعضهم البعض.
9- أنه نظام تربوي مرن يتميز عن أنظمة التعليم التقليدية، ويسعى إلى إعادة توزيع التعليم في الزمان أو المكان والتي تشجع التعلُّم الذاتي وإلى مساعدة الفرد على اختيار طريقه بحرية أكبر في إطار أكثر مرونة .
10- هو تعليم يشتمل على جميع الأشكال الدراسية مثل التعليم عن طريق المراسلة، والتعلُّم عن بعد عن طريق التلفاز، والتعلُّم عن بعد عن طريق الحضور الدوري، والتعلُّم عن بعد عن طريق المواد المطبوعة، والتعلُّم عن بعد عن طريق التقنية الحديثة وما إلى ذلك من الطرق غير التقليدية، ولا ينطبق إلا على المؤسسات التي تخضع برامجها التعليمية للتخطيط والإشراف والمتابعة والمساندة من قبل المؤسسة التعليمية المشرفة على تنفيز البرامج المتقدمة.
11- أن التدريس في هذا النوع من التعلُّم يكون فيه انفصال تام بين المعلمين والمتعلمين، ولكن يمكن اتصال هؤلاء المتعلمين بمعلميهم بواسطة وسائل الاتصال المتعددة.
12- لا يشترط في هذا النوع من التعليم الحضور الشخصي للدارسين بانتظام إلى مكان الدراسة، ويمكن أن يستخدم هذا التعليم بنجاح مع الأفراد الذين تعوقهم ظروفهم الجغرافية أوالاقتصادية أو الاجتماعية عن الالتحاق بالتعليم النظامي التقليدي، ولذا يمكن للتعليم عن بعد أن يحرر الطلاب من حدود الزمان والمكان والعمر.
13- إمكانية عقد لقاءات عبر الشبكة من حين لآخر، وهو مايسمى بمؤتمرات الحاسب الآلي مستغلاً تكنولوجيا الاتصالات.
14- الملاءمة للاحتياج حيث أن البرامج والمقررات التي تصمم يراعى فيها التدرج والتنوع، وتتاح فرصة للدارسين للاختيار حسب حاجته وظروفه واستعداداته.
15- العائد المادي على الدارس حيث أن التعلُّم عن بعد من أنسب نظم التعليم ذو العائد الاقتصادي العالي بالنسبة للدارس.
أهداف التعلُّم عن بعد
تتمثل أهداف التعليم عن بعد في الآتي:
1- تقديم الخدمات التعليمية لمن فاتهم فرص التعليم في كافة مراحل التعليم.
2- إيجاد الظروف التعليمية الملائمة والتي تناسب حاجات الدارسين للاستمرار في التعليم والتربية المستديمة.
3- تقديم البرامج الثقافية لكافة المواطنين وتوعيتهم وتزويدهم بالمعرفة.
4- الإسهام في تعليم المرأة وتشجيعها على ذلك.
5- مسايرة التطورات المعرفية والتكنولوجية المستمرة.
6- الإسهام في محو الأمية وتعليم الكبار، وذلك دون الحاجة للانتظام في صفوف دراسية.
7- تحقيق مبدأ ديمقراطية التعلُّم وتكافؤ الفرص التعليمية والمساواة بين المواطينين دون التمييز فيما بينهم لأسباب تتعلق بمكانتهم الاجتماعية أو الاقتصادية أو بسبب العرق أو الدين أو الجنس.
8- توسيع فرص التعليم الجامعي للمزيد من الدراسين الراغبين في الالتحاق بمؤسسات التعليم العالي والاستجابة للطلب الإجماعي المتزايد على هذا النمط من التعليم.
9- الإستجابة لمتطلبات خطط التنمية الوطينة من الكوادر البشرية المؤهلة والمدربة.
10- توفير فرص التعليم والتدريب والنمو المهني المستمر للموظفين والعمال وهم على راس العمل لمساعدتهم على أداءهم واجباتهم ومسؤلياتهم وأدوارهم الوظيفية.
11- إتاحة الفرص للشباب والكبار من المسنين وربات البيوت لإستثمار أوقات فراغهم في تثقيف واكتساب العادات والمهارات النافعة.
أنماط التفاعل عن بعد
يعتبر التفاعل مكوناً هاماً وأساسياً في التعلُّم عن بعد، وهناك ثلاثة أنماط من التفاعل في التعلُّم عن بعد والتي تسهم بشكل كبيرفي تعلُّم الطلاب:
- تفاعل المتعلم مع المحتوى: ويشير إلى تفاعل المتعلم مع المادة التعليمية أثناء دراسته لمفرداتها وفهمه لمصطلحاتها واستيعابه لمفاهيمها التي تربط بمعارفه الشخصية، وبحيث يستخدمها في حل مشكلاته، وقد يشتمل هذا التفاعل على قراءة نصوص مكتوبة، أو استخدام دليل للدراسة، أو مشاهدة بعض نقاط الفيديو، أو التعامل مع برامج حاسوبية متعددة الوسائط، أو استكمال بعض التكليفات والمشروعات، ويوصي سالزبوري (Salisbury, 1996) بالسماح للطلاب بتغيير الأدوار من متلقيين سلبيين للمعلومات إلى متعامليين نشطين معها وهذا يعني أن الطلاب يمكنهم التعامل مع المعلومات المناسبة، واستخدامها في كتابة التقارير واستخلاص النتائج أو حل المشكلات.
- تفاعل المتعلم مع المعلم: وهو غالباً مايركز على الحوار التقليدي بين المعلم والمتعلم والذي غالباً ما يتم في الفصول الدراسية المعتادة، وفي بيئات التعلُّم عن بعد؛ فقد يكون التفاعل بين المعلم والمتعلم متزامناً عن طريق التليفون، أو المؤتمرات بالصوت والصورة أو الدردشة، أو يكون التفاعل غير متزامن عن طريق المراسلة أو البريد الإلكتروني أو لوحات المناقشة الإلكترونية، كما أن التفاعل وجهاً لوجه قد يكون متاحاً أيضاً بين المعلمين والمتعلمين في بعض بيئات التعلُّم عن بعد، كما يلاحظ أن التفاعل بين المتعلم والمعلم يساهم في تعلُّم الطلاب ليس فقط عن طريق الإرشاد المعرفي والتغذية الراجعة، بل أيضاً بتقديم الدعم الوجداني النفسي، ولا بد أن يهتم المعلم في هذه الحالة بما يسمى الخطو "Pacing" وهي السرعة التي تحدث بها المعلم أثناء العروض المقدمة عن بعد، وهي تعني عموماً الإسراع عند مراجعة الدرس، أو الإبطاء عند تقديم معلومات جديدة لأول مرة.
- تفاعل المتعلمين مع بعضهم البعض: ويشير إلى التفاعل بين المتعلمين فرادى أو داخل مجموعات صغيرة. وهذا التفاعل غالباً ما يكون غائباً في مقررات التعلُّم بالمراسلة، بينما في الأجيال الأحدث من نظم التعلُّم عن بعد؛ بما في ذلك النظم التي تشتمل على المؤتمرات ثنائية الاتجاه بالصوت والصورة، أو نظم تقديم المقررات عبر شبكة الإنترنت؛ فإن التفاعل بين متعلم وآخر يمكن أن يكون متزامناً، كما في التفاعل بالصوت والصورة أو بالدردشة، أو يكون غير متزامن عن طريق لوحات المناقشة أو البريد الإلكتروني، وعندما انتشر استخدام أساليب التعلُّم عن بعد حتى في داخل نظم التعليم الجامعية التقليدية؛ فقد أصبح من الممكن تفاعل المتعلمين بعضهم البعض وجها لوجه.
وقد تمت إضافة بعض أنماط التفاعل الأخرى إلى الأنماط الثلاث الرئيسية السابقة، مثل: تفاعل المتعلم مع واجهات الاستخدام؛ أو تفاعل المعلمين مع بعضهم البعض، أو تفاعل المعلم مع المحتوى التعليمي، أو تفاعل المحتوى مع المحتوى ( مثل الاستدعاء التلقائي للمعلومات، أو تحديث بعض مصادر شبكة الويب طبقاً لمحكمات أو معايير محددة)، لكن التعامل مع هذه الأنماط من التفاعل يتم بشكل استثنائي لا يحدث إلا في حالات خاصة بل ونادرة، وليس لها صفة التعميم مثل الأنماط الثلاثة الرئيسية السابق ذكرها.
تقنيات التفاعل عن بعد
هناك تقنيات وأشكال متعددة للتعلُّم عن بعد، تطورت بمرور الزمن وتداخلت واختلفت عن بعضها البعض، واشتركت في بعض المميزات، وكان لكل منها سلبياته التي تم احتوائها والتغلب عليها بتطور التقنيات المستخدمة، ومن بينها:
- مقررات التعلُّم بالمراسلة Correspondence Course: وهي أبسط واقدم شكل من أشكال التعلُّم عن بعد، ويتم فيها إرسال التكليفات بالبريد إلى المتعلم، بحيث يستكمل هذه التكليفات ويعيدها مرة أخرى بالبريد إلى المعلم لتقييمها، وبعدئذ يتم إرسال التغذية الراجعة عن طريق البريد ومن ثم يعاد إرسال التكليفات التالية إلى المتعلم مرة أخرى وهكذا، ويتم تكرار هذه الدورة حتى يتم استكمال المقرر، وهذا الشكل من التعليم يتميز بعدم التكلفة، ويتم استكماله في أي مكان، وتم التأكد من فعاليته في مجال التعلُّم عن بعد.
- حزم المقررات عن بعد Packaged Telecourse: هي مقررات متكاملة للتعلُّم عن بعد، بحيث يوجه المتعلم نفسه ذاتياً من خلالها، كما يصحح لنفسه تدريباته واختباراته التي أجاب عنها. وبحيث يستكمل دراسة هذا المقرر في أي مكان بعيداً عن مقر الجامعة أو المؤسسة التعليمية، ويمكن للمتعلم أن يتفاعل مع المعلم من خلال الاتصالات التليفونية عبر المؤتمرات الصوتية، أو عن طريق البريد الإلكتروني، أو البريد الصوتي أو من خلال زيارة مقر الجامعة أو المؤسسة التعليمية، والدروس تتاح بالكامل على شرائط الفيديو، أو تسجيل شرائط التسجيل الصوتي، أو الأقراص المدمجة، والمواد المطبوعة أيضاً، وهي دروس متكاملة بكل مفرداتها، وبالتالي فإن الطالب يتعلم بشكل مستقل عن المعلم.
- نظم البث التليفزيوني Television Broadcasting: والتي تتمثل في:
1- توصيل التليفزيون عن طريق الكابل (CTV) Cable Television :
هو نظام لنقل الصورة التليفزيونية التناظرية عن طريق الكابلات المحورية ويستخدم أساساً لشركات تقديم الخدمة التليفزيونية في منطقة جغرافية معينة، وهذا الكابل يربط المشتركين الموجودين في منطقة ما مع هوائي مركزي موجود في وسط هذا التجمع لاستقبال الإرسال من القمر الصناعي، كما يوجد نظام آخر لاسلكي يعمل على توزيع الإرسال التليفزيوني عبر الهوائيات.
2- الدائرة التليفزيونية المغلقة Closed Circuit Television(CCTV): هو نظام تلفيزيوني يمكنه إنتاج، وتزيع، واستقبال البرامج التليفزيونية، ويتم تصميمه لمنطقة محددة مثل مبنى معين، أو تجمع سكاني مكون من عدة منازل، وبحيث يكون توزيع هذه البرامج خارج هذه المنطقة غير ممكن إلا إذا تم ذلك بقصد.
التقنيات المختلطة للتعلُّم عن بعد Mixed Methodologies: وهي مقررات تتضمن تنوع من الوسائط وأساليب التقديم، ويمكن أن تتمثل في مقررات مقدمة عبر الخط المباشر عن بعد والتي يمكن أن تستخدم الكتب الدراسية المقررة مع قراءات خارجية محددة، وجلسات المناقشة والدردشة، والمراجع الموجودة على شبكة الويب، والمواقع التي بها دروس تعليمية وفقاً للخطو الذاتي، والاتصال الصوتي، وعادة ما يتم إرسال التكليفات عبر البريد الإلكتروني أو إرساله عبر صفحة الطالب على موقع المؤسسة التعليمية والتي تكون مخصصة للطالب عبر الخادم الخاص بهذه المؤسسة، وقد تكون هنالك لقاءات عن طريق الاتصال المتزامن بالصوت والصورة أو عبر اللقاءات المباشرة.
التخطيط للتعلُّم عن بعد
عندما يتم التخطيط للتعلُّم عن بعد فإنه يتم التركيز على المزيد من العروض، وعلى الاهتمام بالمتعلم كمحور للعملية التعليمية (بدلاً من جعل المعلم هو محورها)، وأيضاً على توقيت تقديم هذه العروض الخاصة بالمواد التعليمية، ومن الضروري أن تتم مراجعة المواد التعليمية التقليدية لإبراز النقاط والمفاهيم الرئيسية بها باستخدام الجداول، أو الأشكال التوضيحية، أو الرسوم أو أي عروض بصرية أخرى، ويجب تضمين الأنشطة التي تشجع على التفاعلية، كما ينبغي تخطيط الأنشطة الجماعية بين الطلاب بشكل مناسب (وهذا يدعم البيئة الاجتماعية بينهم)، كما يجب أن يكون هناك خطط بديلة لتقديم التعليم عند حدوث مشكلات في الأجهزة أو الاتصالات، وهناك بعض الاعتبارات الهامة عند تطبيق هذا النمط من التعليم؛ وهي: نقص التفاعل المباشر وجهاً لوجه بين المعلم والطلاب، وعدم استخدام لغة الجسد التي تحتوى على الإيماءات والتلميحات وحركات الأيدي والوجه وغيرها (والتي تعتبر تغذية راجعة غير لفظية)، بالإضافة إلى مشكلات زيادة الزمن اللازم للتعلُّم، وضرورة استخدام معلمين متخصصين في مجالاتهم، بالإضافة إلى صعوبة التحكم في توزيع المواد التعليمية على الطلاب.
ولا بد من أخذ بعض المعايير في الاعتبار عند التخطيط للتعلُّم عن بعد وهي:
- من هم المتعلمون؟ فلا بد أن يكون المعلم على علم ببعض الخصائص العامة لمجموعات التعلُّم، وهذه المعرفة تمكن المعلم من التعامل بنجاح مع الموقف الانعزالي الناشئ عن المسافات بين المعلم وبين طلاب فصله.
- ما هو المحتوى المقدم؟ فلا بد وأن يعكس محتوى المقرر ارتباطه بباقي أجزاء البرنامج أو المنهج الدراسي، كما يجب أن يعي المعلم طبيعة المحتوى التعليمي وتتابع المعلومات فيه. وبوجه عام؛ ينبغي أن يكون هدف المحتوى التعليمي واضح إلى الحد الذي يكفي للتأكد من أن خبرات التعلُّم سوف ينتج عنها تلك المخرجات المطلوبة، ولهذا فمن الضروري أن يتم تحديد الأهداف العامة والإجرائية بشكل كامل.
- ماهي طرق التدريس والوسائل المستخدمة؟ من المهم أن يحدد المعلم عن بعد تلك الطريقة أو الطرق المستخدمة للتأكد من مشاركة المتعلمين، وينبغي أن يختار المعلم طرق التدريس التي تمكن كل المتعلمين من المشاركة في التعلُّم الفعال، وهذا سوف يضمن استمرارية الطلاب طوال فترة دراسة المقرر.
- ما هي بيئة التعلُّم؟ لكي يفهم المعلم طبيعة التعلُّم عن بعد، فلا بد أن يختبر المعلم تلك التكنولوجيا المستخدمة بل وأيضاً بيئة التعلُّم الناتجة عن هذه التكنولوجيا، وبئات التعلُّم هي مجموعة من النظم التي تتضمن الأدوات، والمصادر، والخصائص التربوية التي تعزز فهم المتعلم.
- كيف يتم تقييم جودة التعليم؟ يعتبر تحديد جودة وفاعلية التعليم أحد العوامل الهامة التي ينبغي أخذها في الاعتبار كجزء من عملية التخطيط.
ولهذا فإنه عندما يتم التخطيط للتعلُّم عن بعد، لا بد أن يحدد المعلمون الخصائص العامة للمتعلمين، وطبيعة المحتوى، واستراتيجيات وطرق التدريس، والوسائط التعليمية المستخدمة، وبيئات التعلُّم، وأخيراً التقييم.
ولابد أن يكون هدف أو رسالة المؤسسة التعليمية واضحاً وجلياً في مجال التعلُّم عن بعد، فهدف المؤسسة هو عبارة قصيرة وشاملة تصف الهدف من المشروع الذي تنفذه؛ مما يسمح لكل أفراد فريق العمل، والعملاء، والإداريين وغيرهم بمعرفة النتائج أو الأهداف المطلوب تحقيقها. وعادة؛ فإن العبارة التي تتضمن مهمة المؤسسة أو المشروع يتم تدعيمها وتوضيحها من خلال عرض الأهداف التي تحدد مجال الاهتمامات مع تحديد زمن أداء المهام والنتائج المتوقعة من هذا المشروع، ومن هنا يمكن مقارنة الأهداف التي تم تحقيقها مع الأهداف الموضوعة للمشروع.
كما أنه لابد وأن تقوم المؤسسة التعليمية الراغبة في تقديم مقررات للدراسة عن بعد بتحليل احتياجات السوق "Market Analysis" والذي يعتبر جزءاً أساسياً في عملية التخطيط الاستراتيجي للتعلُّم عن بعد، فهو يضع في الاعتبار كل من التقييم الأساسي للمجال التربوي عموماً، وتحليل المناهج والمقررات على وجه الخصوص، كما يتم جمع وتحليل كل البيانات الديموجرافية، وكل العوامل الاجتماعية في منطقة معينة بدلالة تأثيرها على المشروع المستهدف للتعلُّم عن بعد.
بالإضافة إلى تحديد الأهداف النهائية المطلوب تحقيقها عن بعد وهي الأهداف المعرفية والمهارية التي يتوقع من الطالب معرفتها واكتسابها في نهاية المقرر أو الدرس المقدم عن بعد، ولذلك فإن كل الأنشطة التعليمية والتعلمية تركز على تحصيل الطلاب لهذه الأهداف، كما ينبغي أن تصاغ تلك الأهداف النهائية بطريقة يمكن قياسها، ومن بين طرق قياس تحقيق تلك الأهداف مايعرف بتقييم العميل أو المستهلك " Consumer Assessment" وهو تقييم الطالب أو المعلم لمدى أهمية مقرر معين أو جاذبيته وهو مايعرف بتقييم المقررات المقدمة عن بعد، والبيانات التي يتم جمعها عادة ما تكون بصورة عامة معلنة على جمهور المستفيدين (المتعلميين) من هذا المنتج (المقرر أو نظام التعلُّم عن بعد ككل).
كما أن تكلفة التعلُّم عن بعد لا بد وأن توضع في الحسبان كما أن لها معيار معين، وهو أنه كلما زاد عدد الطلاب الملتحقين بالمقرر أو نظام الدراسة؛ كلما انخفضت التكلفة الخاصة بكل طالب، وهذا لا ينطبق على التعليم التقليدي عندما نأخذ في الاعتبار حتمية زيادة عدد المعلمين عندما يزداد عدد الطللاب، وعلى الرغم من وجود علاقة عكسية بين التعليم وبين عدد الطلاب في الفصل الدراسي في التعليم التقليدي؛ إلا أن هذه العلاقة لا توجد في التعلُّم عن بعد، بل أنه في بعض هذه المقررات ينتظم ما يقرب من (50000) خمسون ألفاً من الطلاب في نفس الوقت، ووفقاً لمرتبات المعلمين الذين يدرسون هذا المقرر، والجهد المبزول في إعداد هذه المقررات وصياغتها بشكل يتناسب مع خصائص التعلُّم عن بعد، فسوف يكون التعلُّم عن بعد أرخص من التعليم الجامعي التقليدي بالتأكيد ولهذا السبب فإن معظم جامعات العالم يتزايد استخدامها حالياً لأساليب التعلُّم عن بعد نظراً لإمكانية التحكم في تكلفتها، مع التطور المتنامي في الاعتماد على تكنولوجيا المعلومات ولا سيما شبكات الحاسب الآلي، والتي يمكنها أن تجعل التعلُّم عن بعد ذي تكلفة مناسبة عند مقارنته بالنظم التعليمية الأخرى.



صورة التدوينة
نماذج التصميم التعليمي
نموذج تصميم التعليم هو تصور عقلي مجرد لوصف الإجراءات والعمليات الخاصة بتصميم التعليم وتطويره، والعلاقات التفاعلية المتبادلة بينها، وتمثيلها إما كما هي أو كما ينبغي أن تكون، وذلك بصورة مبسطة، في شكل رسم مخطط مصحوب بوصف لفظي؛ يزودنا بإطار عمل توجيهي لهذه العمليات والعلاقات، وفهمها، وتنظيمها وتفسيرها، وتعديلها، واكتشاف علاقات ومعلومات جديدة فيها، والتنبؤ بنتائجها.
وتوجد كثير من النماذج التي تناولت تصميم المواد والبرامج والمواقع التعليمية، ولكنها تختلف تبعاً لمستوياتها وطبيعتها نتيجة لاختلاف الأهداف ونواتج التعلُّم المستهدفه من حيث الشمول والعمق، أو لطبيعة المتعلمين، أو لمستوى إتقان تعلمها، فمنها البسيط على مستوى الوحدات التعليمية أو الدروس، ومنها المركب على مستوى المقررات الدراسية، ولا يصلح اختيار نموذج واحد لجميع المراحل التعليمية والمواقف التدريسية، ولكن يتم المفاضلة فيما بينها في ضوء طبيعة مدخلات المنظومة وما يرجى تحقيقه من أهداف.
وقد أشار عبدالعزيز طلبة في دراسته (2005) إلى ثلاثة أنواع رئيسية لنماذج التصميم التعلمي هي:
1- نماذج توجيهية: وتهدف إلى تحديد ما يجب عمله من إجراءات توجيهية للتوصل إلى منتوجات تعليمية محددة في ظل شروط تعليمية معينية.
2- نماذج صفية: وتهدف إلى وصف منتوجات تعليمية حقيقية في حالة توفر شروط تعليمية محددة مثل نماذج نظريات التعلُّم.
3- نماذج إجرائية: وتهدف إلى شرح أداء مهمة عملية معينة، وتشمل على سلسلة متفاعلة من العمليات والإجراءات، ولذلك فكل نماذج التطوير التعليمي تندرج تحت هذا النوع.
وبدراسة النماذج المختلفة للتصميم التعليمي نجد أن هذه العملية تتم في ضوء مجموعة من المراحل والتي هي بمثابة خطوات إجرائية رئيسة ومحددة يقوم بها المصمم التعليمي، وقد تتضمن مجموعة من العمليات الفرعية، وإن اختلفت نماذج التصميم التعليمي في شكلها، إلا أنها تتفق في جوهرها من حيث اتباعها خطوات إجرائية محددة تتمثل في عمليات التحليل، والتصميم، ثم التطبيق، فالاستخدام ثم التقويم ومن هذه النماذج مايلي:
1. نموذج ADDIE
يتكون هذا النموذج من خمس خطوات رئيسة يستمد النموذج اسمه منها كما مبينة في الشكل التالي( عبدالخالق، 2011):


1) مرحلة التحليل Analysis
وفي هذه المرحلة يقوم المصمم التعليمي بتحديد المشكلة التعليمية والأهداف التعليمية العامة وكذلك تحديد خصائص المتعلِّمين.
2) مرحلة التصميم Design
يقوم المصمم التعليمي في هذه المرحلة بتحديد الأهداف التعليمية السلوكية، وتصميم أدوات التقويم، الأنشطة، تحديد المحتوى العلمي، واختيار وانتقاء وسائط التعلُّم.
3) مرحلة التطوير Development
وفي هذه المرحلة يقوم مطورو البرامج بتجميع محتوى المادة العلمية المبرمج، والذي وضعت تصميماته الأولية في المرحلة السابقة، حيث يتم تطوير العناصر التعليمية والرسومات المصممة والعمل على توظيف الوسائل التكنولوجية المختارة.
4) مرحلة التطبيقImplementation
وفي هذه المرحلة يتم طرح المقررات المصممة وتدريسها بحيث يتم إجراء تدريب للمشرفين الأكاديمين وتدريب المتعلمين للتعامل مع التطبيقات اللازمة.
5) مرحلة التقويمEvaluation
وفي هذه المرحلة يتم إجراء تقويم مرحلي (تكويني) وتقويم نهائي (ختامي) من خلال تجريب التصميم:
فالتقويم التكويني: يتم أثناء كل مرحلة من مراحل الإنتاج.
اما التقويم الختامي: فيتم أثناء تجريب التصميم التعليمي وذلك وفقاً للمعايير المحددة.
2. نموذج ديك وكاري
يتكون نموذج ديك وكاري من مجموعة من المراحل والخطوات يمكن توضيحها في الآتي:
أولاً: تقدير الحاجات بغرض تحديد الأهداف أي تحديد الوضع الراهن والوضع المرغوب ثم تحديد الهدف التعليمي والذي ينبغي أن يحدد ما ينبغي أن يكون المتعلم قادراً على القيام به في نهاية عملية التعلُّم.
ثانياً: تحليل خصائص المتعلمين، فالتحليل التعليمي هو عبارة عن تحليل هرمي كما اقترحه جانيه مع إضافة إجراءات لبناء مخططات التحليل العنقودي للمعلومات اللفظية، وتحديد المهارات المطلوبة حتى يتمكن المتعلمون من تحقيق مهمة التعلُّم كالمهارة اللفظية والفكرية والإدراكية والسمات الشخصية.
ثالثاً: تحليل السياق التعليمي وهو تحديد معلومات حول بيئة التعلُّم.
رابعاً: تحديد الأهداف الإجرائية بمصطلحات قابلة للقياس لترجمة الاحتياجات والأهداف إلى أهداف محددة ومفصلة.
خامساً: تطوير أدوات التقويم حيث يتم تطوير أدوات الاختبار محكي المرجع لكل هدف.
سادساً: تطوير الاستراتيجية التعليمية لمساعدة المتعلمين لتحقيق الأهداف.
سابعاً: تطوير واختيار المواد التعليمية.
ثامناً: تصميم التقويم التكويني وتنفيذه لتوفير البيانات اللازمة لتنقيح وتحسين المواد التعليمية وجعلها أكثر فعالية.
تاسعاً: تصميم التقويم الختامي وتنفيذه للتعرف على مدى تحقق الأهداف.
3. نموذج مانس
تتحدد مراحل هذا النموذج كما هو موضح بالشكل التالي










يقوم هذا النموذج على استخدام وسائل الاتصال الفائقة في التعلُّم، وذلك بتحديد طرق التعلُّم (مسارات البحث) في هذا المجال، ويقوم المتعلم بالبحث الشامل في مسارات متعددة (التعلُّم بالبحث والتحري)، ولكنه يصل إلى الهدف عن طريق عمليات التغذية الراجعة.
4.نموذج عبداللطيف الجزار
قدم (الجزار، 2002) نموذجاً بهدف مساعدة الطلاب المعلمين والباحثين على تطوير الدروس والوحدات التعليمية كمنظومة تعليمية فعّالة عبر الويب، ويتكون هذا النموذج من خمس مراحل رئسية، كل منها يشتمل على خطوات فرعية كالآتي:

أولاً: مرحلة الدراسة والتحليل: وتشتمل على ثلاث خطوات هي:
1- تحديد خصائص المتعلمين الأكاديمية والاجتماعية والنفسية.
2- تحديد الحاجات التعليمية: وذلك عن طريق دراسة المشكلة لتحديد الفجوة بين الواقع الحالي والواقع المنشود والذي يكشف عن نقص في الجوانب المعرفية أو المهارية أو الوجدانية لدى المتعلمين.
3- رصد الموارد والمصادر المتاحة، وتحديد الإمكانيات والمعوقات المادية والبشرية.
ثانياً: مرحلة تصميم المنظومة وتشتمل على تسع خطوات هي:
1- صياغة الأهداف التعليمية.
2- تحديد عناصر المحتوى التعليمي.
3- بناء الاختبار محكي المرجع.
4- اختيار خبرات التعلُّم القائم على الويب.
5- تصميم الرسالة عن طريق الوسائط المتعددة.
6- تصميم الأحداث التعليمية وعناصر عملية التعلُّم.
7- تصميم أساليب الإبحار وواجهة التفاعل مع البرنامج.
8- تصميم سيناريو برنامج التعلُّم.
9- تصميم استراتيجية تنفيذ التعليم بالبرنامج.
ثالثاً: مرحلة الإنتاج
1- اقتناء أو تعديل أو إنتاج عناصر الوسائط المتعددة.
2- رقمنة عناصر الوسائط المتعددة وتخزينها.
3- تأليف البرنامج باستخدام نظام التأليف وإنتاج سيناريو برنامج التعلُّم القائم على الويب والوسائط المتعددة.
4- إعداد الأجهزة للاستخدام
رابعاً: مرحلة التقويم
1- تجريب مصغر لعمل التقويم البنائي.
2- تجريب موسع لعمل التقويم التجميعي.
خامساً: مرحلة الاستخدام
1- الاستخدام الميداني.
2- المتابعة والتقويم المستمر.
5.نموذج محمد عطية خميس
قدم (خميس، 2003) نموذجاً لتصميم التعليم يتمثل في الشكل التالي:









المرحلة الأولى: مرحلة التحليل
ويتضمن التحليل الخطوات التالية:
أولاً: تحليل المشكلة وتقدير الحاجات وتمر بالخطوات التالية:
1- تحديد الأداء المثالي المرغوب، من مصادر متعددة، وإعداد قائمة بالغايات أو الأهداف العامة.
2- ترتيب الأهداف العامة.
3- تحديد الاداء الواقعي الفعلي للمتعلمين، باستخدام أدوات القياس.
4- المقارنة بين مستويات الأداء الحالي بمستويات الأداء المرغوب، لتجديد حجم الفجوة أو الانحرافات بينهما، ثم صياغة قائمة بهذه المشكلات.
5- ترتيب أولويات المشكلات أو الحاجات حسب الأهمية.
6- تحديد طبيعة المشلكة وأسبابها.
7- إقتراح الحلول المناسبة للمشكلة.
ثانياً: تحليل المهمات التعليمية
وتشتمل على الخطوات التالية:
1- تحديد المهمات النهائية
2- تفصيل المهمات إلى رئيسية وفرعية.
3- تقويم التحليل.
4- إجراء التعديلات النهائية والتوصل إلى التحليل النهائي.
5- رسم خريطة معرفية للمهمات النهائية والرئيسة والممكنة.
6- تحديد المتطلبات السابقة.
ثالثاً: تحليل خصائص المتعلمين وسلوكهم المدخلي
ويشمل:
1- تحديد وتحليل الخصائص العامة للنمو حسب المراحل العمرية، من حيث الخصائص الجسمية والعقلية والانفعالية والاجتماعية.
2- تحديد وتحليل الخصائص والقدرات الخاصة.
3- قياس مستوى السلوك المدخلي.
رابعاً: تحليل الموارد والقيود في البيئة التعليمية
ويقصد بها تحديد وتحليل الموارد والتسهيلات والقيود والمحددات التعليمية، وذلك بهدف تطوير منظمات تعليمية تناسب الإمكانات المتاحة.
خامساً: اتخاذ القرار النهائي وذلك بشأن الحل التعليمي الأكثر فعالية.
المرحلة الثانية: مرحلة التصميم التعليمي
وتشمل مجموعة من الخطوات الفرعية التي تتمثل في:
1- تصميم الأهداف السلوكية.
2- تصميم أدوات القياس محكية المرجع.
3- تصميم استراتيجية تنظيم المحتوى.
4- تحديد طرائق واستراتيجيات التعليم والتعلُّم.
5- تصميم سيناريو التفاعلات التعليمية.
6- تحديد نمط التعليم وأساليبه.
7- تصميم استراتيجية التعليم العامة.
8- اختيار مصادر التعلُّم ووسائله المتعددة.
9- وصف مصادر التعلُّم ووسائله المتعددة.
10- اتخاذ القرار بشأن الحصول على المصادر أو إنتاجها محلياً.
المرحلة الثالثة: مرحلة التطوير وتتضمن الخطوات التالية:
أولاً: إعداد السيناريوهات وتمر بالخطوات الثلاث التالية:
1- إعداد سيناريو لوحة الأحداث.
2- كتابة السيناريو.
3- التقويم والتعديل في ضوء آراء الخبراء.
ثانياً: التخطيط للإنتاج ويشمل الخطوات التالية:
1- تحديد المنتج التعليمي.
2- تحديد متطلبات الإنتاج.
3- وضع خطة وجدول زمني للإنتاج.
4- توزيع المهمات والمسؤليات على فريق العمل.
6- التحضير للإنتاج.
ثالثاً: التطوير(الإنتاج) الفعلي
وتتم هذه المرحلة بعد الإنتهاء من عمليات التخطيط كما يلي:
1- تنفيذ السيناريوهات حسب الخطة والمسئوليات المحددة.
2- عمليات المونتاج والتنظيم.


رابعاً: عمليات التقويم البنائي ويتضمن التقويم البنائي العمليات التالية:
1- عرض النسخة المبدئية على خبراء متخصصين في تكنولوجيا التعليم والمادة العلمية.
2- تطبيق الاستبانات وتحليل النتائج.
3- إجراء التعديلات اللازمة على نسخة العمل المبدئية في ضوء نتائج التقويم البنائي.
خامساً: التشطيب والإخراج النهائي للمنتوج.
يتم إعداد النسخة النهائية وتجهيزها للعرض كما يلي:
1- إعداد المقدمة والنهاية وتركيبهما.
2- إضافة الموسيقى والمؤثرات الصوتية.
3- إضافة بعض الإطارات الرابطة للعرض.
4- إضافة أساليب جديدة للتفاعلية والتنقل بين العناصر والمكونات.
5- إضافة بعض التشطيبات النهائية مثل (الألوان، الخلفيات...الخ).
6- طبع النسخة النهائية.
7- إعداد دليل التعلُّم.
المرحلة الرابعة: التقويم النهائي
وذلك وفقاً للخطوات التالية:
1- تحضير أدوات التقويم.
2- الاستخدام الميداني للمنتوج.
3- تطبيق أدوات القياس والتقويم.
4- المعالجة الإحصائية.
5- تحليل النتائج ومناقشتها.
6- تحديد مواطن القوة والضعف.
7- اتخاذ القرار بشأن الاستخدام أو المراجعة.
8- تسجيل حقوق الملكية.
المرحلة الخامسة: مرحلة النشر والاستخدام والمتابعة.
6.نموذج مصطفى جودت
طوّر (جودت، 2003) النموذج الذي اقترحه سميث وراجان عام 1993م مع تحليل المهام المتضمنة في كل مرحلة من مراحل نموذج رونالد ويليس وفيما يلي بيان لهذه المراحل:
أولاً: مرحلة التحليل
وتشمل المهام الآتية:
1- تحليل بيئة نظام تقديم المقررات التعليمية.
2- تحليل خصائص الطلاب.
3- تحليل أراء المعلمين نحو نظم تقديم المقررات التعليمية.
4- التحليل التربوي ويتضمن المهام التي يمارسها المتعلِّم عبر الشبكات.
ثانياً: مرحلة التصميم والإنتاج
وتتضمن:
(أ) تصميم النظام: والذي ينقسم إلى مجموعة من المهام الفرعية تتمثل في:
- وضع الأهداف الإجرائية للنظام.
- تحديد وظائف النظام.
- تصميم أدوات النظام.
- تصميم واجهة التفاعل.
- هيكل النظام.
(ب) بناء النظام في شكله المبدئي ويتضمن المهام الفرعية التالية:
- بناء الصفحات الرئيسة للنظام.
- إنتاج عناصر واجهة التفاعل.
- كتابة برامج جافا.
- رابط النظام بخدمات الشبكة.
- إنتاج المحتوى.
- تحميل النظام على شبكة الإنترنت.
- الاختبارات الفنية الأساسية.
المرحلة الثالثة: مرحلة التقويم
وتتضمن عمليتين رئيسيتين هما:
1- عملية تطبيق النظام: ويتم تطبيق النظام على العينة الفعلية للتأكد من فاعلية النظام.
2- عملية تقويم النظام: وفيها يتم تحليل نتائج النظام وتفسيرها.
7.نموذج روفيني
حدد روفيني عدة عناصر اعتبرها مكونة لعملية التصميم التعليمي وهي كما يلي:
- الجمهور المستهدف: يجب أن يراعي الموقع حاجات مستخدميه، وتوقعاتهم من المعلومات التي يدرسونها ويبحثون عنها.
- الأهداف: والتي يجب أن تصاغ بوضوح.
- صفحة البداية والمحتويات: يجب أن يتضمن الموقع التعليمي صفحة بداية العمل والتي يتفرع منها صفحات المحتوى، وتتضمن تلك الصفحات جدول المحتوى.
- بنية تصفح الموقع: يجب أن يكون التنقل من صفحة بداية العمل إلى صفحات المحتوى غير خطي ويتسم بالمرونة، وتوجد أربعة أنظمة للربط بين صفحات الويب المكونة للموقع التعليمي، وهي: الموقع التتابعي، الموقع الشبكي، الموقع الهرمي، الموقع العنكبوتي.
- تصميم الصفحات: ينبغي أن تتبع صفحات الموقع مبادئ التصميم التالية: كالبساطة والوضوح، التناسق في الألوان، استخدام ألوان فاتحة في الخلفية، مع المحافظة على طول الصفحات لسهولة التحميل والتنقل.
- النص والرسوم الخطية: يعتمد وضوح المعلومات وقراءتها على درجة التمايز البصري بين حجم الخط للنص والعناوين.
8. نموذج جوليف وآخرين
اقترح جوليف وآخرون نموذجاً لتصميم مواد التعليم عبر الإنترنت يتكون من ثمانية عشر خطوة، تدور حول أربع مراحل رئيسة هي: تجميع المعلومات، تطوير المواد التعليمية، وإنتاجها، وتقويمها، وفيما يلي بيان تلك المراحل:
المرحلة الأولى: مرحلة تجميع المعلومات
وتشمل هذه المرحلة ست خطوات هي:
إعداد وثيقة المعلومات عبر الإنترنت، تحديد خصائص المتعلم، تحديد موضوعات التعلُّم ، صياغة أهداف التعلُّم، تحديد إرشادات التقويم، وتحديد أسلوب العرض.
المرحلة الثانية: مرحلة تطوير مواد التعلُّم
وتشمل ثلاث خطوات هي: تحديد الاستراتيجيات التعليمية، تحديد أسلوب التصميم، تحديد معايير تصميم مواد التعلُّم.
المرحلة الثالثة: مرحلة إنتاج مواد التعلُّم
وتشمل خمس خطوات هي: اختيار مصادر التعلُّم ومراجعتها، إنتاج واجهة المستخدم الرسومية، وقوالب الشاشة، وإنتاج الخرائط الإنسانية، وإنتاج اللوحة القصصية، وتحميل مواد التعلُّم عبر الإنترنت.
المرحلة الرابعة: مرحلة تقويم مواد التعلُّم
وتشمل أربع خطوات هي: إدارة التقويم البنائي، وإدارة المتعلمين من خلال إدارة أحداث التعلُّم وتحيد متطلبات المتعلمين ومساعدتهم لتحقيق أهداف التعلُّم ثم التعليق على أعمالهم وإدارة التجريب الميداني.
9.نموذج دونالد كلارك
قدم (كلارك، 2006) نموذجاً لتصميم التعلم الإلكتروني عبر الشبكات مكوناً من خمس مراحل رئيسة هي التحليل، التصميم، التطوير، التطبيق، ويعقب كل مرحلة من المراحل السابقة التقويم.










ثم قام بتحديد الخطوات اللازمة لكل مرحلة من المراحل كالآتي:
المرحلة الأولى: مرحلة التحليل
وتتضمن تحليل الاحتياجات، تحديد المهام التعليمية، ثم تحديد الأعمال التي تناسب كل مهمة، وبناء مقاييس الإنجاز، واختيار تجهيزات التعلُّم، وتحديد التكاليف.
المرحلة الثانية: مرحلة التصميم
تتضمن: تحديد أهداف التعلُّم وترتيبها، وتحديد خطوات التعلُّم اللازمة لأداء كل المهمة، تطوير اختبارات الأداء، تحديد الكفايات الواجب توافرها لدى المتعلِّم.

المرحلة الثالثة: مرحلة التطوير
وتشمل تحديد الأنشطة، مراجعة المواد، تطوير المقررات التعليمية، ربط المقررات ببرامج التدريب الفعّالة.
المرحلة الرابعة: مرحلة التطبيق
وتتضمن ابتكار خطة لإدارة إجراءات التدريب وإنجاز التدريب
المرحلة الخامسة: مرحلة التقويم
وفيها تتم مراجعة وتقويم كل مرحلة من المراحل السابقة.
خصائص نماذج التصميم التعليمي
تتصف نماذج التصميم التعليمي بالخصائص التالية:
- تمثيل الواقع كما هو أو كما ينبغي أن يكون، فكلما كان التمثيل صادقاً كان النموذج جيداً.
- عرض العمليات المطلوبة والعلاقات بينها، وإبارزها في شكل مبسط يسهل فهمه.
- عرض المكونات والعمليات بطريقة منظمة، تساعد على فهم هذه العمليات والعلاقات التي بينها وتفسيرها، واكتشاف معلومات جديدة.
- أن تكون جميع مكونات النموذج متسقة ومنسجمة مع بعض دون تعارض بينها.
- أن يشتمل على جميع العمليات والعلاقات لإعطاء صورة كاملة ومتكاملة عن النظام أو العملية.
- أن يكون قادراً على تعميم العمليات بحيث يمكن تطبيقها في عمليات أو مشروعات أخرى مشابهة.
- أن يتضن مفاهيم ومبادئ نظرية ورموز مجردة مما يتطلب خلفية خاصة لفهم دلالات هذه الرموز والمفاهيم والنظريات المتضمنة فيه.
- أن يقتصر على المتغيرات المطلوبة ويحدد بحدود واضحة.
- أن تكون ذات فائدة مرجوة على أن تكون قابلة للتطبيق.
- أن يعمل على تحقيق نواتج محددة تهدف إلى تحسين فاعلية التعلُّم وكفاءته.
الأهداف العامة لنماذج التصميم التعليمي
هدفت جميع نماذج التصميم التعلمي إلى الأتي:
- المساهمة في نمو المتعلم عن طريق إحداث تغيير إيجابي في اتجاهاته وطرق تفكيره ومهاراته، بحيث يحدث هذا التغيير من خلال جهود المتعلم نفسه أثناء التعلُّم.
- تحليل المشكلات التعليمية والتدريسية وتصميم الحلول وتطويرها وتطبيقها وتقويمها.
- تحقيق نواتج العملية التعليمية التعلمية وفق عناصر الفاعلية والكفاءة والثبات.



صورة التدوينة
مراحل نشأة علم التصميم التعليمي وتطوره
ترجع نشأته فى البداية الى الكتابات المبكرة عن المنظومات خاصة نظام التعليم حيث تمت المطالبة بعملية تحليل العملية التعليمية وتطويرها حسب المنهج العلمي والنظر لها كنظام.
- ثم جاءت طريقة التفكير القائمة على حل المشكلات وتمت المطالبة بتحديد الأهداف المسبقة للعملية التعليمية للمتعلم .
- وجاء تبلور بعض أفكار التصميم التعليمي خلال العقد الثاني من القرن العشرين والتي تمثلت فى حركة الأهداف التعليمية والتعلم الفردي وإتقان التعلُّم .
- ثم حقبة المجال المعرفي والأهداف السلوكية والتقويم البنائي .
- ثم حقبة الوسائل التعليمية والبحث والتطوير والتى كان لها دور كبير فى انتشار التصميم التعليمي بشكل كبير حيث كان فى البداية خاص بالدورات التابعة للجيش الأمريكي وذلك نظر للحاجة إلى تدريب أعداد كبيرة من ذوي شهادات وخبرات متعددة لتأهيلهم في فترة وجيزة في مهام تتطلب منهم كفايات جديدة .
لكن هذا العلم قد انبثق كعلم عن العلوم النفسية السلوكية والعلوم الإدراكية المعرفية ، حيث أن العلوم السلوكية هي مجموعة النظريات التي ترتكز على دراسة العلاقة بين المثير الخارجي والاستجابة الملاحظة في البيئة التعليمية، وقد ساعدت هذه العلوم التصميم التعليمي على التعرف إلى كيفية هندسة مثيرات البيئة التعليمية وتنظيمها بطريقة تساعد المتعلم على إظهار الاستجابات المرغوب فيها التي تعبِّر في مجموعها عن عملية التعلُّم. أما العلوم الإداركيه المعرفية : فهي مجموعة النظريات التي تركز على دراسة العمليات الإدراكية الداخلية في دماغ المتعلم عند تفسيرها لعملية التعلّم .
وقد ساعدت هذه العلوم التصميم التعليمي فى كيفية هندسة محتوى المادة التعليمية وتنظيمها بطريقة توافق الخصائص الإدراكية المعرفية للمتعلم، وبشكل يساعده على خزن المعلومات في دماغه بطريقة منظمة، ثم مساعدته على تبصرة الموقف وإدراك علاقاته وحل مشكلاته .
ونتيجة للنمو المتزايد فى الميدان التربوي بشكل ملحوظ وتنوع الأفكار والنظريات التي حوت بداخلها العديد من الأفكار والتي كان من الصعب على الممارسين للعملية التعليمة أن يطبقوها على أرض الواقع. من أجل ذلك رأى العلماء ضرورة وجود علم رابط يربط بين النظريات التربوية من جهة وبين تطبيقاتها في الواقع من جهة أخرى، من هنا ظهرت فكرة تصميم التعليم، و سمي هذا العلم حينذاك بعلم حلقة الوصل أو العلم الرابط.
وفى السبعينيات من القرن الماضي التقي علم " تصميم التعليم " مع " مجال تكنولوجيا التعليم " ، وحينها تبلورت الأفكار التربوية المختلفة كما دعت الحاجة إلى ضرورة دمج التقنية بالتعليم.
ومن هنا نجد أن عملية التصميم التعليمي تساعدنا على أن نقوم بالعملية التعليمية بطريقة تجعل كل منها يستند على بعضه البعض، بحيث تكون مخرجات كل عملية مدخلات للعملية التي تليها، أي نحدد أهدافنا بناء على المشكلات التي تواجهنا ثم نقيس مدى تحقق هذه الأهداف من أجل عمليات التحسين والتعديل الكاملة، كما نعمد الى اختيار الاستراتيجية والتقنية الملائمة لهذه الأهداف ومن ثم نقوم بتجميع ذلك وضمه في قالب واحد حتى نحصل على المنتج النهائي .
ولقد تعددت نظريات التعليم والتعلم فمنها: ( النظرية السلوكية – النظرية المعرفية المجالية – النظرية المعرفية البنائية – النظرية المعرفية الاجتماعية – النظرية التقدمية الشاملة ) وهذا التنوع له اثر وفائدة كبيرة وسبب هذا التعدد والتغاير يرجع الى طبيعة عملية التعليم والتعلُّم والتى كان لها دور فعال فى خدمة العملية التعليمية ، والتى إن فهمت من قبل المصمم التعليمي كان لها دوراً فعالاً فى التصميم بصور عامة .
مفهوم التصميم التعليمي .
يمكن تشبيه عملية التصميم التعليمي كما يرى ( الموسى والمبارك ، 2005 م ) بأنه يشبه المخطط ( الكروكي ) لما يجب أن تكون عليه عملية التدريس بجميع مكوناتها. وقد تعددت التعريفات التي تناولت تصميم التعليم، فهناك من يراه بأنه: مدخل منظومي لتخطيط وإنتاج مواد تعليمية فعّالة، وآخرون يرونه مدخلاً منظومياً لتخطيط وتطوير وتقويم وإدارة العملية التعليمية بفاعلية.
وآخرون يشيرون إليه على أنه: مجموعة الخطوات والإجراءات المنهجية المنظمة التي يتم من خلالها تطبيق المعرفة العلمية في مجال التعلُّم الإنساني لتحديد الشروط والمواصفات التعليمية الكاملة للمنظومة التعليمية بما يتضمنه من مصادر ومواقف وبرامج ودروس ومقررات.
وتُعرفه جمعية الاتصالات التربوية والتكنولوجية (AECT) بأنه: ذلك الجزء من عملية تطوير التعليم التي تشبه وظيفة التصميم في ميدان التكنولوجيا التربوية، ومثال ذلك وضع مواصفات لمصادر التعلُّم ومكونات المنظومة التعليمية.
كما يعرفه خميس (2003: 9) بأنه: عملية تحديد المواصفات التعليمية الكاملة لإحداث التعلُّم ومصادره كنظم كاملة للتعليم عن طريق تطبيق مدخل منهجي منظم قائم على حل المشكلات في ضوء نظريات التعليم والتعلُّم بهدف تحقيق تعليم كفء وفعّال، وتشمل مخرجات عملية التصميم تحليل وتحديد الحاجات والمهارات والأهداف التعليمية، وخصائص المتعلمين، والمحتوى التعليمي واستراتيجيات تنظيمية والاختبارات وإستراتيجية التعلُّم ومواصفات مصادر التعلُّم.
أما سرايا فقد عرفه بأنه : عملية منظومة تستهدف وضع معايير ومواصفات لأنسب الطرائق والبيئات والمصادر التعليمية التي تحقق النتاجات التعليمية المرغوب فيها وفق شروط معينة لدي عينة من الطلاب بما يتفق وخصائصهم الإدراكية ( المعرفية ) مع ترجمة هذه الطرق في صورة مخططات وأدلة يسترشد بها لتنفيذ عملية التعليم لإحداث التعلم المنشود .
وقد عرف الصالح ( 1422هـ) التصميم التعليمي بأنه " إجراء منظم لتطوير مواد وبرامج تعليمية يتضمن خطوات التحليل، والتصميم، والتطوير، والتنفيذ، والتقويم "بينما عرفه دروزه ( 1992مـ) بأنه "حقل من المعرفة يهتم بطرق تخطيط التعليم وتنظيمه عن طريق وصف أفضل المخططات، والنماذج التنظيمية وتصويرها في أشكال خرائط بشكل يحقق النتائج التعليمية المنشودة في أقصر وقت ممكن، وبأقل جهد وتكلفة "ويعرفه الحيلة بأنه "علم وتقنية يبحث في وصف أفضل الطرق التعليمية التي تحقق النتاجات التعليمية المرغوب فيها، وتطويرها وفق شروط معينة".
صورة التدوينة
أنظمة التعليم المبرمج
هناك نظامان أساسيان للتعليم المبرمج هما:
1. النظام الخطي المتسلسل:
وهذا النظام يتكون من سلسلة من الأُطر يحتوى كل إطار على معلومة أو مشكلة أو عباره ناقصة وفي يسارها الإجابة الصحيحة ولكن هذه الإجابة مخفية، ويطلب إلى المتعلم تسلسل إستجابته قبل الكشف عن الإجابة الصحيحة فإذا كانت استجابته صحيحة انتقل إلى الإطار الثاني وأخذ التعزيز الذاتي الداخلي وهكذا.
وفي هذا النوع من التعليم المبرمج لا يسمح للمتعلم إلاّ باستجابة واحدة وغالباً مايستخدم في تعليم المهارات أو معاني المقررات.
2.النظام المتفرع
وفي هذا النظام يُتاح للمتعلم قدراً أكبر من الحرية في اختيار الاستجابة الصحيحة بين عدد من البدائل والسير في طرق مختلفة حسب الإجابة.
فإذا عرف المتعلم الإجابة لأحد الأُطر فإن ذلك قد يؤهلة للقفز عن عدد من الأُطر، وإذا أخطأ فقد يستدعي ذلك العودة إلى بعض الأُطر السابقة .
وبذلك فإن هذا النظام يتيح للمتعلم السير في البرنامج حسب سرعته.
خطوات إعداد البرنامج
- تحديد الأهداف.
- وصف السلوك النهائي للمتعلم بعد الإنتهاء من البرنامج، أي المستوى المطلوب من المتعلم إنجازه بعد أن يكون قد أنهى البرنامج، وقيمة هذا الوصف تأتي من كونه يعتبر مقياساً لمستوى الأداء عند المتعلم.
- تحليل السلوك التعليمي إلى أصغر مهمة، ثم ترتيبها في تسلسل مناسب بحيث تؤدي كل استجابة الإنتقال إلى الإطار التالي وهكذا.
- التقديم للبرنامج ببعض الأنشطة، أو طلب الرجوع إلى مادة تعليمية تساعد المتعلم في السير في البرنامج.
- بعد ذلك يبدأ البرنامج بحيث يسجل المتعلم استجابته إما كتابة أو الضغط على زر ويقارنها بعد ذلك بالاستجابة الصحيحة المختصة لياخذ التعزيز المناسب إذا كانت استجابته صحيحة وينتقل إلى الإطار التالي أو الرجوع إلى إطار سابق إذا كانت استجابته غير صحيحة.
- مرحلة التجريب على عدد قليل من المتعلمين بهدف التقويم.
- الاختبارات القبلية التي تحدد مستوى المتعلم ثم الاختبارات البعدية التي تحدد ماوصل إليه المتعلم بعد الإنتهاء من البرنامج.
مميزات التعليم المبرمج
تتمثل مميزات التعليم المبرمج في الآتي:
- الدقة المتناهية في تحديد الأهداف ووصف السلوك النهائي للمتعلم.
- تقسيم العمل إلى خطوات صغيرة يؤدي إلى تقليل فرص الخطأ وزيادة النجاح.
- حصول المتعلم على التعزيز الداخلي يؤدي إلى تأكيد الاستجابة الصحيحة وزيادة دافعيته للتعلم.
- يتيح التعليم المبرمج للمتعلم فرص التفرغ لأعمال تربوية أُخرى.
- يتيح الفرصة لكل طالب أن يتعلم وفق قدراته الخاصة دون مقارنة لأدائه مع غيره ممايثير الخجل وغيره.
- يساعد في تكوين التفكير المنطقي عند المتعلم بسبب خطواته المنطقية.
- برنامج التعليم المبرمج غالباً ما يكون متقناً وذلك بسبب مروره في مراحل تجريب وتعديل كثيرة.
صورة التدوينة
مواقع التواصل الاجتماعي
مواقع التواصل الإجتماعي
بدأت المرحلة التاسيسية لمواقع التواصل الإجتماعي في العام 1998م، وكان موقع (sixdegrees.com) من أبرز الشبكات التي أتاحت فرصة وضع ملفات شخصية للمستخدمين وقوائم الأصدقاء على المواقع، وفي العام 2003 تأسس موقع (Myspace.com) وبعد ذلك حقق موقع فيس بوك عام 2004 علامة فارقة في الاستخدام وسرعة الوصول إلى الملفات الشخصية (أبو شعبان، وصبيح، 2015: 63) يليه من حيث الأهمية موقع تويتر الذي كانت بداياته عام 2006 ويختص بالتدوينات المصغرة (الشهري، 2017: 32).
وعرف (حسن، 2009: 38) مواقع التواصل الإجتماعي بأنها: مجموعة من الحاسبات المرتبطة ببعضها البعض في جميع أنحاء العالم، يمكن بواسطتها تناقل وتبادل المعلومات سواء كانت هذه المعلومات كلاماً منطوقاً، أو نصوصاً مكتوبة، أو صوراً مرئية ثابتة أو متحركة أو رمزية أو حتى بها جميعاً. وعرفت (جنيد، 2003: 233) موقع التواصل الإجتماعي (الفيس بوك) بأنه: موقع إلكتروني للتواصل بين المستخدمين حول العالم يمكن لأي شخص إنشاء موقع له في حساب الفيس بوك بسهولة ودون أي مقابل مادي، بهدف الربط بين الأصدقاء والتعرف على أصدقاء جدد، أو الإنضمام إلى مجموعات مختلفة على الشبكة، كما ويمكن لمشتركي الموقع الاشتراك في شبكة أو أكثر مثل المدارس أو أماكن العمل أو المناطق الجغرافية أو المجموعات الاجتماعية.
ومع التغيرات السريعة التي يشهدها العالم التكنولوجي بدأت مواقع التواصل الإجتماعي مثل (الفيس بوك، تويتر، الواتساب، اليوتيوب) تخرج عن النمط التقليدي سواء في تصميمها أو في نقل المعلومة، من خلال عملية ربط صفحاتها الإلكترونية بالشبكة العنكبوتية وعرض شرائح الفيديو وفتح المجال لتفاعل الجمهور مع بعضه بعضاً، ويؤكد الكثير بأنها إحدى الوسائل المؤثرة في تشكيل القيم الأخلاقية للجمهور لا سيما فئة الشباب التي تعد من أكثر روادها ومتصفحيها على المستوى المحلي أو الإقليمي (أبو زيد، 2015: 1) وقد بينت الإحصاءات الحديثة أن عدد مستخدمي مواقع التواصل الإجتماعي حول العالم تجاوز (205) مليار مستخدم.
مميزات مواقع التواصل الإجتماعي
تتميز مواقع التواصل الاجتماعي بعدة مميزات أوجزتها (ورقلة، 2014: 4) فيما يلي:
1- العالمية: حيث تلغي الحواجز الجغرافية والمكانية، وتتحطم فيها الحدود الدولية، حيث يستطيع الفرد في الشرق التواصل مع الفرد في الغرب ببساطة وسهولة.
2- التفاعلية: فالفرد فيها كما أنه مستقل وقارئ فهو مرسل وكاتب ومشارك، فهي تلغي السلبية في الإعلام القديم.
3- التنوع وتعدد الاستعمالات: فيستخدمها الطالب للتعلُّم، والعالم لبث علمه وتعليم الناس، والكاتب للتواصل مع القراء..إلخ
4- سهولة الاستخدام: فالشبكات الاجتماعية تستخدم بالإضافة للحروف بساطة اللغة، الرموز والصور التي تسهل للمستخدم التفاعل.
5- التوفير والاقتصادية: اقتصادية في الوقت والجهد والمال، في ظل مجانية الاشتراك والتسجيل، فالفرد البسيط يستطيع امتلاك حيز على الشبكة للتواصل الاجتماعي.
صورة التدوينة
الهاتف الجوال (النقال أو المحمول )
من بين وسائل الاتصال، الحديثة التي عرفها الإنسان من خلال انتشارها الواسع في المجتمع، في القرن الحادي و العشرون، فإن الهاتف النقال أو الهاتف المحمول أو الخلوي، الذي يعتبر من إحدى نتائج ثورة الاتصالات اللاسلكية، و الذي اختلفت أنواعه و أشكاله، وأحجامه و ألوانه، و لكن هذا لا يمنع من وجود خاصية مشتركة تتمثل في إمكانية حمله في كل مكان يتنقل إليه الفرد بفعل التغطية التي تنتشر في كل مكان و تمكن الفرد من الاستفادة من خدمات الهاتف المتواصلة، و إذا أردنا تحديد ماهية هذه الوسيلة، نجد عدة تعريفات لكن سوف نحاول عرض بعضها، و تحديد ماهية الوسيلة المتعارف عليها برغم اختلافها، ويمكن تعريف الهاتف النقال بأنه: عبارة عن جهاز إرسال، يستخدم موجات الراديو، و يسمح بوصول الإشارة إلى المتلقي في منطقة جغرافية تسمى الخلية CELL ثم يتم نقل هذه الإشارة المستقبلة إلى شبكة التليفونات المركزية( حسن، 2003: 222.).
يتكون الهاتف النقال من : شاشة ذات طاقة استيعابية تتراوح ما بين ثلاثة وخمس أسطر، لوحة المفاتيح : متعددة الوظائف ( اتصالية و وقائية )، ذاكرة: متعددة الوظائف أيضاً ( التسجيل، التخزين، الفهرسة)، البطارية: القابلة للشحن و التغيير وو تتراوح قدرة شحنها مابين 33 ساعة و 450 ساعة ووقت اتصالي فعلي متواصل أقصاه ثماني ساعات. (دليو، 2003: 171)
التعليم باستخدام الهاتف الجوال(النقال أو المحمول )
يقصد به ذلك النوع من التعليم والتعلم النقال الذي يتم باستخدام الهواتف المحمولة من خلال ما توفره تلك الهواتف من خدمات مثل:
أ‌. خدمات الرسائل القصيرة :(SMS) Short Message Service
وهي اختصار لعبارة Short message service، هي رسالة نصية مكتوبة تكتب عن طريق لوحة أزرار الهاتف النقال وترسل عبر شبكات الهاتف الجوال. تعدّ الرسائل القصيرة حلاً عملياً قليل التكلفة مقارنة بالمكالمات الصوتية، وفي هذا العصر لا تقتصر تقنية إرسال الرسائل عبر أجهزة الجوال فقط، اصبحت شركات الاتصالات تقدم خدمات إرسال الرسائل النصية عبر الإنترنت إلى أجهزة الهاتف الجوال بتكاليف زهيدة، حيث يتميز الإرسال عبر الإنترنت بسهولة الكتابة وإمكانية إرسال رسالة واحدة لرقم جوال محدد أو إرسال رسالة إلى آلاف بل ومئآت الألوف من الجوالات دفعة واحدة ( الموسوعة الحرة، 2019)
ب.خدمات الوسائط المتعددة :(MMS)
يمكن تعريف الوسائط المتعددة أو ما يُعرف (بالإنجليزية:Multimedia) بأنّها عبارة عن مزيج من الملفات المختلفة كالنصوص والصوت مثلاً أو حتى الصوت والفيديو، وتجدر الإشارة إلى أنّ الوسائط المتعددة هو مفهوم مختلف عن الأفلام أو الصور المتحركة فالوسائط المتعددة هي أقل حجماً وتكلفة. (سالم ، 2006 : 2)
أنواع الوسائط
يوجد العديد من الوسائط التي تعمل معاً لتُشكل معاً ما يُعرف بالوسائط المتعددة، ومن أنواع هذه الوسائط ما يلي:( Rouse, 2018:14)
النص: وهو أحد أبسط أنواع الوسائط وعادة ما يُستخدم لإيصال أغلب المعلومات للشخص المُتلقي، وتعتبر المستندات المكتوبة والكلمات التي توجد في العروض التقديمية أمثلة على النص، الصوّت: حيث يُستخدم الصوّت في العروض التقديمية لزيادة تأثيرها على المُستمع، الصور الثابتة: وهي من الأجزاء المهمة للوسائط المتعددة، ويمكن التقاط الصور الثابتة من خلال وسائل التصوير المتعددة سواء الرقمية منها أو حتى التناظرية، الرسوم المتحركة: وهي تلك الرسومات التي تكون مصحوبة بتأثيرات صوّتية، الفيديو: حيث يُستخدم الفيديو في العديد من الأمور المختلفة كالمقابلات أو الأفلام أو غيرها من الأمور.
أفضل مشغلات الوسائط
يوجد العديد من المُشغلات التي يمكن للمستخدم أن يستخدمها على جهاز الكمبيوتر الخاص به، وسنتعرف فيما يلي إلى بعض منها، وكما يلي: مُشغل VLC: وهو عبارة عن برنامج مجاني وخيار مثالي لتشغيل كافة الأنواع المختلفة لصيغ الفيديوهات حيث أنّه يندر وجود صيغة وتنسيق معين لا يمكن لهذا البرنامج تشغيله، مُشغل PotPlayer: حيث يمكن من خلال هذا المُشغل القيام بالتعديل على خصائص الفيديو كالسطوع وتدرُج الألوان، والجدير بالذكر أنّ هذا البرنامج يعمل فقط على أجهزة الكمبيوتر التي تعمل بنظام تشغيل ويندوز. مُشغل Vegas Pro: ويمكن للشخص الذي يستخدم هذا البرنامج القيام بالتعديل على الفيديوهات المختلفة من خلال القص واللصق أو حتى تعديل صوتها، وهو برنامج مدفوع الثمن(Rouse,2018:14)
ج. خدمات الويب : (WAP) Wireless Application Protocol
يعتبر تيم برنارزلي من مبتكري الويب قام بذلك نتيجة لوجود معلومات مختلفة على أجهزة الحاسب الآلي ، حبث كان يعمل بالمركز الأروبي لأبحاث الذرة، فكان مطالباً في الوقت الدخول على جهاز ليأخذ ما يحتاجه من المعلومات بالإضافة إلى اختلاف نظام التشغيل من جهاز لآخر مثل( يونيكس و ماك) كانت هذه العملية بالغة الصعوبة تستغرق العديد من الوقت فأراد عمل برنامج يأخذ المعلومات من نظام ما ويحولها ليتم إدراجها بنظام ويب آخر، و بالفعل تمكن برنارزلي من القيام بذلك، وبدأت فكرة الويب بتساؤل من برنارزلي و هو ألا يمكن تحويل كل أنظمة المعلومات لتبدو كنظام معلوماتي واحد ليتمكن كل فرد من قراءته و هذا هو الويب.( الجريسي وآخرون، 2015: 44)
و في بداية الستينات من القرن الماضي جاء بفكرة الويب بما يسمى mark up texte و معنى هذه الكلمة هي النصوص التي تحتوى على تعليمات لكيفية كتابتها (عبد الحافظ، 2002: 140)
ومن المعروف أنه منذ اختراع الويب قائمة ثابتة مصممة بلغة HYML كلها تحت مسمى الويب(1) ثم أتت برامج أدارة المحتوى التي غيرت المفهوم من حيث ربط ملفات PHP لقواعد البيانات و إمكانية التعديد والتغيير من خلال لوحات تحكم البرامج و المجلات فظهر من خلالها مصطلح جديد و هو الويب(1.0) ، و لكن تطور الويب كثيراً وأصبح هناك الكثير من المواقع و الخدمات و التطبيقات التي تتوفر فيها مجموعة من الخصائص أهلت الويب لأن يطلق عليها لقب جديد ألا و هو الويب(2.0) (الطيب و جعفر ،2011: 282)
د.خدمة الرسائل بالحزم العامة للراديو: GPRS) )
هي الحروف اللاتينية الأولى من عبارة General Packet Radio Service (خدمة راديو الحزمة العامة) وهي بمثابة خطوة وسيطة بين شبكات GSM وشبكات الجيل الثالث الخليوية. ويوفر نظام GPRS نقلاً أسرع للبيانات عبر شبكة GSM (ما بين 9.6 كيلوبت وحتى 115 كيلوبت). ويتيح ذلك للمستخدمين إجراء المكالمات الهاتفية ونقل البيانات في آن واحد. وعلى سبيل المثال، إذا كان لديك هاتف نقال مزود بخدمة GPRS، فسوف تتمكن من إجراء المكالمات واستقبال رسائل البريد الإلكتروني في نفس الوقت. وتتمثل الفوائد الأساسية لخدمة GPRS في أنها لا تحتفظ بالموارد اللاسلكية إلا عند وجود بيانات لإرسالها، كما أنها تقلل الاعتماد على عناصر شبكات المقاسم التقليدية( محمد ،2016: 25)
ه.خدمة البلوتوث :Bluetooth Wireless Technology
البلووتوث هو معيار تم تطويره من قبل مجموعة من الشركات الإلكترونية للسماح لأى جهازين إلكترونين حواسيب وتلفونات خلوية ولوحات المفاتيح بالقيام بعملية اتصال لوحدها بدون أسلاك او كابلات أو أي تدخل من قبل المستخدم وتعود تسمية البلوتوث BLUETOOTH الى ملك الدنمارك هارولد HARALD BLATAND، واختير هذا الاسم للدلالة على مدى أهمية الشركات فى الدنمارك والنرويج والسويد وفنلندا إلى صناعة الاتصالات وكلمة BLATAND تعنى BLUETOOTH بالرغم من أن التسمية لا علاقة لها بمضمون التكنلوجيا. (جيبر، 2005م: 7)
ظهرت تقنية البلوتوث لأول مرة في العام 2000 م إذ بُنيت التقنية أساساً على مدى قصير لا يتعدى 20 متر في أحسن الأحوال،
والهدف من إنشاء البلوتوث هو التخلص من المشاكل التى تصاحب الأشعة تحت الحمراء وعملية تزامن الكابل . فقد قامت بعض الشركات العملاقة بالمساهمة في هذا المشروع أمثال سمينز simens وانتل وتوشيبا وموتوريلا وإيركسون وقامت بصنع جهاز دائرى صغير يوضع في أجهزة الكمبيوتر والتلفون .
فكرة البلوتث فكرة قديمة لدى مهندسى شركة EriKsson للصناعات الإلكترونية قبل أن تقوم الشركات IBM و Toshiba و Intel و NOKia بتثبيتها ووضعها قيد الاستعمال وبلوتث هو اسم تقنية مفتوحة المصادر للاتصال اللاسلكى القريب من الأجهزة الإلكترونية وهى تقنية عالمية واحدة موحدة لربط كافة أنواع الأجهزة مع بعضها البعض مثل الكمبيوتر والهاتف النقال والكمبيوتر الجيبى والأجهزة السمعية والكاميرات الرقمية بحيث تتمكن هذه الأجهزة من تبادل البيانات ونقل الملفات بينها وبين شبكة الإنترنت لاسلكياً (عودة ، 2009م )
التحديات أو الصعوبات التي تواجه استخدام الهواتف المحمولة في التعليم:
رغم التقدم الهائل والسريع في صناعة الهواتف المحمولة ، وتوافر العديد من الخدمات بها، واكتشاف آفاق جديدة تتيح الاستفادة من تلك الهواتف في التعليم، وتأكيد عدد كبير من الدراسات والتجارب على ما حققه استخدام هذه الأجهزة في العملية التعليمية من نجاح وفاعلية، إلاّ أنّه توجد معوقات أو تحديات تواجه توظيف تكنولوجيا الهواتف المحمولة في العملية التعليمية، سواء ما يتعلق منها ببعض جوانب القصور فى تلك الأجهزة - التي نتوقع أن يتم التغلب عليها في القريب العاجل نظراً للبحوث والتطبيقات المتقدمة للأجهزة اللاسلكية - أم تعلق ببعض التحديات أو الصعوبات أثناء عملية التطبيق في الواقع الميداني في العملية التعليمية، نحاول أن نستعرض أبرز تلك التحديات وما يجب أن نفعله للتغلب عليها والتي تتمثل فيما يلي(حمامي، 2006 ((سالم، 2006) :
1- الحاجة إلى تأسيس بنية تحتية، تتضمن شبكات لاسلكية، أجهزة حديثة وإنتاج برمجيات تعليمية، وتصميم مناهج إلكترونية تنشر عبر الإنترنت، ومناهج إلكترونية غير معتمدة على الإنترنت وتصميم وإعداد المناهج الدراسية المناسبة، توفير بيئة تفاعلية بين المعلمين والمساعدين من جهة وبين المتعلمين من جهة أُخرى، وكذلك بين المتعلمين فيما بينهم، وهو ما يحتاج إلى تكلفة عالية وخاصة فى بداية تطبيقه وذلك لتجهيز ذلك.
2- صغر حجم شاشات العرض Small Screens الخاصة بالأجهزة المحمولة والهواتف الخلوية تعيق من عمليات إظهار المعلومات ويقلل من كمية المعلومات التي يتم عرضها، وإن كان من الممكن التغلب على ذلك من خلال استخدام تقانة الإسقاط الضوئي التي بدأت تنتشر مع معظم الأجهزة المحمولة لعرض هذه المعلومات في الهواء، استخدام التقنيات اللاسلكية لنقل ملفات الوسائط المتعددة إلى الحاسب أو أجهزة التلفزة.
3- سعة التخزين محدودة وخاصة في الهواتف النقالة والأجهزة الرقمية الشخصية بسبب صغر سعة الذواكر الداخلية، ويمكن التغلب على ذلك من خلال الاستعانة ببطاقات الذاكرة التي تصل سعاتها إلى 4GHz مما يوفر إمكانية تخزين الملفات المختلفة بصورة مريحة.
4- كثرة الموديلات واختلافها يؤدى إلى عدم الإلفة السريعة مع الأجهزة وخاصة مع اختلاف أحجام الشاشات وأشكالها ، وتغير سوق بيع هذه الأجهزة المتنقلة بسرعة مذهلة، مما يجعل الأجهزة قديمة بشكل سريع، فسوق الأجهزة التكنولوجية المتنقلة كثير التحديث والتغيير وخاصة الهواتف المحمولة، ولذلك عدم مجاراة هذا التقدم يجعل الأجهزة منتهية الصلاحية Out-of date .
5- ما زالت أسعار الأجهزة مرتفعة - خاصة الحديثة منها - بحيث لا يمكن لكل شرائح المجتمع من شرائها، و الواقع أن حل هذه المشكلة قادم بشكل طبيعي مع الازدياد التدريجي في عدد مستخدمي الأجهزة النقالة، الأمر الذي يدفع بظهور شركات جديدة وحصول منافسة بينها لحساب المواطن.
6- ضرورة شحن الأجهزة بشكل دوري ، حيث يستغرق عمل البطاريات مدة قصيرة، ولذلك فهي تتطلب الشحن بصفة مستمرة، ويمكن فقد البيانات إذا حدث خلل عند شحن البطارية، ويمكن التغلب على تلك المشكلة من خلال استعمال تقنيات حديثة في التغذية مثل methanol fuel cell من Toshiba والتي تسمح لعمل يعادل 60 ضعف من مدة عمل بطاريات lithium ion المعروفة. وهي غير قابلة للشحن وإنما يمكن استبدالها بسهولة.
8- صعوبة إدخال المعلومات إلى تلك الهواتف خاصة مع صغر حجم لوحات المفاتيح إضافة إلى صعوبة استخدام الرسوم المتحركة Moving Graphics خاصة مع الهاتف النقال، وإن كان من الممكن التغلب على ذلك من خلال استعمال تقنيات لوحة المفاتيح الإفتراضية Virtual Keyboard، كما تستطيع بعض أجهزة الأجيال الحديثة من تلك الهواتف مثل الجيل الثالث والرابع سوف تسهل ذلك فى المستقبل.
9- ما زالت أسعار الأجهزة مرتفعة - خاصة الحديثة منها - بحيث لا يمكن لكل شرائح المجتمع شرائها ، إلّا أن الواقع يشير إلى أن حل هذه المشكلة قادم بشكل طبيعي مع الإزدياد التدريجي في عدد مستخدمي الأجهزة النقالة الأمر الذي يدفع بظهور شركات جديدة وحصول منافسة بينها لحساب المواطن.
10- قلة وعى بعض أطراف العملية التعليمية بالدور الذي يمكن أن تقوم هذه الأجهزة فى خدمة عمليتي التعليم والتعلم، واعتقادهم أن الدعوة إلى ذلك هي نوع من الهوس بالتكنولوجيا، أو أنها طريقة جديدة مبتكرة تهدف إلى ترويج التكنولوجيا.
11- وأخيرا صعوبات تقنية وأمنية والتي من بينها، ضعف كفاءة الإرسال مع كثرة أعداد المستخدمين للشبكات اللاسلكية، صعوبة في نقل ملفات الفيديو عبر الشبكات الخلوية، وصعوبة استثمار برمجيات الحواسيب الشخصية نفسها على الأجهزة المحمولة، وضعف قوة ومتانة تلك الأجهزة، وسهولة فقدها أو سرقتها مقارنة بأجهزة الحاسبات المكتبية، إضافة إلى أن هناك قضايا أو أمور أمنية قد يتعرض لها المستخدم عند اختراق الشبكات اللاسلكية باستخدام الأجهزة النقالة Mobile Devices ، ويمكن التغلب على تلك الصعوبات من خلال الأجيال الحديثة من تلك الأجهزة، اعتماد نظام تشغيل حديث لها مثل Motion eXperience من شركة Interface (MXI )

صورة التدوينة
التكنولوجيا الرقمية
الأنظمة الرقمية والتكنولوجيا:
"يتوقع علماء الاتصال التربوي والتكنولوجيا مزيدا من الانفتاح التكنولوجي في أداء المعلم تجاه العملية التعليمية، فقد كان استعمال الأدوات، وأجهزة العروض العملية تدار باليد، أو بالتحكم من قرب أو عن بعد، أما اليوم ومع بدايات القرن الواحد والعشرين، فقد تغيرت الأساليب إلى الاستعمال الرقميDIGITAL أي الأجهزة والأدوات التي تدار بالأرقام.
كذلك أدخلت النظم الرقمية استعمالات الوسائل السمعية والبصرية وعن طريقها تم إنتاج الكثير من أفلام الكرتون والأفلام التعليمية، كما أدخلت النظم الرقمية في أجهزة الفيديو، وأجهزة الاستقبال الفضائية والأطباق لتعطي بعداً أكبر في التحكم والضبط والدقة، وعن قريب سوف نشاهد النظم الرقمية في قيادة السيارات، والملاحة الجوية والبحرية، حيث بدأ إدخالها حالياً في سفن الفضاء وضمن إرسال البث الإذاعي.
(لال، 2005م: 359-360)
استخدام التكنولوجيا الرقمية في التعليم و التعلم:
إنّ استخدام الوسائل التعليمية يمكن أن يساعد على تحقيق الأهداف التدريسية، وتشويق الطلبة، وجذب انتباههم، وتقريب موضوع الدرس إلى مستوى إدراكهم وتحسين عملية التعليم. وأن التكنولوجيا الحديثة في التعليم قد علق عليها كثير من المختصين في ميدان التكنولوجيا التربوية آمال واسعة على الدور الذي تلعبه في العملية التربوية والتعليمية ويرى المتحمسون للتكنولوجيا التربوية والتعليمية أن استخدامها سوف يؤدي إلى ما يلي:
1. تضع الطلبة في مواقف محفزة للتفكير و تنمية القدرة على التأمل والتفكير العلمي الخلاق في الوصول إلى حل المشكلات وترتيب الأفكار وتنظيمها على وفق نسق مقبول.
2. تزيد من المشاركة الإيجابية للطلبة من خلال التنوع في عرض الدرس.
3. تساعد عضو هيئة التدريس على حسن عرض المادة واستغلال وقت التدريس بشكل أفضل.
4. تختصر وقت التدريس وجهده في الإعداد والتنفيذ للدرس.
5. تبتعد عن الطرائق التقليدية وتجعل التدريس الجامعي أقرب إلى روح العصر.
6. تعمل على مراعاة الفروق الفردية بين الطلبة.
7. تهيئ الفرصة لتحقيق التعلم الذاتي والفردي للطالب.
8. ترفع إنتاجية المؤسسة التعليمية بصورة كمية من حيث أعداد الطلاب الذين تخرجهم سنوياً كما ونوعاً بنوعية التعليم الذي يتلقونه فيها، كما تزيد من اهتمام المتعلم وتشوقه للتعلم.
9. تثير دافعية المتعلم واهتمامه وتشوقه للتعلم.
10. تساعد على التذكر وسرعة التعلم وتعمل على تثبيته.
11.تعمل على إشراك اكبر عدد من الحواس في التعلم، إذ أشارت البحوث والدراسات إلى أن نسبة تذكر الفرد تختلف باختلاف الحاسة أو الحواس المستخدمة في التعلم وأن الفرد يستطيع تذكر10% مما يقرأه. 20%مما يسمعه. 30%مما يشاهده. 50%مما يسمعه ويشاهده. 70%مما يقوله. 90 % مما يقوله أثناء أدائه أعمال معينة.
12.مواجهة النقص في أعداد هيئة التدريس المؤهلين علمياً وتربوياً.
13.التغلب على مشكلة تضخم المناهج والمقررات الدراسية.
(عيسى وصالح، 2019م: 210)
مع التطور المتسارع في التكنولوجيا، والتنوع في الأدوات الرقمية، والزيادة في المصادر المتاحة، يسعى الباحثون، من خلال مسارات بحثية مختلفة، إلي استكشاف طرق توظيفها في خدمة التعليم في فضاءات التعليم الرسمي كالمدارس، والجامعات، وغير الرسمي كالمتاحف، ومراكز العلوم، والمكتبات، والمجتمعات المختلفة. ساهم توظيف التكنولوجيا، من قبل المؤسسات التعليمية، في دعم البحث في الظواهر العلمية باستخدام أدوات متنوعة، ونماذج وتقنيات جمع البيانات، إضافة إلي إمكانية استخدام المحاكاة لفهم بعض النظريات العلمية في المختبرات، إضافة إلي التجريب، وأساليب متعددة لاستكشاف المفاهيم والظواهر المختلفة. هناك أيضاً، اهتمام متزايد بتقييم أثر استخدام التكنولوجيا بأشكالها المختلفة على التعلم في تلك البيئات، والسبيل الأفضل لتوظيفها بشكل يغني الخبرات التعليمية، حيث إن العديد منها ذات طابع تشاركي وتفاعلي. (محتسب، 2019).


الصف الدراسي الرقمي:
كان المعلم في الأيام الماضية يستعمل الطريقة النظرية في عملية التعليم، وتارة يهتم بربط الناحية النظرية بالتطبيق وذلك باستعمال بعض من الوسائل التعليمية، يحدث هذا في دول العالم المتقدم إلا أن مجالات التعليم و التعلم في هذه الدول لا تعرف الابتعاد عن الوسائل التعليمية، ذلك لان الوسائل التعليمية تعد من العناصر المهمة في تعزيز عملية التعليم (لال، و الجندي، 2005).
ويعد الفيديو وسيلة تعليمية مطلوبة في الوقت الحاضر، ويشكل مع التلفزيون أجمل درجات السمع والمشاهدة والحركة، وكثيراً ما يستعمل الفيديو والتلفزيون داخل الصف الدراسي كوسيلة تعليمية لما يتناسب مع الموضوعات التي يقدمها المعلم، إلا أن النظام القديم للاستعمال تغير إلي الاستعمال الرقمي، وأصبحت العملية أكثر سهولة من السابق، وحالياً سوف نستعمل العديد من الوسائل التعليمية الرقمية في الفصل الدراسي كالإنترنت مثلاً، إذ ما علينا إلا اقتناء جهاز كمبيوتر أو حتي جهاز تلفزيون أو إحدى أجهزة العروض الرقمية المزودة بالشاشات الكبيرة؟! إن الواقع شئ، وتوفير الأجهزة شئ آخر، قد يسألنا البعض لماذا؟ الإجابة الواردة هنا لأن إعداد الطلاب في الفصول الدراسية زاد عن الحد المتوقع في المدارس الأمريكية، فكيف يكون في دول أخرى، كدول العالم الثالث التي تعاني سوء الإمكانات مادياً وتكنولوجياً؟! لقد تم توفير أجهزة الكمبيوتر في الصفوف الدراسية، وجاء دور الإنترنت الذي أخذ يؤثر على مستوى الطلاب الأخلاقي، فعن طريق الاستعمال الرقمي أصبح بإمكان كل تلميذ أن يخزن البرامج التي تناسبه عن طريق تسجيلها في أشرطة الفيديو الرقمية سواء كان داخل الفصل الدراسي عند أي ممارسة للنشاط، أو أثناء التعامل مع الأجهزة الموجودة بالمكتبات المدرسية. (لال والجندي 2005: 362-363)
معوقات تطبيق التكنولوجيا الرقمية في الجامعات السودانية:
"إن معظم الطلاب والمعلمين في العالم العربي إلي وقتنا الحالي ظلوا يعانون من وسائل الاتصال واستخدام التكنولوجيا من حيث الاستخدام والإنتاج، وباتت المشكلة مسيطرة على عملية التعليم، ولعل الأسئلة التي تدور في الأفق من خلال ذلك: ما هي نظرة المعلمين والتلاميذ حيال الأنظمة الرقمية الجديدة؟ وكيف يمكن التعامل معها؟! وهل ستدخل طوراً جديداً من التدريب للطلاب والمعلمين كما نفعل عند أي جديد قادم؟
إن التعامل مع الأنظمة الرقمية لن يكون صعباً، وإنما الصعوبة هنا ستكون في الآتي:
1- إيجاد البديل وهو الجديد.
2- إيجاد المعلم الحريص لأداء المهمة وإلا ستظل المشكلة كما هي، وكما كانت في السابق. (لال، والجندي،2005م: 364)
من الواضح أن التكنولوجيا الرقمية تعطل دور المربي: هل نقوم بما يكفي من أجل تحضير المربين؟ ما المزيد الذي يمكننا القيام به؟ للإجابة على هذه الأسئلة، ناقشنا طرق تعطيل التكنولوجيا لدور المربي، وكيف يمكن تحضير ودعم المربين بأفضل صورة. كان هناك توافق عام على أن المربين ينبغي أن يكونوا على معرفة وارتياح باستخدام الأدوات والتكنولوجيا التعليمية الجديدة أثناء قيامهم بالتعليم من أجل الاستفادة من هذه الأدوات بشكل فعال. بينما رأي العديد من المشاركين أن دور المربي محفز وملهم وضروري من أجل بناء الثقة.
كان الشعور السائد أن المربين لا يجارون التغييرات السريعة الوتيرة في التكنولوجيا، وأنهم لا يركبون الموجه التي تحدث التعطيل في التربية. لقد لوحظ أن الحال كذلك على وجه الخصوص بالنسبة للمعلمين الذين كانوا في المهنة لمدة أطول، وقد تم تسليط الضوء على العوائق التالية أمام التغيير:
• النقص في تطوير المهارات: المهارات التكنولوجية ليست جزاءً من التطوير المهني المستمر(continuing Professional development [CPD]))، كما إن التدريب من أجل النهوض بمهارات المربين ليس إلزامياً دائماً. المعلمون ليسوا محضرين بشكل منهجي للتعامل مع الاستخدام المتزايد للتكنولوجيا.
• العوائق المؤسساتية المنهجية: ما زالت بعض المؤسسات مغلقة أمام التعلم الرقمي، كما هو حال هيئات الاعتماد بالنسبة للتعليم الذي يتم الوصول إليه من خلال التكنولوجيا الرقمية.
• الحواجز بين المجموعات: إن الجهات المزودة بالتكنولوجيا التربوية لا تقوم بما يكفي لاستكشاف علم أصول التدريس الذي يعلل استخدام التكنولوجيا بدوره، لا يعاد استخدام التكنولوجيا في التربية إلي المربين بواسطة التغذية الراجعة.
شعر عدد من الأشخاص أن عكس السؤال مناسب أكثر: ’ما الذي نقوم به لتحضير المربين في ما يتعلق بالتكنولوجيا؟ هل إن ما يؤتى به كاف لتطوير التكنولوجيا بطريقة تجعل استخدامها ممكناً في سياق تربوي؟ اقترح أنه من يجعل الإجابة على هذه القضية يتحتم حصول ما يلي:
- يجب تحسين التطوير المهني المستمر(CPD) في مجال التكنولوجيا الرقمية. يجب أن يثبت التطوير المهني المستمر قيمة استخدام التكنولوجيا وكيف يمكنها أن تساعد المربين على التعليم. يتحتم على هذا التطوير المهني المستمر أن يمتد نحو ما يتجاوز منح الشهادات ببساطة؛ يجب أن ينشئ حساً بالقيمة بالنسبة للمعلم.
- يجب قياس التربية من حيث تطوير المهارات، بدلاً من المحتوى والنتائج التعليمية.
- يجب أن توفر شركات التكنولوجيا التربوية مزيداً من الأدلة على فائدة التكنولوجيا وأن توصل قيمة التكنولوجيا وأهميتها بشكل أفضل. (كليمان، 2017: 6)
و ذكر الشهري أن هناك سلبيات قد تصاحب تطبيق التعليم الإلكتروني منه:
1. الأمية التقنية في المجتمع، وهذا يتطلب جهداً مكثفاً لتدريب وتأهيل المعلمين والطلبة بشكل خاص استعداداً لهذه التجربة.
2. ارتباط التعليم بعوامل تقنية أخرى، مثل كفاءة شبكات الاتصال، وتوافر الأجهزة والبرامج ومدى القدرة على تصميم وإنتاج المحتوى التعليمي بشكل متميز.
3. تلاشي و إضعاف دور المعلم كمؤشر تربوي وتعليمي مهم لا يمكن الاستغناء عنه في إعداد الأجيال.
4. إضعاف مؤسسة المدرسة كنظام اجتماعي يؤدي دوراً مهما في التنشئة الاجتماعية.
5. كثرة توظيف التقنية في المنزل وفي الحياة اليومية، قد يؤدي إلي ملل المتعلم من هذه الوسائط وعدم الجدية في التعامل معها.
6. العمر الزمني القصير لتطبيقات التعلُّم الإلكتروني، علاوة على نشأة كثير من هذه الأساليب التعليمية على أيدي الشركات التجارية، وهي غير مؤهلة علمياً وثقافياً لمثل هذه المهمة." (الحيلة، 2004: 421)
"كما أشارت بعض الدراسات أيضاً مثل دراسة حمادات (2016) والمنصوري (2017) إلي وجود بعض المعوقات التي تواجه عملية توظيف التكنولوجيا الحديثة في التعليم، ويقف وراء ذلك مجموعة منها لعل أبرزها:
قلة فرص التدريب المناسبة للمعلمين على استخدام التكنولوجيا الحديثة في التعليم، وبالتالي عزوف بعض المعلمين عن تغيير أساليب التدريس التي اعتادوا على مزاولتها، والتكلفة المادية العالية لبعض الأجهزة التعليمية وخاصة الحديثة منها والتي تحول دون عملية شرائها، نقص البرمجيات المحسوبة الملائمة لطبيعة المقررات الدراسية، عدم وجود بنية تحتية تكنولوجية مناسبة في معظم المدارس والجامعات، عدم اقتناع بعض المعلمين بجدوى العائد التربوي والتعليمي لاستخدام التكنولوجيا على المدى القصير والطويل، وسيادة نظم التقويم التقليدية على التعليم مما يعيق استخدام التكنولوجيا الحديثة، وعدم توفر القناعات الكافية لدى معظم صانعي القرار بأهمية الحاسوب وتكنولوجيا المعلومات في الأنظمة التربوية، وعدم توفر الرغبة لدى بعض العاملين في المدارس باستخدام هذه التكنولوجيا الحديثة، والتكلفة المالية المرفقة لتجهيز المدارس وإعدادها بصورة مميزة، لاستخدام هذه التكنولوجيا من حيث توفير الأجهزة والشبكات وغيرها، وعدم توفر برمجيات تربوية باللغة العربية يكون لها أثر فاعل وخصوصاً في المقررات الدراسية."
ومع ذلك فالسودان وعبر أربعة عقود مضت لم يكن بمنأى عن نظم التعليم المفتوح التي انتشرت في كثير من دول العالم ، فحتى الخمسينات من القرن العشرين الميلادي كان هناك بعض السودانيين يتلقون التعليم المفتوح في مجالات مختلفة عن طريق التعليم بالمراسلة من مراكز موجودة في مصر. ولكن التحول الأساسي في تطبيق هذا النظام في السودان كان عندما بدأت إدارة التأهيل التربوي أثناء الخدمة بوزارة التربية والتعليم تجربة التدريس لمعلمي ومعلمات المدارس الابتدائية عام 1972م باستخدام المنحنى التكاملي للوسائط وهو أسلوب مطور ومعدل يتناسب مع البيئة السودانية.
"استئناف الدراسة عبر منصات التعلُّم الإلكتروني دفع عدد من الجامعات الخاصة البدء في الدراسة، وأبرزها جامعة الرازي وجامعة العلوم والتقانة والجامعة العربية المفتوحة وجامعة مروي وكلية النهضة، وهو ما أعلنته وزارة التعليم العالي والبحث العلمي إلي حين العودة إلي القاعات بعد الإغلاق الكلي بسبب (كوفيد19) وتأكيد الوزارة على التوسع في التعليم الرقمي لمواجهة التطورات المحتملة.
وقد استأنفت جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا الدراسة عبر المنصات الإلكترونية للطلاب الخريجين وطلاب السنة الأولي في خطوة استباقية على الجامعات الحكومية، تلتها جامعة وادي النيل بإصدار قرار الاستئناف لطلاب المستوى الأخير بكليات الجامعة المختلفة بالتأييد، فيما رفضها آخرين لوجود تحديات عديدة تواجه تطبيقها؛ قد تؤدي إلي فشلها، وكالة السودان للأنباء استطلعت عدد منهم للوقوف على مدى الإمكانيات المتاحة والتحديات التي تواجه التجربة.
البروفسير مهدي عباس شكاك مدير جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا أيد استئناف الدراسة عبر التعليم الإلكتروني لتوفير البنية التحتية والكادر البشري، مع ضرورة وجود منسقين للكليات لاستكمال تجربة التحول وأشار إلي وضع إدارة الجامعة لبدائل وحلول لمعالجة المعوقات التي تعترض تنفيذ التجربة، بدءً من مشكلة شبكة الإنترنت وتذبذب التيار الكهربائي وعدم توفر الهواتف الذكية لبعض الطلاب، مبيناً أن ذلك سيتم بمساعدة الوزارة وصندوق رعاية الطلاب وشركات الاتصالات، موضحاً أن الجانب العملي للدراسة والتي تتطلب استخدام المعامل سيتم التنسيق فيها، لتقسيم الطلاب على مجموعات لتحقيق التباعد الاجتماعي.
وقالت الدكتورة انتصار عبد المجيد محمد الأستاذة بكلية الطب جامعة أم درمان الإسلامية، إن قرار استئناف الجامعات للدراسة عبر التعلُّم الإلكتروني غير موفق، وستواجه صعوبات على مستوى أساتذة الجامعات وعلى مستوى الطلاب، وأضافت بضرورة توفير الأجهزة الذكية لأعداد كبيرة من الأساتذة والطلاب والطالبات وأشارت إلي أن مواجهة الطلاب لضعف شبكة الإنترنت بالولايات، سيكون عقبة أمام استئناف الدراسة و تسألت عن كيفية الترتيب لتحصيل الطلاب في ظل صعوبة التطبيق المعملي للطلاب بالكليات العلمية وكيفية توفير السكن لطلاب الولايات وإطعامهم وترحيلهم في ظل الظروف الاقتصادية الحالية وطالبت بإيقاف الدراسة حتي انتهاء جائحة كورونا وانحسار تداعياتها على أن توفر الحكومة المناخ الملائم لاستئناف الدراسة والقيام بدورها كاملاً تجاه التعليم العالي، مشيرة إلي عدم إخطارها رسمياً من الجامعة باستئناف الدراسة حتي هذه اللحظة.
ويتضح أنه بالرغم من أن فترة الإغلاق للمؤسسات التعليمية بالبلاد لم يتجاوز ستة أشهر؛ إلا أن جائحة كورونا كشفت عن ضعف الإمكانيات وتقصير المؤسسات التعليمية في مواكبة تكنولوجيا التعليم، كما كشفت عن قلة الخبرة وضعف الكفاءة في التعامل مع البرامج والتطبيقات الإلكترونية وحاجة المؤسسات التعليمية والعاملين بها لبذل المزيد من الجهد، للحاق بركب التطور التكنولوجي وإعداد جيل واعد للمستقبل.
ويمكن لتطبيق تجربة التعليم الإلكتروني في السودان أن يشكل بداية لتجويد التعليم وتطويره وربطه بالتقنيات الحديثة؛ للوصول إلي تعليم يتجاوز المكان والزمان والإمكانيات المادية والفروق في القدرات وحاجات الأفراد، ليصبح وسيلة تدعم العملية التعليمية وتحولها من أسلوب التلقين إلي الإبداع، وتنمية مهارات التفكير، وحل المشكلات ، وإكساب المؤسسات التعليمية مهارات التعامل مع التقنيات الحديثة، والتفاعل ، مما يزيد في توسيع مفهوم التعلُّم الذاتي بالاعتماد على الطاقات والقدرات. https://suna-sd.net
صورة التدوينة
الوسائط المتعددة
مفهوم الوسائط المتعددة
"هو مصطلح واسع الانتشار في عالم الحاسوب يرمز إلى عدة أجهزة إعلام مختلفة لحمل المعلومات مثل(النص ،الصوت ، الصور المتحركة ،الفيديو، والتطبيقات التفاعلية )(شفيق ،2007)
كما تعرف بأنها مجموعة الوسائل كالنصوص والأصوات والصور والرسوم والفيديو التي يمكن جمعها وتخزينها على قرص مدمج CD-ROM أو على شبكة الحاسوب Computer Network (اغنولا، 2004).
ويعرفها عيادات (2004) بأنها عبارة عن دمج ما بين الحاسوب والوسائط لإنتاج بيئة تشعبية تفاعلية وهذه البيئة التفاعلية تحتوي على النص المكتوب والصورة والرسومات والصوت والفيديو والتي ترتبط بها بشكل تشعبي من خلال الرسومات .
ترى موراي (2014,Murray ) أهمية الوسائط المتعددة بأنها تتمثل في تسهيل العملية التعليمية وعملية عرض المادة المطلوبة، ويمكن استخدامها في إنتاج المواد التعليمية بنمـاذج مختلفة لعرض المادة التعليمية، وتحفيز الطلبة على التفاعل بشكل أكبر مع المادة التعليمية وتحفيز العمل الجماعي، وتسهل عمل المشاريع التي يصعب عملها يدوياً، وذلك باستخدام طرق المحاكاة في الحاسوب، ويمكن عرض القصص والأفلام الأمر الذي يزيد من استيعاب الطلبة للمواضيع المطروحة. وتتميز الوسائط المتعددة في توظيف النصوص والرسوم والجداول والصور الثابتة و المتحركة والفيديو لعرض رسالة تُمكّن المتلقي من التفاعل معها، مستعيناً بالحاسب، ويكون التوظيف بصورة مدمجة ومتكاملة من خلال وسيط ، وذلك لتقديم رسالة تواصلية فعالة قـادرة على تلبية حاجات المتلقي ومدى تكيفه مع قدراته الإدراكية (2013,Anderson)
أهمية الوسائط المتعددة
ذكر (كنسارة وعطار، 2009م) أن اهمية الوسائط المتعددة ترجع إلى كونها:
1-تسهل العملية التعليمية وعملية عرض المادة المطلوبة.
2- تحفيز المتعلمين على التفاعل بشكل أكبر مع المقرر التعليمي .
3- يمكن من خلالها عرض القصص والأفلام الأمر الذي يؤدي إلى زيادة استيعاب المواضيع المطروحة من قبل المتعلمين.
4- الإثارة والتشويق : وذلك لما فيها من صور وحركة وهذا يخرج المتعلم من الروتين الدراسي.
5- توفير الوقت والجهد بالنسبة للمعلم والمتعلم.
6- إشراك أكثر من حاسة في عملية التعلُّم عن طريق الوسائط المتعددة يساعد على تثبيت التعلُّم والاحتفاظ به.
7- تساعد على تحقيق التعلم الذاتي، حيث يعتمد المتعلم فيها على نفسه في التعامل مع البرامج بدلاً من الاعتماد على المعلم.
8- تساعد المعلم على التفرغ لأداء الدور الحقيقي في العملية التعليمية من توجيه وإرشاد للمتعلمين بدلاً من الشرح والتلقين.
خصائص الوسائط المتعددة:
تتمثل خصائص الوسائط المتعددة في(كنسارة وعطار، 2009):-
1- التفاعلية: والمقصود بها الفعل ورد الفعل بين المتعلم وما يُعرض عليه من مواقف تعليمية . حيث يتم إحراز نوع من الاتصال الثنائي بين المتعلم والموقف التعليمي في ضوء توجيه المعلم إن وجد.
2- التكاملية: والمقصود بها التكامل بين جميع عناصر الوسائط المتعددة .
3- التنوع: حيث أنه يوفر مجموعة من العناصر التي تساعد على توضيح الموقف التعليمي أمام المتعلمين لتحقيق الأهداف المنشودة ، وذلك ليجد المتعلِّم كل ما يناسبه ويتوافق مع قدراته.
4- العالمية: حيث أن الوسائط المتعددة تستطيع بما تمتاز به من قدرة على الاتصال بمراكز وشبكات المعلومات المنتشرة في جميع أنحاء العالم والتي من خلالها يمكن الحصول على كثير من المعلومات.
5- الفردية: حيث أنها تتيح للمتعلمين ميزة الاستخدام الفردي وذلك نظرا للفروق الفردية بين المتعلمين.
6- التزامنية: وهو التناسب أي توقيتات تداخل العناصر المختلفة والتي تتناسب مع سرعة العرض وقدرات المتعلم.
7- التبادلية : حيث أنها تتيح للمتعلمين اختيار المسار الذي يناسبهم ويرغبون في مشاهدته، وذلك لكي يعطي المتعلم الحق في التحكم في المعلومات التي تظهر على الشاشة وزمن ظهورها.
6- الإلكترونية : تعتمد الوسائط المتعددة في إنتاجها وتنفيذها على عديد من الأجهزة الالكترونية وكذلك على أنظمة شبكات المعلومات بهدف توفير الجهد والوقت والتكلفة من خلال استخدام أحدث الأجهزة.
فوائد الوسائط المتعددة:
تتمثل فوائد الوسائط المتعددة في الآتي:
- إمكانية التنقل بين الموضوعات المعروضة بسهولة مما يعطي فرصة جيدة للأسئلة والنقاش وذلك من خلال الوصلات التشعبية.
- يساعد عرض الصور والرسوم المختلفة على توضيح الأفكار وايصال المعلومات.
- يساعد إضافة المؤثرات الصوتية في وضوح الفكرة إلى جانب جذب الانتباه وإعطاء طابع المتعة والتطور والتغيير عن النمطية التقليدية.
- يساعد استخدام العروض المختلفة مثل مقاطع الفيديو مع الخرائط أو غيرها، في تقريب المعلومة للواقع.
- توفير إمكانيات متكاملة ضمن الحاسوب تعطي المستخدم قوة في العمل والابتكار مما جعل اقتناء الحاسوب أمراً مغرياً.
- تعمل على توصيل وادارة عمليات التعليم والتعلُّم وتساعد على تقديم المادة المراد تعلمها بصورة شيقة وأكثر عمقاً وبالتالي تحقيق تعلُّم أفضل للطالب.
- تساعد المتعلمين من كل الأعمار على التحول من النظام التقليدي المعتاد إلى بيئة التعلُّم الكاملة حيث تعمل على تركيز الزمن والمادة العلمية وتدعيم المهارت وإدارة عملية تقديم التغذية الراجعة وعمليات التقويم.
- تجعل العملية التعليمية أكثر تشويقا وبالتالي تحقيق الأهداف التعليمية المرجوة.
- تقدم بيئة تعلم تفاعلية تركز حول المتعلم، وتتكون من روابط فعالة تربط المعلومات ببعضها في شكل برمجية غير خطية مما يتيح التفاعل بين المتعلم والمادة العلمية.
- تساعد المتعلم على تكوين صورة أكثر حسية عن استعمال المفردات المجردة فقط في الموقف التعليمي والأفكار.
- تساعد على وضوح المفاهيم والأفكار المقدمة باستخدام صوت - صورة - نص -فيديو.(مبارز و إسماعيل، 2010 و الموسى، 2002).
معوقات استخدام الوسائط المتعددة:
بالرغم من وضوح أهمية الوسائط المتعددة في عملية التعليم والتعلم الا أنه يوجد بعض المعوقات التي تحد من استخدام هذه الوسائط في التعليم ومنها (مرعي،2009):
- قلة جاهزية مدارس التعليم العام بالمعدات والأدوات والأجهزة اللازمة لإنتاج مما سبق من الوسائط المتعددة.
- قلة إعداد الكوادر من المعلمين والفنيين إعداداً جيداً لاستخدام الوسائط المتعددة في التعليم.
- عدم توافر الصيانة الدورية اللازمة لصيانة أجهزة الكمبيوتر والمعدات، مما يقلل من كفاءة استخدام هذه الأجهزة والمعدات في التعليم.
- اعتبار الأجهزة (عهدة) يجب الحفاظ عليها مما يؤدي إلى صعوبة تداول الأجهزة والمعدات الأُخرى والتخوف الشديد من استخدامها.
- النظرة إلى الأجهزة الإلكترونية من وجهة المتعلمين باعتبارها تسلية ولهو، وليست وسيلة لزيادة فاعلية العملية التعليمية وجذب انتباه المتعلمين من قبل المعلمين.
- نظرة المعلمين للوسائط المتعددة على أنها وسائل تكميلية يمكن الاستغناء عنها باعتبارها تأخذ جزء من الإعداد والتحضير للدرس.
- قلة البرامج التي تستخدم في عملية التعليم التي تخدم محتوى المناهج الدراسية المقررة لأنها بحاجة إلى إعداد مسبق.
عناصر الوسائط المتعددة:
ويعددها الموسى( 2002) في الآتي:
- الرسوم: وتشمل إمكانية عرض المخططات البيانية والخرائط، كذلك التعامل مع الصور المتحركة والصور الفوتوغرافية.
- الأصوات المختلفة: حيث يتم تحويل الأصوات إلي إشارات رقمية يمكن إضافتها الي الحاسوب ويمكن إضافة المؤثرات الصوتية للصور كذلك يمكن التحكم وتغيير الأصوات من شكل إلى آخر وهناك البرامج التي تتعرف على الصوت فيمكن إدخال المعلومات أو البيانات بالكلام بدلاً عن الطباعة.
- النصوص: ويمكن تخزين كمية هائلة من النصوص باستخدام الأقراص المدمجة وتتم الاستفادة من هذه التقنية بتخزين الموسوعات الضخمة.
- الفيديو: وهو تقنية متعارف عليها منذ فترة من الزمن .
وأن عناصر الوسائط المتعددة تساهم في حفظ المتعلم لأكبر قدر ممكن لأن استخدام حواسه جميعاً تجعله يمارس ما تعلمه بمفرده ومع الآخرين لفترة طويلة الأمد بحيث تشمل الصور المتحركة والرسوم والرسومات الخطية والألوان والأصوات المختلفة والنصوص التي يمكن تخزينها بالاقراص الليزرية وبمدة زمنية يمكن اعتمادها في تحقيق الأهداف المرجوة .
دوافع استخدام الوسائط المتعددة في التعليم
توجد العديد من الأسباب التي استدعت استخدام الوسائط المتعددة في التعليم، وذلك من أجل تحقيق الأهداف التي يسعى المعلم والمدرسة إلى تحقيقها، ومن هذه الأسباب الآتي:
أولاً: الانفجار المعرفي:
توجد العديد من الاختراعات والاكتشافات والأبحاث في كافة المجالات المعرفية، ونتيجة لتزايد المعرفة وتشعبها أصبح من الصعوبة بمكان أن تقدم للطلبة في الكتب المدرسية بشكل دوري وحديث لما في ذلك من صعوبة على الطالب والمعلم والمدرسة والمؤسسات التعليمية. وبذلك فإن دخول التكنولوجيا في هذا المجال ييسر على الجميع من الوصول ومعرفة مستجدات كل موضوع، وآخر العلوم التي يتم البحث فيها وأين وصلت هذه البحوث.
ثانياً: الانفجار السكاني:
لعل المشكلة السكانية من أهم تحديات العصر الراهن، حيث تواجه التربية في كل مكان مشكلة زيادة عدد طالبي العلم، مما دفع بالنظم التربوية إلى فتح مدارس جديدة، وتسخير الإمكانات الطبيعية والمادية لكل مدرسة، وكذلك الإمكانات البشرية والعلمية، مما أدى إلى ضرورة استخدام الوسائل التكنولوجية في التعليم لأجل تآمين فرص التعليم وإتاحته لأكبر عدد ممكن من الطلبة النظاميين وغير النظاميين.
ثالثاً: انخفاض الكفاءة التربوية:
يعد تركيز المدرسين في تعليمهم على هدف تحصيل المعلومات وحفظها من أجل الامتحان فقط أدى إلى تراجع مستوى الطلبة، كما أن إهمال النظم التعليمية للمهارات العقلية والحركية والخلقية وتكوين القيم والمثل والتدريب على التفكير السليم فشل في تقدم الأمم، ولكي تراجع التربية أهدافها وتطور أساليبها لزيادة كفاءتها وعائدها وجب عليها استخدام تكنولوجيا الاتصالات في العملية التربوية لربط التربية بالحياة، وإثارة دافعية التعلُّم لدى المتعلِّم، وتكوين المهارات السليمة والتدريب على التفكير.
رابعاً: الفروق الفردية بين المتعلمين:
تستطيع النظم التربوية تجاوز إشكالية الفروق الفردية من خلال اللجوء إلى استخدام الوسائط المتعددة؛ لما توفره هذه الوسائل من مثيرات متعددة النوعية وعرضها لهذه المثيرات بطرق وأساليب مختلفة تتيح للمتعلم فرصة الاختيار المناسب منها الذي يتفق مع قابليته ورغباته وميوله.
خامساً: تطوير نوعية المعلمين :
إن إعداد المعلم عملية معقدة وطويلة، ولا يمكن أن يكتفي المعلم بهذا الإعداد قبل الخدمة، بل أصبح يُدرب ويعاد تدريبه أثناء الخدمة، ليساير هذه التطورات، ويتمكن من مواجهة تحديات العصر. وإذا نظرنا إلى المعلم بهذه المواصفات التربوية المعاصرة، ستظهر مشكلة هامة تتمثل بقلة عدد المعلمين المتصفين بهذه الصفات علمياً وتربوياً، ومن أجل معالجة هذه الإشكالية كان لابد من اللجوء إلى استخدام الوسائط المتعددة.
سادساً: تشويق المتعلم في التعلم:
يتيح التعليم التكنولوجي للمتعلم أنماطاً عديدة من طرق العرض، بإخراج جيد وتناسق لوني جميل ومشوق، وتنمي الحس الفني الجمالي لديه، ويتيح له حرية الاختيار للخبرات التعليمية ولأسلوب تعلمه بما يتفق وميوله وقدراته، فيزيد هذا من سرعة التعلُّم لديه. كما أن طبيعة الوسائل التكنولوجية سواء كانت مواد تعليمية متنوعة أو أجهزة تعليمية أو أساليب عرض طبيعية تتصف بالإثارة؛ لأنها تقدم المادة التعليمية بأسلوب جديد، سهل وبسيط يختلف عن الطريقة اللفظية التقليدية، وهذا ما يحبب إلى نفس المتعلم ما يتعلمه، ويثير لديه الرغبة فيه ويقوي لديه الاستقلالية في التعلُّم والاعتماد على النفس .
سابعاً: جودة طرق التعليم:
يُسهم توظيف الوسائط المتعددة في الغرفة الصفية بشكل عام والغرفة الصفية بشكل خاص إلى تكوين المفاهيم العلمية بشكل واضح، وتكوين الاتجاهات والقيم، من خلال إتباع أسلوب التفكير العلمي، للوصول إلى حل المشكلات، وترتيب واستمرار الأفكار التي يكونها المتعلم(غسان، 2015) .
في ضوء ذلك يمكن توضيح دور الوسائط المتعددة في تحسين العملية التعليمية في النقاط التالية:
1 -إثراء التعليم : توسيع خبرات وتيسير بناء المفاهيم وتخطي الحدود الطبيعية والجغرافية حيث إن الحدود تتضاعف؛ بسبب التطورات التقنية التي جعلت البيئة المحيطة بالمعلم تشكل تحدي لأساليب التعليم والتعلم ؛ لما تزخر به هذه البيئة من وسائل اتصال تعرض المادة بأساليب مفيدة وجذابة.
2 -اقتصادية التعليم : توفر الوسائط المتعددة في الوقت والجهد والمصادر .
3 -استثارة اهتمام المتعلم وإشباع حاجته للتعلم.
4 -تساعد على زيادة خبرة المتعلم فتجعله أكثر استعداد للتعلُّم .
5 -تساعد على إشراك جميع حواس المتعلم ؛ مما يؤدي إلى ترسيخ وتعميق التعلم .
6 -تساعد على تحاشي الوقوع في اللفظية: والمقصود باللفظية استعمال المعلم ألفاظًا ليست لها عند المتعلم الدلالة التي لها عند المعلم ولا يحاول توضيح تلك الألفاظ الواردة بوسائل مادية محسوسة تساعد على تكوين صور مرئية لها في ذهن المتعلم، ولكن إذا تنوعت هذه الوسائط فإن اللفظ يكتسب أبعاد من المعنى تقترب من الحقيقة، الأمر الذي يساعد على زيادة التقارب بين معاني الألفاظ في ذهن كل من المعلم والمتعلم.
7 -تساعد في زيادة مشاركة المتعلم الإيجابية في اكتساب الخبرة حيث إنها تنمي عند المتعلم القدرة على التأمل ودقة الملاحظة وإتباع التفكير العلمي؛ للوصول إلى حل المشكلات .
8 -يؤدي تنوع استخدام الوسائط المتعددة إلى تكوين مفاهيم سليمة .
9 -تنويع أساليب التعزيز .
10 -تنويع أساليب التعلُّم؛ لمواجهة الفروق الفردية بين المتعلمين .
11 -تؤدي إلى ترتيب الأفكار .
12 -تؤدي إلى تعديل السلوك وتكوين اتجاهات جديدة . (عيادات، 2009).
صورة التدوينة
الفصول الافتراضية
عُرِّفت الفصول الافتراضية بأنها فصول تعتمد على التقاء المعلم والمتعلم عن طريق الإنترنت، وفي أوقات مختلفة للعمل على قراءة الدرس، وأداء الواجبات وإنجاز المهمات عبر مجموعة من الأدوات التعليمية التي تمكن من تقديم تعلُّم مباشر وتفاعلي وبأساليب مشابهة تماماً لما يتم في التعليم التقليدي (القحطاني، 2018: 358).
وعرفها شاذا (Chadha, 2018: 8) بأنها فصل دراسي محاكى عبر الإنترنت يوفر بيئة اتصال ملائمة للمتعلمين عن بعد مثل الفصل الدراسي التقليدي، ويطمح الفصل الدراسي الافتراضي إلى توفير تجربة تعليمية مشابهة لفصول دراسية حقيقية.
وعرفها البهنساوي (2018: 97) بأنها: فصول رقمية تحاكي الفصول التقليدية، حيث يتواجد كل من المعلم والمتعلمين على شبكة الإنترنت دون التقيد بحدود المكان، ويتيح الفصل للمعلم استخدام أدوات وتقنيات وتطبيقات متنوعة في الشرح، ويمكنه من إدارة المناقشات الصفية من خلال التفاعل مع المتعلمين أثناء أداء المهام والأنشطة والتكليفات، بهدف إكسابهم المعلومات والمفاهيم والاتجاهات وتدريبهم على المهارات التدريسية. وباستقراء التعريفات السابقة يتضح أنها جميعاً تشترك في بعض الصفات وهي: أنها تعتبر وسيلة فريدة للاتصال التعليمي المباشر، وأنها تشبه بشكل كبير الفصول التقليدية في جميع الأحداث التي تقام بها من ممارسات وأنشطة.
أنواع الفصول الافتراضية
أولا- الفصول المتزامنة: Synchronous
وهى فصول تشبه الفصول الدراسية يقوم كل من المعلم والمتعلم باستخدام برمجيات وأدوات فى نفس الوقت عبر الإنترنت دون تقيد بالمكان مثل (مؤتمرات الصوت Audio Conferencing أو مؤتمرات الفيديو Video Conferencing , pal talk وtalk room وhp virtual classroom وcentra.). وتقوم البرامج بتقديم خدمات متعددة مثل البث المباشر بالفيديو والصوت والسبورة البيضاء وغرف الدردشة وغيرها.
ثانياً: الفصول الافتراضية غير المتزامنة Asynchronous
فهى فصول إلكترونية يتم فيها التقاء كل من المعلمين والمتعلمين عبر شبكة الإنترنت في أوقات متباينة، فالمتعلمين يشتركون مع بعضهم البعض فى نفس المحتوى عبر الإنترنت، دون التقيد بزمان محدد أو مكان معين وتستخدم برمجيات وأدوات غير تزامنية كالبريد الإلكتروني، ومنتديات الحوار ومن أمثلة البرامج غير المتزامنة (Black Board , Moodle , Caroline , school Gen , WebCT)
كما أنها تعطى المتعلم فرصة كبيرة لمراجعة المادة التعليمية والتفاعل مع محتواها التعليمى عبر الإنترنت عن طريق بيئة التعلم الذاتى.
سمات الفصول الافتراضية:
من أهم سمات الفصول الافتراضية:
1. التفاعلية Interactivity:
تجتمع عناصر التعليم الأساسية (المعلم والمتعلم والمقررات التعليمية) فى المنظومة التعليمية ولكى تحقق تلك المنظومة النجاح وتأتى ثمارها لابد من التفاعل بين المعلم والمتعلم والمتعلمين بعضهم مع بعض من خلال المصادر المتاحة عبر الإنترنت ولا بد أن يكون هذا التفاعل جزء من تصميم البرامج التعليمية، بحيث يستطيع كل من المعلمين والمتعلمين توفير التغذية العكسية والإرشاد والتوجيه أثناء التفاعل المباشر وهذا هو فحوى التفاعلية.
2. التزامنية : Synchronous
تلعب تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات دوراً رئيسياً فى تقنية الفصول الافتراضية فهى تصل بين المستخدمين فى نفس الوقت معاً فكل مشارك يقوم بتسجيل الدخول وله كلمة مرور إلى البرنامج المحدد لتبادل الرسائل والمراسلات الإلكترونية فيما بينهم.
3. المقارنة بين الفصول التقليدية والفصول الافتراضية.
4. إمكانية تغطية أعداد كبيرة جداً من المتعلمين في مناطق مختلفة ومتباعدة جغرافياً وفي أوقات متباينة ومن أعمار متنوعة.
5. تقليل تكلفة التجهيزات المتعلقة بالتعليم مقارنة بالتعليم التقليدى، فهي لا تحتاج إلى ساحات مدرسية أو مواصلات أو أدوات مدرسية، وتخفيف الأعباء الإدارية داخل المنظومة التعليمية.
6. إعفاء المعلم من الأعباء الثقيلة المتعلقة بالتصحيح والمراجعة والتنظيم.
7. تحسين أداء المعلم والارتقاء بمستواه وسهولة التعامل مع التقنيات التكنولوجية الحديثة والنهل من شتى أنواع المعارف واكتساب عديد من المهارات والخبرات.
8. توفير الكم الكبير من المكتبات والموسوعات والمراكز البحثية والثقافية بالفصول الافتراضية على شبكة الإنترنت.
9. إعطاء الفرصة لفتح عديد من محاور النقاش بالمنتديات في حجرة الدراسة الافتراضية.
10. فتح الآفاق الواسعة لعملية التعليم حيث لم تعد مقيدة بعنصري الوقت والمكان.
11. القيام بعمل المتابعة المستمرة والتغذية العكسية مع إمكانية تحليلها وإجادة استخدام الوسائل التكنولوجية الحديثة.
مميزات الفصول الافتراضية
تقدم الفصول الافتراضية مجموعة من المميزات للمعلمين والمتعلمين في العملية التعليمية ححدها كل من (العضايلة، 2019؛ الدسيماني والسيف، 2018؛ سيد، 2017؛ العمري، 2017) كالآتي:
بالنسبة للمعلمين:
1. بناء المحتوى التعليمي وسهولة إدارته: يمكن تزويدهم بالعديد من الأدوات المتاحة لإنشاء محتوى تعليمي وتوضيح المشاركين في بناءه من خلال طريقة سهلة بدون أي معرفة بلغة البرمجة عند إنشائها، بالإضافة إلى تزويد المتعلمين بمعلومات حول محتوى التعلُّم والأنشطة التعليمية والواجبات المنزلية والتمارين المختلفة، وكذلك إجراء المناقشات والتحاور بين المعلمين والمتعلمين أو بين بعضهم البعض، ويمكن أيضاً الاعتماد عليها في عمليات التقييم الشهرية وتقديم النتائج بشكل فوري.
2. التحديث والتطوير وتوفير المصادر التعليمية: يمكن أن تساعد المعلمين على تطوير وتحديث المحتوى التعليمي المقدم للمتعلمين بصفة دورية بما يتوافق مع أي تغييرات في مجالاتهم المهنية والتخصصية، عن طريق تجميع المحتوى وتنظيمه لبناء منهج تعليمي متكامل وشامل، وعرضها وتطويرها، مما يساعد المعلمون في استخدامها كموارد تعلُّم إلكترونية داخل الفصول الافتراضية، كذلك توفير وإنشاء المصادر التعليمية والوسائط التفاعلية للمتعلمين لاستخدامها في أي زمان ومكان.
3. التقويم والتقييم: إمكانية الاعتماد عليها في اقتراح واستحداث طرق تقويم وتقييم جديدة، وعلى سبيل المثال يمكن من خلالها طرح أسئلة متعددة الخيارات، وأسئلة الصاح والخطأ، أو التواصل.
4. عرض تقديم التقارير: تساعد المعلمين على عرض وتقديم تقارير مؤجزة وإحصائية عن المتعلمين بالتغذية الراجعة والتقييم الفوري.
5. توظيف مصادر التعلُّم: يمكن من خلالها توظيف جميع مصادر التعلُّم الرقمية بأسلوب سلس، مثل ملفات البوربوينت والأشكال والرسوم التوضيحية، والفيديوهات والرسوم المتحركة.
6. القدرات والاستعدادات الرقمية: الاستفادة بشكل كامل من القدرات والاستعدادات والتجهيزات الرقمية للمتعلمين، والتي قد لا تستطيع الفصول الدراسية التقليدية توفيرها.
بالنسبة للمتعلمين
تكمن مميزات الفصول الافتراضية لهم كما حددها (عبدالرحيم، 2019؛ الديسماني والسيف، 2018، آل المبارك، 2018) كالآتي:
1. مهارة الاتصال: ساعد على تحسين مهارات الاتصال لدى المتعلمين، وجعلهم اجتماعين بكشل واضح، وكسر عزلتهم الانطوائية من خلال التفاعل مع الزملاء الآخرين، والكشف عن أفكارهم، لتمكنهم من تطوير مهارات الاتصال العميق وتعميق فهمهم لاستخدام التقنية في التعليم.
2. التواصل والمشاركة الإيجابية النشطة للمتعلمين في العملية التعليمية: وذلك من خلال فهم دور كل متعلم والمهام التي يقوم بها، ومشاركة الجميع في الإجابات من خلال ما يسمى لوحات المناقشة وأدوات الاستفتاء، ويمكن كذلك تبادل الملفات والتطبيقات ومشاركة المواقع والدردشة الصوتية، كما تساعد الكاميرا أيضاً على التواصل البصري وفهم ما يحدث داخلها.
3. صقل القدرة الدراسية والتقنية للمتعلم وزيادة التركيز مع المعلم: لأنه إذا لم يكن راغباً بالتواصل فلن يشعر بوجود متعلمين آخرين. أن تزويدهم بالمهارات الدراسية والتقنية بطريقة منسقة ومريحة للحصول على الموارد والمهام، والتفاعل مع المعلمين والزملاء، يشعرهم بالارتياح مما يجعلهم نشطين دائماً، وأكثر قدرة على استخدام التقنية بشكل أفضل.
4. المرونة: يمكن للمعلم اختيار الوقت والمكان المناسب على حسب ظروفه الخاصة، والموضوع التعليمي الذي يريد دراسته، مما يشعره بالارتياح عند التعلُّم، واستيعاب المزيد من المادة التعليمية، والقدرة على أرشفة الحصص الدراسية وإرسالها وتبادلها أو حفظها.
5. التكامل التقليدي: إمكانية الاعتماد عليها كوسيط مساعد للتعليم التقليدي والتكامل بينهما.
يتضح مما سبق تفرد الفصول الافتراضية بمنح المتعلمين الفرصة للمشاركة في الحلقات النقاشية، والمحاضرات الدراسية في الوقت الملائم للظروف الخاصة بهم، ويمكن تسجيل المحاضرات في أشكال صوتية أو فيديو واسترجاعها وقت الحاجة، والعودة إليها أكثر من مرة لاكتساب أقصى قدر من الفهم، وتقديم التغذية الراجعة والتعزيز الفوري لهم أثناء عملية المشاركة، ويمكن أيضاً أن يسهل على المعلمين استخدام وتوظيف الموار الإلكترونية التفاعلية من خلال الفصل الدراسي في عملية التعليم والتدريس، وتقسيم المتعلمين إلى مجموعات، وإنشاء فصول دراسية، وإجراء التعلُّم التشاركي أو الفردي.
مقارنة الفصول الإفتراضية بالفصول التقليدية
تتعدد الكثير من المفارقات والاختلافات بين الفصول الافتراضية والفصول التقليدية، أو التدريس وجهاً لوجه وقد أوضح كل من (الدسيماني والسيف، 2018؛ الغامدي، 2018؛ Aljadili, 2014) عدداً من الاختلافات تمثلت في الآتي:
1. المقررات والمناهج: سواء كانت تقليدية أو افتراضية حيث تختلف طبيعة المناهج والمقررات التعليمية التي تستخدم في الفصل الافتراضي كونها تحتوي على العديد من الوظائف، مثل إجراء الأنشطة التفاعلية والأنشطة المعرفية، ودراسة المعارف، وتسمح للمعلمين بتلبية الاحتياجات التعليمية المختلفة للمتعلمين والتي تختلف عن الفصول والمقررات والمناهج التقليدية.
2. بيئة التعلُّم: في الفصل الدراسي الافتراضي يعقد المعلمون اجتماعات عبر الإنترنت بصورة تزامنية، ويتم تشجيع المتعلمين على التعامل مع التحديات التي يواجهونها، بينما لا يتم ذلك في المدارس والبيئات التقليدية.
3. التقييم: في الفصول التقليدية يقوم المعلمون بتقييم المتعلمين بصورة فردية بناءً على أوراق الاختبارات الخاصة بهم، بينما في الفصول الافتراضية يتم إجراء التقييم بواسطة الكمبيوتر نفسه، أي التقييم الإلكتروني.
4. المهارات الفنية: لا يتعين على المعلمين في الفصول التقليدية التعامل مع المعرفة والوسائل التقنية عالية المستوى، بينما في الفصول الافتراضية، يجب عليهم المشاركة في بعض الدورات الإلكترونية لإتقان المهارات والمعرفة، لتمكينهم من التعامل مع التحديات المحتملة التي تواجههم.
التحديات التي تواجه التعلُّم بالفصول الافتراضية
تواجه الفصول الافتراضية واستخدامها في العملية التعليمية الكثير من الصعوبات والتحديات والتي أوضحها كل من(البهنساوي، 2019؛ الديسماني والسيف، 2018، العمودي، 2015) كالآتي:
1. المهارات التقنية: يتطلب أن يكون لدى المعلم الكثير من المعرفة والكفاءة في التعامل مع برمجيات الفصول الافتراضية، والتعامل مع المتعلمين من خلال هذه البرامج وتوفير المحتوى الدراسي أيضاً، ويحتاج المعلم أيضاً إلى المهارات التقنية لتمكنه من استخدامها والتعامل معها.
2. التدريب العملي: في بعض الحالات قد لا يكون التدريب مناسباً لأن بعض التمارين تتطلب من المتعلمين التفاعل الجسدي مع أدوات وعناصر ومواقف تعليمية معينة، وهي غير مناسبة للمحاضرات التي تتجاوز مدتها الساعتين؛ لذلك يتم تقسيم محتوى التدريب والتعليم إلى إجزاء صغيرة، لأن هذا هو الحل الأمثل.
3. التحفيز وجزب الانتباه: صعوبة التأكد من أن الجميع يستمع إلى الشرح عكس الفصول التقليدية، كما أنّ هناك صعوبة في آليات الحوافز المؤثرة لجزب انتباه المتعلمين، ويجب الإشارة إلى أن هناك آليات تحفيز أُخرى، والعديد من الطرق للحفاظ على انتباههم والتأكد من مشاركتهم، لكنها أصعب بكثير من الفصول الدراسية التقليدية.
4. محدودية الوقت: الحضور من خلالها يكون مقتصراً على وقت زمني محدد، نظراً إلى كون الأنشطة فيها تزامنية، حيث أن جميع المتعلمين بحاجة إلى أن يجتمعوا في نفس القت.
5. المحتوى: يجب توفير محتوى دراسي مناسب للنشر على الموقع بلغة يمكن للمعلمين فهمها.
6. الكوادر المادية والبشرية: عدم توافر الكوادر البشرية المؤهلة من المبرمجين ومصممي التعليم والمعلمين اللازمين لإدارة تشغيل الفصول الافتراضية، وعدم وجود نظام إدارة ومتابعة النظام، كذلك الحاجة إلى أجهزة متطورة وتحديثها بشكل مستمر تبعاً للتحديثات المتتالية في البرامج.
7. التفاعل الإنساني: بالمقارنة مع التفاعل في الفصول التقليدية، يوجد ضعف في التفاعل الإنساني مع المعلم وبين المتعلمين في الفصول الافتراضية، مما زاد عدد المتسربين، وقد يكون هذا بسبب نقص المعلمين الذين يتفاعلون معهم بشكل مباشر، ويشجعونهم مما يسهل عملية الانسجام.
8. مبدأ التغير: يقاوم المعلمون فكرة استخدامها، لأنه يصعب عليهم قبول وغرس فكرة التخلي عن التعلُّم بالتلقين والحفظ، ويصعب عليهم الايمان بفكرة المشاركة الفعالة في التعلُّم.
في ضوء التطور التقني في العصر الحالي إضافة إلى التوسع المستمر في البنية التحتية التقنية في جميع دول/ ومناطق العالم، فإن البرمجيات العربية توفرت بالفعل بشكل واسع وضخم، لذلك سيتم التغلب على العديد من التحديات والمشاكل، خاصة بعد وباء كورونا وارتفاع مستويات انتشار الثقافة الرقمية.
صورة التدوينة
أبرز نظريات التصميم التعليمي
نظرية ميرل للعناصر التعليمية
هي نظرية شاملة صاغها ديفيد ميرل في بدايات ثمانينيات القرن العشرين الميلادي، وتقوم فكرة النظرية على أساس تنظيم محتوى المادة التعليمية على المستوى الأصغر الذي يتناول عدداً محدوداً من المفاهيم أو المبادئ أو الإجراءات التعليمية .
فرضيات النظرية:
الفرضية الاولى:-
تتم عملية التعلُّم ضمن إطارين هما: عرض المادة التعليمية شرحاً وتوضيحاً، والسؤال عن هذه المادة التعليمية أو اختيارها.
الفرضية الثانية:-
إن نتائج التعلُّم يمكن تصنيفها بناءاً على مسارين هما: نوع المحتوى التعليمي المراد تعلمه، ومستوى الأداء المتوقع إظهاره من قبل المتعلّم.
مكونات النظرية:
أ/ نوع المحتوى التعليمي:
يتكون المحتوى التعليمي المراد تعلُّمه وفقاً لنظرية ميرل من العناصر الأتية:
1.الحقائق: وهي عبارة عن مجموعة من العناصر المرتبطة فيما بينها إرتباطاً عشوائياً في بادي الأمر إلى أن تصبح حقائق.
2.المفاهيم: هي مجموعة العناصر التي تجمع بينها صفات مشتركة بحيث يمكن إعطاء كل عنصر من عناصرها نفس الإسم.
3.المبادئ: وهي تمثل العلاقة السببية التي تربط بين متغيرين أو أكثر بحيث تصف التغير فيما بينها.
4.الإجراءات: وهي مجموعة الخطوات المتسلسلة بنسق وترتيب معين بحيث تقود إلى هدف محدد.
ب/ طرق التدريس:
يقصد بها تلك الأساليب التعليمية التعلمية التي يتم اتباعها لعرض المحتوى التعليمي. ويتم بذلك عن طريق عرض المعلومات ثم تعرض الأمثلة بعد ذلك أو عن طريق عرض الأمثلة والتي يتم الوصول منها إلى المعلومات.
ج/ مستوى الأداء
يُعنى به ذلك السلوك الذي من المتوقع أن يقوم به المتعلم في نهاية عملية التعلُّم، ويمكن تصنيفه إلى ثلاثة مستويات: مستوى التذكر، ومستوى التطبيق، ومستوى الإكتشاف.
نظرية ريكليوس التوسعية
وهي عبارة عن نظرية وصفها العالم شارلز ريكليوث في عام 1983م، وقد بُنيت فكرتها على أساس تنظيم وتعليم محتوى المادة التعليمية على المستوى الأكبر الشامل الذي يتناول المفاهيم أو المبادئ أو الإجراءات التي تكون وحدة دراسية أو مقرراً دراسياً بحيث يتم تعلُّمه خلال فصل دراسي أو عام دراسي.
فرضيات النظرية
الفرضية الأولى:-
إن اختيار المحتوى التعليمي وتنظيمه يتم بتسلسل منطقي يبدأ من العام إلى الخاص بحيث يساعد ذلك على تكوين بناء معرفي لدى المتعلم.
الفرضية الثانية:-
يبدأ عرض المحتوى بمقدمة شاملة لأهم الأفكار الرئيسية ثم تفصيل محتويات هذه المقدمة على عدة مراحل على أساس حجم محتوى المادة التعليمية ومدى صعوبتها.
عناصر النظرية:
1. المقدمة الشاملة: عبارة عن الأفكار الرئيسية التي يتضمنها محتوى المادة التعليمية المراد تنظيمها.
2. المقارنة الشاملة: وهي تمثل العملية التي يتم بموجبها إجراء مقارنة بين الموضوع الجديد المراد تعلُّمه بما يتضمنه من مفاهيم ومبادئ وإجراءات وموضوع آخر مألوف لدى المتعلم .
3. التفصيل الأول: وهو عبارة عن تفصيل الأفكار التي وردت في المقدمة الشاملة.
4. التفصيل الثاني: وهو عبارة عن تفصيل لما ورد في المستوى الأول.
5. التفصيل الثالث: وهو عبارة عن تفصيل لما ورد في المستوى الثاني.
6. التلخيص: عبارة عن عرض مختصر لما ورد في المحتوى التعليمي، وهو نوعان تلخيص داخلي يتم إجراؤه في نهاية كل محاضرة وتلخيص خارجي للأفكار التي يتم تدريسها في عدة محاضرات.
7. التركيب والتجميع: وهو عبارة عن عملية يتم بموجبها توضويح العلاقات التي تربط بين الأفكار الرئيسية للمحتوى. وهو نوعان داخلي بحيث يُظهر العلاقات بين الأفكار الجديدة التي يتم تدريسها ضمن المحاضرة، وآخر متضمن يظهر ارتباط الأفكار الجديدة مع الأفكار التي يتم تدريسها في عدد من المحاضرات.
8. الخاتمة الشاملة: يقصد بها عملية توضيح العلاقات الخارجية التي تربط بين الأفكار الرئيسية للمحتوى التعليمي.
صورة التدوينة
شاشات العرض التعليمية
تعتبر شاشات العرض من العناصر المهمة لنجاح عملية العروض الضوئية ومشاهدة المواد المعروضة بشكل جيد فضلاً عن تحسين عمليات المشاهدة، وهي شاشات عرض متنوعة، واختيار نوع الشاشة المناسبة لمكان العرض أمر يتوقف على الشكل الهندسى لحجرة العرض؛ فالحجرة المربعة الواسعة تتطلب نوعاً من شاشات العرض غير الحجرة المستطيلة الضيقة.
أ‌- أنواع الشاشات من حيث الأتي:
ب‌- 1. حسب مرور الضوء
1. أ/ معتمة ب/ شفافة
ت‌- 2. حسب درجة زاوية الرؤية:
أ/ ذات زاوية مشاهدة (رؤية) واسعة ب/ ذات زاوية رؤية ضيقة
ث‌- 3. حسب التأثر بدرجة الإضاءة:
أ.شاشة تعمل في إضاءة كاملة ب/ شاشة تعمل في إضاءة متوسطة
ج‌- 4. حسب درجة عكس الضوء:
أ/ شاشة يعكس سطحها الضوء بكمية كبيرة ب/ شاشة يعكس سطحها الضوء بكمية متوسطة
ج/ شاشة يعكس سطحها الضوء بكمية قليلة.
وتعتبر شاشة العرض المعتمة الأكثر شيوعاً واستخداماً في قاعات التدريس والتدريب وتصنف إلى الانواع الأتية:
1.الشاشة المحببة:
عبارة عن شاشة يعكس سطحها الأبيض اللامع أكبر قدر ممكن من الضوء مقارنة بغيرها، إذ يغطي بحبيبات صغيرة من الزجاج تعمل على زيادة السطح الذي يعكس الصورة المعروضة.
ومن عيوب هذه الشاشة أن زاوية الرؤيا فيها صغيرة (25) درجة لأنها لا تعمل بحكم مكوناتها على نشر الضوء على جميع سطح الشاشة حيث يرتكز الضوء في المنتصف ويقل بإتجاه الطرفين، لذا فهي أكثر ملائمة للاستعمال في الحجرات الدراسية الضيقة الطويلة (المستطيلة)
2.الشاشة الملساء (السطحية):
عبارة عن شاشة ذات سطح أملس يُطلى أحياناً بالألمنيوم تعكس الضوء ولكن بدرجة أقل من سابقتها وتمتاز بزاوية رؤية أكبر (45 درجة علي الجانبين) لأن سطحها يساعد علي انتشار الضوء علي الشاشة كلها وبدرجة انعكاسية كاملة لذا تستخدم في حجرات الدراسة المربعة الواسعة حيث تسمح بالرؤية للجالسين في أطراف المدرجات وتمثل أكبر الأنواع شيوعاً .
3.الشاشة المتموجة :
عبارة عن شاشة ذات سطح متموج توفق بين صفات النوعين السابقين إذ تعكس الضوء بدرجة أكبر من المسطحة كما أن زاوية الرؤية فيها أكبر من المحببة، ويغلب استخدامها في القاعات التي يصعب إعتامها بشكل كامل .
4.الشاشات البلاستيكية:
عبارة عن شاشة مدهونة بماء الفضة حتي تصبح نصف شفافة وعليه لاتصلح في حالة العروض الأمامية، وتتميز بإمكانية العرض عليها في ظل ظروف الإضاءة العادية إلا أن مساحة الصورة المعروضة عليها محدودة.
ح‌- 5. حسب موقع العرض:
1. أ/ شاشة عرض امامي ب/ شاشة عرض خلفي
فى العرض الأمامى نجد أن جهاز العرض يوجد أمام شاشة العرض ويكون المشاهد بين شاشة العرض وجهاز العرض أما في حالة العرض الخلفي يكون جهاز العرض خلف شاشة العرض ، وتكون الشاشة بين الجهاز والمشاهدين .
ومما سبق يمكن أن نستنتج أن الشاشات التى تعكس الضوء الساقط عليها تكون معتمة أما الشاشة التى تسمح بمرور الضوء فهى شفافة .
تصنيف شاشات العرض في ضوء عدة أسس نوجزها فيما يلي:
العرض الأمامي :
في هذا النوع تسقط الصورة على سطح عاكس بحيث يكون الجهاز أمام الشاشة .
العرض الخلفي :
فيه تسقط الصورة علي سطح بلاستيكي أو زجاجي نصف شفاف بحيث يوضع الجهاز خلف الشاشة.
مقاس شاشة العرض :
هناك عدة مقاسات لشاشات العرض نذكر منها:
1.المستطيل: مثل30x40 بوصة أو6x8 قدم.
2.المربعة مثل 70x70 بوصة أو 10x10قدم.
ويمكن اختيار كل من النوعين علي حسب القاعة وحجم المجموعة المشاهدة ونوع العرض.
في العادة تكون شاشة العرض مستطيلة وتكون نسبة الطول إلى العرض 3 : 4 ويجب أن نذكر هنا أن مقاس الشاشة يشار إليها عن طريق مقاس عرضها فقط في معظم الأحيان، ولقد وجد أن عرض الشاشة المناسبة لحجرة ما يجب أن يساوي 1/6 طول الحجرة إذا كان الصف الأخير من المشاهدين يجلس في نهاية الحجرة .
مكان شاشة العرض وجهاز العرض والسماعة :
موقع ومكان وضع الشاشة:
توضع الشاشة أمام المشاهدين في مكان متوسط من الحجرة وعلى خط مستقيم مع جهاز العرض وعلي ارتفاع مناسب من الأرض بحيث يكون أسفل الشاشة على خط مستقيم مع مستوى نظر المشاهدين أو أعلي قليلاً.
يجب وضع شاشة العرض في أظلم مكان داخل حجرة العرض ، ولاعتبارات عملية يجب أن توضع الشاشة دائماً في مقدمة الحجرة ويراعى أن لا تكون الشاشة عالية جدا مما يضطر المشاهدين إلى رفع رؤوسهم ويشعرون بالإرهاق.
وبالنسبة لجهاز العرض فيجب أن يوضع أمام شاشة العرض وغالباً ما يكون في نهاية الحجرة ويلاحظ أن المسافة بين جهاز العرض والشاشة تعتمد على عدة عوامل منها: حجم الصورة المراد عرضها على الشاشة، نوع الجهاز، البعد البؤري للعدسة المستخدمة في الجهاز، فمثلاً نجد أن المسافة بين جهاز العرض للسبورة الضوئية والشاشة الصغيرة إذا قورنت بالمسافة بين جهاز عرض الشرائح أو جهاز عرض الأفلام الثابتة أقل من المسافة بين جهاز عرض الأفلام المتحركة والشاشة، وكقاعدة عامة تكون المسافة بين أجهزة عرض الأفلام المتحركة والشاشة ثابتة .
وعند وضع الجهاز أمام شاشة العرض لابد أن يصنع الشعاع الضوئي الساقط من الجهاز على شاشة العرض زاوية 90 درجة مع سطح الشاشة وإذا لم يتحقق ذلك فسوف يحدث ما يسمى بظاهرة التشويه. لابد أن نجعل العدسة موازية لشاشة العرض. والجدير بالذكر هنا أن بعض شاشات العرض معدة إعداد خاص للتغلب على هذه الظاهرة ولكنها مكلفة بعض الشيء عن الشاشات الغير معدة لذلك. ويجدر بالذكر أيضاً أن هذه الظاهرة كثيرة الحدوث عند استخدام جهاز العرض فوق الرأس.
ترتيب مقاعد المشاهدين :
عند ترتيب مقاعد المشاهدين أمام شاشة العرض لابد أن نأخذ في اعتبارنا نوع هذه الشاشة وعرضها، فنوع الشاشة يحدد مدى تطرف المقاعد الجانبية وعرض الشاشة يحدد بعد أول صف وبعد آخر صف عنها . ولابد أن نذكر هنا أن عدد مقاعد كل صف من الصفوف يكون مختلفا عن عدد مقاعد باقي الصفوف وكقاعدة عامة يجب أن نقول أن طول كل صف يجب ألّا يزيد على ثلثي المسافة بين هذا الصف وشاشة العرض فإذا كان الصف الأخير يبعد عن شاشة العرض بمسافة 12 متر فإن طول هذا يجب أن يكون 8 متر .

إظلام حجرة العرض :
لا يمكن استخـدام المـواد التعليمية المعروضـة علـى الشاشة فى أى حجرة ما لم يتم إظلام الحجرة، فالحجرة المظلمة تؤدى إلى تحسين نوعية الصورة المعروضة ولقد ظهر حديثا نوع من الشاشات التى يمكن العرض عليها فى ضوء النهار العادي، كما أن بعض أجهزة العرض تزود بمصابيح خاصة (ذات واط مرتفع ) بحيث يمكن القيام بعملية العرض فى الضوء العادي، ويمكن تحقيق الإظلام فى حجرة العرض باستخدام الستائر بأنواعها المختلفة فيمكن استخدام الستائر الجرارة ذات القطعة الواحدة التى تعلق بالقرب من سقف الحجرة، ويمكن استخدام الستائر ذات القطع المتعددة، ويجب أن يراعى فى هذه الحالة أهمية تداخل القطع بعضها البعض كما يمكن استخدام الستائر البلاستيكية ذات الفتحات المستعرضة .
التهوية:
عند إظلام الحجرة لابد أن نأخذ فى اعتبارنا ضرورة تهويتها وتجديد الهواء داخلها، فيجب أن نسمح بدخول (قدم مكعب من الهواء على الأقل فى الدقيقة الواحدة للطالب الواحد ومن هنا فلابد أن لا تعطي الستائر فتحات التهوية الموجودة فى الحجرة والمخصصة لذلك أو يجب أن تترك أجزاء من الشبابيك مفتوحة لهذا العرض ) .
صدى الصوت:
قد يحدث تشويه للصوت المستخدم أثناء عرض المواد التعليمية التى يصحبها الصوت نتيجة لانعكاس الضوء من السبورة أو أى سطح صلب آخر داخل حجرة العرض وفى هذه الحالة يلزم علاج الموقف عن طريق تغطية مثل هذه الأسطح بواسطة المواد التى تمتص الصوت فيمكن استعمال الستائر والأقمشة الجوخ أو أخشاب السيلوتكس.

صورة التدوينة
جهاز عرض البيانات (Data show projector)

يعد هذا الجهاز من أحدث وأهم أجهزة العروض الضوئية، لذا فقد دخل الميدان التربوي منذ زمن ليس ببعيد، لما يتوفر فيه من مزايا متعددة تتناسب واحتياجات الخبراء والمشرفين والمعلمين والعاملين فى مجال التدريب عامة من خلال تقديم عروض مبتكرة بالصوت والصورة ذات الجودة العالية .
تعريف جهاز عرض البيانات
هو جهاز يتم توصيله بالحاسوب أو جهاز الفيديو أو التلفزيون أو أجهزة DVD فيقوم بعكس و تكبير مخرجات الجهاز على شاشة العرض.
مسميات الجهاز:
- جهاز عرض البيانات والفيديوVideo Projector
- جهازLCD
- جهاز عرض الوسائط المتعددة (Multimedia Projector).
مكونات الجهاز:
1 -لوحة المفاتيح Keyboard
2- حلقة التكبير و التصغيرZoom Ring
3- حلقة التعديل البؤري focus Ring
4- منفذ الكهرباء Power cord connector
5- زر مشغل الكهرباء Power Button
6- لوحة التوصيل Connector Panel
7- مخرج الصوت/ السماعات Speaker
المكونات الداخلية:
1- عدسة يمكن خفضها ورفعها بسهولة.
2- مصباح ضوئي قوي.
3- مروحة لتبريد الجهاز من الحرارة الناتجة عن المصباح.
خطوات استخدام جهاز الفيديو بروجكتر:
نظراً لتعدد الشركات المنتجة لهذا الجهاز هناك اختلافات فى وضعية بعض مفاتيحه، وبشكل عام يمكن اتباع الخطوات التالية عند استخدام هذا الجهاز وهي :
- قراءة دليل استخدام الجهاز المرفق مع كل جهاز للتعرف على وظيفة كل مفتاح فيه، وتجنب المحاذير المدونة فيه.
- التأكد من فرق جهد التيار الكهربائي الذي يعمل عليه الجهاز.
- وضع الجهاز في مكان مناسب بعيدأً عن حركة الطلاب.
- وصل الجهاز مع الحاسوب ثم تشغيل جهاز العرض والحاسوب، ولاحظ إسقاط الضوء أو المعلومة على شاشة العرض وتوضيح الصورة على الشاشة بالطرق المناسبة.
- عرض الموضوع على الطلاب حتى الانتهاء.
- إغلاق الجهاز والحاسوب وتركه فى مكانه وعدم تحريكه خوفاً من احتراق المصباح الكهربائي للجهاز.
- بعد توقف مروحة المصباح عن العمل يجب حفظ الجهاز في المكان المخصص له .
مميزات الجهاز:
- يمكن وصله باجهزة الحاسوب الشخصية والمحمولة وجهاز الفيديو وجهاز القنوات الفضائية وجهاز العارض البصري.
- يعطي صورأ مكبرة ذات ألوان فائقة الجودة
- يساعد المعلم بعرض مادته بشكل متسلسل وجذاب.
- سهول حمله لخفة وزنه ، وسهولة تشغيلة واستخدامه.
- إشاعة روح التعاون والتنافس بين مجموعات الطلاب إذا كلفهم المعلم بانتاج وحوسبة برمجيات تخدم أهدافاً محددة.
تعليمات وإرشادات التعامل مع جهاز عرض البيانات
1- يرجى إطفاء الجهاز بضغط زرالإغلاق (OFF) الموجود على الجهاز أو الريموت و عدم سحب سلك الكهرباء من القابس مباشرة.
2- لا تلمس الجهاز بيدين مبللتين، وأبقيه بعيداً عن الغبار والدخان والرطوبة والمصادر القابلة للاشتعال .
3- لا تعرض الجهاز لدرجات حرارة متغيرة سواء البرودة الشديدة أو الحرارة الشديدة .
4- عدم إبقاء الجهاز موصولاً بالكهرباء في حالة عدم استخدامه لعدة أيام
5- عدم تغطية ثقوب التهوية الموجودة على الجهاز .
6- الحرص على وضع الجهاز على سطح صلب و مستوي، والحفاظ عليه من السقوط .
7- لتنظيف عدسة الجهاز، استخدم محلول تنظيف العدسات أو الكحول على قطعة قماش ناعمة ويكون تنظيف العدسة من الوسط إلى الخارج مع عدم وضع المحلول مباشرة على العدسة، وعدم استخدام محاليل كيميائية أو مناديل ورقية في التنظيف .
8- لا تنظر مباشرة إلى العدسة عندما يكون الجهاز في وضع التشغيل و لا تعرض الجلد مباشرة لضوء العدسة .
9- أحرص على عدم تعليق الجهاز بالسقف إلا عن طريق الفني المختص .
10- في حالة عدم ثبات الصورة اضغط زر Auto Image أو زر Image Sync إن وجد، في حال عدم وجوده عدّل وضوح شاشة الكمبيوتر ( Resolution ) لتكون متوافقة مع وضوح شاشة جهاز العرض .
11- في حالة عدم ظهور الصورة نهائياً تأكد من الأتى:
- توصيل الكهرباء بملاحظة ضوء التشغيل الأخضر.
- المصباح الموجودة في حالة firing ..
- الكيبل متصل بجهاز الكمبيوتر.
عيوب الجهاز
1- لابد من إعتام غرفة التعلم
2- لابد من تواجد شاشة عرض في مكان العرض
صورة التدوينة
بعض المعايير المهمة في التعليم الإلكتروني
التعلم الإلكتروني والمعيارية :
من أهم عناصر التعليم الإلكتروني: أنظمة إدارة التعلم والتي تعرف بأنها : برامج صممت للمساعدة في إدارة ومتابعة وتقييم التدريب والتعليم المستمر ومن خلالها يتم عرض المحتوى التعليمي، وأيضا المنتجات التعليمية والتي يفترض أن تكون قائمة بذاتها أي يمكن استعمالها والاستفادة منها في تطبيقات ودروس أخرى وفي محيط آخر.
ماسبق يُلزم منشئي المحتوى الرقمي ومطوريه بعنونته وتعريفه وفهرسته باستخدام مواصفات خاصة تمكن من استخدامه والتعرف عليه من مختلف أنظمة إدارة التعلم.
إذاً هذه المعايير أو المواصفات تساهم حل الكثير من مشكلات التعلم الإلكتروني إذ تقوم بتوفير الوقت والجهد والمال في عملية تطوير الوحدات التعليمية التي تمثل اللبنة الأولى في بناء المقررات الإلكترونية، وتسهيل تبادلها وتنقلها بين النظم المختلفة, بالإضافة إلى أنها أسهمت في عدم الحاجة إلى التزامن في برامج التعلم عن بعد حيث يمكن توصيل التعليم ومراقبته دون ضرورة اجتماع المتعلمين في زمان محدد.
وأخيراً الحديث عن أهمية المعيارية في التعليم الإلكتروني ملازم للحديث عن التعلم الإلكتروني لما تملكه المعيارية من انتاج تعليم إلكتروني مميز.
المقصود بالمعايير: عرفتها اللجنة الاستشارية لسياسة المعايير الوطنية us-nspac بـأنها مجموعة محددة مسبقاً من القواعد والشروط أو المتطلبات المتعلقة بتعريف المصطلحات وتصنيف المكونات و تحديد الإجراءات أو المواد أو الأداء، وتخطيط العمليات، القياسات الكمية أو الجودة لتوصيف المواد أو المنتجات أو الأنظة، الخدمات أو الممارسة. هذه القواعد والشروط والمتطلبات تعد وثيقة تأسست بالإجماع وصادقت عليها هيئة معترف بها، تطبق هذه الوثيقة في حال الاستخدام العام والمتكرر.
ومجال التعليم الإلكتروني ومايحتويه من محتوى تعليمي وأنظمة إدارة تعلُّم لايزال في طور النمو المتسارع والذي أدى إلى إحداث تغييرات متلاحقة في المجال مما يجعل المعايير المتعارف عليها حاليا لاترقى إلى درجة معيار مصادق عليه من قبل منظمة المعايير العالمية ISO فهي لاتزال بمثابة مواصفات أو إرشادات، إذ يشترط في المعايير الثبات والاستقرار، وهي درجة لم يصل إليها التعليم الإلكتروني بعد.
ظهرت العديد من المعايير الخاصة بالتعليم الإلكتروني مثل IEEE,IMS,SCORM,INCAN، جميع هذه المعايير وغيرها متشابهة إلى حد ما في متطلباتها إلا أن معيار سكورم والذي تبنته مؤسسة توزيع التعلُّم المتقدم اكتسب قبولا أكبر بين المهتمين بالتعليم الإلكتروني مما عجل انتشاره واعتماده في العديد من أنظمة التعلم.
معيار SCORM :
سكورم هي اختصار للجملة (Sharble Content Object Reference Model) أي النموذج المرجعي لمشاركة كائنات المحتوى.
يعد سكورم بروتوكول قياسي أساسي للتواصل بين المادة التعليمية المنفردة (SOC) ونظام إدارة التعلم.
نموذج سكورم هو إطار مؤسس على لغة XML ، تسمح هذه اللغة بقراءة البيانات من قبل الآلة وتبادلها، وتستخدم للتعريف والوصول للمعلومة عن المنتج التعليمي، ويمكن الاشتراك عن طريقها بين عدد متنوع من نظم إدارة التعلم.

أهداف معايير سكورم:
1. سهولة الوصول: إمكانية تحديد الموقع، والوصول للمحتوى التعليمي في أي مكان وفي أي وقت، وذلك بالسماح بالفهرسة والبحث عن الأشياء المبوبة بغض النظر عن النظام المستعمل.
2. التوافق: إمكانية استخدام المحتوى مع أنواع متعددة من الأجهزة وأنظمة التشغيل وأنظمة إدارة التعلم وبرامج الإبحار ومسيري قواعد البيانات.
3. القابلية للتكيف: إنتاج مادة صالحة لإجراء البحوث عليها وتحويلها إلى مادة تعليمية متوافقة مع احتياجات المؤسسات والأفراد التعليمية.
4. المتانة: عن طريق تطوير المحتوى مرة واحدة ثم استخدامه مرات عديدة على أنظمة مختلفة بأقل مجهود وبالتالي لايصبح المحتوى مرتبط بنظام واحد مما قد يعرض الاستثمارات في مجال المحتوى الإلكتروني للخطر.
5. إمكانية إعادة الاستخدام: إمكانية إعادة استخدام محتوى معد مسبقا لإنتاج محتوى جديد بدون جهد إضافي يذكر.
6. الاستمرار: إمكانية استمرار المحتوى وتطويره بغض النظر عن استمرارية لاستخدام البرامج التي تم انشاء المحتوى بواسطتها.
يمثل معيار سكورم واجهة الربط بين نظام إدارة التعلُّم والمحتوى التعليمي، وبالتالي فهو عبارة عن مجموعات من المعايير أو المواصفات التراكمية تنمو مع الوقت مجمعة من مختلف الجهات التعليمية والتقنية تكون في مجموعها مرجعاً فنيا لصناع المحتوى التعليمي، هذه المجموعات تندرج تحت مجموعة technical books وتتألف من :
النظرة الكلية: تتضمن رؤية عامة حول سكورم، وتصف علاقته بالمكونات الأخرى.
نموذج تجميع المحتوى: يتضمن مايلي:
- وصف العناصر المستخدمة في النظام التعليمي مثل أغراض المحتوى، ومصدرها، وحزمة المحتوى بالإضافة إلى ملف(mainfest).
- كيفية تحزيم هذه العناصر من أجل تبادلها بين الأنظمة.
- كيفية وصف هذه العناصر من أجل تمكين عملية البحث والاستكشاف.
- تعريف قواعد تسلسل هذه العناصر لأجل تمكين مستخدمي النظام للتوجه مباشرة للهدف المطلوب.
بيئة التشغيل للوحدات التعليمية Run Time Environment : تعتبر الواجهة التي تؤمن جلسة الحوار بين نظام إدارة التعلُّم وسكورم، ومن خلال تلك الجلسة يتم تأمين المحتوى المطلوب من قبل المستخدم.
يشتمل RTE على عنصرين هما :
Launch: وهي التي تعمل على تلبية طلب المستخدم، وتعمل على تحديد المحتوى الذي سوف يظهر للمستخدم.
Application Program Interface (API): تؤمن الاجراءات المتفق عليها والواجب تنفيذها لتمكين عملية الاتصال فيما بين سكورم وأغراض المحتوى (SCO).
التصفح والتتابع: يصف كيفية تعريف وتفسير حدوث التعاقب بين أنشطة التعلم، وكيف تتم متابعة تقدم المتعلم والابلاغ عن ذلك.
بعض المصطلحات المستخدمة في سكورم:
الموجودات (assets): هي المعلومات المراد إيصالها إلى المتعلم والمتداولة عبر تقنيات الويب مثل: النص والصورة وصفحات الويب وملفات الصوت والفيديو.
وهي المصادر التي يمكن أن تشترك مع كائنات المحتوى.
كائن المحتوى القابل للمشاركة(أغراض المحتوى) SCO: تمثل مواضيع المحتوى القابلة للمشاركة أدنى مستوى لمصادر التعلم يمكن استعماله من قبل أنظمة إدارة التعلم، وهو عبادرة عن مجموعة من الموجودات.
كائن التعلم (LO) : هو محتوى تعليمي منفصل يستخدم لتحقيق هدف تعليمي خاص، ويتسم الكائن التعليمي إلى أجزاء صغيرة يمكنها أن تكون كائنات تعلُّم مستقلة ويمكن استخدامها مع كائنات تعلُّم أخرى لتواجه متطلبات وحاجات متعلم ما في وقت ما وفي مكان ما، ويجب أن يكون كائن التعلم كائناً مستقلاً ذاتياً.
حزمة المحتوى content package : هي التي تتضمن أغراض المحتوى بالإضافة إلى ملف يتضمن معلومات تبين كيفية معالجة أغراض المحتوى.
Extensible Markup Language (XML): هي لغة الترميز القابلة للامتداد أو الموسعة، وتم اعتمادها كلغة ترميز قياسية، وتستخدم في وصف وتخزين وتنظيم البيانات ومن أهم أهداف هذه اللغة الفصل بين شكل المحتوى وشكل العرض.


العلاقة بين قاعدة البيانات ونظام إدارة التعلُّم:
يتواصل نظام إدارة التعلُّم مع قاعدة البيانات من أجل تخزين وإيجاد المعلومة لأن المواد التعليمية المفردة لا تتواصل مباشرة مع قاعدة البيانات لذلك فهي تسأل أولاً نظام إدارة التعلُّم عبر بروتوكول سكورم عن هذه المعلومة.
مواصفات سكورم عبارة عن لغة اتصال بين طرفي العلاقة بين نظام إدارة التعلُّم وقاعدة البيانات، فعندما تكون المادة التدريببية جاهزة فإنها ترسل المعلومة لنظام إدارة التعلم من خلال بروتوكول سكورم، ومن ثم تقوم نظم إدارة التعلم بتخزين المعلومة في قاعدة البيانات عند الحاجة لذلك.
معيار Tin Can
تم تطوير SCORM منذ أكثر من عقد من الزمان. تغيرت الأوقات وتغيرت متطلبات المعلمين ، ولذلك تم تطوير Tin Can.
Tin Can هو واجهة برمجة تطبيقات مفتوحة المصدر تضيف بعض الوظائف الإضافية المطلوبة إلى SCORM وتزيد من القيود المفروضة على المواصفات القديمة، وتشمل المزايا الإضافية التي تقدمها Tin Can:
البساطة، والتدابير الأمنية الإضافية، والقدرة على تشغيل دورات تدريبية خارج LMS ، ودعم أفضل للتعلم في وضع عدم الاتصال، ودعم الجوّال، وتقارير أكثر احتمالية.
تطوير Tin Can هو مشروع مستمر لذلك يجب أن نتوقع المزيد منه في المستقبل.
صورة التدوينة
التعلم المعكوس (المقلوب)
مفهوم التعلُّم المعكوس
بالرغم من أن التعلُّم المعكوس هو مفهوم حديث ما زال يتشكل إلا أن فكرته وبساطته تتعلق بأن ما يتم عمله في البيت ضمن التعليم التقليدي يتم عمله خلال الحصة/ المحاضرة الصفية وأن ما يتم عمله خلال الحصة/ المحاضرة الصفية في التعليم التقليدي يتم عمله في البيت، فيكون تعرض الطالب للمادة الدراسية خارج الحصة الصفية سواء من خلال فيديو تعليمي يقوم المعلم بتسجيله لشرح درس معين أو قراءات تتعلق بموضوع الدرس.(Bram, 2013).
يتم تحويل الحصة أو المحاضرة التقليدية ضمن التعلُّم المعكوس من خلال التكنولوجيا المتوفرة والمناسبة إلى دروس مسجلة يتم وضعها على الإنترنت أو دروس مقروءة بحيث يستطيع الطلاب الوصول إليها خارج الحصة الصفية لإفساح المجال للقيام بنشاطات أُخرى داخل الحصة مثل حل المشكلات والنقاشات وحل الواجبات، فهو تعلُّم تحل فيه التكنولوجيا مكان التدريس المباشر في الغرفة الصفية. وقد تأخذ التكنولوجيا في هذا السياق أشكالاً متعددة بما في ذلك الفيديو والعروض التقديمية والكتب الإلكترونية المطورة والمحاضرات الصوتية والتفاعل مع الطلاب الآخرين من خلال المنتديات الإلكترونية وغيرها.( Johnson& Freeman, 2014).
اتفق كل من سوندرز (Sunders, 2014) ولاج (Lage) وهنوفر (Hanover, 2013) على أن التعلُّم المعكوس هو استراتيجية تدريسية غير تقليدية يتم فيها تزويد الطلبة بأشرطة فيديو أو تسجيلات صوتية أو بصرية، ليتعرفوا إلى المفاهيم المطلوبة في البيت أو المكتبة، ويتوقع منهم بعد ذلك التعاون فيما بينهم من خلال النقاشات البيتية المباشرة أو عبر شبكات التواصل الاجتماعي حول ماسمعوه أو تعلموه، ثم اللقاء مع معلمهم في الصف ومناقشته حول المواد المسجله مسبقاً أو قيامهم بمشاريع جماعية فما هو متاح في الصف في التعليم المعتاد أصبح متاحاً في البيت في التعلُّم المعكوس والعكس صحيح.
خطوات تنفيز التعلُّم المعكوس
ليس هناك تصميم محدد لتنفيز التعلُّم المعكوس، إلا أنه توجد خطوات متفق عليها من قبل الجميع أوردها(الشرمان، 2015):
-إطلاع الطالب على المادة الدراسية خارج الحصة الصفية سواء من خلال فيديو تعليمي يقوم المعلِّم بتسجيله لشرح درس معين، أو قراءات تتعلق بموضوع الدرس، حيث يتم توجيه الطلاب إلى التركيز عليها.
- يقوم الطالب بتدوين الملاحظات والأسئلة ليتم مناقشتها مع المعلم أثناء الحصة المباشرة.
- في بداية الحصة يتم إعطاء الوقت الكافي لأسئلة الطلاب حول ما اطّلعوا عليه ( وقت الأسئلة والإجابة).
- يخصص الوقت بعد ذلك لإجراء نشاط معين (واحد أو أكثر) يتعلق بموضوع الدرس مثل مهمة بحثية أو تجربة مخبرية أو مهمة استقصائية حسب ما خطط له المعلِّم (تعلُّم نشط).
- يقوِّم المعلِّم ما تعلمه الطلبة.
- يتم تزويد الطلبة بفيديو جديد أو نص قرائي آخر لمفهوم آخر جديد كواجب بيتي لمتابعته في البيت وهكذا.
أما (Baker) فاختصر مستويات (أنماط) الصف المعكوس بطريقة متتابعة: التوضيح، التوسيع، التطبيق، الممارسة حيث يتم المستويان الأول والثاني في المنزل بينما يتم المستوى الثالث والرابع في الغرفة الصفية. في حين قسم بيشوب وفيلجر (Bishop & Verleger) التعلُّم المعكوس إلى قسمين(Bishop& verleger, 2013):
القسم الأول: التعلُّم الذاتي المبني على استخدام التكنولوجيا خارج الغرفة الصفية ( يتم استخدام وسائل التعلُّم الإلكتروني المتنوعة).
القسم الثاني: التفاعل البشري المتمثل بالأنشطة الصفية التي صممها المعلِّم وخصص الوقت المناسب في بداية الحصة لأسئلة الطلبة التي يتم من خلالها تأكد المعلِّم من أن الطلبة اطلعوا على المادة الدراسية المطلوبة، ونفذوا الأنشطة قبل الصفية ودونوا ملاحظاتهم أو استفساراتهم عنها.
مميزات التعلُّم المعكوس في العملية التعلمية
تطرق الباحثون إلى مميزات التعلُّم المعكوس في العملية التعليمية التعلمية ومن هؤلاء (الزين، 2015) التي ذكرت المزايا الآتية:
- ضمان الاستغلال الجيد لوقت المحاضرة.
- بناء علاقة جيدة واتصال أفضل بين المتعلمين أنفسهم وبين المتعلمين والمعلم سواء كان من خلال شبكات التواصل الاجتماعي المنوعة، أم من خلال قاعة المحاضرة.
- منح فرصة للمتعلمين للاطلاع على المحتوى قبل وقت المحاضرة.
- تشجيع المتعلمين على الاستخدام الأمثل للتقنية وأدوات التكنولوجيا بما يلائم صفات وخصائص الجيل الرقمي.
- تشجيع العمل التعاوني من خلال مجموعات النقاش التي تُجرى في القاعة الدراسية من خلال لقاءاتهم عبر شبكات التواصل الاجتماعي.
- إتاحة وقت القاعة الدراسية للتفاعل النشط والتركيز على مهارات التفكير العليا للمتعلمين.
- مراعاة الفروق الفردية للمتعلمين من حيث اختيار الوقت والزمان والسرعة المناسبة لهم لوقت تعلمهم.
أما اوفماير(Overmayer, 2012) فقد أضاف المزايا الآتية للتعلُّم المعكوس:
- يعزز التفكير الناقد والتعلُّم الذاتي وبناء الخبرات ومهارات التواصل والتعاون بين المتعلمين.
- يخلق هذا النوع من التعلُّم المتعة في العمل الجماعي داخل قاعة الدرس.
- يعد من أفضل أنواع التعليم القائم على التساؤل.
- مراعاة الفروق الفردية بين المتعلمين.
- يساعد المعلم على أداء دوره كمحفز ومساعد وموجه للمتعلمين.
- القدرة على الاحتفاظ بالمادة المرسلة عبر الأدوات التكنولوجية المختلفة وإعادة الاطلاع عليها ولأكثر من مرة لمن يرغب.
في حين لخص ميلارد (Millard, 2012) مزايا التعلُّم المعكوس في الآتي:
- منح المعلم الحرية والتكيف في موضوع الدرس.
- يستطيع المعلم إنشاء اتصال مباشر (في قاعة الدرس) أو غير مباشر (من خلال شبكات التواصل الاجتماعي) مع المتعلمين لتعميق فهم الموضوع الدراسي المطلوب.
- يخلق جواً يتكاتف فيه المتعلمون بروح الفريق.
- التركيز على أسلوب النقاش والحوار في قاعة الدرس.
- إنشاء رابطة تعاون قوية بين المتعلمين في قاعة الدرس الواحدة.
بعض الصعوبات التي قد تنشأ جراء تطبيق التعلُّم المعكوس
على الرغم من المميزات العديدة للتعلُّم المعكوس إلا أن البعض يرى أن هناك بعض الصعوبات التي قد تواجه عند تطبيقه في هذا المجال أشار ( الزين، 2015) إلى بعض المشكلات التي قد تنشأ نتيجة تطبيق التعلم المعكوس ومنها:
1- عدم تأهيل المعلمين تقنياً لإعداد مقاطع الفيديو أو تسجيل المحاضرات.
2- عدم امتلاك بعض الطلبة الوقت الكافئ لتحضير الدرس تحضيراً جيداً قبل وقت الحصة الصفية.
3- وقد يكون إعداد الفيديوهات المناسبة يتطلب وقتاً طويلاً وكفايات تكنولوجية عالية وقد يكون الحل لمثل هذه المشكلة الاستعانة بفيديوهات معدة مسبقاً قد تتواجد عبر المواقع الإلكترونية (Overmayer,2012)
صورة التدوينة
جوانب الاختلاف بين التعليم الإلكتروني والتعليم التقليدي

التعليم الإلكتروني التعليم التقليدي
1. يقدم التعليم الإلكتروني نوعاً جديداً من الثقافة هي "الثقافة الرقمية" التي تركز على معالجة المعرفة وتساعد المتعلم في أن يكون هو وليس المعلم محور العملية التعليمية. يعتمد التعليم التقليدي على الثقافة "التقليدية" التي تركز على إنتاج المعرفة ويكون المعلِّم هو أساس عملية التعلُّم.
2. يحتاج التعليم الإلكتروني إلى تكلفة عالية. لا يحتاج التعليم التقليدي إلى تكلفة.
3. لا يلتزم التعليم الإلكتروني بتقديم تعليم في المكان نفسه أو الزمان نفسه. التعليم التقليدي يستقبل الطلاب في الوقت نفسه والمكان نفسه وهو قاعة الفصل الدراسي أي أنه تعليم متزامن فقط.
4. يؤدي هذا النوع من التعليم إلى نشاط الطالب وفاعليته في تعلُّم المادة العلمية لأنه يعتمد على التعلُّم الذاتي وعلى مفهوم تفريد التعليم. يعتبر الطالب في التعليم التقليدي سلبياً في بعض الاحوال يعتمد على تلقّي المعلومات من المعلم دون أي جهد في البحث والإستقصاء لأنه يعتمد على أسلوب المحاضرة والإلقاء.
5. يتيح التعليم الإلكتروني فرصة التعليم لمختلف فئات المجتمع من ربات البيوت والعمال في المصانع، فالتعليم يمكن أن يكون متكاملاً مع العمل. يشترط التعليم التقليدي على الطالب الحضور إلى المؤسسة التعليمية والإنتظام طوال أيام الأسبوع عدا العطلة ويقبل أعماراً معينة، ولا يجمع بين الدراسة والعمل.
6. يكون المحتوي العلمي أكثر إثارة ودافعية للطلاب على التعلُّم، حيث يُقدّم في هيئة نصوص تحريرية، صُور ثابتة ومتحركة، ولقطات فيديو، ورسومات، ومخططات وغير ذلك. يُقدّم المحتوي العلمي على هيئة كتاب مطبوع يحتوي على نصوص تحريرية.

7. حرية التواصل مع المعلم في أي وقت وطرح الأسئلة التي يريد الاستجواب ويتم ذلك عن طريق وسائل مختلفة مثل البريد الإلكتروني وغرف المحادثة....الخ يحدد التواصل مع المعلم في وقت الحصة.
8. دور المعلم هو الإرشاد والتوجيه والنصح والمساعدة وتقديم الإستثارة . المعلّم هو ناقل وملقن للمعلومات.
9. يتنوع زملاء الطالب من أماكن مختلفة من أنحاء العالم. يقتصر الزملاء على الموجودين في الفصل أو المدرسة أو السكن الذي يقطنه الطالب.
10. ضرورة تعلُّم الطالب اللغات الأجنبية حتى يستطيع تلقي المادة العلمية والاستماع إلى المحاضرات من أساتذة عالميين. اللغة المستخدمة هي لغة الدولة التي يعيش فيها الطالب.
11. يتم التسجيل والإدارة والمتابعة والاختبارات والواجبات ومنح الشهادات بطريقة إلكترونية عن بعد. يتم التسجيل والإدارة والمتابعة وإصدار الشهادات بطريقة المواجهة أو بطريقة بشرية.
12. يسمح بقبول أعداد غير محددة من الطلاب من مختلف أنحاء العالم. يقبل أعداداً محددة كل عام دراسي وفقاً للأماكن المتوفرة.
13. يراعي الفروق الفردية بين المتعلمين، فالتعليم الإلكتروني يقوم على تقديم التعليم وفقاً لاحتياجات الفرد. لا يراعي التعليم التقليدي الفروق الفردية بين المتعلمين حيث يقدم التعليم للفصل بالكامل وبطريقة شرح واحدة.
14. يعتمد على طريقة حل المشكلات، وينمي لدى المتعلم قدرته الإبداعية والناقدة. يعتمد على الحفظ والإستظهار ويركز على الجانب المعرفي للمتعلم، فهو يركز على حفظ المعلومات على حساب نمو مهارات الطالب وقيمه وإتجاهاته، ويهمل أيضاً في الجانب المعرفي مهارات تحديد المشكلات.
15. الإهتمام بالتغذية الراجعة الفورية. التغذية الراجعة ليس لها دور كبير ومهم في العملية التعليمية التقليدية.
16. سهولة تحديث المواد التعليمية المقدمة إلكترونياً بكل ماهو جديد. تبقى المواد الدراسية ثابتة دون تغيير أو تطوير لسنوات طويلة.
صورة التدوينة
التعلم المدمج Blended learning
تمهيد
يتناول هذا الجزء مفهوم التعلم المدمج وعناصره، ويتناول أيضاً أدوات ونماذج التعلم المدمج، مميزات التعلم المدمج، عوامل نجاح التعلم المدمج، بدائل تطبيق التعلم المدمج، العقبات التي تواجه تطبيق التعلم المدمج وكيفية تجاوزها وأبعاد التعلم المدمج.
مفهوم التعلم المدمج
تباينت وجهات النظر حول تحديد إسم هذا النوع من التعلم؛ فبجانب التعلم المدمج (Blended learning) أُطلِقت عليه التسميات الآتية:
التعلم (النموذج) المزيج أو المتمازج أو المخلوط (Mixed model)
التعلم (النموذج) المؤلف أو الهجين (Hyprid model)
التعلم (النموذج) الثنائي (Dual model)
التعلم (النموذج) المتكامل (Integrated model)
ومن هذا المنطلق إختلف الباحثون في تعريفهم للمفهوم وبرز الاختلاف في وجهة نظر كل باحث بميوله نحو الطريقة التي يتبناها في عملية الدمج ولذلك يستحسن عرض عدد من التعريفات حتى يبدو المفهوم بشكل أوضح.
يشير بيرسن وزملاؤه (Bersin and Associates, 2005) إلى أن التعلم المدمج يعد آخر ما تم التوصل إليه في مجال التعليم والتدريس وأنه لا يعدو عن كونه خلـط التعلم الإلكتروني (E-learning) مع الأنواع الأخرى من أساليب التعليم.
ويعرفه كل من جراهام وبونك (Graham and Bonk, 2006) بأنه تقارب يجمع بين التعلم والتعليم بحيث يدمج ما بين إستراتيجيات وطرق الدراسة التقليدية القائمة على التعليم وجهاً لوجه بين المعلم والمتعلم (Face to face) مع إسترايتجيات التعليم الإفتراضية. في حين يكتفي كل من (Mason and Rennie,2006 ) بتعريفهم للتعلم المدمج بأنه محاولة لدمج التعليم وجهاً لوجه مع التعليم عبر الإنترنت.
وتتحدث بعض الدراسات عن أن هذا النوع من التعلم يعتبر النمط الثالث للتعلم الإلكتروني باعتبار أن النمط الأول هو المتزامن والنمط الثاني غير المتزامن والتعلم المدمج هو خليط من هذين النمطين. ويرى الباحث أن هذا التعريف يبدو بعيداً عن مفهوم التعلم المدمج إذ أن كلا النمطين المتزامن وغير المتزامن يعتبران جزءاً من التعلم الإلكتروني.
ويعرفه رتشارد موس (Richard Moos) المذكور في دراسة (الغيث،2008) بأن التعلم المدمج هو ضم ومزج الوسائل المباشرة والوسائل الإلكترونية، ويستطرد ليقول متفقاً مع بيتس أن التعلم المدمج أيضاً يؤدي إلى خفض وتقليل مدة الجلوس في المقعد الدراسي داخل الصف.
ويري (زيتون ،2005) أن التصور الشائع للتعلم المدمج هو دمج وتكامل التعلم الإلكتروني مع التعليم الصفي التقليدي في إطار واحد.
كما عُرف بأنه : أسلوب قائم على توظيف أسلوب التعلم الإلكترونى ومابه من فوائد ومميزات مع نظام التعليم التقليدى وما يوفره من تفاعلات مباشرة وتدريب على أداء المهارات لتحقيق أكبر فائدة على العملية التعليمية.(الصديق،2012 :3-4).
عناصر التعلم المدمج
(مازن،2010 :5)
يحتوي التعلم المدمج على العديد من العناصر التي من الممكن دمجها لنحصل على هذا النوع من التعليم، حيث يمكن دمج أي عدد منها والعناصر هي:
(1) فصول تقليدية.
(2) فصول إفتراضية.
(3) توجيه وإرشاد تقليدي (معلم حقيقي)
(4) فيديو متفاعل أو أقمار اصطناعية.
(5) بريد إلكتروني.
(6) رسائل إلكترونية مستمرة.
(7) المحادثات على الشبكة (Chat).
نماذج التعلم المدمج
(إسماعيل،2009 :100-102)
أ‌. نموذج Vekro للتعلم المدمج:
يشير هذا النموذج إلى الدمج بين بعض إستراتيجيات التدريس التي بين قاعات الدراسة التقليدية وبين أساليب التعلم الإلكتروني، وهو يتناول الدمج على أنه مجرد لصق إستراتيجيات التدريس التقليدية وأساليب التعلم الإلكتروني معاً وليس التكامل بينهما، ومن هنا فإن هذا النموذج لا يعد نموذجاً للتعلم المدمج وإنما هو مجرد تطبيق لنموذج دمج للإستراتيجيات التعليمية، بينما التعلم المدمج يتم من خلال التكامل لإحداث الدمج بين مكونات المواقف التعليمية المتنوعة، وعلى إعتبار أن التكامل يعد جزء رئيسي لإكتساب أي خبرة من خبرات التعلم المدمج.
ب‌. النموذج المطابق Duplicated Model :
ويهتم بتزويد الطلاب بمصادر وقنوات متنوعة لتوصيل وعرض المعلومات بعيداً عن التكاليف المادية، إلا أنه يؤخذ عليه عدم مراعاة مدي مناسبة تلك المصادر والقنوات للدمج فيما بينها ومع أسلوب التعليم التقليدي مما قد يؤدي إلى إرباك الطلاب والتداخل بين المعلومات وتشويشهم خبراتهم.
ج. النموذج المجمع Complex Model :
في النموذج المطابق يكون الإهتمام منصباً على تنوع مصادر وقنوات توصيل وعرض المعلومات برؤية أنه كلما تنوعت مصادر وقنوات توصيل وعرض المعلومات كلما كان ناتج التعلم المدمج أفضل، بينما في النموذج المجمع فإن الإهتمام يكون بالتجميع والتركيز لاختيار أفضل المصادر والطرق والقنوات لتوصيل المعلومات بدلاً من التركيز على كم وعدد تلك المصادر والطرق والقنوات.
أدوات التعلم المدمج
(اسماعيل،2009 :102-109)
يتضمن التعلم المدمج نوعين من مكونات الخدمات والأدوات التي تستخدم لتنفيذه وهما:
أ‌. التعلم المدمج بالإتصال غير المباشر Off-line .
ب‌. التعلم المدمج بالإتصال المباشر On-line .
مكونات التعلم المدمج ذات الإتصال غير المباشر Of-line Component
1.قاعات الدراسة.
2.أماكن تطبيق مهارات التعلم.
3.التدريس وجهاً لوجه والتوجيه أو الإرشاد.
4.المواد التعليمية الورقية المنشورة
5.المواد التعليمية الإلكترونية المنشورة.
6.المواد التعليمية الإذاعية.
وفيما يلي وصفاً موجزاً لهذه العناصر:
1.قاعة الدراسة Classroom :
وتتم فيها عمليات التعلم بتوظيف العديد من الأنشطة ومن بينها:
المحاضرات والعروض التقديمية، التدريس الخصوصي، ورش العمل، حلقات المناقشة، لعب الأدوار، المحاكاة والمؤتمرات.
وعلى عضو هيئة التدريس في بيئة التعلم المدمج أن يحدد أنسب الطرق والإستراتيجيات الخاصة بقاعة الدراسة والتي تلبي إحتياجات الطلاب، مع تحديد المصادر والطرق الأنسب للتكامل مع المكونات الأخرى للتعلم المدمج وتحدد أدوار عضو هيئة التدريس داخل قاعات الدراسة في بيئة التعلم المدمج بالتوجيه والإرشاد أكثر من استخدامه للحوار والشرح التقليدي.
2.أماكن تطبيق مهارات التعلم Workplace learning :
تحدد أماكن العمل بكونها الأماكن التي يتم فيها تطبيق وممارسة مهارات التعلم، ومن ثمّ فإنها تعد البيئة الطبيعية لتطبيق مهارات التعلم، لذا لا يمكن تجاهلها أثناء تصميم وتطبيق التعلم المدمج لأنه يتم في ضوئها تحديد مصادر وقنوات توصيل مواد التعلم المدمجة والتقليدية بما يدعم ويشجع الطالب وينقله إلى الجو الطبيعي للعمل التطبيقي وممارسة المهام الوظيفية. وتحدد أساليب توظيف هذا المكون فيما يلي:
 صياغة أنشطة التعلم في صورة مهام يتم توظيفها أثناء ممارسة التعلم بأماكن العمل بالبيئة المحيطة بالمؤسسة التعليمية.
 يحدد دور عضو هيئة التدريس في كونه المدير والمطور التعليمي .
 تطبيق أُسلوب المشروعات التعليمية.
 تنفيذ الزيارات الميدانية لمواقع سوق العمل لمتابعة تنفيذ المهارات.
3.التدريس وجهاً لوجه والتوجيه والتدريب والإرشاد: ويتم تنفيذ هذا المكون من خلال ما يلي:
 التدريس
 التدريب
 التوجيه والإرشاد
 التغذية الراجعة الدورية
ويعمل عضو هيئة التدريس في التدريس برؤية الخبير التعليمي الذي يتولي نقل المادة العلمية وخبراتها للطلاب من خلال إمدادهم بها بصورة مباشرة، بينما يعمل المدرب على تقديم الدعم للطلاب وتزويدهم بالمهارات التطبيقية والمهام الأكثر تخصصية لتطبيق المعلومات، ويعمل الموجه والمرشد على تقديم الإرشادات والتحفيز والدعم لتطوير الأداء وفي المجال المهني والعمل.
4.المواد التعليمية الورقية المنشورة Distributable print media :
وتتضمن مصادر التعلم الورقية ومن بينها : الكتب والدوريات والمجلات العلمية، وكتب العمل التي يسهل الحصول عليها وتداولها بين الطلاب أو إتاحتها في المكتبات، أو الحصول عليها بتحميلها من الإنترنت وطباعتها كملفات Word أو PDF مما يوفر إمكانية قراءتها في أي وقت وأي مكان مع سهولة نقلها.
5.المواد التعليمية الإلكترونية المنشورة Distributable electronic media :
تتمثل في الآتي:
 شرائط الكاسيت.
 شرائط الفيديو.
 الأُسطوانات المدمجة المسموعة Audio CD
 أقراص الفيديو المدمجة CD Room .
 أُسطوانات الفيديو الرقمية DVD .
6.المواد التعليمية ذات البث الفضائي Broadcast media : وتتضمن مايلي:
• الراديو Radio .
• التلفزيون
ب. مكونات التعلم المدمج ذات الإتصال المباشر On-line Component تتضمن مايلي:
1. المحتوي التعليمي بالإتصال المباشر On-line Learning content :
2. التدريس الإلكتروني والتدريب والتوجيه الإلكتروني.
3.التعلم التعاوني بالإتصال المباشر.
4.إدارة المعلومات بالإتصال المباشر.
5.خدمات الويب التعليمية.
6.التعلم بالموبايل (الهاتف النقال).
وسيتم العرض لكل من المكونات الست السابق ذكرها فيما يلي:
1.المحتوي التعليمي بالإتصال المباشر On-line Learning Content
يتنوع المحتوي التعليمي الإلكتروني في التعلم المدمج بداية من مصادر التعلم البسيطة المنخفضة التفاعلية والتي تتضمن الوثائق الإلكترونية والعروض التقديمية وصولاً إلى المحتوي التفاعلي الذي يتطلب توافر درجة أعلى من إتقان الطلاب لمهارات تكنولوجيا التعلم الإلكتروني وتشمل مايلي:
• مصادر التعلم البسيطة.
• المحتوي التفاعلي.
• دعم الأداء.
• المحاكاة.
2.التدريس الإلكتروني والتدريب والتوجيه الإلكتروني: تتنوع أدوار عضو هيئة التدريس في بيئة التعلم المدمج لتشمل ما يلي:
• مصدر التوجيه والإرشاد فيما يتعلق بدراسة المواد التعليمية.
• توجيه الطلاب نحو تحقيق أهداف التعلم بالحد الأدني المحدد.
• استشاري ومقيم لدرجة تعلم الطلاب.
3.التعلم التعاوني بالإتصال المباشر On-line collaborative learning : تتنوع أساليب التعلم التعاوني بالإتصال المباشر مابين التعاون المتزامن الذي يتم التفاعل فيه بين الطالب والمادة التعليمية وعضو هيئة التدريس في نفس الوقت وغير المتزامن الذي يتم التفاعل فيه في أوقات مختلفة.
ويمكن توضيح خدمات كلا النوعين فيما يلي:
1.التعاون المتزامن ويتم تنفيذه باستخدام الأدوات التالية:
 المحادثات المكتوبة
 المؤتمرات السمعية
 المؤتمرات السمعية المزودة بالصور والرسوم
 مؤتمرات الفيديو
 المؤتمرات متعددة العروض
 مجموعات النقاش
 الفصول التخيلية
التعاون غير المتزامن ويتم تنفيذه باستخدام الأدوات التالية:
• البريد الإلكتروني email
• نقل الملفات FT
• قوائم الخدمة
• صفحات الويب الساكنة SWP
• لوحات النشرات
4.إدارة المعلومات بالإتصال المباشر On-line Knowledge management :
وتتضمن الأدوات والخدمات التالية: قواعد البحث عن المعلومات، الإحتفاظ بالبيانات، إعادة استدعاء الوثائق والملفات، سؤال الخبير والتفاعل معه.
5.خدمات الويب التعليمية: وتتضمن الخدمات التالية:
محركات البحث ومواقع الويب التعليمية
6.التعلم النقال ويتضمن ما يلي:
الحاسوب المحمول Laptops،أدوات الجيب التعليمية PDAS والهاتف المحمول Mobile phone .
مميزات التعلم المدمج
(محمود،2008 :116)
من أهم مميزات التعلم المدمج:
1. خفض نفقات التعلم بالمقارنة بالتعلم الإلكتروني وحده.
2. عدم حرمان المتعلم من متعة التعامل مع معلميهم وزملائهم وجهاً لوجه.
3. تعزيز الجوانب الإنسانية والعلاقات الإجتماعية بين المتعلمين فيما بينهم وبين المعلمين أيضاً.
4. المرونة الكافية لمقابلة كافة الإحتياجات الفردية وأنماط التعلم لدى المتعلمين باختلاف مستوياتهم وأعمارهم وأوقاتهم.
5. الإستفادة من التقدم التكنولوجي في التصميم والتنفيذ والاستخدام.
6. إثراء المعرفة الإنسانية ورفع جودة العملية التعليمية ومن ثم جودة المنتج التعليمي وكفاءة المعلمين.
7. التواصل الحضاري بين مختلف الثقافات للإستفادة والإفادة من كل ما هو جديد في العلوم.
8. المدى ويقصد به إلتحاق أفراد وجماعات من مختلف دول العالم في نفس الوقت على مدى واسع، ويمكن أن يلتقوا في مكان ما في وقت ما بكيفية ما.
9. كثير من الموضوعات العلمية يصعب تدريسها إلكترونياً بالكامل وبصفة خاصة المهارات العالية واستخدام التعلم المدمج يمثل أحد الحلول المقترحة لحل مثل تلك المشكلات.
عوامل نجاح التعلم المدمج
(مازن،2010 :6-7)
1. التواصل والإرشاد:
من أهم عوامل نجاح التعلم المدمج التواصل بين المتعلم والمعلم وذلك لأن المتعلم في هذا النمط الجديد لا يعرف متى يحتاج المساعدة أو نوع الأجهزة والمعدات والأدوات والبرمجيات أو متى يمكن أن يختبر مهاراته لذا فإن التعلم المدمج الجيد لابد أن يتضمن إرشادات وتعليمات كافية لعينات من السلوك و الأعمال والتوقعات، كذلك طرق التشخيص وبعض المهام التي يوصي بها للمتعلم، وأدوار كل منهم بطريقة واضحة ومحددة ومكتوبة.
2. العمل الفريقي:
عندما يتم الإشتراك في تعلم مدمج لابد أن يقتنع كل فرد (طالب ، معلم) بأن العمل في هذا النوع من التعلم يحتاج إلى تفاعل كافة المشاركين، ولابد من العمل في شكل فريق محدد يؤدي فيه كل فرد الدور أو الأدوار التي يجب أن يقوم بها.

3. تشجيع العمل المبهر الخلاق:
لابد في التعلم المدمج أن يُشَجع الطلاب على التعلم الذاتي والتعلم وسط المجموعات لأن الوسائط التكنولوجية المتاحة فيه تسمح بذلك (فالفرد يمكن أن يدرس بنفسه من خلال قراءة مطبوعة، بينما في ذات الوقت يشارك مع زملائه في بلد أخر من خلال الشبكة، أو من خلال مؤتمرات الفيديو في مشاهدة فيديو عن المعلومة)، إن تعدد الوسائط والتفاعلات الصفية تشجع الإبداع وتجود العمل.
4. الاختيارات المرنة:
التعلم المدمج يمكن الطلاب من الحصول على المعلومات والاجابة عن التساؤلات بغض النظر عن المكان والزمان أو التعلم السابق لدى المتعلم وعلى ذلك لابد من أن يتضمن التعلم المدمج إختيارات كثيرة ومرنه في ذات الوقت تمكن كافة المستفيدين من أن يجدوا ضالتهم.
5. إشراك الطلاب في إختيار الدمج المناسب:
يجب أن يساعد المعلم طلابه في إختيار الدمج المناسب (التعلم على الدمج، العمل الفردي، الإستماع لمعلم تقليدي، القراءة من مطبوعة، البريد الإلكتروني كما يقوم المعلم بدور المحفز للمتعلمين حيث يساعد في توظيف إختيارات الطلاب بحيث يتأكد من أن الطالب المناسب اختار الوسيط المناسب له للوصول إلى أقصى كفاءة.
6. الإتصال المدمج المتاح:
لابد أن يكون هناك وضوح بين الاختيارات المتاحة عبر الخط للموضوع الواحد وأن تكون هناك طريقة إتصال سريعة ومتاحة طول الوقت بين المتعلمين والمعلمين للإرشاد والتوجيه في كل الظروف ولابد من أن يشجع الإتصال الشبكي بين الطلاب بعضهم البعض لتبادل الخبرات وحل المشكلات والمشاركة في البرمجيات.

7. التكرار:
التكرار من أهم صفات التعلم المدمج وأحد أهم عوامل نجاحه لأنه يسمح للمشاركين بتلقي الرسالة الواحدة من مصادر مختلفة في صور متعددة على مدى زمني بعيد، فمثلاً يمكن أن يقدم درس تقليدي ، ويمكن تقديم نفس المادة العلمية بطريقة أخرى على الشبكة.
بدائل لتطبيق التعلم المدمج
أشارت بعض الأدبيات التربوية إلى عـدة بدائل لتطبيـق نموذج التعلم المدمج وفيما يلي وصفاً مؤجزاً لهذه البدائل(الصديق،2012 :6-9):
البديل الأول:
ويتم فيه تعلم درس معين من خلال أساليب التعليم الصفي المعتادة ودرس آخر بأدوات التعلم الإلكتروني. ومن ثمَّ يتم تقويم الطلاب من خلال وسائل التقويم التقليدية أو من خلال أساليب التقويم الإلكتروني. ويستند هذا البديل إلى الفرض الذي يشير إلى أن التعلم الإلكتروني لا يناسب تعليم بعض الموضوعات، وبالتالي فإن الأفضل تعلم هذه الموضوعات بأساليب التعليم الصفي التقليدية.
البديل الثاني:
وفيه يتشارك كل من التعليم الصفي مع التعلم الإلكتروني تبادلياً في تعلم الدرس الواحد إلا أن البداية تكون للتعليم الصفي يليه التعلم الإلكتروني، ثم يقوّم الطلبة ختامياً بأساليب التقويم التقليدية أو أساليب التقويم الإلكترونية.
البديل الثالث:
وهو شبيه بالبديل الثاني إلاَّ أن البداية تكون للتعلم الإلكتروني ويليه التعليم الصفي ثم يأتي التقييم الختامي بالطريقة التقليدية أو الإلكترونية .
البديل الرابع:
وهو يشبه كل من البديلين الثاني والثالث إلا أن التناوب بين التعليم الصفي والتعلم الإلكتروني يحدث أكثر من مرة داخل أحداث الدرس الواحد وليس مرة واحدة والتقويم الختامي يكون بإحدي الطريقتين التقليدية أو الإلكترونية.
العقبات التي تواجه تطبيق التعلم المدمج وكيفية تجازوها
(الصديق،2012 :9-10)
علي الرغم من التقدم الكبير في استخدام التعلم المدمج في التعليم والتدريب في أمريكا والدول الغربية إلاّ أن التطبيق في الدول النامية ما زال في مرحلة التجريب إن لم يكن هذا نفسه لم يبدأ في كثير منها ولا شك أن هناك الكثير من العقبات والمشكلات التي تواجه تطبيق التعلم المدمج فيها. وهذه العقبات تتعلق في جانب منها بالتمويل والبنية التحتية وآخر يتعلق بقضايا فنية وثالث يتعلق بنواحي إجتماعية. وفيما يلي حصر لأهم هذه العقبات:-
1. التحدي الفني المتمثل في الحاجة لتعلم كيفية التعامل مع هذه التقنيات الحديثة وصعوبة مواكبة التطور السريع لتقنيات الحاسوب.
2. ضعف البنية التحتية للإتصالات في بعض الدول مما يؤثر سلباً على الإتصال بشبكة الإنترنت.
3. حاجز اللغة حيث أن اللغة المستخدمة بنسبة كبيرة في المنتجات التقنية والمعلوماتية هي اللغة الإنجليزية.
4. العامل الإقتصادي بمستوياته المختلفة سواء المتعلقة بتمويل المشروعات أو على المستوى القومي والفردي من حيث القدرة الشرائية.
5. وجود الممانعة وعدم التقبل للتقنيات الحديثة لدي بعض المعلمين ورجال التعليم.
6. طبيعة النظم التعليمية إذ أن التعليم مرتبط بطرق وأنظمة يجب الإلتزام بها من قبل المعلمين والمؤسسات التعليمية وعدم وجود الرابط بين المناهج وتقنية المعلومات لحداثة الأخيرة.
7. يحتاج التعلم المدمج إلى الحماس والطاقة والإلتزام من جانب الطالب وهذا يتطلب خلق نوع من الدافعية لدى الطلاب.
ولضمان نجاح هذا النمط من التعليم يجب الأخذ في الإعتبار ومراعاة الجوانب الآتية:
1. التعبئة الإجتماعية لدى أفراد المجتمع للتفاعل مع هذا النوع عن طريق وسائل الإعلام المرئية والمسموعة وغيرها وبتثقيف المجتمع بأدبيات التعلم المدمج.
2. ضرورة توفير البنية التحتية لهذا النوع من التعليم والتي تتمثل في إعداد الكوادر البشرية وكذلك توفير خطوط الإتصالات المطلوبة التي تساعد في نقل هذا التعليم من مكان لآخر.
3. وضع برامج لتدريب المعلمين والإداريين والطلاب للإستفادة القصوي من التقنية.
4. السعي لإنتاج البرامج اللازمة وتوفيرها بالنسبة للمؤسسات العلمية والتدريبية.
5. رفع مستوي تعليم اللغات وخاصة اللغة الإنجليزية.
6. تشجيع وتكثيف الدراسات والبحوث حول تقنيات التعلم المدمج وذلك لإيجاد البدائل المناسبة والتي تتناسب مع البيئات المختلفة وكذلك في مجال المواد التعليمية والتدريبية.
أبعاد التعلم المدمج
صنَّف (خلف الله،2010) نظام التعلم المدمج بمجموعة من الأبعاد وفقاً لما يلي:
أ‌. الدمج بين التعليم الشبكي عبر الإنترنت والتعليم التقليدي:
يجمع التعلم المدمج بين أنماط التعليم الشبكي وبين التعليم بحجرات الدراسة التقليدية، فيتم تقديم برنامج تعليمي يقدم مواد الدراسة ومصادر البحث عبر الإنترنت، مع تخصيص جلسات تعليمية داخل حجرات الدراسة بقيادة المعلم.
ب.التعاون الإلكتروني التقليدي:
التعلم المدمج يوفر بيئات تعليمية تعاونية فيستطيع المعلم والمتعلمين التعاون إلكترونياً من خلال مؤتمرات الإنترنت أو بشكل حي مع المعلم بالمؤسسات التعليمية، ممايدعم عامل التواصل والديناميكية أثناء التعلم ويحقق المشاركة المعرفية.
ج. مواد دعم الأداء:
يوفر التعلم المدمج العديد من مواد دعم الأداء والتي تزيد في العائد التعليمي مثل (المواد الإلكترونية بالإنترنت- والمواد المطبوعة- وبرامج تدريبية إلكترونية- وبرامج تدريبية حية مباشرة).
د.الأحداث الحية وجهاً لوجه:
وهي الأحداث التعليمية التي يقودها المعلم بالمؤسسة ويشارك فيها المتعلمون، وهذه الأحداث الحية لا يمكن الإستغناء عنها لثبوت تأثيرها الكبير على المتعلمين ومنها: (جذب إنتباه المتعلمين- جعل الموضوع وثيق الصلة بحياة المتعلمين الواقعية- ترسيخ الثقة لدي المتعلم؛ ثقته في قدراته ومهاراته من أجل الإحتفاظ بالدافع).
ه. تنوع أشكال وإستراتيجيات التعلم:
من خلال التعلم المدمج يتم توظيف أشكال وإستراتيجيات تعليمية متنوعة قد تشمل تعليم إفتراضي تعاوني وفصول تعليمية غير مباشرة للتعلم الذاتي، وكذلك أساليب التعليم القائمة على التعلم الإلكتروني من بعد والتعليم بقاعات الدروس التقليدية وجهاً لوجه والتعليم النشط والتعليم الجمعي والتعليم في مجموعات صغيرة.
و. دمج التعليم النظامي بالتعليم غير النظامي:
من خلال هذا النظام يتم الدمج بين التعليم بالإنترنت والتعليم التقليدي المباشر وجهاً لوجه، والتعليم غير النظامي من خلال الدخول على مواقع تعليمية أخري عبر الإنترنت مدعمة للموضوعات الدراسية وكذلك من خلال التفاعل الحي الفعلي مع المعلم ومع الزملاء.
ز. دمج الكتاب التعليمي التقليدي بالصفحات الإلكترونية:
من خلال هذا النظام يتم الدمج بين الكتاب الجامعي وبين الكتاب الإلكتروني أو صفحات الإنترنت الإلكترونية فيستطيع المتعلم دراسة الكتاب الورقي ومعاودة القراءة والإطلاع وكذلك متابعة صفحات الإنترنت المدعمة بالصوت والصورة والحركة والأشكال والألوان من أجل تدعيم التعليم وصقله من جميع جوانبه.
صورة التدوينة
مراكز مصادر التعلم
تمهيد
نتيجة للتحول الذي يشهده النموذج التربوي من التعلم اموجه بواسطة المعلم والكتاب والمقرر، وبيئات التعلم المغلقة، إلى بيئات التعلم المفتوحة الموجهة بواسطة المتعلم، والمعتمدة على مصادر، وتقديم خبرات تعلم متكاملة من جهة أُخرى فإن أكثر جوانب تكنولوجيا التعليم وضوحاً هو ما يتعلق باقتراح وتنفيذ الحلول لمناسبة للمشكلات التعليمية في سبيل تيسير عملية التعلم. وقد تأخذ هذه الحلول شكل مصادر التعلُّم التي يتم اختيارها وتصميمها وعليه فقد ارتبط استخدام تكنولوجيا التعليم بمفهومها الشامل المعاصر بوجود مراكز مصادر تعليمية تعلُّمية ذات توصيف علمي محدد، الأملر الذي جعل من الأهمية لأي مؤسسة تعليمية أن يكون جزء أساسي بها مخصصاً كمركز لمصادر التعلُّم باعتباره الواجهة الحديثة للعملية التعليمية، وهو محور نشاطها، المساعد على إنجازها بكفاءة وفاعلية.
مفهوم مراكز مصادر التعلُّم
تعددت تعريفات مراكز مصادر التعلُّم في الأدب التربوي ومن أهم التعريفات مايلي:
عبارة عن أماكن لتهيئة التسهيلات للإرتقاء بعملية التعلُّم في مجالات العلوم المختلفة والإهتمامات الشخصية.
كما عرف بأنه: بيئة تعليمية منظمة ومتكاملة تحتوى على عدة مصادر تعليمية بشرية (معلم، متعلم، إختصاصي مراكز مصادر التعلم، فني وسائل تعليمية) ومصادر مادية (سمعية، بصرية، مقروءة، متعددة الوسائط) ونشاطات تعليمية يتفاعل معها المتعلم ذاتياً تحت إشراف وتوجيه المعلم لإكسابه المعلومات والمهارات والاتجاهات بغرض تحقيق أهداف تعليمية محددة.
أما الصالح وآخرون(2003) فقد عرفوا مركز مصادر التعلم بأنه: موقع في المدرسة، أو أي مؤسسة تعليمية أخرى يقدم خدماته لمعلمي المدرسة وطلابها وإدارييها وغيرهم، بحيث تشمل هذه الخدمات توفير مصادر تعليم وتعلم متنوعة مطبوعة وغير مطبوعة وإلكترونية، وإتاحية للشبكة المعلوماتية إضافة إلى خدمات أُخرى مثل إنتاج المصادر والتدريب المهني وغيره من خلال تسهيلات مجهزة وعمليات ومهام محددة مع وجود اختصاصي مؤهل بهدف توفير بيئة تعليمية غنية بالمصادر المتعددة على دمج تقنيات المعلومات والاتصالات في العملية التعليمية.
ويعرف المؤلف مركز مصادر التعلُّم بأنه: بيئة تعليمية تعلمية منظمة ومتكاملة يتلقى فيها الأفراد عملية تعلمهم ذاتياً وفقاً لسرعتهم ومعدلات أدائهم لاكتساب المهارات وتنميتها وبناء الخبرات وإثراء المعارف بغرض تحقيق أهداف تعليمية محددة.


مراحل تطور مراكز مصادر التعلُّم
في أعقاب تبلور مفهوم التعلُّم البصري بدأ الحديث عن موضوع مراكز مصادر التعلُّم وكان ذلك عندما أوصى المجلس التعليمي في نيويورك 1954م بضرورة دمج المكتبات والتعليم البصري في مركز واحد، وبموجب ذلك فقد أصدر تجمع المكتبات بالمدارس الأمريكية في العام 1959م منشوراً أعلن فيه حاجة المكتبة المدرسية إلى إنشاء مراكز مصادر تعلُّم، وفي نهاية عقد التسعينات من القرن العشرين بدأ التفكير الجاد من قبل المؤسسات التعليمية الأمريكية في وضع معايير وأسس محددة لإنشاء مراكز مصادر تعلُّم، ثم بدأت بعض الكليات في إعداد متخصصين في المواد التعليمية بدلاً من أُمناء المكتبات وتبعاً لذلك فقد تحولت عدة أقسام لعلم المكتبات إلى أقسام وسائل اتصال تكنولوجية.
ومنذ ذلك الحين برز مصطلح مركز مصادر التعلُّم (Learning Resources Center)، وهناك ثلاث مراحل مر بها مركز مصادر التعلُّم وأسهمت فيما بعد في بلورة مفهوم شامل لمراكز مصادر التعلُّم وفيما يلي توضيحاً مؤجزاً لهذه المراحل:
المرحلة الأولى:
ارتبط اسم المركز في هذه المرحلة بوجود المواد التعليمية البصرية وأجهزة عرضها مثل الأفلام التعليمية المتحركة وجهاز عرضها، وعليه فقد اقتصرت وظيفة المركز في هذه المرحلة في توفير الأفلام لمن يرغب في استخدامها، وعرف المركز في هذه المرحلة باسم مركز الوسائل التعليمية.
المرحلة الثانية:
تطور المركز من خلال هذه المرحلة ليشمل مواد تعليمية أكثر تنوعاً فدخلت الأفلام الثابتة والتسجيلات الصوتية لتضاف إليها عملية إنتاج الأفلام المتحركة، فضلاً عن ذلك فقد بدأ يظهر ما يسمى بالنشاط الفردي للطلاب في ضوء ما يكلفون به من قبل المعلم.
المرحلة الثالثة:
في هذه المرحلة تغيرت النظرة إلى وظيفة المركز، وتبعاً لذلك فقد أُطلق عليه مركز الخدمات التربوية وتارة أُخرى يسمى بالمكتبة الشاملة.
وهكذا وبمرور الوقت وفي ظل الطفرة التي مرت بها هذه المراكز وظيفياً وتقنياً خرجت من وظيفتها التقليدية كمخزن للمواد والأجهزة التعليمية وتقديم سبل إعارتها إلى كونها مكاناً للتعلُّم والدراسة أي مركز مصادر تعليمية تعلُّمية بما تتيحة للمتعلمين من اطلاع واستماع ومشاهدة، وبما تهيئه من بيئة ملائمة لتوجيه العملية التعليمية.
مسميات مراكز مصادر التعلم
1. مركز الوسائل التعليمية Instructional Materials Center
2. مركز المواد التعليمية Instructional Media Center
3. مركز مصادر التعلم والمعلومات Learning & Information Resources Center
4. مركز الخدمات التربوية Educational Services Center
5. مركز النشاط التعليمي Instructional Activity Center
6. مركز الوسائل السمعية البصرية Visual-Audio Media Center
7. مناهل المعرفة Knowledge Center
8. مركز الوسائط المتعددة Multi-Media Center
9. المكتبة الشاملة Total Library
10. مركز مصادر التعلُّم Learning Resources Center
أهداف مراكز مصادر التعلُّم
- توفير بيئة تعليمية مناسبة لتنمية مهارات التفكير للطلاب من خلال التقصي والإكتشاف.
- توفير بنية تحتية وتسهيلات لازمة للاستخدام المتنوع لمصادر التعلم.
- تلبية إحتياجات الطلاب العاديين وذوي الإحتياجات الخاصة من مصادر التعلُّم بما يتناسب مع خصائصهم من ناحية ومفردات المقررات الدراسية من ناحية أُخرى.
- التشجيع على المشاركة الإيجابية من الطلاب في فعاليات العملية التعليمية.
- المساهمة في إعداد الطلاب لتقبل التغيرات .
- إتاحة الفرصة للتدريب والتوعية لأفراد المجتمع المحيط في المجالات التربوية والاجتماعية والتكنولوجية.


متطلبات إنشاء مراكز مصادر التعلم
1.المتطلبات الأساسية:
- مجتمع المستفيدين من المراكز وهم المعلم والمتعلم والإداريون.
- إدراة قادرة على استخدام وتشغيل كل الإمكانات المادية والبشرية المتوافرة.
- كادر بشري مدرب للعمل في المراكز وكافِ من حيث العدد.
- سياسات وأظمة وتعليمات وقرارات ومعايير لكافة العمليات والأنشطة والخدمات.
- ميزانية كافية لجعل المتطلبات السابقة ممكنة.
2. المتطلبات الفنية:
- الموقع المناسب البعيد عن الضوضاء وقابليته للإتساع أفقياً وراسياً.
- المساحة الكافية والمبنى المناسب هندسياً.
- الأثاث والأجهزة.
- مصادر التعلُّم والمعلومات
أمين مركز مصدر التعلُّم
يطلق عليه أحياناً اختصاصي مركز مصادر التعلُّم، وهو فرد مؤهل ينفذ عمليات المركز ومهامه؛ يشرف على المواد التعليمية المطبوعة والسمعية والبصرية والإلكترونية، وتتنوع مسؤلياته بحيث يمكن جمعها في ثلاث مهام أساسية:

أولاً المهام الإدارية:
- تطبيق ما يرد من الجهات المختصة من لوائح وأنظمة وتوجيهات خاصة بمراكز مصادر التعلُّم.
- التنسيق مع لجنة مركز مصادر التعلُّم في وضع الخطط الفصلية والسنوية التي تؤدي إلى تحقيق أهداف المركز، وتقديمها إلى مدير المدرسة لاعتمادها.
- التشاور مع الهيئة التعليمية في المدرسة لاقتراح ما يحتاج إليه المركز من مصادر التعلُّم بأنواعها والاحتياجات التربوية والتعليمية في المدرسة.
- تعريف المعلمين والطلاب بما يصل إلى المركز من مصادر تعلُّم جديدة.
- إحصاء نشاطات المركز وذلك بتدوين المعلومات الخاصة بذلك في السجل المخصص لهذا الغرض، وإعداد تقرير شهري عن النشاط في المركز وإرساله إلى الإدارة التعليمية المشرفة عليه.
- إعداد جدول لتنظيم زيارة فصول المدرسة للمركز.
- المحافظة على موجودات المركز والعناية بسلامة جميع أنواع مصادر التعلُّم، والتوصية بتجليد كتبه وإصلاح ما يعطب من أجهزته ووسائله.
- إعداد تقرير سنوي عن المركز واحتياجاته وعرضه على لجنة مركز مصادر التعلُّم لمناقشته وإعتماده قبل إرساله إلى الإدارة التعليمية المشرفة عليه.
- التقويم المستمر لمصادر التعلم بالتنسيق مع لجنة المركز والتوصية باستبعاد ما يرى عدم صلاحيته، أما لتقادمه أو لعدم مناسبته لأهداف المركز ووظائفه التعليمية والتربوية.
ثانياً: المهام الفنية
- معاونة المعلمين والطلاب على اختيار مصادر التعلُّم المناسبة والأجهزة التعليمية اللازمة واستخدامها، ومساعدة المعلمين على اختيار الوسائل التعليمية المناسبة وتوفير ما يلزمهم لإنتاج وسائل تعليمية أُخرى.
- تقديم الخدمة المرجعية لرواد المركز وإرشادهم إلى المعلومات المطلوبة حسب مصادر التعلُّم المتاحة.
- العمل على إعداد الفهارس اللازمة لجميع أنواع مصادر التعلُّم المتوافرة في المركز والمدرسة والاستمرار في صيانتها والإضافة إليها.
- العمل على تصنيف مصادر التعلُّم حسب خطة التصنيف.
- تنظيم مصادر التعلُّم وترتيبها في أماكنها الصحيحة بما يسهل تناولها للاستخدام وإعادتها.
- العمل على تطوير مهاراته وتثقيف ذاته في مجال عمله، بمختلف الطرائق والأساليب التي ترفع من كفاياته المهنية.
- عمل قوائم بليوجرافية لما يوجد في المركز من مصادر تعلُّم لها اتصال بالمناهج وإبلاغها المعلمين للاستفاده منها في إعداد الدروس وتوجيه التلاميذ أو الطلاب إلى الاستفادة منها والرجوع إليها.
- استلام مصادر التعلُّم وتسجيلها بالطرائق النظامية الخاصة بها.
- ختم مصادر التعلُّم بختم ملكية المدرسة وختم التسجيل وكتابة الأرقام العامة على كل مصدر.
- الاهتمام بالدوريات (صحف أو مجلات) وتسجيل وصولها في السجل الخاص بها أولاً بأول، ومتابعة المتاخر وصوله منها، والعمل على الحصول على الأعداد الناقصة لإكمال مجموعة المركز.
- تنظيم عملية إعارة مصادر التعلُّم القابلة للإعارة، ومتابعة المعار منها والمطالبة بارجاعها في الموعد المحدد.
- التعريف بما يصل إلى المركز من مصادر تعلُّم جديدة، ومساعدة المعلمين والطلاب في الوصول إلى مصادر المعلومات المتاحة.
- تشجيع الحصص الدراسية على تكوين مكتبات الحصص، وعمل مسابقة لاختيار أفضل مكتبة.
ثالثاً: المهام التربوية والتعليمية
- التعاون من المعلمين في توضيح أهداف المركز ورسالته ودوره في تنمية مهارات التعلُّم الذاتي والتعلُّم التعاوني والقراءة الشاملة، من خلال زيارة الصفوف وعقد اللقاءات وإعداد النشرات وما إلى ذلك.
- مساعدة المعلمين في توجيه التلاميذ والطلاب إلى تلخيص ما يتوصلون إليه من مصادر التعلُّم المختلفة، وتنمية ميولهم البحثية والاستكشافية.
- إعطاء دروس تربوية وتعليمية لرواد المركز والتحضير لهذه الدروس كتابياً عن كيفية البحث عن المعلومات، وتزويد الطلاب بمهارات البحث والاستكشاف ومهارات الاستفادة من نظم المعلومات والتعلُّم الذاتي.
- تقديم المشورة التربوية والفنية للمعلمين في الجوانب التربوية والتقنية لمركز مصادر التعلُّم.
- مساعدة الطلاب في إجراء البحث العلمي وتدريب الطلاب على أساليب البحث وكتابة المقالات وتلخيص الكتب والموضوعات بما يناسب مستوياتهم وقدراتهم.
- إعداد برامج تدريبية للمعلمين على استخدام الأجهزة التعليمية وتنفيذها.
- الاشتراك مع المعلمين والطلاب في إعداد مسابقات وبرامج ثقافية وعلمية وإثارة التنافس بين الطلاب وتقديم جوائز رمزية للطلاب المتفوقين.
- تكوين جمعية مركز مصادر التعلم وتفعيل دورها.
مدير مركز المعلومات
يتوقع منه وفي إطار هذا الدور أن يقوم بالأتي
- ينفذ عمليات التوجيه والتنظيم والإشراف على العاملين بالمركز، والخدمات الضرورية لمقابلة حاجات المتعلمين والأهداف التعليمية للمدرسة.
- يعد خطط الميزانية للمركز.
- يطور خطة تقنية طويلة المدى لأهداف المركز ومهامه وخدماته ونشاطاته تعتمد على رؤية تقنية واضحة لدمج التقنية في البرنامج التعليمي للمدرسة.
- يترجم حاجات المنهج المدرسي إلى أهداف لمركز مصادر التعلُّم.
- يطور معايير لاختيار المصادر المعلوماتية التي تنسجم مع التوجيهات الحديثة لأساليب التعليم والتعلُّم ولا تتعارض مع التصور الإسلامي للكون والحياة.
- يصمم وينفز خطة تقويم مستمرة لبرنامج المركز لضمان جودة خدماته وتحقيق أهدافه والاستجابة للتحديات المستقبلية.
- يُعرِّف الجمهور المستهدف بسياسات المركز وأهدافه وتسهيلاته ومصادره وخدماته من خلال خطة علاقات عامة منظمة.
- يشغل الشبكة الحاسوبية للمركز يديرها بما يضمن سهولة وفاعلية وكفاءة الإتاحة لمصادر المعلومات.
- يطور سياسة إتاحة الوصول إلى المعلومات وإجراءات الاستخدام المقبول التي توضح متى وكيف تستخدم المعلومات قانونياً.
- يدير استخدام المستفيدين للشبكة الحاسوبية في المركز، ويشرف على هذا الاستخدام، ويوجهه لضمان الاستخدام الأخلاقي للمعلومات بما في ذلك حقوق النشر والطبع والملكية الفكرية.
- يدير قاعدة بيانات معلوماتية إلكترونية في أشكال وصيغ مختلفة.
- يطور خطط وأساليب تنمية مصادر تمويل وموارد ذاتية للمركز تدعم مخصصاته المالية للقيام بمسؤلياته.
- يبادر إلى تأسيس وتنفيذ اتصالات رسمية مع مدير المدرسة ومعلميها تهدف إلى تحديد الشراكة في اتخاذ القرارات الخاصة بتنمية مصادر المركز وخدماته وتسهيلاته والتقويم المستمر لأدائه.
- ينظم جداول مرنة لاستخدام التسهيلات والعاملين ومصادر المركز لمقابلة حاجات الطلاب لأغراض البحث والتصفح والقراءة الترويحية.
مهام مركز مصادر التعلُّم
أظهرت الدراسات العلمية أن المعلومات التي يتلقاها المتعلم عن طريق السمع يسترجع منها 13% بعد شهر، أما المعلومات التي يتلقاها المتعلم عن طريق البصر يسترجع منها 75% بعد شهر، ولكن المعلومات التي يتلقاها عن طريق المشاركة يسترجع منها 95% بعد شهر .
يمكن باختصار ذكر مهام المركز العديدة التي تحقق في مجموعها الهدف من إنشاء المركز بالأتي:
1- توفير مصادر معلومات مختلفة ذات علاقة بالاحتياجات التربوية والتعليمية.
2- مساعدة الطلاب والمعلمين في الوصول إلى مصادر المعلومات المتاحة داخل المدرسة أو خارجها.
3- مساعدة الطلاب والمعلمين وتدريبهم على استخدام مصادر المعلومات.
4- تقديم النصح والمشورة لأعضاء هيئة التدريس بالمدرسة حول اختيار الوسيلة التعليمية المناسبة واستخدامها.
5- توفير التسهيلات التي تساعد المعلم في إنتاج وسائل تعليمية بسيطة.


النشاطات التي تمارس في مركز مصادر التعلُّم
- القراءات المرتبطة بالمناهج الدراسية بهدف إثراء موضوعات المنهج.
- القراءة المرتبطة بالتثقيف والقراءة الحرة.
- القراءة المرتبطة بالواجبات الوظيفية المرتبطة بالمقررات الدراسية.
- تنويع مصادر التعلُّم وإعداد مجموعات من المصادر التي تناسب كل صف دراسي، مثل كتب المعلومات، وكتب السلاسل المبسطة، وكتب السير والشخصيات، والموسوعات المبسطة لتنمية اتجاهات الأطفال القرائية، وتنمية مهارة البحث عن المعلومات.
- التركيز على سرد القصص بهدف تنمية مهارة الاستماع الجيد، وتنمية مهارة التحدث والتعبير عن الأحداث والمشاهد والمواقف.
- مشاهدة الأفلام أو الاستماع إلى التسجيلات الصوتية المرتبطة بموضوع مناسب بمستوى الطلاب بهدف تجميع معلومات وحقائق عن هذا الموضوع.
- استخدام برامج الحاسوب بصورة فردية لتنمية مهارة التعلُّم الذاتي.
- التدريب على مهارة الحصول على المعلومات بحيث يستطيع الطالب الحصول على المعلومة التي يحتاج إليها بنفسه في أسرع وقت وأقل جهد.
- ممارسة النشاطات المرتبطة بالقراءة المتمثلة في إعداد البومات الصور، وإعداد مجلات الحائط والمجلات المطبوعة، وإعداد مقالات الإذاعة المدرسية.
- استخدام المواد السمعية والبصرية في تعزيز برنامج مهارات المعلومات، وفي تعزيز ودعم المناهج الدراسية.
- توفير الفرص لمناقشة الكتب في بيئة ومناخ يتسمان بالتشجيع والتحفيز وتنفيذ سياسة المسابقات الثقافية وتقديم الجوائز للفائزين.








صورة التدوينة
المفهوم الشامل لتكنولوجيا التعليم
تمهيد
إذا نظـرنا إلى تكنولوجـيا التعليم في إطـار النظـام التعليمي العام، نجد أنها نظـام فرعـي أو منظـومـة فرعـية ذات أهداف تعليمية تتفق مع أهداف النظـام التعليمي العام، وتحقق أهداف هذه المنظـومـة مجموعة متآلفة ومتفاعلة من العناصر المادية والبشـرية المكونة للنظـام، وتتفاعل منظومة تكنولوجـيا التعليم الفرعية مع عناصر النظام العام وكذلك مع النظم الفرعية الأخرى فـيه (المنظـومات الفرعية) لتحقيق الأهداف المنشـودة.
ويمكن النظـر إلى تكنولوجـيا التعليم بوصـفها نظـاماً أو منظـومة تضـم عناصر متعددة ومتكاملـة لتحقيق أهداف النظـام أو المنظـومـة تتمثل في: العناصر البشـرية، والعناصر المادية، والأهداف ، والمحتوى ، والآلات والمواد التعليمية، والاستراتيجـيات التعليمية، والتقويم.
مراحل تطـور مفهوم تكنولوجـيا التعليم
(المشيقح،2007م)
لا زال هناك خلط بين أحد جوانب تكنولوجـيا التعليم المتمثل في استخدام الآلات والأجهزة التعليمية وبين تكنولوجـيا التعليم ذاتها، فما زلنا نرى استخدام مصطـلح الوسـائل التعليمية والوسـائل السمـعية والبصـرية عند الإشـارة إلى تكنولوجـيا التعليم والعكـس أيضـاً، وهنا نجد أن تكنولوجـيا التعليم تنحصـر في حدود ضـيقة لا تتعدى كونها وسـائل تعليمية.
ولذلك فإنه من الضروري إلقـاء الضـوء على مراحـل تطور مفهوم تكنولوجـيا التعليم عبر السنوات الماضـية لنرى هل بدأت ملامح هذا المفهوم تتحدد وتتضح؟ أم مازال هناك تداخـل بيـنه وبين مفهوم الوسـائل التعليمية ؟
وبداية ليس هناك اتفـاق تام حول بداية تكنولوجـيا التعليم (Instructional Technology) فالبعض يرى أنها تعود إلى عصـر علماء اليونان، والبعض الآخر يرى أنها تعود إلى بدايات القرن العشـرين، وإذا أخذنا بالرأي الثاني نجد أن هذا المفهوم قد مر بالمراحـل التالية:
1. حركـة التعليم البصـري: (Visual Instruction)
أشـار فن عام 1967م إلى أن بدايـة التعليم البصـري كانت في العشـرينيات من القرن العشـرين، وهذه حركـة تعتبر بدايـة تكنولوجـيا التعليم وكـان مفهوم التعليم البصـري أو التعليم القائم على حاسـة البصـر يعتمد على استخدام المواد البصـرية في التعليم بهدف تحويـل المفـاهيم المجـردة إلى أشـياء ملموسـة. وأكدت هذه الحركـة على أهمـية جعل الوسـائل البصـرية عنصراً من عناصر المنهج، ولكن تم استخدام هذه الوسـائل كمعينات تدريـس / معينات بصـرية تعين المعلم على أداء مهمته.
2. حركة التعليم السمـعي البصري: (Audio – Visual Instruction)
ومع تطـور العلوم تم الإهتمام بحـاسـة السمع ونتج عن ذلك إضـافة عنصـر الصـوت إلى الأجهـزة والمواد التعليمية فظـهرت الأفلام المتحـركة الناطـقة وشـرائط الفيديو، ومن هنا ظـهر مفهوم التعليم السـمعي البصـري أو الوسـائل السمـعية البصـرية، وظـل الإهتمام بفكـرة المحسـوسات أي التعلُّم باللمـس والحـس، ومن أوضـح الأمـثلة على ذلك مخروط الخبرة الذي قدمـه Edgar Dale في الخمسـينيات 1954م.
3. مفهوم الاتصـال : (communication concept)ئ
شـهدت هذه المرحـلة تطـوراً كـبيراً في مفـاهيم الاتصـال وتم إدخـالها في مجال التعليم؛ مما كان له الأثـر الكـبير في إيضـاح الأسـس النظـرية لتكنولوجيا التعليم حيث يعتبر الاتصـال من أبرز الأسس النظـرية لمجـال تكنولوجـيا التعليم.
ولقد استفـادت تكنولوجـيا التعليم من مجال الاتصـال حيث أُدخـلت بعض المفـاهيم مثل : مفهوم العملية، ومفهوم النمـاذج. والاتصـال عملية لها مكوناتها الأسـاسـية التي لا يمكـن الإستغنـاء عن أي منها (مرسـل، مسـتقبل، قـناة اتصال، رسـالة)؛ فالرسالة على سـبيل المثـال في عملية الاتصال ليسـت من الكمـاليات بل من أسـاسيات هذه العملية ولا يمكـن حذفها.
وتمشـياً مع هذا الاتجـاه ظـهر مسـمى جديد وهو وسـائل الاتصـال وتم اعتبـار عناصر عملية الاتصـال مكونات في مجال تكنولوجيا التعليم.

4. بداية ظهور مفهوم النظم: (System Concept)
خلال الإهتمام بعملية الاتصال، بدأت ظهور المفاهيم المبكرة للنظم في مجال تكنولوجيا التعليم والتي أكدت على أن الوسائل السمعية البصرية ليست الوحيدة الأساسية في تكنولوجيا التعليم، بل من الضروري وجود نظم تعليمية، إلا أن هذا الاتجاه قد ركز على المنتجات وليس العملية.
5-حركة العلوم السلوكية: (Behavioral Sciences)
كان للعلوم السلوكية تأثير على تكنولوجيا التعليم وبدا ذلك واضحاً بنظرية سكينر Skinner للتعزيز الفوري وتطبيقاتها في التعليم المبرمج في بداية الستينات، فلقد أدت إلى نمو الإطار النظري لتكنولوجيا التعليم والذي يتضح في:
أ‌- التحول من التركيز على المثير المتمثل في الرسالة إلى التركيز على سلوك المتعلم.
ب‌- التحول من استخدام الآلة أثناء التدريس إلى استخدامها في تعزيز سلوك المتعلم المرغوب فيه.
جـ- تقويم المتعلم بناءاً على ما يحققه من أهداف سلوكية.
6- تصميم التعليم: (Instructional Design)
مع استخدام الأجهزة السمعية البصرية في العملية التعليمية مثل أجهزة الفيديو، كانت هناك الحاجة إلى إعداد برامج تعليمية لاستخدامها مع هذه الأجهزة، فظهر ما يسمى بالمواد التعليمية التي تحمل وتخزن المحتوى التعليمي كشرائط الفيديو والأفلام.
ومع تطور مبادئ التعليم المبرمج كنتيجة لظهور الفكر السلوكي، ونظريات السيبرناتيقا، سميت عملية إعداد البرامج والمواد التعليمية باسم تصميم التعليم (Instructional Design)، وهنا بدأ يتضح أن مجال تكنولوجيا التعليم أكثر شمولا واتساعاً من ميدان الوسائل التعليمية، حيث إن تكنولوجيا التعليم تتناول ميدان التصميم التعليمي بأوسع معانيه، ويعتبر التصميم التعليمي محوراً رئيساً لمجال تكنولوجيا التعليم حيث بدأ التصميم التعليمي بالإهتمام بتحديد السلوك المدخلي للمتعلم، وتحديد خصائص المتعلمين، وتحديد الأهداف التعليمية، وتحليل المحتوى... الخ، وبدأ في تبنى مفاهيم جديدة مثل إعداد برامج ومواد تعليمية لا تعتمد على استخدام أجهزة لعرضها.
7-مدخل النظم: (System Approach)
في بداية السبعينات، بدأ الاتجاه الحديث لتعريف تكنولوجيا التعليم على أنها أسلوب منظم مما دعم مفهوم مدخل النظم، فأصبح يُنظر إلى تكنولوجيا التعليم كأسلوب نظم في تصميم النظام التعليمي وتنفيذه وتقويمه وتطويره بغرض تحسينه. فأصبح الإهتمام بكامل عناصر هذا النظام، وبدأت النظرة إلى مدخل النظم من مفهوم العملية (Process) بدلا من مفهوم المنتجات (products) فتم التأكيد على أن تكنولوجيا التعليم عبارة عن عملية وليست أدوات ووسائل، وعلى أهمية استخدام نظم تعليمية كاملة بينها علاقات تبادلية وتكاملية وتأثير وتأثر.
وبالتالي أصبحت النظرة إلى العملية التعليمية بأنها منظومة (منظومة العملية التعليمية) وكذلك إلى تكنولوجيا التعليم (منظومة تكنولوجيا التعليم) وعرفت بأنها طريقة نظامية لتصميم وتنفيذ وتقويم العملية التعليمية في ضوء أهداف محددة، وعلى أساس نتائج البحوث في علوم الاتصال والتعلم الإنساني، وذلك باستخدام مجموعة متآلفة من المصادر البشرية وغير البشرية للوصول إلى تعليم أكثر فاعلية.
8-التطوير التعليمي: (Instructional Development)
وفي بداية السبعينات أيضا، ظهر مفهوم التطوير التعليمي الذي يؤكد على أهمية مفهوم مدخل النظم فيما يتعلق بعمليات تصميم وتنفيذ وتقويم وتطوير عملية التعليم.
وختاما يتضح مما سبق أن تكنولوجيا التعليم استمدت أصولها وأسسها النظرية من مجموعة من الحركات والنظريات والميادين التي أدت إلى تشكيل الأُطر النظرية لمنظومة تكنولوجيا التعليم.
مفهوم تكنولوجيا التعليم
تداخلت المفاهيم المختلفة لتكنولوجيا التعليم (Instructional Technology) من حيث الشمول، الأمر الذي أوجد تعريفات متعددة لها ولعل هذا إن دلّ إنما يدلُّ على مدى اتساع مجال تكنولوجيا التعليم ومدى اختلاف ترجمة المصطلح ونقله إلى اللغة العربية بين الباحثين بسبب الغموض وعدم الإتفاق في مفهوم التكنولوجيا نفسه، فكلمة تكنولوجيا كلمة يونانية الأصل تتألف من الناحية اللغوية من مقطعين (Techno) بمعنى حرفة أو فن و (Logy) بمعنى علم وتصبح الدلالة اللغوية للمصطلح (علم الحرفة أو الصنعة).
تعريف جمعية الاتصالات التربوية لتكنولوجيا التعليم (AECT) للعام 1994م:
"هي النظرية والتطبيق في تصميم العمليات والمصادر وتطويرها واستخدامها وإدارتها وتقويمها من أجل التعلم. (سيلز وريتشي، 1998م).
مما سبق نستنتج أن تعريف 1994م يؤكد على الأتي:
أ- أن تكنوليجا التعليم هي بناء نظري من المبادئ والأفكار.
ب- أن تكنولوجيا التعليم هي عملية تصميم وتطوير شاملة تُستخدم في حل المشكلات التعليمية التعلمية.
ج- أن مجال تكنولوجيا التعليم ذي توجه نظامي يمكن من خلاله تطبيق هذه المبادئ والافكار.
د- أن مجال تكنولوجيا التعليم مهنة يؤديها مجموعة من الممارسين يقومون من خلالها بتنفيز أدوار ومهام معينة في سبيل تحقيق أهداف العملية التعليمية.
ه- إنسجام هذا التعريف مع النظرية والتطبيق على أساس أن العلاقة بين المكونات الخمسة (التصميم، التطوير، الاستخدام، الإدارة، التقويم) ليست علاقة خطية بل هي علاقة متكاملة تتصف بالتفاعل والتأثير والتأثر على مستوى النظرية والتطبيق.














شكل يوضح مكونات مجال تكنولوجيا التعليم
تعريف جمعية الاتصالات التربوية لتكنولوجيا التعليم للعام 2007م:
"تكنولوجيا التعليم هي الدراسة والممارسات الأخلاقية الخاصة بتسهيل التعلُّم وتحسين الأداء، من خلال ابتكار العمليات والمصادر التكنولوجية المناسبة واستخدامها وإدارتها"
وقد جاء تركيز هذا التعريف على عمليات تسهيل التعلُّم والإدارة المهنية والأخلاقية، وهو إمتداد وتطوير للتعريف السابق، يستند إلى نفس الأسس والمبادئ.
ملاحظات حول التعريف:
- تشكل المصادر والعمليات مكون رئيس للمجال ليس على مستوى التصميم وإنما ابتكارها كذلك، مع وصلهما بالتكنولوجيا الملائمة.
- تشكل الدراسة (العلم) والممارسات قاعدة رئيسية للمجال، مع التركيز على الممارسات الأـخلاقية في ظل شيوع المصادر الإلكترونية.
- تم تصنيف العمليات إلى :
(1) عمليات الابتكار تتضمن جميع الخطوات المتضمنة في إنتاج التداخلات والتفاعلات التعليمية وتعني عمليات التصميم، التطوير والتقويم.
(2) عمليات الاستخدام وتتضمن توظيف الاستخدام : الاختيار والنشر
(3) عمليات الإدارة والتي تتضمن تجسيد المشروع وإدارة نظم العرض وإدارة نظم شؤون الموظفين، وإدارة المعلومات.
- تشير كلمة (أخلاقية) في هذا التعريف، إلي أن أصحاب المهن المختلفة يجب أن يحافظوا على مستوى عالٍ من السلوك المهني.
- يقصد بالعمليات التكنولوجية : التطبيق النظامي للمعرفة العلمية أو المنظمة من أجل تحقيق مهمات عملية. أما المصادر التكنولوجية: فيقصد بها المكونات المادية والبرمجيات كالصور والفيديو وبرامج الحاسب ومشغلات الأقراص المدمجة.
- إن الهدف من تكنولوجيا التعليم هو تيسير عملية التعلُّم وتحسين وتجويد الأداء، وبذلك استوعب التعريف عمليات الدعم والتسهيل لحدوث التعلُّم ومن ثمَ ظهور المعلم الميسر في إطار منظومة التعلُّم الإلكتروني.
علاقة تكنولوجيا التعليم ببعض المفاهيم الأخرى
عرضنا فيما سبق لمفهوم تكنولوجيا التعليم؛ إلّا أن هناك خلط بينه وبين مفاهيم أخرى ذات الصلة، ولذلك يجدر بنا إلقاء مزيد من الضوء على أهم الفروق والعلاقات بينها، ومن أهم المفاهيم المتداخلة مع مفهوم تكنولوجيا التعليم:
- تكنولوجيا التربية.
- الوسائل التعليمة.
- التكنولوجيا في التربية.
- تكنولوجيا المعلومات.
1-تكنولوجيا التربية: (Educational Technology)
يكثر الخلط بين مفهوم تكنولوجيا التربية (ET) ومفهوم تكنولوجيا التعليم (IT) ويمكن توضيح الفرق بينهما في ضوء الفرق بين التربية (Education) والتعليم (Instruction):
إن مصطلح التربية أعم وأشمل من مصطلح التعليم؛ فكل عملية تربية تؤدي إلى تعليم وتعلم، لكن ليست كل عملية تعليم تؤدي بالضرورة إلى عملية تربية، فعملية التعليم تدخل في إطار عملية التربية.
وبالقياس يتضح أن تكنولوجيا التربية أعم وأشمل من تكنولوجيا التعليم، فبينما تهتم تكنولوجيا التربية بميدان العمل التربوي فإن تكنولوجيا التعليم تهتم بالعملية التعليمية، ووفقاً لذلك يمكن تعريف تكنولوجيا التربية بأنها طريقة منهجية لتحديد وتحليل المشكلات المتعلقة بجميع نواحي التعلم الإنساني وتصميم وتنفيذ وتقويم الحلول لهذه المشكلات وإدارتها للوصول إلى أهداف تربوية محددة.
أما تكنولوجيا التعليم فهي طريقة منهجية لتصميم عملية التعليم والتعلم (العملية التعليمية) وتنفيذها وتقويمها لتحقيق أهداف تعليمية محددة.
ومما سبق يظهر التداخل بين مفهومي تكنولوجيا التربية وتكنولوجيا التعليم إلا أن تكنولوجيا التعليم مفهوم يندرج تحت (Sub-System) أو في إطار مفهوم تكنولوجيا التربية، ويعتمد هذا الوضع في أساسه على أن مفهوم التعليم (Instruction) يندرج بدوره أيضاً تحت مفهوم التربية (Education)، والشكل التالي يبين مدى التداخل بينهما(2)






مناطق اهتمامات تكنولوجيا التربية وتكنولوجيا التعليم
2-التكنولوجيا في التربية/ التكنولوجيا في التعليم
Technology in Education / Technology in Instruction
يختلط أحياناً مفهوم التكنولوجيا في التربية وتكنولوجيا التربية وكذلك مفهوم التكنولوجيا في التعليم وتكنولوجيا التعليم.
يشير مفهوم التكنولوجيا في التربية إلى التطبيقات التكنولوجية في نواحي الحياة الإنسانية (كاستخدام التلفزيون في المنازل والحاسوب في الشركات والآلة في المصانع).
وكذلك يشير مفهوم التكنولوجيا في التعليم إلى التطبيقات التكنولوجية في عملية التعليم والتعلم كاستخدام الكمبيوتر في تعليم أو تدريس منهج الرياضيات أو منهج اللغة الإنجليزية، وبالتالي يتضح أن التكنولوجيا في التربية/ التعليم تعبر عن استخدام الأجهزة والمستحدثات التكنولوجية في ميدان التربية أو التعليم وهي تطبق هنا كنواتج في الشئون الإدارية أو شئون الطلاب، ومن ذلك يتضح أن هناك فرقاً واضحاً بين تكنولوجيا التربية والتكنولوجيا في التربية، وبين تكنولوجيا التعليم والتكنولوجيا في التعليم.
3-الوسائل التعليمية: Instructional Media
من أكثر المفاهيم تداخلا مع مفهوم تكنولوجيا التعليم، مفهوم الوسائل التعليمية، في كثير من الأحيان نستخدم مفهوم تكنولوجيا التعليم كمفهوم جديد للوسائل التعليمية ولا نضع حدوداً فاصلة بينهما، بل نستخدمهما كمترادفين، ومن هذا المنطلق نشير إلى بعض الملاحظات الهامة:
فالوسيلة التعليمية هي كل ما يستخدمه المعلم أو المتعلم أو كلاهما لتحقيق غاية كتحسين التدريس، وبالتالي فإن الوسائل ليست غايات في حد ذاتها، بل هي أدوات لتحقيق تلك الغايات، والوسائل التعليمية هي المواد والأجهزة والمواقف التي تحمل الرسالة التعليمية وتنقلها إلى المتعلمين لتحقيق أهداف تعليمية محددة.
ولقد تعددت المسميات التي أطلقت على مفهوم الوسائل التعليمية ومنها: الوسائل البصرية، الوسائل السمعية، الوسائل السمعية البصرية، الوسائل المعينة، معينات التدريس، وسائل الإيضاح، وسائل الاتصال، المعينات الإدراكية.
ولقد لقي مسمى الوسائل التعليمية قبولاً لدى رجال التربية عن بقية المسميات الأخرى؛ فهو أكثر شمولاً لمفهوم الوسائل من بقية المسميات التي تعد قاصرة عن التعبير عن الدور الذي يمكن أن تقوم به الوسيلة التعليمية. والوسيلة التعليمية لا تقتصر على الأجهزة والأدوات التعليمية فقط كجهاز عرض الشرائح الشفافة، أو جهاز الحاسوب بل تشمل أيضاً المواد التعليمية التي تحمل المحتوى العلمي لعرضه على الأجهزة كالشرائح الشفافة أو البرمجيات التعليمية.
ومع التقدم العلمي والتكنولوجي الهائل الذي نشهده في العقود الأخيرة في مجال الاتصالات وظهور الأجهزة الإلكترونية وأثرها على الوسائل التعليمية وظهور الحاسوب التعليمي، حدث تداخل بين مفهوم الوسائل التعليمية ومفهوم تكنولوجيا التعليم، واستخدم الكثيرون مفهوم تكنولوجيا التعليم مسمى جديداً لمفهوم الوسائل التعليمية وذلك نتيجة لعدم الفهم الواضح لمفهوم وخصائص ومكونات مجال تكنولوجيا التعليم، وبسبب النظرة القاصرة إلى تكنولوجيا التعليم على أنها الأجهزة الإلكترونية أو المستحدثات التكنولوجية التي تستخدم في ميدان التعليم.
تكنولوجيا التعليم والوسائل التعليمية: الحدود والتداخلات
1- تكنولوجيا التعليم ليست اسماً جديدا لمفهوم الوسائل التعليمية، فالمصطلحان غير مترادفين، ولا يمكن أن يحل أحدهما محل الآخر.
2- جذور كل من المفهومين مختلفة، فجذور مفهوم الوسائل التعليمية ترجع إلى القرن الخامس عشر، في حين أن جذور مفهوم تكنولوجيا التعليم ترجع إلى بدايات القرن العشرين.
3- تكنولوجيا التعليم عملية فكرية عقلية تهتم بالتطبيق المنهجي لنظريات التعليم والتعلم والاتصال ونتائج البحوث المرتبطة لتطوير العملية التعليمية، في حين أن الوسائل باعتبارها أجهزة ومواد وأدوات فهي من الأشياء المادية، وتأتي فاعليتها في إطار علاقتها بباقي مكونات مجال تكنولوجيا التعليم.
4- تكنولوجيا التعليم ميدان أكثر اتساعاً وشمولاً من ميدان الوسائل التعليمية، ويتسع مجال تكنولوجيا التعليم ليشمل مجال الوسائل التعليمية. فالوسائل التعليمية (المجال الأصغر) منظومة فرعية Sub-System تنتمي إلى منظومة تكنولوجيا التعليم الكلية (المجال الأكبر)، ولا يشير ذلك إلى أن المفهومين غير مترابطين بل هما مترابطان في إطار منظومي كامل، وهذا ما يوضحه الشكل التالي:






شكل يوضح الوسائل التعليمية كمنظومة فرعية داخل منظومة تكنولوجيا التعليم.
4-تكنولوجيا المعلومات: Information Technology
أ) تكنولوجيا المعلومات:
ترجع تكنولوجيا المعلومات في الأساس إلى الثورة الصناعية الثانية التي اعتمدت على التكنولوجيا الكهرومغناطيسية Electromagnetic المرتبطة بالتصوير، والترانزيستور، والدوائر المتكاملة Integrated Circuits، والرقائق الدقيقة Micro-chips التي تدخل في صناعة الحاسبات، والألياف الضوئية Fiber-Optics، والأقمار الصناعية Satellites وقد شكلت هذه التكنولوجيات مجتمعة ما يطق عليه تكنولوجيا المعلومات، التي تتمثل في عدة صناعات متقدمة منها:
- صناعة الحاسبات: أجهزة ، وبرمجيات.
- صناعة الاتصال: كابلات، وأقمار صناعية، وأجهزة وبروتوكولات، وبرامج انبثق منها البث الإذاعي والتليفزيون... الخ.
- صناعة الطباعة والنشر الخاصة بالمطبوعات، والجرائد، والدوريات، والأقراص الضوئية المدمجة CD-ROMs وارتبطت وتشابكت تكنولوجيا الحاسبات والاتصالات، مسهلة عملية نقل كميات ضخمة من كل أنواع المعلومات، التي صارت متاحة لكل من المعلم والمتعلم في أي مكان وفي أي وقت؛ مما بزغ عنه بيئة التعلم المرن Flexible Learning.
وقدمت تكنولوجيا المعلومات الكثير إلى البشرية، فلم يعد يوجد مكان بعيد أو منعزل على سطح الكرة الأرضية عن شبكات المعلومات والاتصالات، فأصبح العالم أجمع قرية صغيرة أو كما يقال قرية إلكترونية. وأصبح العصر الذي نعيشه يطلق عليه مسميات كثيرة: عصر المعلومات، عصر الانفجار المعلوماتي، عصر المعلوماتية.... الخ.
وتوجد عدة أشكال لتكنولوجيا المعلومات تتمثل في: الاتصال بالأقمار الصناعية، والإرسال الإذاعي والتلفزيوني الأرضي والفضائي، وشبكات التليفون الرقمية، وأجهزة الكمبيوتر متعددة الوسائط، ومؤتمرات الفيديو التفاعلية، والأقراص المدمجة، وشبكات الحاسب المحلية والعالمية، والواقع الافتراضي، والمؤتمرات الحاسوبية... الخ.
وتعرف منظمة اليونسكو (1992) تكنولوجيا المعلومات بأنها: (تطبيق التكنولوجيا الإلكترونية مثل الحواسيب والأقمار الصناعية... الخ للمساعدة في إنتاج وتخزين واستعادة المعلومات الرقمية والتناظرية وتوزيعها).
وتكنولوجيا المعلومات تعنى الحصول على المعلومات بصورها المختلفة: النصية، والمصورة، والرقمية، ومعالجتها وتخزينها واستعادتها وتوظيفها عند اتخاذ القرارات، وتوزيعها بواسطة أجهزة تعمل إلكترونيا.
وشهد القرن الحادي والعشرين مرحلة جديدة من التغيرات في كثير من ميادين الحياة، ومن أبرزها تكنولوجيا المعلومات والاتصالات التي تولد عنها ما يطلق عليه الموجه الثالثة والتي أدت إلى تغييرات جذرية في المعلومات والحاسبات والذكاء الاصطناعي.
ونتيجة للانتشار الواسع للأجهزة والآلات، توالت النداءات التي تدعو إلى التعلُّم الذي لا يحده مكان أو زمان، ودعوة البعض إلى إلغاء المدارس، ونتيجة الاجتياح السافر لتكنولوجيا المعلومات، فلقد تولد نموذج التعلُّم التكنولوجي المعاصر الذي يقوم على مجموعة الافتراضات الآتية:
1- المعرفة ليست الحقيقة، ولكنها تكمن في مدى ملائمتها للطالب وحاجاته، بحيث يستطيع الطالب أن ينظم المعلومات بطريقته الخاصة، مستخدما ما لديه من خبرات ومهارات.
2- الطالب هو محور العملية التعليمية، وحاجاته هي الأساس في التعليم وجمع المعلومات.
3- حرية اختيار المهارات وتطبيقها من قبل الطالب ضرورة أساسية، تساعده على مواجهة المشكلات؛ لأن الطلاب هم جماعة فاعلة وباحثة، وليس حفظة وكتبة.
4- يتعلم الطلاب حقيقة توافر المعلومات على أشكال مختلفة منها الكتب والدوريات والأفلام والشرائح وبرامج الحاسوب وغيرها.
5- يتوصل المتعلم للمعرفة بجهوده الخاصة، وهناك تركيز على الآلية أو كيفية التوصل للمعرفة.
6- يكون تقويم الطلاب من خلال ما توصلوا إليه من معارف، ومن خلال مقارنة أدائهم بذواتهم، لا بغيرهم من الطلاب.
والمتعلم في عصر المعلومات والإنترنت، يصبح هو المسئول عن تعلمه، وأن يتعلم كيف يتعلم، وأن يعمل على اكتساب بعض المهارات التالية:
أ- تحديد متى تكون هناك حاجة للمعلومات.
ب- القدرة على تحديد المعلومات المطلوبة في موضوعات معينة.
جـ- البحث والوصول إلى المعلومات المطلوبة.
د - تقييم المعلومات واختيار المناسب منها.
هـ- ترتيب المعلومات وتنظيمها.
و- استخدام المعلومات بصورة فعالة ومحققة للأهداف المرجوة.
ولا تعنى تكنولوجيا المعلومات التقليل من شأن وأهمية المعلم أو الاستغناء عنه، فالدور الذي يمكن أن يقوم به المعلم في ظل مدرسة المستقبل هو تطبيق تكنولوجيا المعلومات وأن يكون ناصحاً، ومرشداً، وموجهاً، ومديراً، وقائداً ومستشاراً، وناقداً، ومسهلاً، ومصمماً للمواقف التعليمية، ومساعداً في توفير بيئة التعلُّم المرن والتعلُّم الذاتي والمستمر من خلال تطويره وتصميمه لبرمجيات تعليمية من منظور متطور وبتطبيق معايير تتناسب والعصر الحالي من جهة، وعقيدتنا الإسلامية من جهة أخرى.
وكذلك سيختلف الدور الذي سيقوم به المتعلم من مجرد الاستقبال والإنصات الكامل إلى البحث والاستقصاء بالتعامل مع تكنولوجيا المعلومات المتطورة حتى تنمو لديه القدرة على التجديد، والإبداع، والاعتماد على النفس، والتعاون، والتفكير الناقد، والتفكير الابتكاري.
إن الوضع التقليدي للعملية التعليمية والذي يقوم على التلقين والإلقاء من قبل المعلم والحفظ والاستظهار من قبل المتعلم ما زال مستمراً وملازماً للتطورات العلمية والتكنولوجية في القرن الحادي والعشرين، ومع أن شكل الحياة بدأ يأخذ طابعاً مغايراً عن الماضي، مازالت العملية التعليمية تسير في ثوبها القديم، دون التكيف التام مع التكنولوجيا الجديدة: تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وتكنولوجيا التعليم...
ونحن بحاجة إلى ثورة في التعليم حتى يأخذ التعليم شكل المنظومة التعليمية، ونستبدل بذلك الثوب القديم ثوباً جديداً ليس في درجة جاذبيته الشكلية فقط ولكن فيما يكمن وراءه، أي في جوهر المنظومة التعليمية بمكوناتها المختلفة حتى نساير عصر ثورة المعلومات؛ ولذلك أصبح من الضروري استخدام التكنولوجيا الحديثة القائمة على تكنولوجيا المعلومات وما يرتبط بها من حاسبات وشبكات نقل المعلومات المحلية والدولية لننتقل من حالة التعليم الجامد إلى التعلم المرن Flexible Learning ليبحث المتعلم عن المعلومات بنفسه بهدف اكتساب مهارات التعلُّم الذاتي والتفكير بأشكاله المختلفة والقدرة على حل المشكلات واستخدام أدوات التكنولوجيا التي ستقابله في حياته اليومية.
دور تكنولوجيا التعليم في مواجهة المشكلات التربوية المعاصرة
قبل أن ندخل إلى اسهامات تكنولوجيا التعليم في مواجهة المشكلات التربوية المعاصرة لا بد من إلقاء الضوء على هذه المشكلات التي نجمت بالأساس عن سلسلة تغيرات طالت جميع نواحي الحياة.
وسنعرض بعض هذه المتغيرات واسهام التكنولوجيا التربوية ومن ضمنها التعليم، في حل ما نجم عنها من تحديات وهذه المتغيرات هي
1. الانفجار السكاني:
اذداد تعداد سكان العالم بسرعة هائلة رغم اختلاف نسبة الزيادة من بلد إلى آخر تبعاً للتنشئة الاجتماعية والحالة الصحية والوضع الاقتصادي لذلك البلد، هذه الزيادة انعكست بدورها على التعليم حيث ازدادت الفصول الدراسية ازدحاماً، وقد أدت ظاهرة الازدحام إلى:
أ- الاستعانة بالوسائل الحديثة في التعليم كالإذاعة والتلفزيون وغيرها.
ب- ابتداع الأنظمة الجديدة التي تحقق أكبر قدر من التفاعل والتعلُّم باستخدام الأجهزة.
ج- تغير دور المدرس من ملقن للمادة إلى تهيئة مجالات الخبرة للطالب وتوجيه عمليات التعلُّم وإعداد الوسائل المؤدية لذلك.
د- إعادة تصميم المباني المدرسية وحجرات الدراسية حتى تحقق الهدف من استخدام الوسائل والطرق الحديثة لمواجهة هذه التغيرات.
2. الانفجار المعرفي:
حيث تزايدت العلوم في جميع نواحيها راسياً وأفقياً نتيجة للتقدم العلمي وهذا أدى بدوره إلى ازدياد موضوعات الدراسة في المادة الواحدة كما تفرعت الموضوعات وتشعبت مجالاتها، وظهرت علوم جديدة، هذا الكم والنوع الهائل من المعارف أصبح مشكلة تربوية في حد ذاته. لأن الطفل في هذا العصر عليه أن يلم بمنجزات عصره العلمية، ولكن ماذا يتسع المنهاج المدرسي؟ وهل اليوم الدراسي كافٍ لتعليم هذه المعلومات؟
من هنا يبرز دور التكنولوجيا التربوية في حل هذه المشكلة، حيث يمكن لكثير من الوسائل التعليمية أن تفقد هذه المعلومات في وقت أقصر وبصورة أعم وأشمل، وبطريقة مشوقة تساعد على التعلُّم وفهم المادة والإحاطة بترابط الموضوعات المختلفة مما يؤدي إلى وحدة المعرفة، ومن هذه الوسائل: التلفزيون التعليمي، الحاسب الآلي، التعلم المبرمج وغيرها.
3. التطور التكنولوجي ووسائل الإعلام:
شهد عصرنا تطوراً سريعاً في وسائل الإعلام والاتصال فاق كل تصور وانعكس ذلك على جميع نواحي الحياة الفكرية والثقافية والاجتماعية وظهر ذلك واضحاً في أنماطنا السلوكية.
التعليم وهو واحد من مرافق حياتنا تأثر بهذا التطور الهائل، بحيث أصبح هذا التطور يشكل تحدياً للمدرسة ورجال الفكر التربوي، حيث أن وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة وغيرها أخذت تمد الطفل المتعلم بكميات هائلة من المعارف، وتمده بحصيلة لغوية هائلة وبطريقة مشوقة، ذلك أن هذه الوسائل الإعلامية قد حشدت كادراً مؤهلاً ضخماً يفوق كل ما تقدمه المدرسة ومخططو المناهج المدرسية، وبذلك نرى أن وسائل الإعلام المتطورة قد خلقت تحديات كبيرة للمدرسة والتربية بشكل عام يمكن تجاوزها ولكن كيف؟
أ- أن تاخذ المدرسة بوسائل الإعلام المتطورة في عملية التدريس كاستخدام الأسلوب التربوي وأشرطة الفيديو والأشرطة السينمائية والحاسب الآلي.
ب- التعاون بين المدرسة ووسائل الإعلام المختلفة بحيث تقدم هذه الوسائل الإعلامية ما يخدم تحقيق أهداف التعليم، مثل: تقديم الموضوعات الجديدة التي تساعد في إثراء المنهاج، أو تقديم الجوانب التطبيقية للجوانب النظرية التي تقدمه المدرسة.
ج- أن تساهم المعاهد التربوية في إجراء البحوث العلمية حول وسائل الإعلام وأثارها التعليمية والنفسية بهدف تحسين وتطوير طرق الاستفادة منها.
د- تهيئة التلاميذ في مراحل التعليم المختلفة بالخبرات التي تمكنهم من التمييز بين ما تقدمه هذه المؤسسات واختيار أفضلها.
4. تطور فلسفة التعليم وتغير دور المدرس:
هذا يقودنا للحديث عن هدف التعليم ودور المدرس في النموذج التقليدي ثم في النموذج التكنولوجي الحديث، فهدف التعليم في النموذج التقليدي كان التلقين وحشو ذهن المتعلم بالمعلومات والذي يقوم بهذه المهمة هو المدرس محور العملية التعليمية، بينما في ظل تكنولوجيا التعليم أصبح الهدف الأساسي للتعليم إكساب المتعلم خبرات تؤهله لمواجهة مشكلات الحياة وأصبح بالتالي المتعلم هو محمور العملية التعليمية وتغيير دور المعلم من ملقن إلى موجه ومصمم للتعليم، لذلك كان من الضروري توفير الوسائل التعليمية المناسبة التي تسمح بتنويع مجالات الخبرة، واستغلال جميع وسائل الاتصال التعليمي لتحقيق هذا الهدف.
5. مشكلة الأمية:
ولعل هذه القضية خاصة بالدول العربية ودول العالم الثالث. فهي تقف عائقاً أمام التنمية في جميع مجالاتها الصناعية والزراعية والاجتماعية.
وقد ثبت بالدليل القاطع أن الاقتصار على الطرق التقليدية في مكافحة الأمية لن يجدي، ولذا فإن استخدام جميع وسائل الاتصال التعليمي لهذا الغرض هو أنجح الطرق مع الاستعانة بالأساليب التقنية الحديثة كالأقمار الصناعية حتى يصل التعليم إلى أعماق بعيدة.
6. انخفاض الكفاءة في العملية التربوية:
وذلك نتيجة لازدحام الصفوف والأخذ بنظام الفترتين أو الفترات الثلاث في اليوم الدراسي الواحد.
لذلك أصبحت محاولة رفع مستوى التعليم وتحسين أداء التلميذ مع هذا الازدحام وتعدد المناهج التي ينبغي أن يدرسها التلميذ صعبة للغاية.
لذا أصبحت الضرورة تقضي بالأخذ بوسائل التعليم والتكنولوجيا الحديثة على أوسع نطاق لتقديم الحلول المختلفة.
7. نقص أعضاء هيئة التدريس:
ونقصد ذوي الكفاءات الخاصة في جميع المجالات الذي يتعذر توفيرهم بالأعداد اللازمة لسد احتياجات المعاهد والجامعات ومعاهد البحوث التي يتزايد عددها كل يوم في العالم العربي، وفي الوقت نفسه والذي تعمل المؤسسات العربية على استقطاب الخبرات العربية من خارج العالم العربي، فإن الحاجة تدعو إلى زيادة الاستفادة من هذه الطاقات على أوسع نطاق عن طريق التلفزيون التربوي، أو المسجلات الصوتية وأشرطة الفيديو وبالمثل استخدام الأقمار الصناعية لربط الكثير من الجامعات والمعاهد وإنشاء بنوك المعلومات التربوية التي يمكن عن طريقها تبادل المعرفة ومجالات الخبرة.